الاثنين، 18 فبراير 2019

وزير الغلابه رقم 1


بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله نبدأ لكن قبل أن يتهمنا أحد بأى أتهام من أتهامات غوغاء الفيسبوك وأطفاله ماسأنقله لحضراتكم هو كتاب طريقى لوزير الغلابه كمال الجنزورى لكن الكتاب غير متاح بالمجان على الأنترنت وبالتالى نسخه ونشره ككتاب يعرضنا للمسائله القانونيه اللى مايعرفهاش ولا يفهمها غوغاء وأطفال الفيسبوك لكننا سننشره على حلقات لتفادى الملاحقه  القانونيه

مشوارى بدأ من «كُتَّاب» الشيخ سليمان.. وكنت أبدو طالبًا جامعيًا وأنا فى الثانية عشرة من عمرى أول المشوار كانت البداية فى كُتاب القرية، ومعلمنا ومحفظنا القرآن الكريم الشيخ سليمان بيومى ... وفى المدرسة الإلزامية، وناظرها الشاعر الجليل الأستاذ عبدالحميد العيسوى.. ثم كان الانتقال إلى المدرسة الابتدائية بالباجور حيث يطلق على ناظرها عبود بك، وأستاذ اللغة العربية الشيخ عبدالله أبو العطا، والد المهندس عبدالعظيم أبوالعطا وزير الرّى الأسبق. ولا يفوتنى هنا، ذكر عم أحمد فراش المطعم، وطالب فذ، لا يُنسى أبدًا، حكمت عليه ظروفه أن يعمل بالثانوية العامة، وشاهدته موظفًا فى سكرتارية وزارة الزراعة، وتلقيته بالأحضان، وأنا نائب رئيس الوزراء، وطلبت منه أن يزورنى فى أى وقت يشاء، لكن عزة نفسه منعته ولم أقابله مرة أخرى. ولا أنسى أن سعادتى كانت تكتمل عند الجلوس مع الكبار فى القرية مع الوالد وأصدقائه، أستمع إلى ما يدور من أحاديث، تتناول الشأن الداخلى فى مصر بل تتعداه إلى الساحة الدولية، حيث كانت أخبار الحرب العالمية الثانية تشغل عقول الناس، فشدت انتباهى وملأت خاطرى، وفضلتها على ملاعب الطفولة والصبا، إذ كنت أستمع بإمعان إلى ما يقال، مقدرًا بالفطرة أهميته ومستفيدًا من حكمة الكبار.



ومن هنا تشكلت لديّ سمة أساسية انطبعت عليها ولازمتنى طوال عمرى، وهى أن أنصت طويلا وأفكر قبل أن أتكلم. • تعلمت الإنصات من أحاديث الكبار عن الحرب العالمية.. وفضلت مجالستهم على اللعب فى الطفولة «النادى السعدى» و«مصر الفتاة» أتيت إلى القاهرة فى الثانية عشرة من عمرى لألتحق بالمدرسة الثانوية، وتلك كانت نقلة نوعية هائلة بمعيار تلميذ صغير، نشأ بين أهله فى القرية ليعيش بعيدًا، عنهم وعنها فى المدينة مع زوج الأخت وزوج ابنة العم والعم، بين كبار، أصغرهم يكبرنى بنحو خمسة عشر عامًا... كانوا جميعًا ينتمون إلى حزب الوفد، شغلهم وشغلنى معهم أحاديثهم عن قدراته ونشاطاته امتدت بين الليل والنهار. وكما استمعت إلى الكبار بالقرية من قبل، استمعت إليهم وصاحبتهم مرارًا فى المدينة إلى النادى السعدى. ولأنى فى ذلك الوقت كنت أوحى بعمر أكبر، اعتقد الكثير أنى طالب بالجامعة فارتفع مستوى المعاملة والحديث معى إلى ما تجاوز العمر إلى المظهر.


 زرت أيضًا مرارًا مقر حزب مصر الفتاة فى الشارع الخلفى الموازى للنادى السعدى، وكان زعيمه آنذاك السيد أحمد حسين، الذى استمعت إليه كثيرًا. وذهبت إلى جمعية الشبان المسلمين لفترات طويلة. إلا أن رد فعلى الأول عن هذه الأحزاب والهيئات والمؤسسات، كان أقل قدرًا، إذ اختلف فى بعض الأحيان ما قيل فى الاجتماعات عن واقع الحركة والتصرف فى الشارع. مرت سنوات التعليم الثانوى بنجاح، التحقت بعدها بالجامعة، وأحسست بنقلة أخرى، لأنه إذا كانت حياة المدينة غير حياة الريف فحياة الجامعة تختلف جذريًّا عما قبلها.


أول وظيفة تقلدتها «خبير غلال» فى شون طنطا.. وبعدما أهاننى مديرى استقلت.. وقابلته بعد 32 عامًا وأنا نائب لرئيس الوزراء خبير غلال تخرجت فى كلية الزراعة فى يونيو سنة 1957، وكان من المنتظر أن ألتحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية فى أكتوبر من ذات السنة، لأبقى سنة ونصف السنة، لزم أن يقضيها مواليد عام ميلادى بالكامل، على غير ما سبقها أو تلاها حيث كانت ومازالت مدة التجنيد لذوى المؤهلات العليا عامًا فقط. لهذا أسرعت فى البحث عن عمل قبل التحاقى مجندًا بالجيش، وعينت فى وظيفة اسمها أفضل كثيرًا من ميزاتها واختصاصاتها.. وهى خبير الغلال فى فرع لبنك الائتمان الزراعى بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وكان زميلى فى التعيين والمكان السيد محمود دبور، الذى وصل فيما بعد وكيلًا لمجلس الشعب.


 انحصر اختصاصى فى أن أمر على شون البنك فى المنطقة، لأسجل أن الموجود بها سليم ومراقب ومحافظ عليه من التلف. واستمر ذلك فترة قصيرة، حدث بعدها خلاف مع مدير الفرع، بسبب مطلب رأيته من حقى وحرصت كل الحرص فى النقاش على أن أظل فى حدود مقتضياته وألا أتعدى بالقول ــ كطبعى دائمًا ــ إلا أنه للأسف تفوه ببعض ألفاظ اعتبرتها مهينة، مما دعانى إلى الاعتراض عليها. ولم يتقبل الرجل ذلك من شاب جديد، فرأيت الاستقالة.


 وحينما ذهبت إلى المقر الرئيسى للبنك لأقدمها علمت من مدير شئون الموظفين أن مدير الفرع طلب إبعادى عن العمل بالفرع. حرصت على إيضاح هذه الواقعة لأنه حدث أن جاءنى فى سنة 1989 السيد سيف الدين القبانى مدير الفرع، أى بعد اثنتين وثلاثين سنة. حيث كان مستشارًا لإحدى الشركات، وكنت نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للتخطيط، وأدرك الرجل من أول وهلة، أن من يراه هو ذاته، الذى كان يرأسه منذ أكثر من ثلاثة عقود، وسألنى عما إن كنت عملت أو عمل أخ لى فى بنك الائتمان الزراعى بالمحلة الكبرى، صمتُ قليلًا، لكنه بادرنى، بأنه رأى «ذات حركات اليد وذات الصوت»، واستمر صمتى. المهم، وتم اللقاء بكل تقدير من جانبى، وحمدت الله، على ما بلغته من مكانة، وودعته إلى الخارج. دون إجابة منِّى عن... هل كنت أنا أم لا؟

جندى فى سلاح الإشارة وفى أبريل سنة 1958، جُندت بسلاح الإشارة. واختلفت تلك الفترة كل الاختلاف عما سبقها أو لحقها، فالحياة المدنية تحفل بالكثير ولكن تختلف فى كل جوانبها عن الحياة العسكرية. قضيت المدة الأولى، التى يطلق عليها مدة الأساس بسلاح الإشارة، التى تمتد إلى نحو 50 يومًا. أقمت خلالها فى خيام تسع كل منها نحو سبعة أو ثمانية أفراد. وشاءت المصادفة أن أقيم فى خيمة كان من بين أفرادها ابن وزير سابق، السيد سليمان غنام، وآخر هو ابن السيد حافظ عفيفى رئيس الديوان الملكى قبل الثورة، وغيرهما أذكرهم جميعًا بالتقدير. إلا أن الشاويش الصارم طمام الذى تولى أمرنا.. كان تقديره وثقته أقل فيمن ينتمون إلى مثل هذه الفئة، فأطلق عليهم «العساكر الدلوعة».


 ورغم أنى كنت معهم وحسبوا على أو حسبت عليهم، ورغم ذلك إلا أن النظرة والمعاملة اختلفتا. بعد مدة الأساس وزّعونا على الأسلحة المختلفة أو الجهات التى لها علاقة بالجيش، فكنت من الموزعين على الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الذى كان يقع فى شارع التحرير بالدقى فى عمارتين كبيرتين. كان به عدد كبير من الضباط وصف الضباط والعساكر، رأسه فى ذلك الوقت اللواء أمين الشريف، الذى نقل بعد فترة قصيرة إلى أسوان، ليكون ضمن الكتيبة التى تعمل فى بناء السد العالى، مديرًا للشئون الإدارية. وحل محله نائبه آنذاك العميد جمال عسكر، وكان رجلا مهيب الطلعة والمظهر، صارمًا وحازمًا مع كل من يعمل معه. كنّا نخشاه ونخافه فى حركته وسكونه وخاصة عند قيامه بالتفتيش الدورى.

إلى اللقاء فى الحلقه القادمه متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى

هناك 8 تعليقات:

  1. الرجل العبقري كمال الجنزوري

    ردحذف
  2. سلمت يداك يا جنرال
    منتزرين باقى الحلقات

    ردحذف

  3. رجال لا يخافون الا الله

    ردحذف

  4. استاذنا الكريم
    يجب النشر بطريق التحليل والنقد والملاحظات علي ما ورد في الكتاب وليس عن طريق الاختصار أو نقل فقرات بعينها أو النقل مباشرة.. فيجب أن تجمع بين الاثنين .. مع احترامي الشديد لحضرتك .اى نكتب مثلا المقدمة الموضحة عاليه وهي بداية النشاءه والتحاقه بالجيش وعمله بالجهاز المركزى بعد ذلك توضح حضرتك باسلوبك الشيك الرقيق .. ماهى الفوائد التي عادت عليه من ذلك وشكلت وساهمت في تكوين شخصيته الفريدة . فمن هنا وبهذه الطريقة تستطيع أن تنقل لنا فقرات هذا الكتاب دون أن تتعرض للمسائلة القانونية لانك هنا تكتب كمؤلف خاص بك وليس نقل كتاب للغير
    وربنا يكون في العون
    ويقويك ويجزيك الله بكل خير وسعاده وصحة وعافية
    Magdirefi y

    ردحذف
  5. تخياتي لاختيار هذه الشخصيه ضمن مقالاتكم المميزه

    ردحذف
  6. تسلم ايدك يا جنرال 🌹طبعا لان صاحب الكتاب لسه عايش و لانه هو اللي كتبه بنفسه فاتوقع تكون بعض الأحداث مبالغ فيها و البعض الاخر متكتبش او مكتوب من وجهة نظر صاحب الكتاب

    ردحذف
  7. مقال جيد تسلم الايادي

    ردحذف