" مع المصطفى فى دار هجرته " - 22 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى"
و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع
المنافقين" " م "
وفي مكة ، كان شعراء المشركين يهدرون بطلب الثأر ، ويبكون
مصارع الصناديد الذين جندلوا على ساحة بدر.
قال ضرار بن الخطاب الفهرى يرثي أبا الحكم بن هشام ، أبا جهل ، ويستنفر للثأر:
ألا من لعين باتت الليل لم تنم ....... تراقب نجما في سواد من الظلمْ
كأن قذى فيها ، وليس بها قذى .. سوى عبرة من جائل الدمع تنسجمْ
فآليت لا تنفك عينى بعبرة ........ علي هالك بعد الرئيس أبي الحكمْ
علي هالك أشجى لؤىَّ بن غالب ........ أتته المنايا يوم بدر فلم يرمْ
فلا تجزعوا آل المغيرة واصبروا .. عليه ، ومن يجزع عليه فلم يلمْ
وجدُّوا فإن الموت مكرمة لكم ..... وما بعده في أخر العيش من ندم
قال ضرار بن الخطاب الفهرى يرثي أبا الحكم بن هشام ، أبا جهل ، ويستنفر للثأر:
ألا من لعين باتت الليل لم تنم ....... تراقب نجما في سواد من الظلمْ
كأن قذى فيها ، وليس بها قذى .. سوى عبرة من جائل الدمع تنسجمْ
فآليت لا تنفك عينى بعبرة ........ علي هالك بعد الرئيس أبي الحكمْ
علي هالك أشجى لؤىَّ بن غالب ........ أتته المنايا يوم بدر فلم يرمْ
فلا تجزعوا آل المغيرة واصبروا .. عليه ، ومن يجزع عليه فلم يلمْ
وجدُّوا فإن الموت مكرمة لكم ..... وما بعده في أخر العيش من ندم
وقال "أمية بن أبي الصلت" - ذاك الذي آمن لسانه قبل
المبعث ، وكفر قلبه - قصيدة طويلة ينوح فيها على قتلي بدر من صناديد قريش ...
وكذلك أخذت الشاعرات من الفريقين مكانهن في المعركة ، روى ابن إسحاق في (السيرة النبوية) أربع قصائد لهند بنت عتبة ، وقصيدتين لصفية بنت مسافر حفيدة أمية بن عبد شمس.
كما روى قصيدة لهند بنت أثاثة ، حفيدة عبد المطلب ، ترثي شهيداً لها من شهداء بدر. وأخرى لقتيلة بنت الحارث في النضر بن الحارث الذى قتل صبراً بعد المعركة ، فى "الأثيل" بين بدر والمدينة.
وفيها تقول:
يا راكباً إن الأثيل مظنة ......... من صبح خامسة وأنت موفق
أبلغ بها ميتاً بأن تحية ........... ما إن تزال بها النجائب تخفق
منى إليك ، وعبرة مسفوحة ...... جادت بواكفها وأخرى تخنق
هل يسمعنى النضر إن ناديته ..... أم كيف يسمع ميت لا ينطق
أمحمد يا خير ضنء كريمة ..... في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما .. مَنَّ الفتى وهو المغيظ المحنق
أو كنت قابلَ فدية فليفدين ............. بأعز ما يغلو به ما ينفق
فالنضر أقرب من أسرت قرابة .... وأحقهم إن كان عتق يعتق
وكذلك أخذت الشاعرات من الفريقين مكانهن في المعركة ، روى ابن إسحاق في (السيرة النبوية) أربع قصائد لهند بنت عتبة ، وقصيدتين لصفية بنت مسافر حفيدة أمية بن عبد شمس.
كما روى قصيدة لهند بنت أثاثة ، حفيدة عبد المطلب ، ترثي شهيداً لها من شهداء بدر. وأخرى لقتيلة بنت الحارث في النضر بن الحارث الذى قتل صبراً بعد المعركة ، فى "الأثيل" بين بدر والمدينة.
وفيها تقول:
يا راكباً إن الأثيل مظنة ......... من صبح خامسة وأنت موفق
أبلغ بها ميتاً بأن تحية ........... ما إن تزال بها النجائب تخفق
منى إليك ، وعبرة مسفوحة ...... جادت بواكفها وأخرى تخنق
هل يسمعنى النضر إن ناديته ..... أم كيف يسمع ميت لا ينطق
أمحمد يا خير ضنء كريمة ..... في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما .. مَنَّ الفتى وهو المغيظ المحنق
أو كنت قابلَ فدية فليفدين ............. بأعز ما يغلو به ما ينفق
فالنضر أقرب من أسرت قرابة .... وأحقهم إن كان عتق يعتق
فيروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه شعر قتيلة في
النضر ابن الحارث قال: "لو بلغنى هذا قبل قتله ، لمننت عليه"
وبدا النصر عجيباً وغريباً ، فما تصورت قريش وهى تحتشد في ألف
مقاتل كاملي العدة والسلاح ، أن يغلبهم القائد الرسول في ثلاثمائة من صحابته.
ولكن سنن الحياة لا ترى في هذا النصر أى شذوذ أو غرابة.
القتال في بدر لم يكن بين فئتين متكافئتين:
من حيث العدد والسلاح ، كان القرشيون يزيدون أضعافاً مضاعفة.
ولكن المعركة لم تكن متكافئة كذلك من حيث القوى المعنوية:
المشركون خرجوا للقتال بطراً ورئاء الناس ، وإمعاناً في البغى والعدوان ، وتأميناً لطريق تجارتهم إلى الشام ، وانتقاماً من المصطفى والذين هاجروا معه والذين آووه ونصروه لا يبالون غضب قريش!
والمسلمون خرجوا جهاداً في سبيل دينهم ، وتأميناً لحقهم ، وغضباً لما سامتهم الوثنية القرشية من أذي واضطهاد.
ومتى كان القتال بين حق وباطل ، بين مستبسل في سبيل ما يؤمن أنه الحق ، وبين ممعن في البغى والضلال ، فإن العشرة من المؤمنين يغلبون المائة ، والمائة يغلبون الألف.
**********
ولكن سنن الحياة لا ترى في هذا النصر أى شذوذ أو غرابة.
القتال في بدر لم يكن بين فئتين متكافئتين:
من حيث العدد والسلاح ، كان القرشيون يزيدون أضعافاً مضاعفة.
ولكن المعركة لم تكن متكافئة كذلك من حيث القوى المعنوية:
المشركون خرجوا للقتال بطراً ورئاء الناس ، وإمعاناً في البغى والعدوان ، وتأميناً لطريق تجارتهم إلى الشام ، وانتقاماً من المصطفى والذين هاجروا معه والذين آووه ونصروه لا يبالون غضب قريش!
والمسلمون خرجوا جهاداً في سبيل دينهم ، وتأميناً لحقهم ، وغضباً لما سامتهم الوثنية القرشية من أذي واضطهاد.
ومتى كان القتال بين حق وباطل ، بين مستبسل في سبيل ما يؤمن أنه الحق ، وبين ممعن في البغى والضلال ، فإن العشرة من المؤمنين يغلبون المائة ، والمائة يغلبون الألف.
**********
عزيزى القارئ:
_________
قذى: ما يسقط فى العين والشراب - ما ألقي فيها وما أخرج منها كالتراب الدقيق وغيره
_________
قذى: ما يسقط فى العين والشراب - ما ألقي فيها وما أخرج منها كالتراب الدقيق وغيره
يرم: من رم أى يصلحه - يبلى - يأكله
نجائب: جمع نجيب - فاضل - كريم - خيارها
واكفها: من الاسم واكف - الشديد المنهمر - سال وقطر - الماء
والدمع ونحوهما - واجهه
النضر: صفة مشبهة تدل علي الثبوت - كان ذا حسن واشراق وبهجة
ورونق
الفحل: المفضل - المتميز - المكتمل الرجولة
مننت: من مَنَّ: وهبه نعمة بدون مقابل أو بأخذ فدية - من يعد
ويحسب ما يفعله وما يقدمه من صنائع وعطايا وغيره
عزيزى القارئ:
_________
اليوم تخبرنا د. "بنت الشاطئ" بنتائج وتأثير معركة بدر على الجانب الآخر المهزوم وظهر هذا الأثر في أشعارهم التى ملأها بكاء ومطالبة بالثأر وكلها رثاء لمقتل صناديدهم علي أرض بدر .. فقال "ضرار بن الخطاب الفهرى" رثاءً فيهم .. "بعدم نوم عيونهم التى لا ترى إلا الظلام وكأن بعيونهم شئ يؤلمهم .. مقسمين بألا تسيل دموعهم على من قتل مثل أبا الحكم وأبا الحكم بن هشام وغيرهما .. وينادونهم بالصبر وألا يجزعوا مطالبين بالثأر وإن ماتوا" .. وفي قصيدة أخرى ل "أمية بن أبي الصلت" الذى آمن لسانه وكفر قلبه .. شاعر ثقيف وحكيمها الذى كان يبشر بالدين الجديد من قراءاته في كتب أهل الكتاب معتقداً أن يكون هو حامل الرسالة وعندما عرف أن سيدنا "محمد" عليه الصلاة والسلام هو حامل الدين الجديد ناصبه العداء .. أنشد قصيدة نواح طويلة في قتلى المشركين .. وذكرت ذلك الدكتورة ونقلته لكم في المقال رقم [13] من هذه السلسلة ..
وكان للشاعرات نصيب من نظم القصائد ومنهن "هند بنت أثاثة" ترثي شهيداً لها وذكرت فيها نبينا الكريم صلوات ربي عليه وسلامه .. وخيرية نسله ورجولته .. الخ .. وعندما بلغت الكلمات للقصيدة فى قتيلة بنت الحارث في النضر قال لو بلغنى ذلك لمننت عليه
كما تصور لنا غرور وصلف قريش في كثرتهم عدداً وعتاداً معتقدين أن نبي الله صلى الله عليه وسلم والثلاثمائة الذين معه لن ينتصروا .. ولكن المسلمون الذين خرجوا جهاداً في سبيل دينهم وغضباً مما لاقوه من عذاب وهوان وهم الذين على حق هم الذين انتصروا تأكيداً لمقولة "فإن العشرة من المؤمنين يغلبون المائة والمائة يغلبون الألف"
عزيزى القارئ:
_________
اليوم تخبرنا د. "بنت الشاطئ" بنتائج وتأثير معركة بدر على الجانب الآخر المهزوم وظهر هذا الأثر في أشعارهم التى ملأها بكاء ومطالبة بالثأر وكلها رثاء لمقتل صناديدهم علي أرض بدر .. فقال "ضرار بن الخطاب الفهرى" رثاءً فيهم .. "بعدم نوم عيونهم التى لا ترى إلا الظلام وكأن بعيونهم شئ يؤلمهم .. مقسمين بألا تسيل دموعهم على من قتل مثل أبا الحكم وأبا الحكم بن هشام وغيرهما .. وينادونهم بالصبر وألا يجزعوا مطالبين بالثأر وإن ماتوا" .. وفي قصيدة أخرى ل "أمية بن أبي الصلت" الذى آمن لسانه وكفر قلبه .. شاعر ثقيف وحكيمها الذى كان يبشر بالدين الجديد من قراءاته في كتب أهل الكتاب معتقداً أن يكون هو حامل الرسالة وعندما عرف أن سيدنا "محمد" عليه الصلاة والسلام هو حامل الدين الجديد ناصبه العداء .. أنشد قصيدة نواح طويلة في قتلى المشركين .. وذكرت ذلك الدكتورة ونقلته لكم في المقال رقم [13] من هذه السلسلة ..
وكان للشاعرات نصيب من نظم القصائد ومنهن "هند بنت أثاثة" ترثي شهيداً لها وذكرت فيها نبينا الكريم صلوات ربي عليه وسلامه .. وخيرية نسله ورجولته .. الخ .. وعندما بلغت الكلمات للقصيدة فى قتيلة بنت الحارث في النضر قال لو بلغنى ذلك لمننت عليه
كما تصور لنا غرور وصلف قريش في كثرتهم عدداً وعتاداً معتقدين أن نبي الله صلى الله عليه وسلم والثلاثمائة الذين معه لن ينتصروا .. ولكن المسلمون الذين خرجوا جهاداً في سبيل دينهم وغضباً مما لاقوه من عذاب وهوان وهم الذين على حق هم الذين انتصروا تأكيداً لمقولة "فإن العشرة من المؤمنين يغلبون المائة والمائة يغلبون الألف"
عزيزى القارئ:
_________
إليكم رابط فيديو عن أحداث "غزوة بدر" ومهارة المسلمين في القتال وأسر الكثير من قريش وتفاصيل المعركة من بداية المواجهة بين ثلاثة فوارس من كل جانب .. الخ .. في مشاهد تقربنا من واقعها .. إلى أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عريشه قائلاً: سيُهْزَمْ الجمع ويُولون الدُبر .. إلى أن أخذ بيده الشريفة حفنة من الحصباء قائلاً: شاهت الوجوه ورمى بها وجوه المشركين .. وتفاصيل أخرى لم نقرأها أو نراها من قبل .. ومدة الفيديو 8:36 دقيقة
_________
إليكم رابط فيديو عن أحداث "غزوة بدر" ومهارة المسلمين في القتال وأسر الكثير من قريش وتفاصيل المعركة من بداية المواجهة بين ثلاثة فوارس من كل جانب .. الخ .. في مشاهد تقربنا من واقعها .. إلى أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عريشه قائلاً: سيُهْزَمْ الجمع ويُولون الدُبر .. إلى أن أخذ بيده الشريفة حفنة من الحصباء قائلاً: شاهت الوجوه ورمى بها وجوه المشركين .. وتفاصيل أخرى لم نقرأها أو نراها من قبل .. ومدة الفيديو 8:36 دقيقة
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" صلاة تذهب بها عنا جميع
الهموم والغموم والأحزان
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق