السبت، 23 فبراير 2019

مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 41


نعود وإياكم وسط صخب عالمى بسبب إعتراض المؤسسات الحقوقيه المزعومه على تنفيذ حد القصاص فيمن قتلوا وفجروا بدون رحمه أو شفقه بعد أن عقدوا المحاكمات فى أوكارهم بدون حضور المتهمين أو حضور ممثلى الدفاع عنهم والجميع أجده مستاء وهناك حاله من الغضب لكن لم نسأل أنفسنا عن السبب والمسببات وكيف لانسأل وهى واضحه أمامكم وسط سطور هذه السلسله من المقالات ونعود لنستكمل ماتوقفنا عنده الحلقه الماضيه وماذا قال عاطف صدقى ليقنع مبارك بتعيين يوسف بطرس غالى رغم كل الشبهات التى كانت تحوم حوله




 قال صدقى لمبارك  بتعيين غالى سنرسل رساله إلى الجماعات الإسلاميه أن إنضمام إلى الوزاره يوسف بطرس بصفته مسيحيا وبالفعل إستجاب مبارك لإلحاح عاطف صدقى وعينه وزيراً




الجنزورى أتهم غالى صراحةً بأنه تسبب فى إفشال المباحثات مع صندوق النقد الدولى فى أمريكا أعوام 1993 وما بعدها وكان يوسف بطرس يكره الجنزورى ويقول عنه إنه رجل معقد وميال إلى الإمساك بكل نشاطات البلد ونسى أنه رئيس لوزراء ويكشف بطرس غالى فى مذكراته بدر البدور أنه حاول التوسط بين أبن أخيه ورئيس الوزراء دون جدوى بينما الجنزورى قال إن بطرس غالى تدخل مرات لصالح بعثة صندوق النقد وإن الجنزورى طلب منه عدم التدخل فيما لا يخصه




ولم يتوقف العداء مع الجنزورى على يوسف بطرس غالى  وكان هناك طاقم من الوزراء لا يرحبون به وهم صفوت الشريف وعاطف عبيد والأمبراطور يوسف والى ويوسف بطرس غالى ومحمد إبراهيم سليمان وكمال الشاذلى وحسن الألفى وزير الداخليه ويتهمه بأنه يتخطاه ويقدم تقاريره إلى الرئيس مباشرةً وفى المقابل كان الألفى يتهم طلعت حماد وزير مجلس الوزراء بأنه كان يراقب الوزراء ويسعى للتحكم فيهم وكانت علاقة الجنزورى بزكريا عزمى أيضا عدائيه ووضحته فى المقال قبل السابق بما يعنى أن كمال الجنزورى كان فى عداء مع وزرائه وقيادات فى الحزب ومقربين من حسنى مبارك





الجنزورى أى نعم  أتخذ قرارات شعبويه منها رد أموال المواطنين التى تم تحصيلها دون سند قانونى فى حكومة صدقى وتنفيذ أحكام المحكمه الدستوريه بإلغاء الضريبه على الدخل للعاملين بالخارج وضريبة الأرض الفضاء وتعويض الفلاحين عن تكلفة مبيدات ثبت عدم صلاحيتها لكنه تصادم مع مجلس الشعب عندما طلب من النواب عدم توقيع طلبات للوزراء أثناء إنعقاد الجلسات وقرر تخصيص 3 ساعات صباحاً قبل إنعقاد المجلس لتوقيع طلبات النواب لدوائرهم كما خفض عدد أعضاء مجلس الشعب فى بعثات الحج السنويه من 150 إلى 27 فقط وألغى تخصيص تأشيرات لأعضاء مجلس الشعب وكان كل نائب يحصل على 8 أو 10 تأشيرات وبعضهم كان يتاجر فيها وطالب الجنزورى وزير الداخليه حسن الألفى ووزير العدل فاروق سيف النصر بعدم إعتماد توصيات النواب للملتحقين بالشرطه والنيابه كما ألغى طلبات النواب للعلاج على نفقة الدوله وأوقف منح النواب إستمارات معهد التعاون التى كانت مصدر دخل لبعض النواب وهى إجراءات بلا شك  كانت لصالح القانون لكنها خلقت عداوات لرئيس الوزراء من النواب ومن الوزراء ومن الحزب الوطنى سابقاً مستقبل خطر حالياً لأنها أضرت بمصالح شبكات الحزب الوطنى التى يقف على قمة هرمها كمال الشاذلى وصفوت الشريف والأمبراطور يوسف والى ليضمنوا ولاء النواب




 رأى الكبار الشاذلى والشريف ووالى حتى فتحى سرور أن الجنزورى يعمل ضد مصالح الحزب ويهدد بثوره من النواب وكان كل هذا يصل لمبارك من قبل القيادات التى تقنعه أن الجنزورى يضر بمصالح الحزب والرئيس شخصيا (( بطانة السوء ))



الجنزورى يقول فى مزكراته أنه كان يتصور أنه يعمل وحده بعيداً عن شبكات ودوائر تتركز حول حسنى مبارك نفسه وسلطته أمنيا وسياسيا وكان يعرف أنها تتم من خلال صمامات واضحه يسيطر عليها وتدين له بالولاء حتى لو كانت تحقق مصالح خاصه وتفسد





الجنزورى نفسه أعترف بأنه واجه مبارك بوجود وزراء فاسدين وأنه رفض تغييرهم وتمسك بهم وفى يوليو 1997 طلب مبارك من الجنزورى إجراء تعديل وزارى وأقترح الجنزورى تغيير بعض الوزراء خاصةً من ليسوا فوق الشبهات ومنهم محمد إبراهيم سليمان وعاطف عبيد وكمال الشاذلى الذى تولى وزير مجلسى الشعب والشورى منذ 1993 م مع أمانة تنظيم الحزب الوطنى لكن مبارك رفض وقال مافيش عليهم حاجه




أستمر الجنزورى وهو يعرف أن فى وزارته فاسدين يتمتعون بحماية الرئيس نفسه بما يكشف عن حجم التحول فى مفاتيح السلطه لدى مبارك ودوائر حكمه التى كانت تمتد من الحزب الوطنى ومجلس الشعب إلى القصر حيث زكريا عزمى وأسامة الباز وجمال عبدالعزيز ممن يمثلون مبارك وأسرته وزوجته سوزان ثابت وإبناه جمال وعلاء



مع منتصف التسعينيات كان ظهور الملكه الأم  زوجة الملك الأب فى الصوره بشكل ظاهر وترأست المركز القومى للطفوله والأمومه والمجلس القومى للمرأه وتولت منصب رئيس المؤتمر القومى للمرأه وتعد المؤسس والرئيس لجمعية الرعايه المتكامله التى كانت تقدم خدمات متنوعه إجتماعيه وثقافيه وصحيه لأطفال المدارس لكنها كانت كلها إنجازات على الورق بدون وجود فعلى على أرض الواقع  كما ترأست جمعية الهلال الأحمر المصرى ومشروع مكتبة الأسره ومهرجان القراءة للجميع عام 1993 بالتعاون مع الهيئه المصريه للكتاب ووزير الثقافه فاروق حسنى بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار مخفضه تبدأ من جنيه ومع الوقت أصبحت تحتل مساحه من الرأى العام وتحظى بحراسه وإهتمام مثل الملك نفسه وكانت تصطحب معها فى جولاتها وزراء ومسؤولين ومحافظين




كان صعود زوجة الملك متزامناً مع ظهور أبن الملك الأصغر فى الأجتماعات العامه وتصدر المشهد السياسى وكان هناك عدد من الوزراء محسوبين ضمن وزراء الهانم وهو ما بدا أنه يمثل مشكله للدكتور كمال الجنزورى عندما تولى رئاسة الوزراء وكتب فى مذكراته كان غياب بعض الوزراء ليكونوا بصحبة حرم الرئيس يخرجون معها فى جولاتها وكنت لا أكترث لغياب وزير أو وزيرين لكن أخذ العدد يتزايد وأصبح مجلس الوزراء ينعقد بغياب ثلاثة وأربعة وزراء وذات يوم لاحظت أن عدد المتغيبين زاد كثيرًا فكلفت مدير المراسم نور فرغلى بالأتصال بمكتب حرم رئيس الجمهوريه وإبلاغها الرساله التاليه هل نلغى إجتماع مجلس الوزراء الأسبوعى أم نؤجله ؟؟؟ أم نقلل عدد الوزراء المصاحبين لها فى جولاتها ؟؟؟ فكان ردها الغاضب خلاص مش عايزه حد



أما عن أبن الملك  كان الجنزورى يرأس إجتماعاً يحضره أعضاء مجلس مبارك آل جور وفوجئ بمدير المراسم يعرض قائمة ترتيب الجلوس وجمال مبارك إبن الرئيس مرتب له أن يجلس إلى يمين رئيس الوزراء (( تجاوز وخطأ برتوكولى ))  ويقول الجنزورى طلبت ترتيب الجلوس بأن يكون رئيس الجانب العربى وهو الدكتور إبراهيم كامل عن يمينى ورئيس الجانب الأمريكى عن يسارى على أن يجلس الباقون كل حسب ترتيب الأسماء الأبجديه وجاء جلوس جمال مبارك قريبًا من آخر القاعه




ويذكر الجنزورى أيضاً جمال حضر لقاءً آخر عقد برئاسة مبارك لمناقشة أزمة دول جنوب شرق آسيا ويقول الجنزورى بعد نحو ساعتين مال الرئيس ناحية رأسى قائلاً جمال يحب أن يسمع هذه المناقشات فهل يحضر ؟؟؟ فقلت طبعًا وحضر جمال بقية الأجتماع وكانت مشاركته مجرد إستماع ولم يشارك النقاش




كانت قصة الجنزورى مع حسن الألفى مثالاً على تصاعد الصراع بين وزير الداخليه ورئيس الوزراء حسن الألفى جاء للوزاره وأستعان بمساعديه وكانت الداخليه فى فترة مواجهة الإرهاب لديها إمكانيات ضخمه ووقتها أبتكر اللواء رؤوف المناوى تعبير الإعلام الأمنى وكان الهدف منه هو تقديم صوره للداخليه أثناء مواجهتها للإرهاب وأيضا فتح علاقات مع عدد من الصحفيين الكبار ورؤساء التحرير ونجح المناوى إلى حد ما فى فتح علاقات مع الإعلام وظفها لتلميع الوزير والدفاع عنه فى صراع كانت كل الأطراف حاضره فيه وكان مبارك يبدو راضيا عن صراعات يراها تدور بعيداً عنه حتى لو كانت تصب ضد الدوله





الألفى بعد 6 شهور من تولى الوزاره تعرض لمحاولة إغتيال بموتوسيكل مفخخ فجره إنتحارى أثناء إتجاه موكبه إلى الوزاره لتبدأ جوله من الأجراءات الأمنيه التى شملت هجمات على مناطق المشتبه فيهم من الجماعات العنيفه فى هذه الأثناء جرت محاولة إغتيال لرئيس الوزراء عاطف صدقى راح ضحيتها التلميذه شيماء لو فاكرينها التى تحولت إلى أيقونه أشعلت الغضب الشعبى على الإرهاب و فى أكتوبر 1995 طعن شابان من الجماعه الإسلاميه نجيب محفوظ فى عنقه بسكين لإتهامه بالكفر والخروج عن المله بسبب رواية أولاد حارتنا وأتضح بعد القبض عليهما أنهما لم يقرآ أيا من أعمال نجيب محفوظ 




وخلال فترة تولى اللواء حسن الألفى وزارة الداخلية كان حزب العمل  قد تحول من الأتجاه الأشتراكى إلى الأتجاه الإسلامى بقيادة عادل حسين الذى تولى رئاسة تحرير جريدة الشعب فى أعقاب إنتخابات 1987 وشهد إنشقاقاً بين الجناح الأشتراكى بقيادة أحمد مجاهد النائب الأول لرئيس الحزب إبراهيم شكرى فى مواجهة تحالف إسلامى بقيادة عادل حسين ومجدى أحمد حسين وظل الخلاف مستمراً بمساعده من يوسف والى أمين عام الحزب الوطنى وقتها وصفوت الشريف




جريدة الشعب أتهمت اللواء حسن الألفى بأنه يوظف الأمن لخدمة البزنيس وأنه يستغل نفوذه مع وزير التعمير محمد إبراهيم سليمان لصالح شركة أبنه كما أستندت الجريده إلى نواب فى الحزب الوطنى كانوا يهاجمون الألفى ومنهم النائب فوزى السيد نائب الحزب الوطنى بمدينة نصر  وكمال أحمد وفؤاد بدراوى من المعارضه  وأتهموا الألفى بمجاملة أبنه ومع فتح ملف قضية إبراهيم سليمان الذى تم أتهامه من قبل نواب المجلس بالتلاعب خلال توليه الوزاره فى مواصفات مشروعات المياه والصرف لمجاملة إبن وزير الداخليه حسن الألفى ورد الألفى على الأتهامات بأنها جزء من حمله بسبب خلافات بينه وبين رئيس الوزراء الجنزورى الذى دفع عدداً من رجاله لتسريب معلومات لإحراجه وأن عادل حسين كان صديقاً لوزير مجلس الوزراء طلعت حماد وأنه كان وراء الحمله والمثير أن فوزى السيد نائب مدينة نصر أتُهم بالأستيلاء والتربح وعرف باسم حوت مدينة نصر كما أن طلعت حماد وزير مجلس الوزراء هو الآخر واجه حملات إتهامات من جرائد حزبيه وكان واضحا أن صراعات الوزراء ترجمت إلى حملات متبادله فى الصحف وفضائح مشينه للنظام  وكانت هناك حرب تدور خلف الكواليس يديرها صفوت الشريف ويوسف والى وكمال الشاذلى وزكريا عزمى وحسب عليهم الألفى فى مواجهة كمال الجنزورى وطلعت حماد الذى أتهم أنه كان يستغل نفوذه ويسيطر على الوزراء وأنه كان يجمع معلومات وملفات والصحف تنضم لهذا الفريق أو للفريق الآخر حسب الأهواء


فى بداية عام 1997 شن إرهابييين هجوماً على أتوبيسات سياح أمام فندق أوروبا فى شارع الهرم وأتضح أن وردية الحراسه غادرت فى السابعه وجاءت الأخرى فى الثامنه وفى وقت الفراغ أستغل الإرهابيون هذا الخلل وقتلوا 18 سائحاً يونانياً وكان المقصود فوجاً سياحياً إسرائيلياً كان قد غادر الإسرائيليون الفندق قبلها بيوم وكان هذا فى بدايات عام 1997




فترة تولى الألفى شهدت واقعه لازالت مفتوحه حتى الآن وسط تعتيم إعلامى  من أغرب الوقائع حيث تم الإعلان عن القبض على حنان ترك ووفاء عامر فى شبكة آداب لكن الإعلان تم فى وقت غريب وهاجمت الصحافه الداخليه وشرطة الآداب ولم يعرف حتى الآن السبب فى الإعلان عن القضيه وسرعة إغلاقها إلا أنها دخلت ضمن تفسيرات المؤامرات بإعتبار أن تفجير أى فضيحه يكون الهدف منه التغطيه على حدث أكبر وقالت بعض التقارير الصحفيه إن مساعدى الوزير حاولوا إنقاذه بالإعلان عن قضيه فيها فنانات شهيرات والصحافه أتهمت الداخليه بالتلفيق وتدخل الجنزورى طالباً من النائب العام إغلاق الملف وكان هو أيضا يريد التخلص من الوزير

 


وهناك أيضا قصة ماهر الجندى محافظ الجيزه الذى أتى من محافظة الغربيه مع غاده عبدالرازق لكنى لاأريد الخوض فيها لأعتبار شهادتى مجروحه لوجود خلاف شخصى بينى وبين ماهر الجندى تدخل فيه كمال الشاذلى بوساطة حسنى القيعى وشايف أننا بدأنا نعك فى الكلام الغير مباح فننهى هذه الحلقه على وعد بلقاء متى شاء الله وإستراحه بسيطه أستطيع فيها السيطره على سطورى


جنرال بهاء الشامى

هناك 5 تعليقات:

  1. فساد ماهر الجندي كان معروف للكافة لما كان محافظ الغربية وكانت رائحة فساده تزكم الأنوف ولكن فوجئنا بتعيينه محافظا للجيزة منا يدل على أن هذا العصر كان عصر فساد بإمتياز

    ردحذف
  2. قراءة سهله
    شكرا لحضرتك

    ردحذف