الأربعاء، 13 فبراير 2019

مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 35


عوده بشوق ولهفه تجمعنا على حب الوطن لنستكمل ماتوقفنا عنده بعد خروجنا عن مضمون السلسله وأتكلمنا فى قصة لوسى آرتين وحريم السلطان واليوم نعود لأستكمال الصراع داخل المطبخ السياسى




كان مطبخ السلطه قد صنع دوائر ومفاتيح تبدأ وتنتهى عند مبارك  الذى بدا أحيانا بلا بديل كما كان يقدم نفسه كرئيس حريص على صنع الأستقرار والأحتفاظ بنظام يجمع بين مدارس إقتصاديه متناقضه وحتى عندما كان يعد الشعب بالأصلاح الأقتصادى كان بيكون فى مضمونه أصلاح سياسى لتغيير وزير بآخر دون تغيير فى سياسة البلد الأقتصاديه مثل التعليم تماما عندما كان يتحدث عن أصلاح منظومة التعليم كنا نفاجأ أنه ينحصر فى شيل سنه سادسه لا والنبى رجعها  وكده طورنا التعليم ليأتى من بعده حاكم آخر يجد البلد مهلهله وضائعه وهنا أتسآل ماذا كان سيفعل النابغه جمال مبارك ووالده خربها وقعد على تلها ومبارك نفسه أعترف فى أحدى جلساته الخاصه أنا مش عاوز أبنى يحكم من بعدى حسلمه خرابه




دخل رفعت المحجوب فى مواجهه ساخنه فى أوائل عام  1988 م ضد أبرز مؤيدى الخصخصه وقتذاك وزير السياحه فؤاد سلطان الذى طالب بهدم وبيع فندق سان ستيفانو بالإسكندريه ورد عليه رفعت المحجوب قائلاً اليوم سوف نسمح ببيع الفنادق وغداً نسمح ببيع المصانع والشركات والمستشفيات




 كان المحجوب يعلن رفضه لتصفية القطاع العام أو إلغاء مجانية التعليم والحق يقال أنه دخل فى مواجهات مع ياسين سراج الدين زعيم المعارضه وقتها الذى كان يتبنى الأقتصاد الحر وكان حزب الوفد يتخذ موقفا معارضا لرفعت المحجوب الذى واجه سراج الدين فى قضية التعليم المجانى وقال له إنه وعدد من أعضاء الوفد يمتلكون مشروعات خاصه فى التعليم ويدفعون نحو تصفية القطاع العام تمهيدا لتفكيكه وهدمه




لم يكن ياسين سراج الدين وحده بل كان معه أيضا تيار داخل حزب الوفد ينسق مع أفراد داخل النظام يدفعون نحو تبنى الرأسماليه وشنوا هجوما على القطاع العام والكثير من القطاعات التى أعتبروها نتاجا للحكم الشمولى الناصرى كما يرددون وتبنت صحيفة الوفد تحت رئاسة تحرير مصطفى شردى حمله مضاده للقطاع العام ومسرح الدوله والسد العالى تزامن ذلك مع تزايد عدد نواب الوفد فى البرلمان وكان منهجهم الخصخصه التاتشريه نسبةً لمارجريت تاتشر رئيسة وزارء بريطانيا وقتها وإقتصاد السوق وأمتدت الحمله إلى السد العالى أكبر إنجازات عبدالناصر




                                        ياسين سراج الدين 

كانت جريدة الأهالى بتاعة حزب التجمع واليسار تدافع عن عهد عبدالناصر بوصفه عصر السياده القوميه بينما الوفد تروج أنه عصر الدمار


                    فيليب جلال                                  
نشر وقتها  فيليب جلاب رئيس تحرير الأهالى كتابه هل نهدم السد العالى  قدم فيه مرافعة عن مزايا السد العالى وكيف حمى مصر من الجفاف والفيضانات ووفر كهرباء للتصنيع ومعاك رابط الكتاب من على موقعى للبرامج



المدهش يامؤمن ياموحد بالله أن حزب الوفد وجريدته أيدوا شركات توظيف الأموال وأتفقوا فى هذا مع رفعت المحجوب وجمعتهما المصالح التى أتاحتها شركات توظيف الأموال التى لم تكن لها علاقه بالأقتصاد الحر




وكان هناك تيار سياسى يلعب بكل الأوراق ويحرص على بقائه بالتحالف مع أنصار الدوله الشموليه وأنصار الأقتصاد الحر والتيارات الإسلاميه وهدفه الإبقاء على النظام السياسى مستقرا وبقاؤهم حوله




مبارك الذى كان يعتبر نفسه رمزا للأستقرار واخدلى بالك أنت ياحسين ترك الجدل دائراً خاصة أن صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ونادى الدائنين فى باريس كانوا يضغطون على مصر لتبنى روشتة الخصخصه حتى يمكنها أن تجدول ديونها وتستفيد من برامج القروض والمعونات ووجد من صالحه أن تتصارع الأحزاب شكلياً ضد بعضها بينما يواصل توجهاته المتناقضه






أنحازت جريدة الوفد ضد القطاع العام بينما كان الدفاع عن الثوره والتوجه الأشتراكى يأتى من جريدة الأهالى وحزب التجمع الذى كان يضم اليسار والناصريين وكانت جريدة الأهالى تحاول البرهنه على أن القطاع العام يمكن لو أحسنت إدارته أن يكون سنداً للأقتصاد وأن القطاع يجرى تخريبه عمداً لبيعه وأن القطاع الخاص عليه أن يبحث لنفسه عن مشروعات تكون إضافه وألا يكتفى بالصناعات الأستهلاكيه والصناعات الهامشيه  كالآيس كريم واللبان والكراتيه والشيبسى وبسكويت الشمعدان لو فاكرين  أما داخل الحزب الوطنى كان كلا التيارين مستمرين المحجوب مع الدوله الأشتراكيه وفؤاد سلطان وعلى لطفى ومن بعده عاطف صدقى مع إصلاح إقتصادى وتفاوض مع صندوق النقد وفى نفس الوقت صدرت قوانين تتيح حرية السوق والأسعار بينما الرواتب والأجور فى الحكومه والهيئات العامه بقيت بلا تناسب مع الأرتفاعات فى الأسعار




                 حسين كامل بهاء الدين                            

كان فيه محاوله لترشيد الأنفاق والدعم الحكومى  وأستقدم مبارك خبراء من الخارج ومستشارين نصحوه بإلغاء الشهاده الأبتدائيه لتقليل أعداد التلاميذ وخلق سنه فارغه فى الثانويه فى نفس الوقت تم السماح على البحرى  للمدارس الخاصه التى كانت أنواعا وأشكالا خاصه لغات وأخرى أجنبيه وثالثه لا تخضع لقوانين الدولة فى المصروفات والمناهج وتجمع بين أنظمه مختلفه والنتيجة خليط غير متجانس من التعليم الحكومى والخاص والأجنبى ينعكس فى إنتاج خريجين بلا إمكانات وعقول خاويه ومانعانيه الآن فى طرق الكتابه خير دليل وعندنا ناس حاصلين على مؤهلات عليا وبيكتب نحنو وسيدة مصر الأوله والمسخره اللى بتشوفوها على النت




ما جرى فى التعليم جرى مع ملف العلاج الذى تم إهماله تماما وبقيت المستشفيات الحكوميه المركزيه والعامه بلا تطوير وأنخفضت موازنة الصحه مقارنة بالإنفاق وتراجعت أحوال المستشفيات العامه وأصبح المجتمع منقسم طبقياً وتعليمياً وتدهور مستوى التعليم ومستوى العلاج والغريب أن فتحى سرور كوفئ بعد ذلك برئاسة مجلس الشعب خلفا لرفعت المحجوب الذى تم اغتياله فى نوفمبر 1990م




وكان شهر أغسطس 1990م فارقاً فى تاريخ مصر والعالم العربى بل والعالم كله فماذا حدث هذا موعدنا معه فى الحلقه القادمه متى شاء الله


جنرال بهاء الشامى 

هناك 3 تعليقات:

  1. احسنت ياسيدى ......شكرا لجهدك الوفير واصرارك على كشف الحقائق عن تلك الفترة الهامه من تاريخ مصر
    مازلنا ننتظر الكثير

    ردحذف
  2. تسلم ايدك يا جنرال 🌹🌹🌹

    ردحذف