اللامعقول فى عالم العقول رقم 17

 فى مزكراته أعترف صلاح نصر بتقصير جهاز المخابرات العامه فى نشر الوعى المخابراتى على عموم الشعب وأن كان حاول تبرير ذلك بكثرة الأعباء على كاهل الجهاز حديث الولاده وفاكر أنى شرحت الجزئيه دى فى سلسلة مقالات الظالم والمظلوم وشرحت خطورتها وسلبيتها

فيه أسطوره تاريخيه بتقول أن فنان رسم لوحه ووضعها فى ميدان عام وترك جنبها يافطه وطلب اللى يشوف خطأ فى اللوحه يعمل علامة صح على اليافطه بدون الأقتراب من لوحته الفنيه وتانى يوم وجد 200 علامة صح على اليافطه فشال اليافطه وحط واحده تانيه وكتب عليها من فضل كل اللى وجدوا خطأ وعملوا علامة صح الألوان أمامهم والفرشات وأرجوهم يصلحوا الخطأ وتانى يوم لم يجد أحد صحح أى الخطأ 

راح هذا الفنان فى بلد تانيه وكرر نفس اللى عمله فى البلد الأولانيه ولما طلب من الناس تصحيح الخطأ تانى يوم وجد أن لوحته كلها متشلفطه ولاتصلح أنها تكون لوحه أساساً

من هذا الدرس الأسطورى تفهم أن فيه ناس تعرف تشاور على الخطأ لكن لاتعرف كيفية أصلاحه ومن حاولوا الأصلاح بوظوا اللوحه لأنهم مش مؤهلين ومش أختصاصيين 

تتعلم من الدرس ده أنك ماتتكلمشى غير فى اللى تكون متخصص فيه بشكل جيد علشان يكون عندك القدره على طرح الحلول ولو طلب منك تنفذ حلولك ماتعكش وتبوظ الدنيا 

يعنى حضرتك متفهمشى السيسى عمل ليه كده مع محافظ القاهره ولا مع شيخ الأزهر من قبله لأن السيسى كان عارف قبل مايعين محافظ القاهره أمكانيات هذا الرجل وعارف حجم الفساد فى المحافظه لذلك أعطاه لواء جيش مشهود له بالطهاره ونظافة اليد وقال للمحافظ المكان اللى عاوز تطهره حط فيه هذا اللواء فحطه فى حى العتبه وبعدها كلنا شفنا حريق العتبه وفهم المحافظ أن الفاسدين فى العتبه مش عاوزين هذا اللواء فنقله لحى آخر وتكرر نفس المشهد فنقله لديوان عام المحافظه فأرتبكت المحافظه بالكامل فأضطر المحافظ لنقله لجراج الأوبرا

طبعاً كل ده كان أمام الأجهزه السياديه وتحت أعينها وبيتقدم به تقارير للسيسى ونجح السيسى بذكائه المخابراتى فى كشف كل مفاصل الفساد فى محافظة القاهره بدون مايشعروا وطبعا كانت كلمة السيسى للمحافظ رسالة أنذار لكل الفاسدين فى محافظة القاهره مش للمحافظ اللى مايقدرشى عليهم لوحده وكده وصلت رساله للكل رئيس الدوله عارف دبة النمله وهو ده بالظبط اللى حصل مع شيخ الأزهر وللأسف الكائنات الفيسبوكيه التى لاتعلم شئ عما يدور خلف الغرف المغلقه أدلت بدلوها وكل واحد عنده جردل أدل بجردله وممكن يبوظوا اللوحه زى ماقلتلك فى القصه الأسطوريه وأكيد حضرتك دلوقتى عرفت الدروس المستفاده وماتتدخلشى فى اللى مالكشى فيه وتقعد تتفرج وتستمتع بالأداء فقط لحين كشف كل الأوراق أمامك لكن تدلو بدلوك بدون علم تبقى بتبوظ فى اللوحه 

الشهوات أنواع هناك حب شهوة المال وهناك حب شهوة المنصب والسلطان وتلاحظها كويس فى جمله بسيطه تخرج أحيانا عفويا أنت مش عارف بتكلم مين ومن الشهوات تستطيع أجهزة المخابرات السيطره عليك 

حديك مثال بسيط مثلا لشاب بدأ نجمه يلمع ويبرز ولفت إليه الأنظار أتوماتيكيا  كل أجهزة المخابرات تحطه تحت عنيها حسب موقعه وحسب طموحاته وتحاول تبحث عن ثغرات تنفذ له منها للسيطره عليه وبتكلم فى العموم وتعالى أديك مثال

مش ملاحظ أن أى رئيس دوله أمريكى بيوصل للحكم بتطارده أما فضائح أخلاقيه أو فضائح ماليه أو فضائح جنسيه وقد تتسأل هو مفيش حد فيهم نظيف أو أزاى وصل لكرسى الحكم وهو كده

فيه حاجه فى أى جهاز أمنى أو مخابرتى أسمها دولاب المباحث يعنى أى حادث أو أتهام حتى لو تم التصالح فيه بيتم حفظ سبب الأتهام فى هذا الدولاب وكان زمان دولاب النهارده أصبح هارد ديسك أو فلاشه أو جهاز تخزين معلومات 

بناءاً على تحليل شخصيتك ودراسة طموحاتك أبدأ التعامل معاك ولو لم أجد لك شئ أمسكه عليك أبتدى أخلقه لك فلو بتحب الجنس أحط فى سكتك واحده تعمل معاها علاقه أو أورطك بطريق غير مباشر فى أى عمل غير أخلاقى وأحفظ كل داخل  دولاب البحث أو دولاب المباحث 

لو وصلت لمركز مرموق أو حساس أجيب ملفاتك من دولاب البحث ومن خلال سلبياتك أستطيع السيطره عليك أو أبتزازك لتنفيذ رغباتى المهم يكون عندى سلبيه لك علشان أعرف أسيطر عليك وده عرف معمول به فى كل أجهزة المخابرات وللأسف الشديد مباحث أمن الدوله أستخدمت هذا الأسلوب مع معظم المناصب فى عهد مبارك لضمان ولائهم لمبارك ووضحتلك فى المقال السابق أزاى تحول جهاز أمن الدوله لحماية نظام الرئاسه وليس حماية الدوله

ممكن يخيل لك أن كلنا لنا ملفات فى دولاب المباحث أو كلنا مرصودين أو كلنا ممكن نقع ونندرج تحت التجنيد المخابراتى سواء الموالى أو المعادى بقصد أو بدون قصد لكن فى أحدى جلاستنا مع قياده أمنيه رفيعه طلبنا الشرح العملى فقال وأعطى مثال عليا شخصيا وقال لفظيا بهاء رغم أن الظروف القاسيه ورغم أن الزمن دايس عليه لكن يصعب السيطره المخابراتيه عليه لأنه عنده وعى مخابراتى بكثرة قرائته لكتب المخابرات وليس لديه شهوة السلطه أو شهوة المناصب لذلك يصعب أختراقه ويصعب السسيطره عليه مخابراتيا لأنه ممكن بثقافته يحلل أن كان هذا العمل ضد بلده أو معها 

من هنا تفهم أن الفقير القانع وصاحب الطموح المساوى لأمكانياته وقدراته يصعب أختراقه مخابراتيا لكن فى المقابل ممكن شديد الوطنيه وحبه الجارف لبلده ممكن يوقعه فى الخطأ ضد بلده حتى بدون شعور وحديك مثال 

نشر أخبار كاذبه مفبركه  عن جيش بلدك أو أجهزتها المخابراتيه بفروعها لصنع أمجاد لها حتى لو بطريق منشور أو مقال أو بوست أعجبك ممكن تكون نتائجه سلبيه عن مصداقية هذه الأجهزه ومع التكرار  تفقد هذه الأجهزه مصداقيتها عند شعبها وبالتالى عند نشر أى سلبيات لها ونتيجة أنك أقتنعت بكذبها أتوماتيكيا تصدق الكذب ولا تصدق بيناتها الحقيقيه الصادقه لذلك تجد الأخوان لايصدقون كل ماينشروعندهم مقاومه نفسيه

طيب تعالى نشوف طرق تأثير تانيه على المتلقى العادى البسيط

لو حضرتك كنت شاهدت مثلا أى مسلسل تركى أو هندى ستجد فيه نسبة الرومانسيه مرتفعه والمشاعر فيه ملتهبه وده شئ طبيعى فى تكوين البشر الميل للحب والرومانسيه وتلاقى الموضوع ده مرتفع عند السيدات بحكم طبيعتهم الجنس الناعم الحبوب اللى بيحب الحياه الورديه ومشاعر الرومانسيه أكتر عند السيدات ولما تشوف ده فى مسلسل يومى يخترق البيوت تبدأ المقارنه ومن ثم تشعر بالظلم وتشعر أنها محرومه من أبسط حقوقها وحتى اللى مش محرومه مع التكرار تبدأ فى المقارنه وعاوزه زى اللى فى المسلسل وهنا تبدأ حالة الحب والمتابعه لهذه النوعيه من المسلسلات ثم تفاجأ فيها بعلاقات مشبوهه وتحليل علاقة المحارم وأزاى تلاقى مبرر أن واحده تحب جوز أختها بحجة الحرمان أو واحد يحب عمته أو خالته القريبه فى السن طالما وجد فى القدوه التبرير ومن هنا دائما نحذر من المبررين وتبريراتهم المعسوله ولو نظرت للشيطان وطريقة وسوسته لن تجد خططه بعيده عن ذلك أنما دائما يخلق لك المبرر

تبدأ حالة أرتباطك بكل ماهو تركى وتسمى بنتك جولنار وأبنك تسميه مهند وتبدأ فى أولى خطوات قابلية الأحتلال الثقافى بالتخلى عن ثقافتك الموروثه وعاداتك وعادات أجدادك الأولين ورويدا رويدا تبدأ حضرتك تعشق كل ماهو تركى من أسماء ومنتجات وأماكن سياحيه وثقافه وعادات وتقاليد وتنظر للشأن التركى نظرة أنبهار وأعجاب 

العراقيين قبل الأحتلال الأمريكى لبلادهم تم غزوهم بنفس الطريقه ومارست المخابرات الأمريكيه عبر وسائل إعلامها نظرية قابلية الأحتلال الأندماجى وهى نظريه مخابراتيه قديمه متبعه منذ قديم الأزل لكن وسيلتها الآن الأعلام والأفلام والمسلسلات لذلك كان طبيعى جدا العراقيين يستقبلوا الأمريكان بالفرح والزغاريد ووقفوا يصفقون لتحطيم تمثال صدام وكأنه هو اللى كان مانعهم من الأستمتاع بالقافه والحريه الأمريكيه ولم يفيقوا من غيبوبتهم إلا أمام الأمر الواقع المرير بعد أن فقدوا من خيرهم مليون شهيد على آيادى الأمريكان ودواعشهم وفاقوا بعد فوات الآوان ولو سألتهم النهارده تجدهم يبكون بدل الدموع دماء 

أصابعى بدأت تؤلمنى فنكتفى بهذا القدر على وعد بلقاء متى شاء الله وشكرا لفريق مصر أم الكون على تعاونه معى وشكراً للأخوه الصحفيين المشاركين فى هذا العمل وشكراً لكل من يساعد فى هذا الملف الحساس وشكرا جزيل الشكر لفلانى الفلانى الذى أعطانا الجرأه بتشجيعه المعنوى على أختراق هذا الملف

فريق مصر أم الكون

جنرال بهاء الشامى