" مع المصطفى فى دار هجرته " - 6 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى"
و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع
المنافقين" " ب "
وأرخى العنان لناقته وهى تشق الزحام ، ولم يدر أحد يومها أين
يكون مقام المصطفى ، وكل بيوت المدينة مفتوحة له ترحب به ، وإن لم يكن له صلى الله
عليه وسلم ، دارٌ هناك ...
وبدا الموقف صعباً:
كلما مر بحى من أحياء الأنصار بادر إليه الرجال يسألونه شرف النزول فيهم ، وهو عليه الصلاة والسلام يتحرج من إيثار حى على آخر ، فيقول معتذراً شاكراً:
" خلُّوا سبيل ناقتى".
حتى إذا مر بحى بنى عدى بن النجار ، توقعوا أن يكون لهم من خئولتهم لأبيه عبد الله بن عبد المطلب ، ما يبرر حظوتهم بالشرف الذى رنَت إليه كلُّ بيوت الأنصار.
هتفوا: "يا رسول الله ، هلمَّ إلى أخوالك".
وتلبث عليه الصلاة والسلام يملأ عينيه من هذا الحى ، ويسترجع ذكريات رحلته الأولي إلى يثرب ، حين جاءت به أمه "آمنة بنت وهب"من مكة وهو في السادسة من عمره ، لتُزيره قبر أبيه الثاوى هناك.
وتخطى بصره الجموع الزاخرة التى حفت بركابه ، وتعلق بطيفٍ مائل لا يغيب.
ومع الذكريات ، طوى سبعة وأربعين عاماً من عمره ، ليجد نفسه غلاماً غض الصبا ، يعود مع أمه في رحلة الإياب إلى أم القرى. ومعهما جاريتها "بركة أم أيمن" فما قطعوا بعض مراحل الطريق حتى ألمت بأمه وعكة طارئة ، ثم أسلمت الروح بين يديه في بقعة موحشة من الفلاة ، بين يثرب ومكة ...
وحملت بركة جثمان آمنة إلى قرية "الأبواء" فدفنوها في ثراها ...
واستأنف الرحلة إلى مكة ، واجماً صامتاً حزيناً مضاعف اليتم.
وبدا الموقف صعباً:
كلما مر بحى من أحياء الأنصار بادر إليه الرجال يسألونه شرف النزول فيهم ، وهو عليه الصلاة والسلام يتحرج من إيثار حى على آخر ، فيقول معتذراً شاكراً:
" خلُّوا سبيل ناقتى".
حتى إذا مر بحى بنى عدى بن النجار ، توقعوا أن يكون لهم من خئولتهم لأبيه عبد الله بن عبد المطلب ، ما يبرر حظوتهم بالشرف الذى رنَت إليه كلُّ بيوت الأنصار.
هتفوا: "يا رسول الله ، هلمَّ إلى أخوالك".
وتلبث عليه الصلاة والسلام يملأ عينيه من هذا الحى ، ويسترجع ذكريات رحلته الأولي إلى يثرب ، حين جاءت به أمه "آمنة بنت وهب"من مكة وهو في السادسة من عمره ، لتُزيره قبر أبيه الثاوى هناك.
وتخطى بصره الجموع الزاخرة التى حفت بركابه ، وتعلق بطيفٍ مائل لا يغيب.
ومع الذكريات ، طوى سبعة وأربعين عاماً من عمره ، ليجد نفسه غلاماً غض الصبا ، يعود مع أمه في رحلة الإياب إلى أم القرى. ومعهما جاريتها "بركة أم أيمن" فما قطعوا بعض مراحل الطريق حتى ألمت بأمه وعكة طارئة ، ثم أسلمت الروح بين يديه في بقعة موحشة من الفلاة ، بين يثرب ومكة ...
وحملت بركة جثمان آمنة إلى قرية "الأبواء" فدفنوها في ثراها ...
واستأنف الرحلة إلى مكة ، واجماً صامتاً حزيناً مضاعف اليتم.
ومن وراء نحو نصف قرن ، أتاه صدى من حشرجة الاحتضار التى روعته
في الفلاة ، مختلطة بهتاف الترحيب وأناشيد الاستقبال.
وبنو النجار يكررون دعوته:
" هلم إلى أخوالك"!
قال وما يزال يملأ عينيه من ساحة الحى التى كانت ملعب حداثته أياماً ، مع لداته من صبية بنى النجار:
" خَلُّوا سبيل ناقتى"
إلى أين إذن؟
إلى حيث تمضي به القصواء.
وقد خطت وئيداً تشق الزحام حتى توقفت غير بعيد ، وبركت في مربد هناك لسهل وسهيل ابنى عمرو ...
فحط المهاجر رحله ، وقام يصلى ...
وبنو النجار يكررون دعوته:
" هلم إلى أخوالك"!
قال وما يزال يملأ عينيه من ساحة الحى التى كانت ملعب حداثته أياماً ، مع لداته من صبية بنى النجار:
" خَلُّوا سبيل ناقتى"
إلى أين إذن؟
إلى حيث تمضي به القصواء.
وقد خطت وئيداً تشق الزحام حتى توقفت غير بعيد ، وبركت في مربد هناك لسهل وسهيل ابنى عمرو ...
فحط المهاجر رحله ، وقام يصلى ...
عزيزى القارئ:
_________
خئولتهم: علاقة بين الولد وخاله - انتساب إلى الخال وتباهى بخئولته العريقة
_________
خئولتهم: علاقة بين الولد وخاله - انتساب إلى الخال وتباهى بخئولته العريقة
لداته: التِّرْبُ وهو الذى ولد يوم ولادتك - الجمع لِدَاتُ
ولِدُون
وئيداً: متمهلاً بطيئاً - صوت الوطء على الأرض "والوطء
على .. بمعنى أن يدوس بالقدم"
مربد: اسم مكان من ربد - هو موقف للجمال "الإبل"
ومحبسها وسوق لها - ويوجد مكان بنفس الاسم يسمى بمربد البصرة وكان الشعراء يجتمعون
فيه
عزيزى القارئ:
_________
تحكى لنا د. "بنت الشاطئ" ما حدث لكى يكون للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم دار يستقر ويسكن فيه .. وعلى الرغم من تمنى الجميع أن يشرفهم وينزل عليهم في بيوتهم .. وفي كل حى بالمدينة يمسكون بالناقة الخاصة بالنبي لينزل عليهم .. وهو يتحرج ويعتذر بلطف "خلُّوا سبيل ناقتى" .. وعندما مر بحى أخوال أبيه من "بنى عدى بن النجار" وهم يمنون وهتفوا "يارسول الله ، هلمَّ إلي أخوالك" .. ونبينا الكريم استرجع ذكريات كثيرة من رحلته الأولي مع أمه السيدة "آمنة بنت وهب" إلى يثرب "المدينة" وهو في السادسة .. التى أسلمت الروح ودفنت بالأبواء "بين مكة ويثرب" في طريق عودتهم من يثرب عائدين لمكة .. وقد حملتها جاريتها "بركة أم أيمن" الحبشية التى كانت مما انتقلت ملكيتها لوالدته مع ما ورثته عن أبيه "عبد الله" عند وفاته .. حسب الأعراف عند عرب الجزيرة في ذلك الوقت .. وكرر نفس العبارة مع قوم بنى النجار .. وناقته التى تسمى "القصواء" تسير متمهلة وببطء وبركت بموضع لسهل وسهيل ابنى عمرو وهو المكان الذى نزله عليه أفضل الصلاة والسلام وقام بالصلاة فيه وليكون دار هجرته.
_________
تحكى لنا د. "بنت الشاطئ" ما حدث لكى يكون للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم دار يستقر ويسكن فيه .. وعلى الرغم من تمنى الجميع أن يشرفهم وينزل عليهم في بيوتهم .. وفي كل حى بالمدينة يمسكون بالناقة الخاصة بالنبي لينزل عليهم .. وهو يتحرج ويعتذر بلطف "خلُّوا سبيل ناقتى" .. وعندما مر بحى أخوال أبيه من "بنى عدى بن النجار" وهم يمنون وهتفوا "يارسول الله ، هلمَّ إلي أخوالك" .. ونبينا الكريم استرجع ذكريات كثيرة من رحلته الأولي مع أمه السيدة "آمنة بنت وهب" إلى يثرب "المدينة" وهو في السادسة .. التى أسلمت الروح ودفنت بالأبواء "بين مكة ويثرب" في طريق عودتهم من يثرب عائدين لمكة .. وقد حملتها جاريتها "بركة أم أيمن" الحبشية التى كانت مما انتقلت ملكيتها لوالدته مع ما ورثته عن أبيه "عبد الله" عند وفاته .. حسب الأعراف عند عرب الجزيرة في ذلك الوقت .. وكرر نفس العبارة مع قوم بنى النجار .. وناقته التى تسمى "القصواء" تسير متمهلة وببطء وبركت بموضع لسهل وسهيل ابنى عمرو وهو المكان الذى نزله عليه أفضل الصلاة والسلام وقام بالصلاة فيه وليكون دار هجرته.
عزيزى القارئ:
_________
كنا قد وصلنا لحادثة "شق الصدر" في مسيرة سيدنا الكريم "محمد" عليه أفضل الصلاة والسلام ووالدته الطاهرة "آمنة بنت وهب" .. وإعادة مرضعته الطفل النقي لأمه.
_________
كنا قد وصلنا لحادثة "شق الصدر" في مسيرة سيدنا الكريم "محمد" عليه أفضل الصلاة والسلام ووالدته الطاهرة "آمنة بنت وهب" .. وإعادة مرضعته الطفل النقي لأمه.
عاد لمكة ليحظى بحنان أمه التى لم يكن لها في الدنيا سواه وقد
تعلق بها تعلقاً شديداً .. مكث معها حتى بلغ السادسة من عمره فأرادت أن تذهب به
لزيارة قبر أبيه "عبد الله" وزيارة
أخوال زوجها من بنى النجَّار .. فتوجهت إلى يثرب بصحبة ولدها وقد ذَكَّرْهم ب
"عبد الله" الذى أحبوه كثيراً .. ولحكمة أرادها الله فشاءت الأقدار
وتوفيت أمه وهم في طريقهم لمكة من يثرب عند منطقة اسمها "الأبواء" ..
فحملتها جاريتها "أم أيمن" ودفنتها بالأبواء .. فعادت به حاضنته
"أم أيمن" الحبشية إلى مكة مرة أخرى وقد فقد من جديد حضن حنون ولحكمة
أرادها الله .. ربما ليكون أكثر صبراً على المكاره وأكثر جلداً على المصاعب ويشعر
بكل محروم ومتألم ويكون رقيق القلب فياض المشاعر.
فإنتقلت رعايته إلى جده العطوف "عبد المطلب" الذى كان يجلسه دون أبنائه على بساطه في ساحة الحرم ويأخذه معه في مجالس الكبار .. فتعلم الحكمة والرزانة من مصاحبة جده الحنون .. ولم تدم هذه الرعاية سوى سنتين حيث توفي جده وهو في الثامنة من عمره .. فتذوق من جديد مرارة فراق الأحباء الأقربين .. فإنتقلت رعايته إلى عمه الشفيق "أبي طالب" وعاش مع أولاده الستة وكأنه واحداً منهم بل أكثر.
وهذا رابط فيديو آخر مبسط عن طفولة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في فترة تواجده عند مرضعته "حليمة السعدية" وكيف أن الله هيأه للرسالة التوحيدية التى حملها عند كبره .. مدته 5:19 دقيقة
فإنتقلت رعايته إلى جده العطوف "عبد المطلب" الذى كان يجلسه دون أبنائه على بساطه في ساحة الحرم ويأخذه معه في مجالس الكبار .. فتعلم الحكمة والرزانة من مصاحبة جده الحنون .. ولم تدم هذه الرعاية سوى سنتين حيث توفي جده وهو في الثامنة من عمره .. فتذوق من جديد مرارة فراق الأحباء الأقربين .. فإنتقلت رعايته إلى عمه الشفيق "أبي طالب" وعاش مع أولاده الستة وكأنه واحداً منهم بل أكثر.
وهذا رابط فيديو آخر مبسط عن طفولة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في فترة تواجده عند مرضعته "حليمة السعدية" وكيف أن الله هيأه للرسالة التوحيدية التى حملها عند كبره .. مدته 5:19 دقيقة
وإليكم رابط فيديو لآخر كلمات السيدة الطاهرة "آمنة بنت
وهب" فيها حكمة بالغة وتحتاج أن نعى عمق معانيها .. مدته 2:03 دقيقة
وإلى لقاء قادم قريب إذا شاء ربي أترككم في رعاية الله.
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" وعلى أزواجه وذريته كما
صليت على سيدنا "إبراهيم" وبارك على سيدنا "محمد" وعلي أزواجه
وذريته كما باركت علي سيدنا "إبراهيم" إنك حميد مجيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق