الجمعة، 1 مارس 2019

مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 45



عوده لأستئناف ماتوقفنا عنده فى حلقتنا السابقه وتولى عاطف عبيد رئاسة الوزراء فقد جائت إنتخابات مجلس الشعب فى عام 2000 لتؤكد إتجاه مبارك لطريق بلا تغيير حقيقى ففى الأنتخابات أستبعد الحزب الوطنى عدداً كبيراً من قياداته ومرشحيه السابقين لكن هؤلاء وبعضهم رجال أعمال خاضوا الأنتخابات لو تتذكروا مستقلين وفازوا بالمال والعائله والعصبيات على مبادئ الحزب الوطنى وخسر الكثير من المرشحين الأساسيين فى أول انتخابات يعتلى فيها دور المال وظاهرة شراء الأصوات




لم يحقق الحزب الوطنى سوى 40% والباقى للمستقلين المستبعدين من الحزب الوطنى ودعاهم الحزب لصفوفه فى صفقه غير معلنه وحقق الأغلبيه بضم المستقلين وأرتفع عدد رجال الأعمال إلى 77 فى برلمان 2000 مقابل 37 فى عام 1995





كانت إنتخابات 2000 بداية صعود رجال أعمال تحالفوا بشكل مباشر مع الحزب الوطنى وتزامن هذا مع إشارات بدأت خفيفه وحثيثه للدفع بولى العهد إلى واجهة الحياه السياسيه لتبدأ مرحلة عقد  زواج غير شرعى  للسلطه بالمال والأفكار الإصلاحيه بالرهان على الوريث للعرش فى وقت كانت كل الطرق لتعيين نائب لمبارك توصد أمام أى أمل لتظهر إشارات جمال مبارك ومرحله سياسيه تشابكت فيها الكثير من الخيوط وكان المجهول فيها أكثر من المعلن




شهدت الأنتخابات عنفاً غير مسبوق سقط قتلى وجرحى فى الكثير من الدوائر وبقى أحمد فتحى سرور رئيساً لمجلس الشعب ومعه نفس الوكلاء وطاقم الحكم وأنضم المستقلون ليكمل الحزب الوطنى أغلبيته القادره على حسم كل القضايا ولم يكن تمثيل المعارضه يذكر فى مواجهة أغلبيه ميكانيكيه قادره على حسم التشريعات والقضايا بسهوله





مبارك تجاهل وعمل من بنها أمام كل الشائعات والأحاديث والأنباء عن سعى جمال مبارك لوراثة السلطه وكانت حراسة جمال مبارك قد وصلت إلى حراسه رئاسيه



دخلت مصر الألفيه الجديده ومبارك عامه الـ 20 فى الحكم ويرى وحده أنه مستقر وراسخ بالرغم من الأمواج المتلاطمة حوله وكلما رأى إنهيار نظام أو هزيمة نظام من حوله يصر على أنه ونظامه فى الطريق السليم




 تساقطت أنظمه وتفككت إمبراطوريات وأنتهت الحرب البارده بخروج الأتحاد السوفيتى من المعادله وتفككه بنهاية الحرب البارده التى خلقت العدو البديل لدى الأمريكان الذين خرجوا من أفغانستان وتجاهلوا عشرات الآلاف من المقاتلين مسلحين ومدربين ولديهم عقيدة الجهاد وتولت طالبان الحكم ووجد عشرات الآلاف من المجاهدين أنفسهم بلا عمل



 
موسيقى تصويريه ومارشات عسكريه ويفيق العالم يوم 11  سبتمبر 2001 على الطائرات تضرب برجى مركز التجاره العالمى فى نيويورك لتكون أحداث 11 سبتمبر مقدمه لتحولات فى جغرافية العالم وتاريخه متزامنه مع صعود اليمين الأمريكى ورئاسة جورج دبليو بوش الأبن إلى الرئاسه والحديث عن صدام الحضارات ونهاية التاريخ وطبول حرب تدق من أفغانستان بإتجاه الدوله العربيه  العراق كل هذا منح مبارك يقينا أنه ملهم وثابت وسط أنواء البحر وموجاته وتقلبات أمواجه 



فى الجامعات 1992 كانت ظهرت أسره طلابيه تحمل أسم أسرة حورس كانت بلا برنامج وقالت إنها مستقله تنوى مواجهة التطرف وبدأت فى تقديم حفلات ورحلات وظهرت بلا هدف بل إنها أساءت لنفسها ولغيرها وأتضح أن الأسره على علاقه بالحزب الوطنى وأجهزة الأمن



تراجعت أسرة حورس منتصف التسعينيات وعادت لترتدى ثوب جديد  فى شكل جمعية المستقبل لأن المصريين يخيل عليهم تغيير الأقنعه لأنهم لايبحثون عن هدف وأكثر مايشغلهم القشور فقد كان مقدراً لها أن تكون حزباً سياسياً يقوده ولى العهد ولكن الحرس القديم فى الحزب الوطنى وكهنة النظام  إستشعروا خطراً من أن أغلب أعضاء الحزب الوطنى سيتركونه لينضموا إلى حزب ولى العهد وأبن الملك كما فعلوا من قبل مع حزب مصر



قيادات الحزب الوطنى وكهنة النظام  المخضرمون سعوا إلى دمج فكرة الحزب مع الجمعيه وجذب جمال ورجاله إلى الحزب وتم عام 2000 إختراع لجنة السياسات وأمانة السياسات



كان وراء إنشاء لجنة السياسات أسماء مثل على الدين هلال وأسامة الباز اللذان تردد أسمهما وقتها أنهما يقومان بتثقيف ملكى لجمال مبارك وكانت صيغة لجنة السياسات تعتبر طوق نجاه للحرس القديم الذين تصوروا أن الحزب الجديد يمكن أن يهدد وجودهم وعروشهم وتم الإعلان عن تشكيل لجنة السياسات التى ضمت أسماء من إتجاهات مختلفه بل ومتعارضه من اليسار واليمين جمعت حسام بدراوى مع أسامه الغزالى حرب وعبدالمنعم سعيد مع محمد كمال مع على الدين هلال مع مصطفى الفقى وعصام شرف مع مفيد شهاب وعبدالمنعم سعيد وهاله مصطفى وعدد من إتجاه داخل مركز الأهرام للدراسات السياسيه والأستراتيجيه وبالطبع مع جمال مبارك ورجال أعمال مثل محمد أبوالعينين وأحمد عز وهشام طلعت مصطفى وشقيقه طارق وعدد من أساتذة الجامعات والخبراء بلا تمييز




ظهر أن الحرس القديم إستراح لفكرة أن يبقى أبن الرئيس فى حزب والده حتى يمكن أن تبقى لهم القدره على السيطره أو ينتظرون جوله تسفر عن شكل أو مضمون جديد المهم أنهم يظلون فى المشهد وباقون لتحقيق مصالحهم ومصالح مريديهم ويمكن هذا هو سبب عشق أهالى الباجور لكمال الشاذلى وعشق العاملين بمدينة السادات لأحمد عز وعشق الفيوم ليوسف والى ألخ ألخ ألخ



كان الحرس القديم فى الحزب الوطنى وقطاع من البيروقراطيه العتيقه يبدى ممانعه فى السر لتصعيد جمال إلى السلطه وأستشعروا خوفاً من أن تتهدد مكاسبهم ومواقعهم السياسيه ونفوذهم لكن بعضهم دفعوا بأبنائهم فى طريق الحزب الوطنى وجمال مبارك بالرغم من إستمرارهم فى حالة الترقب والحذر ومن هؤلاء كان المخضرم كمال الشاذلى السياسى العتيد الذى واصل صعوده فى عالم السياسه منذ التنظيم الواحد فى الأتحاد الأشتراكى وألتصق بحزب مصر ثم الحزب الوطنى وصعد مع مبارك ووصل إلى منصب أمين تنظيم الحزب الوطنى



تم عقد مؤتمر للحزب الوطنى 2002 تم فيه إختيار صفوت الشريف أميناً عاماً وإختراع أمانة السياسات ليتولاها جمال مبارك ويومها قال صفوت الشريف الأمين العام إن أمانة السياسات برئاسة جمال مبارك هى القلب النابض للحزب الوطنى  ويقول الخبثاء أن ذلك كان يدار من مطبخ الملكه الأم بأشراف هامان المدام زكريا عزمى



أيامها  كان الحديث يدور عن صراعات الحرس القديم والجديد وكان الحرس القديم ممثلاً فى يوسف والى وصفوت الشريف وكمال الشاذلى وتم وضع أحمد عز أمينا للعضويه تمهيداً لتوليه أمانة التنظيم مكان الشاذلى وكان الصراع يبتعد بالطبع عن مكانة الرجل الأول الذى هو الرئيس بينما يدور فى هوامش الصفين الثانى والثالث وكان رجال الأعمال بدأوا فى الظهور وكانت مكاسب رجال الأعمال تتحدد بدرجه كبيره من خلال مساهماتهم فى الإنفاق على الحزب وأماناته ولجنة السياسات وسفرياتها




فى  نوفمبر 2001 عملت مجلة المصور مع جمال مبارك حواراً قدمته بأنه محاوله للتعرف عن قرب على صورة شاب مصرى تمكن بقدراته وحماسه وإنشغاله المخلص بالعمل العام من أن يجذب إنتباه المصريين وأن يكون موضع إحترام وتقدير أوساط عديده من المثقفين والمعنيين بشؤون العمل العام معتمداً على جهده وفكره بصرف النظر عن كونه إبن الرئيس طرح عليه فريق عمل المجله بقيادة مكرم محمد أحمد أسئله عن عمله وخبراته ورحلته من الغياب إلى الحضور




ماذا دار فى هذا الحوار وتفاصيله هذا موعدنا معه الحلقه القادمه متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك تعليق واحد: