السبت، 26 يناير 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 27

" الهجرة إلى الحبشة " " أ "
بلغ اضطهاد المشركين للمسلمين أقصي مداه ، وشق على المصطفي ما يصيب أصحابه من البلاء ، وأنه لا يقدر علي أن يمنعهم منه ولم يؤمر بقتال ، فنصح لهم قائلاً:
"
لو خرجتم إلي أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد ، وهى أرض صدق ، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه".
فخرج الفوج الأول من مهاجرة الحبشة ، وفيهم "رقية" بنت المصطفي وزوجها "عثمان بن عفان".
وابن خالها ، "الزبير بن العوام بن خويلد الأسدى" ..
ومعهم من بنى هاشم: "مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف".
ومن بنى عبد شمس ، "أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة" ، أخو هند وصهر أبي سفيان بن حرب ، تصحبه امرأته "سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرى".
ومن بنى زهرة أخوال المصطفي ، "عبد الرحمن بن عوف".
ومن بنى مخزوم ، "أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال" ، ابن عمة المصطفي: "برة بنت عبد المطلب". ومعه امرأته "أم سلمة" ، "هند بنت زاد الركب أبي أمية بن المغيرة المخزومى" التى تزوجها المصطفي بعد وفاة "أبي سلمة" من أثر جرح أصابه في أُحد ...
وفصَل الركب من مكة مودعاً مغانى الصبا وديار الأهل ، وأخذوا طريق الجنوب وقد طاب لهم أن يكتووا بنار الغربة في سبيل دين آمنوا به ، والتمسوا العوض عمن فارقوا من الأهل والأحباب ، في هؤلاء الصحب الكرام ، رفاق السفر والإخوة في الدين والهجرة ...
ورحبت الحبشة بالمهاجرين الأولين ، ثم ما لبثت أن استقبلت أفواجاً جديدة من الصحابة المسلمين ، فيهم ، "جعفر بن أبي طالب" ابن عم المصطفي ، وامرأته "أسماء بنت عميس".
و"عمرو بن سعيد بن العاص الأموى" وأخوه "خالد".
و"عبد الله بن جحش" ، ابن عمة المصطفي: "أميمة بنت عبد المطلب" ، ومعه امرأته "أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب".
و"عامر بن أبي وقاص الزهرى" ، و"السكران بن عمرو العامرى" ومعه امرأته "سودة بنت زمعة بن قيس" التى تزوجها المصطفي بعد عام الحزن ..
وبلغت عدتهم ثلاثة وثمانين رجلاً ، خرجوا من ديارهم وأموالهم مهاجرين بدينهم ، وجاءت الأنباء من الحبشة أنهم وجدوا فيها داراً ومأمناً.
وجن غيظ قريش ، فندبت اثنين من دُهاتها: "عبد الله بن أبي ربيعة" ، و"عمرو بن العاص بن وائل" ، لكى يفسدا ما بين "النجاشي" وبين المهاجرين المغتربين ، ويحتالا عليه حتى يخذلهم ويسلمهم إلي قومهم.
وبعثت معهما الهدايا مما يُستطرف من أسواق مكة ، رشوة إلى "النجاشي" وبطارقته ، فانطلقا بها على مرأى ومسمع من المصطفي عليه الصلاة والسلام ، ومن بقي إلى جانبه في مكة من أصحابه وآله.
وأشفق "أبو طالب" علي من بأرض الحبشة - وفيهم ولده "جعفر" ، وابن عمه "مصعب بن عمير" ، وولدا ابنتيه "برة وأميمة" ، و"رقية بنت المصطفي" ، حفيدة أخيه عبد الله - من مكيدة "عمرو" وصاحبه ، فأنشد قصيدة يستثير فيها كرم "النجاشي" ومروءته ويحثه على أن يحمى جواره ، فهزت قريش رأسها لما سمعت نداءه ، وقال قائلها مستهزئاَ: ما يبلغ صوت الشيخ أبي طالب من مكيدة "عمرو" وصاحبه؟ وما تجدى الكلمات والأشعار ، مع الهدايا التى حملاها من مكة إلي "النجاشي" وبطارقته؟
**********
عزيزى القارئ:
_________
شَقَّ: جهد ومشقة - صعب وثقيل - فلق - قطع - فتح ثغرة - ظهر
يُستطرف: طريفة - نادرة - مستحسناً - يستملحها
عزيزى القارئ:
_________ 
كاتبتنا "بنت الشاطئ" عرضت علينا العديد من أسماء من كانوا في الهجرة الأولي للحبشة حسب رأى رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه .. وهذا من المرات النادرة أن يتم استعراض الأسماء لهم بشئ من التفصيل وصلات القرابة والمصاهرة بينهم والبعض وكذلك صلتهم مع النبي وقبائل قريش .. سلام الله عليهم جميعاً .. وهذا ما يجب أن نعرفه والأبناء عن الأوائل الذين فروا بدينهم وإيمانهم لأرض الله الواسعة.
وإليك رابط فيديو مبسط "كرتون إسلامى تربوى" يصلح للصغار والكبار مدته 1:15 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
نستكمل سطور جديدة من حياة السيدة الكريمة "آمنة بنت وهب" والسيد الفاضل "عبد الله بن عبد المطلب" والدى رسول الإنسانية عليه أفضل الصلاة وأتم السلام .. ورضي الله عنهما
وسكت "عبد الله" ولم تتكلم "آمنة" وراحا يفكران في أمر تلك النسوة ، وإذا ب "آمنة" تقطع حبل الصمت فجأة طالبة من زوجها أن يعيد عليها ما قالته رقية بنت نوفل ، فتساءل مرتاباً من إهتمام زوجته بالأمر:
-
ولم تسألين عن رقية هذه بالذات؟
فأجابته في جد: ستعرف بعد قليل ، فهلا أعدت علىَّ ما قالته رقية؟
وأمام ذلك الاصرار وتلك الجدية قال:
-
لقد سألتها: مالكِ لا تعرضين على اليوم ما كنتِ قد عرضته على بالأمس. فأجابتنى: لقد فارقك النور الذى كان معك فليس لي بك اليوم حاجة.
ومرت فترة وجيزة من الصمت ، وتنهدت "آمنة" ، وسرحت بخيالها البعيد ، ثم قالت:
-
والله يا ابن العم إنى لأرى لهذا الأمر ما بعده ، فرقية هذه هى أخت "ورقة بن نوفل" ، وهو كما تعلم قد تنصر وإتبع الكتب وقد بشر بأن سيكون في هذه الأمة نبي جديد.
فحدق "عبد الله" في زوجه ملياً ثم هتف:
-
ترين يا "آمنة" ... أننا ...
ولم تدعه يكمل ولجأت إليه تلتمس فيه الحماية والراحة
وراح الزوجان الخالدان يستغرقان في حلم شائق مثير أخذا يستعيدان فيه كل ما كانت الجزيرة العربية تمتلئ به من شائعات وإرهاصات عن النبي المنتظر.
ونامت آمنة ليلتها هذه لكنها لم تكف عن الرؤيا التى ألمت بها ، و"عبد الله" إلي جانبها.
وإستيقظت العروس ...
عزيزى القارئ .. ما هى الرؤية؟! .. فرغم أن هذه الواقعة ليست المرة الأولي التى أستعيدها إلا أن مشاعر فياضة ودموع تترقرق لرزق الله المنتظر للكون ولنا .. #الحمد_لله .. أستسمحكم أن نتوقف هنا ونتعرف على الرؤيا في اللقاء القادم إذا شاء رب العالمين .. وبإذنه تعالى
صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول الله وأشرف خلق الله

 فريق مصر أم الكون

خديجه حسين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق