" مع المصطفى فى دار هجرته " - 5 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى"
و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع
المنافقين" " أ "
وهل كانت قريش بحيث تغمض عينيها وتنام ، وقد أعجزها بكل عتوها
وجبروتها أن تنال من دعوة أذلت كبرياءها وسفهت أحلامها وحقرت آلهتها؟
أوْ كانت بحيث تأمن على وجودها الجاهلى ودينها الموروث ، وهذا النبي المهاجر قد أخذ موقعه الجديد في عاصمة الشمال ، يهدد طريقها التجارى إلى الشام. مصمماً على أن ينسخ برسالته دين قومه ويسحق صروح وثنيتهم ، ومعه رجال مؤمنون قد باعوا الدنيا بالآخرة ، فهم يرون الموت في سبيل عقيدتهم مجداً وانتصاراً؟
أوْ كانت بحيث تأمن على وجودها الجاهلى ودينها الموروث ، وهذا النبي المهاجر قد أخذ موقعه الجديد في عاصمة الشمال ، يهدد طريقها التجارى إلى الشام. مصمماً على أن ينسخ برسالته دين قومه ويسحق صروح وثنيتهم ، ومعه رجال مؤمنون قد باعوا الدنيا بالآخرة ، فهم يرون الموت في سبيل عقيدتهم مجداً وانتصاراً؟
هيهات هيهات ...
ولو تُرك القَطا ليلاً لنام!
علي أن هذه الجبهة لم تكن أخطر ولا أضرى من جبهة أخرى كانت تنتظر الإسلام في دار هجرته.
يهود كانوا هناك ، يرصدون مجرى الأحداث في ذعر وقلق. لقد لبثوا طوال العهد المكى يتعلقون بالأمل في أن ينهك الصراع أهل مكة ، مسلمين ومشركين ، فيخلو لهم الطريق إلى أم القرى ، وفيها أسواق العرب التجارية الكبرى : عكاظ ومجنة وذو المجاز.
لكن بيعة العقبة الكبرى خيبت هذا الرجاء ، كما خيبت الهجرة أملهم في أن يبقي الإسلام محصوراً في البلد العتيق ، بعيداً عن شمال الحجاز.
ولم يبق لهم إلا أن يتربصوا بالإسلام ويكيدوا له بكل ما وسعهم من خبث وشر ودهاء.
ثم كانت هناك جبهة ثالثة من المنافقين الذين ابتلى بهم الإسلام في دار هجرته. ولقي المصطفى من عنتهم ونفاقهم وتخاذلهم ، أشد مما لقي من طواغيت المشركين.
وكان رأس المنافقين في المدينة: "عبد الله بن أبيّ بن سلول" مولي يهود وحليف الشيطان.
ولو تُرك القَطا ليلاً لنام!
علي أن هذه الجبهة لم تكن أخطر ولا أضرى من جبهة أخرى كانت تنتظر الإسلام في دار هجرته.
يهود كانوا هناك ، يرصدون مجرى الأحداث في ذعر وقلق. لقد لبثوا طوال العهد المكى يتعلقون بالأمل في أن ينهك الصراع أهل مكة ، مسلمين ومشركين ، فيخلو لهم الطريق إلى أم القرى ، وفيها أسواق العرب التجارية الكبرى : عكاظ ومجنة وذو المجاز.
لكن بيعة العقبة الكبرى خيبت هذا الرجاء ، كما خيبت الهجرة أملهم في أن يبقي الإسلام محصوراً في البلد العتيق ، بعيداً عن شمال الحجاز.
ولم يبق لهم إلا أن يتربصوا بالإسلام ويكيدوا له بكل ما وسعهم من خبث وشر ودهاء.
ثم كانت هناك جبهة ثالثة من المنافقين الذين ابتلى بهم الإسلام في دار هجرته. ولقي المصطفى من عنتهم ونفاقهم وتخاذلهم ، أشد مما لقي من طواغيت المشركين.
وكان رأس المنافقين في المدينة: "عبد الله بن أبيّ بن سلول" مولي يهود وحليف الشيطان.
ذلك هو منطق الهجرة: بذلاً واحتمالاً واستبسالاً ، وتحركاً إلى
موقع جديد خاض فيه الإسلام معركته في الجبهات الثلاث ، جهاداً بالنفس والمال ، حتى
جاء نصر الله والفتح ...
استحدثت يثرب بهجرة المصطفى إليها ، اسماً إسلاميّاً جديداً هو
"المدينة" مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وكان وصوله إليها قبيل الظهر من يوم الإثنين ، وقد مضت اثنتا عشرة ليلة من ربيع الأول ، في السنة الثالثة عشرة للمبعث.
وأقام في "قباء" بظاهر المدينة في بنى عمرو بن عوف أيام: الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس ، أسس فيها أول مسجد في الإسلام.
ثم ركب ناقته "القصواء" يوم الجمعة وسط حشد من المهاجرين والأنصار ، فأدركته صلاة الجمعة في حى بنى عوف بن سالم ، فصلى بالصحابة أول جمعة بالمدينة.
**********
عزيزى القارئ:
_________
عتوها: غلظتها - توبيخها - استكبارها وتجاوزها الحد في المعاملة - اشتدت وقويت
وكان وصوله إليها قبيل الظهر من يوم الإثنين ، وقد مضت اثنتا عشرة ليلة من ربيع الأول ، في السنة الثالثة عشرة للمبعث.
وأقام في "قباء" بظاهر المدينة في بنى عمرو بن عوف أيام: الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس ، أسس فيها أول مسجد في الإسلام.
ثم ركب ناقته "القصواء" يوم الجمعة وسط حشد من المهاجرين والأنصار ، فأدركته صلاة الجمعة في حى بنى عوف بن سالم ، فصلى بالصحابة أول جمعة بالمدينة.
**********
عزيزى القارئ:
_________
عتوها: غلظتها - توبيخها - استكبارها وتجاوزها الحد في المعاملة - اشتدت وقويت
صروح: جمع صرح وهو القصر العالي وكل بناءٍ عالٍ
القَطا: الواحدة قطاة والجمع قَطّيات وقطوات: جنس طير صحراوى
من رتبة الدجاجيات والفصيلة القطوية يعد في التصنيف بين الدجاج والحمام - والقطا
في البلاد العربي يعيش أسراباً - صوت القطا - قارب في مشيه.
أضرى: أكثر ضرراً - أكثر اغراءاً - أى جعله يضرى.
عنتهم: خطأهم - مكابرتهم - الإجبار على تحمل الصعاب - الثبوت
على شئ
عزيزى القارئ:
_________
تستعرض كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" حال سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم بعد هجرته وبناء مسجد "قباء" أول مسجد بنى في الإسلام .. وموازين القوى المؤثرة في دعوته .. واختلاف المواجهة الجديدة عن سابقتها بمكة حيث أصبحت أشرس بجبهات ثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين .. وتغيير اسم "يثرب" إلى "المدينة" كتأسيس للدولة الجديدة
_________
تستعرض كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" حال سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم بعد هجرته وبناء مسجد "قباء" أول مسجد بنى في الإسلام .. وموازين القوى المؤثرة في دعوته .. واختلاف المواجهة الجديدة عن سابقتها بمكة حيث أصبحت أشرس بجبهات ثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين .. وتغيير اسم "يثرب" إلى "المدينة" كتأسيس للدولة الجديدة
عزيزى القارئ:
_________
نواصل معاً سيرة سيدنا الحبيب "محمد" عليه أفضل صلوات ربي وسلامه وأمه السيدة الطاهرة "آمنة" ومرضعته "حليمة" .. وذكرت بالأمس البركات التى حلت على السيدة "حليمة" بوجود الرضيع المبارك لديها .. حزنت السيدة "حليمة" عندما حان موعد عودة الوليد الكريم لأمه وجده عندما بلغ السنتين من عمره .. لأنها ارتبطت به وجدانياً وغمرتها بركات هذا اليتيم الذى جاء رحمة للعالمين والخير الذي حل على بيتها بمجيئه إليهم .. وذهبت لأمه وطلبت أن يبقي معها أكثر حتى يشتد عوده أكثر بين أبنائها .. فوافقت السيدة "آمنة بنت وهب" أن يبقي معها أكثر وتربيه على الأخلاق العربية وعلى المروءة والشهامة والصدق والأمانة .. فعادت به السيدة "حليمة" للبادية مستبشرة وفرحة به .. وبقى عندها فترة واختلفت الروايات في هذه المدة فبعض الروايات تقول حتى بلغ الثالثة وأخرى تقول حتى بلغ الرابعة من عمره .. وما يهمنا اتفاقهم على واقعة كانت سبباً في إعادة السيدة "حليمة" للطفل الصغير لأمه وجده ..
ففي فترة الرعاية التى مكثها سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم عند بنى سعد وحدثت الكثير من الحوادث التى كان من شأنها الإشارة إلى علو شأنه منذ صغره وبركته علي من حوله ومعجزات بشرت بنبوته والتى ذكرت البعض منها بمقال الأمس.
ولكن حدثت الواقعة التى أرعبت السيدة "حليمة" وجعلتها تقرر أن تعيد الطفل لأهله .. حيث أنه صلى الله عليه وسلم كان في أحد الأيام يلعب مع الغلمان من أقرانه فجاء رجل فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب وأخرج منه "علقة" "قطعة دم متجمدة" فقال "هذا حظ الشيطان منك" ثم غسله في طَسْت "إناء" من ذهب من ماء زمزم ثم لَأَمَه "أى جمعه" وضم بعضه إلى بعض ثم أعاده في مكانه وعاد سليماً ليس فيه جرح .. وجاء الغلمان يسعون إلى أمه "أى مرضعته" فقالوا: "إن محمداً قد قتل وتم شق صدره ثم عاد سليماً" .. فاستقبلوه وهو مُنتَقِعُ اللون "أى متغير اللون باللون الأصفر" .. فأسرعت السيدة "حليمة" إليه فوجدته جالساً واجماً أصفر اللون .. فخشيت عليه أن يصيبه مكروه فقررت حمله إلى أمه .. فحملته لأمه قبل موعدها قائلة لها حدث شئ جعلنى أخاف عليه وسردت لها ماحدث .. فردت: أنا منذ ولدته وأنا أرى العجب .. إنه مبارك .. وعاد لأمه .. ولذلك بقية بمشيئة الله.
_________
نواصل معاً سيرة سيدنا الحبيب "محمد" عليه أفضل صلوات ربي وسلامه وأمه السيدة الطاهرة "آمنة" ومرضعته "حليمة" .. وذكرت بالأمس البركات التى حلت على السيدة "حليمة" بوجود الرضيع المبارك لديها .. حزنت السيدة "حليمة" عندما حان موعد عودة الوليد الكريم لأمه وجده عندما بلغ السنتين من عمره .. لأنها ارتبطت به وجدانياً وغمرتها بركات هذا اليتيم الذى جاء رحمة للعالمين والخير الذي حل على بيتها بمجيئه إليهم .. وذهبت لأمه وطلبت أن يبقي معها أكثر حتى يشتد عوده أكثر بين أبنائها .. فوافقت السيدة "آمنة بنت وهب" أن يبقي معها أكثر وتربيه على الأخلاق العربية وعلى المروءة والشهامة والصدق والأمانة .. فعادت به السيدة "حليمة" للبادية مستبشرة وفرحة به .. وبقى عندها فترة واختلفت الروايات في هذه المدة فبعض الروايات تقول حتى بلغ الثالثة وأخرى تقول حتى بلغ الرابعة من عمره .. وما يهمنا اتفاقهم على واقعة كانت سبباً في إعادة السيدة "حليمة" للطفل الصغير لأمه وجده ..
ففي فترة الرعاية التى مكثها سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم عند بنى سعد وحدثت الكثير من الحوادث التى كان من شأنها الإشارة إلى علو شأنه منذ صغره وبركته علي من حوله ومعجزات بشرت بنبوته والتى ذكرت البعض منها بمقال الأمس.
ولكن حدثت الواقعة التى أرعبت السيدة "حليمة" وجعلتها تقرر أن تعيد الطفل لأهله .. حيث أنه صلى الله عليه وسلم كان في أحد الأيام يلعب مع الغلمان من أقرانه فجاء رجل فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب وأخرج منه "علقة" "قطعة دم متجمدة" فقال "هذا حظ الشيطان منك" ثم غسله في طَسْت "إناء" من ذهب من ماء زمزم ثم لَأَمَه "أى جمعه" وضم بعضه إلى بعض ثم أعاده في مكانه وعاد سليماً ليس فيه جرح .. وجاء الغلمان يسعون إلى أمه "أى مرضعته" فقالوا: "إن محمداً قد قتل وتم شق صدره ثم عاد سليماً" .. فاستقبلوه وهو مُنتَقِعُ اللون "أى متغير اللون باللون الأصفر" .. فأسرعت السيدة "حليمة" إليه فوجدته جالساً واجماً أصفر اللون .. فخشيت عليه أن يصيبه مكروه فقررت حمله إلى أمه .. فحملته لأمه قبل موعدها قائلة لها حدث شئ جعلنى أخاف عليه وسردت لها ماحدث .. فردت: أنا منذ ولدته وأنا أرى العجب .. إنه مبارك .. وعاد لأمه .. ولذلك بقية بمشيئة الله.
وعرفت هذه الحادثة ب "حادثة شق الصدر"
ولم تكن تعلم أن الرجل الذى تمثل ورآه أقرانه يشق عن صدره ..
ما هو إلا "سيدنا جبريل" عليه السلام الذى أتى في هذه الصورة حتى يبدو
كبشر .. وأن العلقة التى تم إستخراجها كانت للإبقاء على صفائه ونقاوته بعيداً عن
وساوس وهواجس الشيطان.
وإليكم رابط فيديو مبسط يصلح للكبار والصغار عن واقعة شق صدر
نبينا الكريم "اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين"
وعودته للسيدة والدته الطاهرة "آمنة بنت وهب" رضي الله عنها .. مدته
5:07 دقيقة .. وإلى لقاء .. بإذن الله تعالى
"اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" صلاةً نتمنى بها عفوك ورضاك ولا
تحوجنا لأحد سواك"
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق