الثلاثاء، 5 مارس 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 58


مع المصطفى فى دار هجرته " - 12 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " ح "
وأعطاهم المصطفي عهده بالموادعة والأمان على أموالهم وأنفسهم وحرية عقيدتهم ، مسجلا في كتابه إلي أهل المدينة إثر هجرته عليه الصلاة والسلام ومما جاء فيه:
" بسم الله الرحمن الرحيم
"
هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم وبين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب - المهاجرين والأنصار - ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم ، أنهم أمة واحدة ...
"
وأن لا يحالف مؤمن مولي مؤمن دونه. وإن المؤمن علي من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين. وإن المؤمنين أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم. ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ، ولا ينصر كافراً على مؤمن.
"
وإن ذمة الله واحدة ، يجير عليهم أدناهم. وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
"
وإن من تبعنا من يهود ، فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم. وإن سلم المؤمنين واحدة ، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا علي سواء وعدل بينهم ...
"
وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه ، وإنه لا يجير مشرك - من أهل المدينة وما حولها - مالا لقريش ولا نفساً ، ولا يحول دونه علي مؤمن. وإنه من اعتبط مؤمناً قتلا عن بينة ، فإنه قود به إلا أن يرضي ولي المقتول. وإن المؤمنين عليه كافة. ولا يحل لهم إلا قيام عليه.
"
وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً - المحدث من أحدث في الإسلام بدعة أو ضلالة أو فتنة - ولا يؤويه ، وأنه من نصره أو أواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل. وإنكم مهما اختلفتم فيه من شئ فإن مرده إلي الله عز وجل ، وإلي محمد صلى الله عليه وسلم.
"
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. وإن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ، مواليهم وأنفسهم ، إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ - يهلك - إلا نفسه وأهل بيته.
"
وإن ليهود بنى النجار مثل ما ليهود بنى عوف. وإن ليهود بنى الحارث مثل ما ليهود بنى عوف. وإن ليهود بنى ساعدة مثل ما ليهود بنى عوف. وإن ليهود بنى جشم مثل ما ليهود بنى عوف. وإن ليهود بنى الأوس مثل ما ليهود بنى عوف. وإن ليهود بنى ثعلبة مثل ما ليهود بنى عوف. إلا من ظلم وأثم ، فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته. وإن جفنة ، بطن من بنى ثعلبة ، كأنفسهم ... وإن لبنى الشطيبة مثل ما ليهود بنى عوف ، وإن البردون الإثم. وإن موالي ثعلبة كأنفسهم. وإن بطانة يهود كأنفسهم ...
"
وإن على اليهود نفقتهم وعلي المسلمين نفقتهم ، وإن بينهم النصر علي من حارب أهل هذه الصحيفة ، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم. وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه ، وإن النصر للمظلوم ، وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة ، وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم. وإنه لا تُجار حرمة إلا بإذن أهلها.
"
وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده ، فإن مرده إلى الله عز وجل ، وإلي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"
وإن الله علي أتقي ما في الصحيفة وأبره.
"
وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
"
وإن بينهم النصر على من دهم يثرب. وإذا دعوا إلي صلح يصالحونه ويلبسونه ، فإنهم يصالحونه ويلبسونه. وإنهم إذا دَعوا إلى مثل ذلك فإن لهم على المؤمنين ، إلا من حار في الدين. على كل أناس حصتهم من جانبهم الذى قِبلهم.
"
وإن البر دون الإثم ، لا يكسب كاسب إلا على نفسه. وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره. وإنه لا يحول هذا الكتاب دزن ظالم وآثم. وإنه من خرج آمن ، ومن قعد آمن بالمدينة ، إلا من ظلم أو أثم. وإن الله جار لمن بر واتقي ، ومحمد رسول الله صلي الله عليه وسلم".
**********
عزيزى القارئ:
_________
دسيعة: عطية - العطية الجزيلة - المائدة الكريمة - الطبيعة والخلق - أصل العنق - جفنة كبيرة - طنجرة - الدفع
ذمة: المرة من الذم - قليلة الماء - العهد - الأمان - الكفالة - ضمير - خلو من المسئولية المالية والجنائية - كنف وجوار
يجير: يحمى وينقذ - يغيث - يمنع - ينجيهم ويؤمنهم
اعتبط: أخذه بالموت بلا علة - جرح - اصابة ألم - غبط
قود: قصاص وقتل القاتل بدل القتيل - طال ظهره وعنقه - قادها
صرف: صوت - نوائب - مصائب
يوتغ: يهلك - يفسد - يجعله يأثم - يوجعه
البر: الصدق - ما انبسط من سطح الأرض - الطاعة - الإحسان - الخير
النصح: الإخلاص - إخلاص المشورة - خلص من الشوائب - صفا
النصيحة: مصدر نصح
أبره: أتى بالبرهان - أتى بالعجائب - غلب الناس - ثاب جسمه بعد علة
دهم: أتاه فجأة - أصابه أو ضربه فجأة - دخل بدون سابق إنذار
المحض: كل شئ خالص لا يشوبه مخالطة - خالصة نقية
عزيزى القارئ:
_________
كما ترى صحيفة عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالموادعة والأمان للجميع معاهدة دولية أممية تفصيلية وطويلة تؤسس للدولة الجديدة بكل مكوناتها ومع معانى الكلمات سنعلم بنودها الرائعة وسأحاول توضيح بعض تفاصيل منها ما أستطيع حتى لا أطيل عليكم:
بنو عوف: قبيلة عربية ولكنهم كانوا كجميع الأوس والخزرج تكون فيهم المرأة لا يعيش لها ولد فتجعل علي نفسها نذر إن عاش لها ولدٌ تهوَّده فمن ذلك تهود بعض أبناء العرب وعاشوا بين قبائل اليهود.
فالذى تعدى حدود الله وارتكب اثماً ينال عقابه لا يحول الكتاب دون ظالم ولا آثم.
الجفنة: وعاء الأطعمة وجمعها جفان .. ومنه قول الله تعالي {وَجِفَانٍ كَالجَوَابِ} من سورة سبأ.
البطن: يطلقها العرب على فرع القبيلة فالقبيلة الكبيرة يتفرع منها قبائل صغيرة تسمى بطون كناية على أن جميع فروع القبيلة كالعضو الواحد والجسد الواحد .. بمعنى المبالغة في شدة تحريم أموال المعاهدين وأعراضهم بأنه من استحل مثل هذا الشئ البسيط الزهيد وهو جفنة الطعام من بطن من بطون القبيلة فكأنما انتهك حرمة جميع أشخاص القبيلة أنفسهم .. والبر يجب أن يكون حاجزاً عن الإثم .. والوفاء يجب أن يمنع من الغدر .. وحرمة عبيدهم كحرمة أحرارهم.
بطانة الرجل: صاحب سرِّه أى الذى يشاوره في أحواله .. ومنع هذا البند اليهود من الخروج من المدينة إلا بعد إستئذان الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهذا القيد على تحركاتهم ربما يستهدف بالدرجة الأولي منعهم من القيام بنشاط عسكرى كالمشاركة في حروب القبائل خارج المدينة مما يؤثر على أمن المدينة واقتصادها.
وانه لا ينحجز علي ثأر جرح: أى لا تُحْجَز القبيلة من الخروج إذا كان خروجها للثأر ولو كان هذا الثأر جُرحْ .. والله أعلم .. وأكتفي بهذا القدر على أن أكمل في لقاء قادم بمشيئة وإذن الرحمن.
وإليكم رابط فيديو عن صحيفة يثرب المحمدية أرقى وثيقة فقه تعايش دينى إنسانى عرفتها البشرية .. دستور إحتوى علي إثنين وخمسين بنداً كلها من رأى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" .. خمسة وعشرون منها خاصة بتأمين العلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى من يهود وعبدة أوثان .. الخ .. والذي سمح لأصحاب الأديان الأخرى بالتعايش مع المسلمين بحرية وأن يقيموا شعائرهم .. أين من ذلك من يدّعون في عصرنا الذى يقولون عنه حديث .. أنهم أرقي منا ويريدون فرض دساتيرهم علينا وحرية الرأى والتعبير والإعتقاد الخاص بهم .. فنجد أنهم في بلادهم يمنعون بناء المساجد كما يمنعون رفع الآذان .. ولا نعفي من هذه المقارنة من هم محسوبون علينا أنهم من بنى جلدتنا .. ويكفروننا ويسيئون لنبينا وديننا ويهدمون ويفجرون البشر والكنائس والمساجد!!! .. إن صحيفة عهد رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه .. هى دستور حياة وسلام .. ولكن يهود ومن أتوا من بعدهم من منافقين ومتاجرين بدين الله إبتعدوا عن بنود الدستور المحمدى فأفسدوا دنيانا ومعتقداتنا وتعايشنا وأماننا .. الفيديو مدته 2:24 دقيقة
اللهم صلِّ على صاحب التاج والمعراج سيدنا "محمد" وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً وكن بنا وبوالدينا وبالمؤمنين رؤوفاً رحيماً

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق