السبت، 2 مارس 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 56


" مع المصطفى فى دار هجرته " - 10 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " و "
في حساب التاريخ أن المواجهة الأولي التى كانت بين الإسلام والوثنية في مكة ، تختلف تماماً عما يواجهه في المدينة من معركة معقدة بينه وبين أعدائه في ميدان ذى جبهات ثلاث ، يلقي فيه حشود قريش في صدام مسلح ، وعصابات يهود في أوكارهم الخطرة ، وجيوب المنافقين الذين حالفوا الشيطان ...
وتتداخل هذه الجبهات الثلاث ، زماناً ومكاناً ، فيزداد الموقف تعقيداً وصعوبة وحرجاً ، من حيث لا يستطيع المؤمنون أن يتفرغوا للجهاد فى إحدى الجبهات. ثم ينتقلوا إلى غيرها ، فيكون الأمر عليهم أخف عبئاً وأيسر مشقة.
وكذلك يشق علينا ، فيما نحاول من متابعة المسير مع المصطفى في دار هجرته ، أن نمضي مع الأحداث من موقع إلى آخر في ميدان المعركة ، بمعزل عن غيره من المواقع.
ويمكن القول مع ذلك ، إن الجبهة اليهودية بدأت تشحذ أسلحتها المسمومة لحرب الإسلام ، من أول يوم للهجرة.
بينما تأخر الصدام المسلح مع الوثنية القرشية ، ريثما يتحدد مجال الصدام ما بين مكة والمدينة ، ويتم التأهب له والاحتشاد ، فلم يبدأ إلا في السنة الثانية للهجرة.
وكذلك تأخر ظهور الجيوب الخطرة للمنافقين ، ريثما سرى فيها سم الشيطان بطيئاً خفياً لم يكد يلحظ إلا بعد أن ضرى واستشرى ، يهدد الوجود الإسلامى في أحرج المواقف.
ذلك كله مما كان يدخل في حساب التاريخ ، حين بدا ظاهر الأمر أن مكة وحدها هى مركز الخطر على الإسلام ، وأن له في يثرب مأمناً من كل خطر!
فلنمض مع الأحداث إلى حيث نرقب منطق الحرب في الجبهة اليهودية التى لم تطق الصبر على الإسلام منذ تحول إلي دار الهجرة ، بل أخذت زمام المبادرة إلى الكيد له من اليوم الأول.
**********
عزيزى القارئ:
_________
تشحذ: تنشطها - تقويها - تثيرها - تعمق في التفكير - تبذل جهداً عقلياً كبيراً - تستعطفهم - تلح فى الطلب - تسن سنانهم بالمَسَنّ
ضرى: بالغ في إضرائه - اشتد - حمى اجترأ عليه
استشرى: انتشر - تفاقم - تعاظم - اشتد شراه ومرضه
عزيزى القارئ:
_________
تنبهنا كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" مرة أخرى إلى الجبهات االثلاث التى كان يواجهها سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم بدينه الجديد ورسالته السماوية .. وهى التى نسميها في عصرنا الحالى بالحرب الشاملة .. والضرورة كانت تحتم علينا أن نتابع الجبهة التى كادت له منذ اليوم الأول لوصوله عليه الصلاة والسلام إلى دار هجرته.
وإليكم رابط فيديو عن قصة اليهود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ورغم أن تم عقد تفاهمات معهم بالإتفاق ليتفرغ للدعوة وأن إعتبرهم الله في كتابه العزيز بأنهم أهل كتاب .. إلا أنهم لم يتخلوا عن عداوتهم له وللدين الجديد وتابعيه .. ومما ستجدونه في هذا الفيديو عدد من الأسئلة التى وجهوها له عليه أفضل الصلاة والسلام .. مثل ما طعام وشراب أهل الجنة؟! وما أشراط الساعة .. الخ .. وأجاب عليهم .. إلا إنهم لم يؤمنوا به رغم أن قدومهم لهذه البقعة من العالم إنتظاراً للنبي الجديد وظلوا على عداوتهم له ومحاولاتهم العديدة لقتله كعهدهم مع أنبيائهم .. والأفضل أن تشاهدوه كاملاً ومدته 10:22 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
نمضي معاً في مهنة الرعى التى عمل بها نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه والتى أقبل عليها ليشتغل بها ويساعد عمه .. وهذا يدل على الإحساس الذى فُطر عليه نبيه .. فلم يكن من الصعب أن يهيئ الله لنبيه كل أسباب الراحة والرفاهية التى تغنيه عن رعي الغنم.
ونستكمل ما يتم تعلمه من هذه المهنة وخاصة الأنبياء الذين عملوا بها عليهم جميعاً الصلاة والسلام.
الخلوة ومناجاة الله: يبعث على النفس الهدوء والراحة والطمأنينة.
الرعى في الصحراء: يتيح التفكر والتأمل في مظاهر خلق الله والإستمتاع بجمالها.
الصبر على المشاق: يتطلب رعى الغنم العمل في الصحراء لفترة طويلة من طلوع الشمس حتى غروبها والتعرض للحرارة الشديدة والعطش الشديد وخشونة الطعام في صحراء الجزيرة العربية .. وكذلك الصبر علي بطء حركة الغنم وتشتت أماكنها بين متقدم ومتأخر عن القطيع .. فإن كان الراعى صابراً متمكناً قادراً علي جمعها بعد شتاتها بدون أن يلحقها أذي أو أن ينقص غذائها فتبقي مجتمعة تخشي من عصا الراعى فينبغى علي راعى الغنم أن يتحمل هذه الظروف القاسية ويتعايش معها.
أستأذنكم أن نكمل الدروس المستفادة من رعي الغنم في اللقاء القادم إذا كان في العمر بقية بإذن الله تعالي.
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" عبدك ورسولك كما صليت على سيدنا "إبراهيم" وعلي آل سيدنا "إبراهيم" وبارك على سيدنا "محمد" وعلي آل سيدنا "محمد" كما باركت على سيدنا "إبراهيم" وعلي آل سيدنا "إبراهيم"

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق