" بوادر التحوُّل " - 13 -
" من أم القرى .. إلى يثرب " " ب "
تلاحقت الأحداث بعد بيعة العقبة الكبرى ...
فقدت قريش ما بقي من رشدها ، فصبت على المسلمين حمماً من الأذى والاضطهاد!
والتقطت يهود أنفاسها ، أملاً في أن تأكل نار الحرب الجمعين من أهل مكة!
لكنهم فوجئوا بتدفق المهاجرين من مسلمى مكة نحو يثرب ، بتوجيه من المصطفي عليه الصلاة والسلام ، حيث نزلوا علي الأنصار ، إخوانهم في الدين ، بمأمن من قريش ..
وأمست دور المهاجرين بمكة موحشة خلاء!
لم يبق منهم في أم القرى ، غير من حُبس أو فُتن ، إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ، وصاحباه أبو بكر الصديق وعلىّ بن أبي طالب.
وتوقعت قريش أن يلحقوا بالمسلمين في دار الهجرة ، فهل تدع الأمر يفلت من يدها بعد ثلاثة عشر عاماً من الصراع المرير؟
لابد من ضربة باترة ، تحسم الأمر كله.
وقد حاولتها قريش:
نقل كُتاب السيرة ومؤرخو الإسلام ، أن قريشاً "لما رأت أن محمداً ، صلى الله عليه وسلم ، قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم ، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم ، عرفوا أنهم قد نزلوا بيثرب داراً وأصابوا منهم منعة ، فحذروا خروج الرسول إليهم وعرفوا أنه قد أجمع لحربهم ، فاجتمعوا في دار الندوة - وهى دار جدهم قُصَىّ بن كلاب ، حيث كانت قريش لا تقضي أمراً إلا فيها - يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر محمد ، عليه الصلاة والسلام ، حين خافوه.
قال بعضهم لبعض: "إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم ، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن اتبعه غيرنا ، فأجمِعوا فيه رأياً".
وتعددت مقترحاتهم ، حتى قال أبو جهل بن هشام:
" والله إن لي لرأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد"
سألوه: "وما هو يا أبا الحكم؟"
أجاب: "أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً جليداً نسيباً فينا ، ثم نعطى كل فتى منهم سيفاً صارماً فيعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه. فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعاً فلم يقدر بنو عبد مناف علي حرب قومهم جميعاً ، فرضُوا منا بالعقل فعقلناه لهم" - يعنى الدية ...
وانصرفوا وهم مجمعون علي هذا الرأى ، وحددوا ليلتهم لذلك موعداً .. وفي تلك الليلة ، خرج المصطفى عليه الصلاة والسلام ناجياً إلى دار هجرته ...
**********
فقدت قريش ما بقي من رشدها ، فصبت على المسلمين حمماً من الأذى والاضطهاد!
والتقطت يهود أنفاسها ، أملاً في أن تأكل نار الحرب الجمعين من أهل مكة!
لكنهم فوجئوا بتدفق المهاجرين من مسلمى مكة نحو يثرب ، بتوجيه من المصطفي عليه الصلاة والسلام ، حيث نزلوا علي الأنصار ، إخوانهم في الدين ، بمأمن من قريش ..
وأمست دور المهاجرين بمكة موحشة خلاء!
لم يبق منهم في أم القرى ، غير من حُبس أو فُتن ، إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ، وصاحباه أبو بكر الصديق وعلىّ بن أبي طالب.
وتوقعت قريش أن يلحقوا بالمسلمين في دار الهجرة ، فهل تدع الأمر يفلت من يدها بعد ثلاثة عشر عاماً من الصراع المرير؟
لابد من ضربة باترة ، تحسم الأمر كله.
وقد حاولتها قريش:
نقل كُتاب السيرة ومؤرخو الإسلام ، أن قريشاً "لما رأت أن محمداً ، صلى الله عليه وسلم ، قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم ، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم ، عرفوا أنهم قد نزلوا بيثرب داراً وأصابوا منهم منعة ، فحذروا خروج الرسول إليهم وعرفوا أنه قد أجمع لحربهم ، فاجتمعوا في دار الندوة - وهى دار جدهم قُصَىّ بن كلاب ، حيث كانت قريش لا تقضي أمراً إلا فيها - يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر محمد ، عليه الصلاة والسلام ، حين خافوه.
قال بعضهم لبعض: "إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم ، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن اتبعه غيرنا ، فأجمِعوا فيه رأياً".
وتعددت مقترحاتهم ، حتى قال أبو جهل بن هشام:
" والله إن لي لرأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد"
سألوه: "وما هو يا أبا الحكم؟"
أجاب: "أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً جليداً نسيباً فينا ، ثم نعطى كل فتى منهم سيفاً صارماً فيعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه. فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعاً فلم يقدر بنو عبد مناف علي حرب قومهم جميعاً ، فرضُوا منا بالعقل فعقلناه لهم" - يعنى الدية ...
وانصرفوا وهم مجمعون علي هذا الرأى ، وحددوا ليلتهم لذلك موعداً .. وفي تلك الليلة ، خرج المصطفى عليه الصلاة والسلام ناجياً إلى دار هجرته ...
**********
عزيزى القارئ:
_________
جليداً: من يظهر صبراً وجلداً وقوة تصل لحد الاستماتة أمام أعدائه - قوى شديد صبور على المكروه - غير متوتر - ماء متجمد
_________
جليداً: من يظهر صبراً وجلداً وقوة تصل لحد الاستماتة أمام أعدائه - قوى شديد صبور على المكروه - غير متوتر - ماء متجمد
نسيباً: القريب والصهر - شريف معروف نسبه أى ذو الحسب والنسب
عزيزى القارئ:
_________
لا زالت كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" تضعنا في نتائج التحوُّل ما بعد بيعة العقبة الكبرى وتأثيرها على الرسالة المحمدية .. وعندما انفلت الأمر من بين أيدى كفار قريش تآمروا على قتل الحبيب المصطفى عليه أفضل صلوات ربي وسلامه عليه.
_________
لا زالت كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" تضعنا في نتائج التحوُّل ما بعد بيعة العقبة الكبرى وتأثيرها على الرسالة المحمدية .. وعندما انفلت الأمر من بين أيدى كفار قريش تآمروا على قتل الحبيب المصطفى عليه أفضل صلوات ربي وسلامه عليه.
وهذا رابط فيديو مبسط عن خطة الكفار بدار الندوة لمحاولتهم قتل
سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه أجمعين .. مدته 11:27
دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
كنا توقفنا في سيرة سيدتنا "آمنة بنت وهب" عليها السلام ومولد خير البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام وجزء من قصيدة "ولد الهدى" ..
_________
كنا توقفنا في سيرة سيدتنا "آمنة بنت وهب" عليها السلام ومولد خير البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام وجزء من قصيدة "ولد الهدى" ..
وسألت قريش شيخها "عبد المطلب" ، عن إسم حفيده فأجاب
لقد أسميته "محمداً" .. صلى الله عليه وسلم .. فراجعه القوم وسألوه عن
سبب رجوعه عن أسماء آبائه وأجداده . فقال لهم: لقد أردت أن يكون
"محمداً" في الأرض و"محمداً" في السماء عليه صلوات الله
وسلامه.
ويروى الرواة قصة مؤكدة تدل علي نبوته عليه الصلاة والسلام منذ ولد وممن؟ .. من أهل علم من أهل كتاب من أحبار بنى أسرائيل:
يروى الرواة أن أحبار يهود المقيمين خارج بطاح مكة كانوا ينتظرون مولد نبي جديد ، بعد سيدنا "عيسي" عليه السلام ، وتوقعوا أن يكون منهم ، وظلوا ينتظرون كغيرهم من الكهان والعرافين ، حتى رأوا في السماء واكتشفوا من النجوم ما دلهم علي أن النبي المنتظر قد ولد في تلك الليلة. فإنتشروا يبحثون في مضاربهم عن مولود ذكر .. فلم يجدوا. فلجأوا إلى ديار جيرانهم .. حتى أتى حبر منهم إلي قبيلة بنى هاشم ، وسأل عن مولود ولد الليلة البارحة .. فأجابوه بأنه قد ولد ل "عبد المطلب" مولود .. فتساءل الحبر بلهفة: أَذَكّر هو؟ .. فأجابوه بالإيجاب.
وهنا طلب الحبر اليهودى أن يرى المولود الجديد .. فتعجب القوم .. ما بال هذا الحبر يطلب أن يرى المولود بعينيه ولا يكتفي بما قالوه له .. وما أهمية ذلك عنده؟! .. ولكن الحبر اليهودى كرر الطلب وألح فى الرجاء .. فأحضرته الجارية .. صلى الله عليه وسلم .. فمد الحبر اليهودى يده إلى رداء المولود وكشف ما بين كتفيه فرأى الشامة التى اشتهر بها رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. وهى عبارة عن بضع شعيرات ملفوفات بأعلى ظهره ، وما أن رآها الحبر اليهودى إلا وانكفأ مغشياً عليه.
ويروى الرواة قصة مؤكدة تدل علي نبوته عليه الصلاة والسلام منذ ولد وممن؟ .. من أهل علم من أهل كتاب من أحبار بنى أسرائيل:
يروى الرواة أن أحبار يهود المقيمين خارج بطاح مكة كانوا ينتظرون مولد نبي جديد ، بعد سيدنا "عيسي" عليه السلام ، وتوقعوا أن يكون منهم ، وظلوا ينتظرون كغيرهم من الكهان والعرافين ، حتى رأوا في السماء واكتشفوا من النجوم ما دلهم علي أن النبي المنتظر قد ولد في تلك الليلة. فإنتشروا يبحثون في مضاربهم عن مولود ذكر .. فلم يجدوا. فلجأوا إلى ديار جيرانهم .. حتى أتى حبر منهم إلي قبيلة بنى هاشم ، وسأل عن مولود ولد الليلة البارحة .. فأجابوه بأنه قد ولد ل "عبد المطلب" مولود .. فتساءل الحبر بلهفة: أَذَكّر هو؟ .. فأجابوه بالإيجاب.
وهنا طلب الحبر اليهودى أن يرى المولود الجديد .. فتعجب القوم .. ما بال هذا الحبر يطلب أن يرى المولود بعينيه ولا يكتفي بما قالوه له .. وما أهمية ذلك عنده؟! .. ولكن الحبر اليهودى كرر الطلب وألح فى الرجاء .. فأحضرته الجارية .. صلى الله عليه وسلم .. فمد الحبر اليهودى يده إلى رداء المولود وكشف ما بين كتفيه فرأى الشامة التى اشتهر بها رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. وهى عبارة عن بضع شعيرات ملفوفات بأعلى ظهره ، وما أن رآها الحبر اليهودى إلا وانكفأ مغشياً عليه.
وازداد عجب القوم .. بل قل ازدادت حيرتهم .. ما الأمر؟ .. ماذا
يعرف هذا الحبر اليهودى عن ابن "آمنة"؟ .. يطلب أن يراه ثم يكشف عما بين
كتفيه ثم ما يلبث أن يسقط مغشياً عليه.
وهذا ما سنعرفه في لقاء قادم إذا أذن ربي وكان لي في العمر
بقية .. ولكن قبل الإنتهاء أترك لكم
رابط فيديو عن مولد سيدنا "محمد" عليه أفضل الصلاة
والسلام ويصلح للأبناء والأحفاد ليعرفوا تاريخ نبينا الهادى صلوات ربي وسلامه عليه
... مدته 5:15 دقيقة
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" وعلى آل سيدنا
"محمد" كما صليت علي سيدنا "إبراهيم" وآل سيدنا
"إبراهيم" وبارك على سيدنا "محمد" وعلى آل سيدنا
"محمد" كما باركت علي سيدنا "إبراهيم" وعلى آل سيدنا
"إبراهيم" في العالمين إنك حميد مجيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق