الأحد، 17 فبراير 2019

مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 38


نعود وإياكم يجمعنا حب الوطن لنستأنف رحلتنا عبر الفلاش باك وأحداث سلسلة مقالات مبارك ظلمنا أم ظلمناه


كان مبارك بعد عقد ونصف فى الرئاسه تمكن خلالها أن يكون المسيطر على كل الأمور وكان الدستور يمنحه صلاحيات ومهام لا نهائيه يفوض فى بعضها ويترك بعض الملفات وخلال فترتيه الأولى والثانيه أزاح كل من بدا أنه يمثل منافساً أو بديلاً تخلص من المشير أبوغزاله وأختفى رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب من الصوره فى نوفمبر 1990 وكان أحد أضلاع دوائر الحكم فى عهد مبارك وكانت له شخصيه قويه وقدره على المناوره





كان الحزب الوطنى يعانى أزمة هيكليه وتكوينيه جعلته أقل من حزب وأقرب إلى تنظيم سياسى واحد وتجمع مصالح وأكيد حضراتكم ملاحظين ذلك  والأحزاب المعارضه التقليديه مع الوقت هى الأخرى واجهت أزمه فى تداول السلطه ودخلت فى أزمات أو صراعات نقلتها من خانة الفاعليه إلى خانة الصراع على منصب الرئيس دون أن تنتقل إلى الخطوة التاليه وأن يتم تفعيلها لتؤدى دورا سياسياً فى مواجهة الحزب الوطنى الحاكم وكانت تتردد الأشاعات وقتها أن أجهزة الدوله لها اليد الطولى فى هذه الصراعات ودى نظريه مؤكده فى العلوم المخابراتيه العتيقه أضرب عاد بثمود وأحكم دولة القرود وعندى أحزاب معارضه بالأسم ومعنديش معارضه فعليه والمعارضه هى أحد أركان أى نظام حكم صحى لكن نظام مبارك قتلها عن عمد وسبق أصرار وترصد 




عشرون عاما حتى منتصف التسعينيات لم تقد إلى نخبة سياسيه أو التنافس السياسى لأن الأحزاب قامت ضمن صيغه تجعلها معارضه دون أن تمنحها إمكانية تداول السلطه فيما بينها الأمر الذى جعل الصراعات الداخليه تستنفد قوتها ناهيك عن أنها كانت تتركز فى القاهره فقط  وداخل مقارها أما الأقاليم أو المكاتب الفرعية فهى مجرد توابع وليس لها أى ظهير شعبى ينبئ عن تواجد فعلى على خارطة الساحه السياسيه






أزمة نائب الرئيس ظهرت بشكل واضح فى المده الثانيه من حكم مبارك عندما بدأ الناس ينتبهون إلى أن مبارك لم يعين نائبا له كما ينص الدستور وبعد تعرض مبارك لأكثر من محاولة إغتيال خاصة عملية أديس أبابا




 ظهر السؤال ماذا لو تعرض مبارك لسوء لم لا يعين الرئيس نائبا ؟؟؟


كانت هذه الأسئله توجه لمبارك فى زياراته الخارجيه إلى أمريكا أو أوروبا




 مبارك ظل لمدة ست سنوات نائباً للرئيس السادات كانت إجابته فى البدايه أنه يبحث عن شخص يصلح لتحمل مسؤوليه صعبه وأن الرئيس السادات كان محظوظا فى العثور عليه واخدلى بالك ياحسين


بعد كام سنه تغيرت النغمه وكانت حجة مبارك أنه لا يريد أن يفرض شخصا معينا على الناس وأن المواطنين هم الذين يختارون وبالرغم مما يبدو من وجاهة ذلك فقد كانت تحمل نوعا من المصادره فالدستور لم ينص على أن يكون النائب رئيساً




لم تكن فكرة توريث الحكم ظهرت بوضوح لكن كان أسم الصقر الذهبى عمر سليمان رئيس المخابرات يتردد وسط نخب وإن كان لم يشتهر شعبياً حتى نهاية التسعينيات



فى أكتوبر 1997 كان هناك مؤتمر للدكتور أسامه الباز فى حضور قيادات الحزب الوطنى كمال الشاذلى ويوسف والى وصفوت الشريف وسأل أحد طلاب الباز بعد حادثة إثيوبيا لماذا لا يفكر الرئيس مبارك فى تعيين نائب له حتى الآن رد الباز رداً نشر فى اليوم التالى فى الأهرام يفهم منه أن مبارك لا يريد أن يجبر الشعب على نائب يختاره ويفكر أن يكون منصب نائب الرئيس بالأنتخاب مثل الدول الديمقراطيه كان الباز يتحدث عن أنتخاب نائب الرئيس والرئيس نفسه بعيداً عن أى أسئلة أو أنتخابات




قاوم مبارك أختيار نائب له طوال فترة حكمه وهو أحد الألغاز التى ظلت بلا تفسير منطقى وأرتبطت بتفسيرات ميتافيزيقيه تقارب عالم العرافه وألغاز قراءة الطالع فى زمن كان العالم يشهد قفزات علميه وتكنولوجيه ومعلوماتيه تقارب ما حصدته البشريه طوال قرون وبموازاة هذا النمو المعلوماتى والتكنولوجى





لقد عاصر حسنى مبارك الكثير من التحولات الكبرى ظن طوال الوقت أنه نجا من تأثيراتها أن محظوظا ومن بين الأقاويل التى أحاطت بفترة رئاسة مبارك وأعتقاداته نقلت مصادر عن مقربين لمبارك أنه كان يرفض تعيين نائب تنفيذاً لنصيحة إحدى العرافات والتى قيل إن مبارك كان يلجأ إليها وأنها حذرته من تعيين نائب له وقالت إنه سوف يفقد سلطانه بعد 10 أيام فقط من تعيين نائب




عرف مبارك أنه كان علمانيا فى تفكيره مع علاقه بالدين تشبه علاقة الكثير من المصريين فهو ليس متعصباً لكنه ليس معادياً أو رافضاً للإسلام كان يحرص على إحياء المناسبات الدينيه مثل ليلة القدر وصلاة الأعياد والجمعه فى بعض الأحيان كما أنه حرص على إبقاء الماده الثانيه فى الدستور التى تعتبر الشريعه الإسلاميه هى المصدر الرئيسى للتشريع لكنه كان ككل أبناء الطبقه الوسطى المصريه مؤمنا بمدنية الدوله مع رفض التصادم مع التدين المجتمعى




قصة مبارك والعرافين لها شئ من الحقيقه وهى قصه نقلها الكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس قال إن مبارك عندما سافر إلى السودان نهاية الخمسينيات ألتقى بعراف فى جنوب السودان قرأ له طالعه وقال له إنك ستصبح ملك مصر وهنا ضحك مبارك لكن العراف أكد له الموضوع وعندها نبه مبارك الضباط معه ألا يذكروا شيئا عن كلام العراف حتى لا يصل للرئيس عبدالناصر






 بعض المقربين من مبارك قالوا إن نفس العراف السودانى هو الذى حذره من تعيين نائب وقال له إن تعيين نائب ينهى ملكك فى أيام


أصابعى بدأت تؤلمنى فى هذا الصقيع الذى لايطاق فإلى لقاء قادم متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك 4 تعليقات:

  1. هكذا كانت تدار دولة بحجم مصر طوال 30 سنة بالعرافين والدجالين .....فماذا كنا ننتظر فى نهاية ال30 سنة ؟ تطور فى التعليم مثلا ...تطور فى الصحة مثلا ..زيادة فى مستوى المعيشة مثلا ....كيف يحدث هذا فى ظل العشوائية والاستعانة بالعرافين والتخلص من الخصوم وبيع القطاع العام .............للاسف النتيجة التى وصلنا اليها نهاية ال30 سنة هى نتيجة منطقية لما حدث فى تلك الفترة العصيبة

    ردحذف
  2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتي كاهن أوعراف فاصدقه فقد كفر بما أنزل علي محمد

    ردحذف
  3. وقال وتعالي في سورة النمل قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون أيان يعبثون

    ردحذف