" مع المصطفى فى دار هجرته " - 32 -
" ودخل الناس فى دين الله أفواجاً" "أ"
على ناقته "القصواء" التى خرجت به من غار ثور ، قبل
ثمانى سنين ، طريداً مستخفياً مهاجراً ، أعزل إلا من إيمانه ، ليس معه غير صاحبه
أبي بكر ، والله ثالثهما ...
دخل صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح ، في عشرة آلاف من جند الله ..
وفتحت أم القرى قلبها للنبي العائد ومن معه من أبنائها المهاجرين ، وأصحابه الأنصار ...
ولم يَدُرْ يومها قتال ، وكأنما عاشت أم القرى في انتظار هذه اللحظة التاريخية ، لتتحرر من أغلال الوثنية.
وكأنما كان أهلها ، جيرة الحرم الأقدس ، يتطلعون إلي اليوم الذى يكفون فيه عن حرب عقيم ، بعد أن فقدوا إيمانهم بالأوثان التى من أجلها! فما أغنت عنهم شيئاً!
وعلي راحلته ، طاف عليه الصلاة والسلام بالبيت العتيق سبعاً ، وسط الجموع الحاشة من الناس. ثم ترجل فدخل البيت خاشعاً ، وقام يصلى بالمسلمين في الحرم المكى الذى تطهر يومئذ من رجس الأوثان.
وتجاوبت الآفاق بدعائه:
" الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله وحده ، نصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده".
والجموع من حوله تردد الدعاء ، فتخشع لهُ صمُّ الجبال.
والتفت إلى أهل مكة ، بعد أن خطب خطبة الفتح ، فقال:
" يا معشر قريش ، ما ترون أنى فاعل بكم؟"
قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم.
فقال عليه الصلاة والسلام:
" اذهبوا فأنتم الطلقاء!"
وباتت مكة يوم الفتح ، وليس في حرمها رجل ولا امرأة ، إلا مسلماً أو مسلمة.
وأصبح الناس ذات يوم بعد الفتح ، وقد خرجت قالة من منازل الأنصار ، تعبر عن قلقهم ، أن يبقي المصطفى في مكة ، بعد أن رأوه يسخو في عطاء المكيين ، تأليفاً لقلوبهم وهم حديثو عهدٍ بالإسلام.
قالوا: " لقد لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومَه".
وبلغت قالتهم سمع المصطفى ، نقلها إليه "سعد بن عبادة" شاكياً له عليه الصلاة والسلام ما تجد الأنصار من قلق وضيق.
سأله المصطفي: "فأين أنت من ذلك يا سعد؟"
ورد نقيب الأنصار:
- يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومى!
فلم يضق عليه الصلاة والسلام بصاحبه ، بل طلب إليه أن يجمع له قومه من الأنصار ، ثم خرج إليهم المصطفي فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
" يا معشر الأنصار ، ما قالة بلغتنى عنكم وجدة وجدتموها علىَّ في أنفسكم؟ ألم آتكم ضُلالاً فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف بين قلوبكم؟"
أجابوا: بلى ، الله ورسوله أمَنُّ وأفضل.
سألهم: "ألا تجيبوننى يا معشر الأنصار؟"
فسألوا بدورهم: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل.
قال عليه الصلاة والسلام والسلام:
" أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدقتم ولصُدقتم. أتيتنا مكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك ،وطريداً فآويناك ، وعائلاً فأسيناك. أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم ، في لعاعة من الدنيا تألفتُ بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فو الذى نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شِعباً ، لسلكت شعب الأنصار! اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار".
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وهتفوا ملء إيمانهم:
- رضينا برسول الله قسماً وحظا.
وكذلك بكى أهل مكة ، وقد علموا أن المصطفي يوشك أن ينصرف إلى دار الهجرة التى اختارها منزلاً ومقاما.
لكنه صلى الله عليه وسلم ، تمهل في العودة مع الأنصار إلى المدينة ، ريثما يقضي على فلول الوثنية الناشبة في بعض القبائل العربية ، ومن أهمها هوازن وثقيف.
وخرج المصطفي فى غزوة حنين إلى هوازن ، في الآلاف العشرة الذين شهدوا معه فتح مكة ، ومعهم ألفان من أهل مكة.
وكادت مأساة "أحد" تتكرر ...
بلغ القائد الرسول بجنده منحدراً في واد من تهامة ، سبقهم إليه المشركون من هوازن وأحلافها ، فكمنوا لهم في شعابه وأحنائه ومضايقه ، ثم انحطوا بغتة في عماية الصبح ، فشدوا عليهم ، فولوا راجعين لا يلوى أحد علي أحد ، لم يبق منهم مع المصطفي سوى نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته.
يومَها تكلم رجال من المنافقين ومن المكيين حديثي العهد بالإسلام بما في أنفسهم من الضغن ، وقال أبو سفيان في شماتة: لا تنتهى هزيمتهم دون البحر.
وعقب آخر ، جبلة بن الحنبل: ألا بطل السحر اليوم.!
وبطل السحر حقا ، لكنه سحر الغفلة والضلال.
تدارك المصطفى الموقف ، فأمر عمه "العباس بن عبد المطلب" - وكان جهير الصوت - فصاح بالمسلمين يستنفرهم للجهاد مع نبيهم المصطفي ، ويسترجعهم إلى أماكنهم حوله ، وإن واحدة من الصحابيات "أم سليم بنت ملحان" لتثبت مع القلة المؤمنة وإنها لحامل بعبد الله بن أبي طلحة ، وقد حزمت وسطها ببرد لها تتفي الإجهاض ، ومعها خنجر مشهَر. فيقول صلى الله عليه وسلم:
" أم سليم؟"
زتجيب: نعم ، بأبي أنت وأمى يا رسول الله. اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك كما تقتل الذين يقاتلونك ، فإنهم لذلك أهل.
" أو يكفي الله يا أم سليم؟"
ويسألها زوجها أبو طلحة: ما هذا الخنجر معك يا أم سليم؟
أجابت: خنجر أخذته ، إن دنا متى أحد من المشركيت بعجته به ...
وعاد المسلمون على صوت النفير ، والتحم الفريقان وحمى الوطيس فكان النصر للمؤمنين.
وكانت تجربة أخرى ، يذكرهم القرآن بعد غزوة تبوك ، في السنة التالية ، التاسعة للهجرة ، فيقول تعالى في سورة التوبة:
دخل صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح ، في عشرة آلاف من جند الله ..
وفتحت أم القرى قلبها للنبي العائد ومن معه من أبنائها المهاجرين ، وأصحابه الأنصار ...
ولم يَدُرْ يومها قتال ، وكأنما عاشت أم القرى في انتظار هذه اللحظة التاريخية ، لتتحرر من أغلال الوثنية.
وكأنما كان أهلها ، جيرة الحرم الأقدس ، يتطلعون إلي اليوم الذى يكفون فيه عن حرب عقيم ، بعد أن فقدوا إيمانهم بالأوثان التى من أجلها! فما أغنت عنهم شيئاً!
وعلي راحلته ، طاف عليه الصلاة والسلام بالبيت العتيق سبعاً ، وسط الجموع الحاشة من الناس. ثم ترجل فدخل البيت خاشعاً ، وقام يصلى بالمسلمين في الحرم المكى الذى تطهر يومئذ من رجس الأوثان.
وتجاوبت الآفاق بدعائه:
" الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله وحده ، نصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده".
والجموع من حوله تردد الدعاء ، فتخشع لهُ صمُّ الجبال.
والتفت إلى أهل مكة ، بعد أن خطب خطبة الفتح ، فقال:
" يا معشر قريش ، ما ترون أنى فاعل بكم؟"
قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم.
فقال عليه الصلاة والسلام:
" اذهبوا فأنتم الطلقاء!"
وباتت مكة يوم الفتح ، وليس في حرمها رجل ولا امرأة ، إلا مسلماً أو مسلمة.
وأصبح الناس ذات يوم بعد الفتح ، وقد خرجت قالة من منازل الأنصار ، تعبر عن قلقهم ، أن يبقي المصطفى في مكة ، بعد أن رأوه يسخو في عطاء المكيين ، تأليفاً لقلوبهم وهم حديثو عهدٍ بالإسلام.
قالوا: " لقد لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومَه".
وبلغت قالتهم سمع المصطفى ، نقلها إليه "سعد بن عبادة" شاكياً له عليه الصلاة والسلام ما تجد الأنصار من قلق وضيق.
سأله المصطفي: "فأين أنت من ذلك يا سعد؟"
ورد نقيب الأنصار:
- يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومى!
فلم يضق عليه الصلاة والسلام بصاحبه ، بل طلب إليه أن يجمع له قومه من الأنصار ، ثم خرج إليهم المصطفي فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
" يا معشر الأنصار ، ما قالة بلغتنى عنكم وجدة وجدتموها علىَّ في أنفسكم؟ ألم آتكم ضُلالاً فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف بين قلوبكم؟"
أجابوا: بلى ، الله ورسوله أمَنُّ وأفضل.
سألهم: "ألا تجيبوننى يا معشر الأنصار؟"
فسألوا بدورهم: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل.
قال عليه الصلاة والسلام والسلام:
" أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدقتم ولصُدقتم. أتيتنا مكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك ،وطريداً فآويناك ، وعائلاً فأسيناك. أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم ، في لعاعة من الدنيا تألفتُ بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فو الذى نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شِعباً ، لسلكت شعب الأنصار! اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار".
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وهتفوا ملء إيمانهم:
- رضينا برسول الله قسماً وحظا.
وكذلك بكى أهل مكة ، وقد علموا أن المصطفي يوشك أن ينصرف إلى دار الهجرة التى اختارها منزلاً ومقاما.
لكنه صلى الله عليه وسلم ، تمهل في العودة مع الأنصار إلى المدينة ، ريثما يقضي على فلول الوثنية الناشبة في بعض القبائل العربية ، ومن أهمها هوازن وثقيف.
وخرج المصطفي فى غزوة حنين إلى هوازن ، في الآلاف العشرة الذين شهدوا معه فتح مكة ، ومعهم ألفان من أهل مكة.
وكادت مأساة "أحد" تتكرر ...
بلغ القائد الرسول بجنده منحدراً في واد من تهامة ، سبقهم إليه المشركون من هوازن وأحلافها ، فكمنوا لهم في شعابه وأحنائه ومضايقه ، ثم انحطوا بغتة في عماية الصبح ، فشدوا عليهم ، فولوا راجعين لا يلوى أحد علي أحد ، لم يبق منهم مع المصطفي سوى نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته.
يومَها تكلم رجال من المنافقين ومن المكيين حديثي العهد بالإسلام بما في أنفسهم من الضغن ، وقال أبو سفيان في شماتة: لا تنتهى هزيمتهم دون البحر.
وعقب آخر ، جبلة بن الحنبل: ألا بطل السحر اليوم.!
وبطل السحر حقا ، لكنه سحر الغفلة والضلال.
تدارك المصطفى الموقف ، فأمر عمه "العباس بن عبد المطلب" - وكان جهير الصوت - فصاح بالمسلمين يستنفرهم للجهاد مع نبيهم المصطفي ، ويسترجعهم إلى أماكنهم حوله ، وإن واحدة من الصحابيات "أم سليم بنت ملحان" لتثبت مع القلة المؤمنة وإنها لحامل بعبد الله بن أبي طلحة ، وقد حزمت وسطها ببرد لها تتفي الإجهاض ، ومعها خنجر مشهَر. فيقول صلى الله عليه وسلم:
" أم سليم؟"
زتجيب: نعم ، بأبي أنت وأمى يا رسول الله. اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك كما تقتل الذين يقاتلونك ، فإنهم لذلك أهل.
" أو يكفي الله يا أم سليم؟"
ويسألها زوجها أبو طلحة: ما هذا الخنجر معك يا أم سليم؟
أجابت: خنجر أخذته ، إن دنا متى أحد من المشركيت بعجته به ...
وعاد المسلمون على صوت النفير ، والتحم الفريقان وحمى الوطيس فكان النصر للمؤمنين.
وكانت تجربة أخرى ، يذكرهم القرآن بعد غزوة تبوك ، في السنة التالية ، التاسعة للهجرة ، فيقول تعالى في سورة التوبة:
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ
إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ
عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ(25) ثُمَّ
أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ
جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ
الْكَافِرِينَ (26) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَنْ
يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (27)} .. صدق الله العظيم.
**********
**********
عزيزى القارئ:
_________
القصواء: اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم - مؤنث الأقصي من الابل والشاة - الناقة والشاة قطع طرف أذنها كاملاً
_________
القصواء: اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم - مؤنث الأقصي من الابل والشاة - الناقة والشاة قطع طرف أذنها كاملاً
قالة: جمع قائل - اسم القول المنتشر بين الناس سواء خيراً أو
شراً
ضلالا: من ضلال - ضد الهدى - زلل وملل - كل شئ مقيم لا يهتدى
له - ضياع ومات - صار ترابا وعظاما - خفي وغاب
وجدة: مصدر وجد - وجوداً - وجد فلان وجداً=حزن - وجد به
وجداً=أحبه - وجد الشئ=علمه إياه
عالة: جمع عائل - الفقر والفاقة - شبه خيمة تصنع من الشجر
للاستتار بها من المطر - من يعيش معتمدا على غيره
عائلاً: فقيراً عديماً - كثير العيال - مفتقراً - آية 8 من
سورة الضحى
أسيناك: أزال أساه - أزال حزنه
لعاعة: مفرد لعاع - البقبة اليسيرة من كل شئ - قليلة البقاء -
الدنيا - الخصب - النبت الغض - من يتكلف الألحان من غير صواب
انحطوا: نزلوا وانحدروا - فسدوا - انخفضوا وهبطوا - تدهوروا -
تدهور وهبوط المستوى - الخضوع في الرأى
الضغن: الحقد - ذو الحقد - الأعوج - صعب الإنقياد والمراس -
انطوى علي حقد - اعوج
يكفي: اكتفي وغنى - حصل به الاستغناء عن سواه - سد حاجته
بعجته: شقها وحفرها - شقته - حفر فيها آبار كثيرة - توسطه -
أفضي إليه بالسر
رحبت: من رحب=اتسع - "حتى إذا ضاقت عليكم الأرض بما
رحبت" آية 118 من سورة "التوبة"
سكينة: مصدر سكن - الطمأنينة والاستقرار - الرزانة والوقار
عزيزى القارئ:
_________
تسبح بنا د. "بنت الشاطئ" في بحر أحداث رحلة عصر المبعث وجعلتنا نستشعر بعض تفاصيل فتح مكة والذى تم بدون قتال والتى كانت نقطة فاصلة في الدعوة الإسلامية .. وتوقفت كثيراً أمام موقف نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في جبر الخواطر لأحبائه الأنصار .. واستعراض سريع لغزوة حنين التى كانت من الممكن أن تكون كغزوة أحد في نتيجتها والتى كشفت المنافقين والمكيين حديثي العهد بالإسلام .. وسرعة تدارك القائد النبي الملهم عليه أفضل الصلاة والسلام لتدارك الخلل .. ومثال للمرأة المؤمنة المجاهدة رغم ظروفها "أم سليم بنت ملحان" .. وكيف عاد المسلمون على صوت النفير فكان النصر للمؤمنين.
عزيزى القارئ:
_________
بالنسبة للآيات الثلاث المذكورة أعلاه من سورة "التوبة" وهى من السور المدنية وهى من أواخر ما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهى تسمى بأسماء عديدة أوصلها بعض المفسرين إلى أربعة عشر اسماً مثل: براءة والتوبة والمقشقشة والمبعثرة والمشردة والمخزية والفاضحة والمثيرة والحافرة والمنكلة والمدمدمة والعذاب .. أن فيها التوبة على المؤمنين وهى تقشقش من النفاق أى تبرئ منه وتبعثر عن أسرار المنافقين وتبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكل بهم وتشردهم وتخزيهم وتدتدم عليهم.
أما تفسير الآيات المذكورة أعلاه: لقد نصركم الله في مشاهد كثيرة وحروب عديدة ، ونصركم أيضاً يوم حنين بعد الهزيمة التى منيتم بها بسبب اغتراركم بالكثرة أى حين أعجبكم كثرة عددكم فقلتم: لن نغلب اليوم من قلة وكنتم اثنى عشر ألفاً وأعداؤكم أربعة آلاف فلم تنفعكم الكثرة ولم تدفع عنكم شيئاً وضاقت الأرض على رحبها وكثرة اتساعها بكم من شدة الخوف ، ثم وليتم وفررتم علي أدباركم منهزمين .. أى أن النصر بيده سبحانه وتعالي ومن عنده وأنه ليس بكثرة العدد وأنه ينصر القليل على الكثير إذا شاء .. ولم يفر رسول الله ولكن أخذ يقول:
أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب .. ثم أخذ قبضة من تراب فرمى بها في وجوه المشركين وقال: شاهت الوجوه .. الخ .. أنزل الله بهد الهزيمة الأمن والطمأنينة علي المؤمنين حتى سكنت نفوسهم أى أنزل الله رحمته التى تسكن بها القلوب وتطمئن إليها وأنزل ملائكة لم تروها .. بالقتل والأسر وسبي النساء وذلك عقوبة الكافرين بالله .. ثم يتوب على من يشاء فيوفقه للإسلام وهو إشارة إلى إسلام هوازن والله عظيم المغفرة واسع الرحمة.
عزيزى القارئ:
_________
وإليكم رابط فيديو مبسط عن فتح مكة .. وكان الكفار قتلوا 20 عند الكعبة فإستنجد أهلهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . وأخذ قراراً بتجهيز جيش لدخول مكة .. فخاف كفار مكة أن يتم الغاء صلح الحديبية الذى هم نقضوه! .. فأرسلوا أبو سفيان لسيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وقد سردناها في المقال السابق .. وقصة حاطب .. ولماذا سمى يوم الفتح بيوم المرحمة .. الخ .. أترككم مع باقي التفاصيل .. مدة الفيديو 12:53 دقيقة.
https://www.youtube.com/watch?v=QeWPxNVsizM
_________
تسبح بنا د. "بنت الشاطئ" في بحر أحداث رحلة عصر المبعث وجعلتنا نستشعر بعض تفاصيل فتح مكة والذى تم بدون قتال والتى كانت نقطة فاصلة في الدعوة الإسلامية .. وتوقفت كثيراً أمام موقف نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في جبر الخواطر لأحبائه الأنصار .. واستعراض سريع لغزوة حنين التى كانت من الممكن أن تكون كغزوة أحد في نتيجتها والتى كشفت المنافقين والمكيين حديثي العهد بالإسلام .. وسرعة تدارك القائد النبي الملهم عليه أفضل الصلاة والسلام لتدارك الخلل .. ومثال للمرأة المؤمنة المجاهدة رغم ظروفها "أم سليم بنت ملحان" .. وكيف عاد المسلمون على صوت النفير فكان النصر للمؤمنين.
عزيزى القارئ:
_________
بالنسبة للآيات الثلاث المذكورة أعلاه من سورة "التوبة" وهى من السور المدنية وهى من أواخر ما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهى تسمى بأسماء عديدة أوصلها بعض المفسرين إلى أربعة عشر اسماً مثل: براءة والتوبة والمقشقشة والمبعثرة والمشردة والمخزية والفاضحة والمثيرة والحافرة والمنكلة والمدمدمة والعذاب .. أن فيها التوبة على المؤمنين وهى تقشقش من النفاق أى تبرئ منه وتبعثر عن أسرار المنافقين وتبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكل بهم وتشردهم وتخزيهم وتدتدم عليهم.
أما تفسير الآيات المذكورة أعلاه: لقد نصركم الله في مشاهد كثيرة وحروب عديدة ، ونصركم أيضاً يوم حنين بعد الهزيمة التى منيتم بها بسبب اغتراركم بالكثرة أى حين أعجبكم كثرة عددكم فقلتم: لن نغلب اليوم من قلة وكنتم اثنى عشر ألفاً وأعداؤكم أربعة آلاف فلم تنفعكم الكثرة ولم تدفع عنكم شيئاً وضاقت الأرض على رحبها وكثرة اتساعها بكم من شدة الخوف ، ثم وليتم وفررتم علي أدباركم منهزمين .. أى أن النصر بيده سبحانه وتعالي ومن عنده وأنه ليس بكثرة العدد وأنه ينصر القليل على الكثير إذا شاء .. ولم يفر رسول الله ولكن أخذ يقول:
أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب .. ثم أخذ قبضة من تراب فرمى بها في وجوه المشركين وقال: شاهت الوجوه .. الخ .. أنزل الله بهد الهزيمة الأمن والطمأنينة علي المؤمنين حتى سكنت نفوسهم أى أنزل الله رحمته التى تسكن بها القلوب وتطمئن إليها وأنزل ملائكة لم تروها .. بالقتل والأسر وسبي النساء وذلك عقوبة الكافرين بالله .. ثم يتوب على من يشاء فيوفقه للإسلام وهو إشارة إلى إسلام هوازن والله عظيم المغفرة واسع الرحمة.
عزيزى القارئ:
_________
وإليكم رابط فيديو مبسط عن فتح مكة .. وكان الكفار قتلوا 20 عند الكعبة فإستنجد أهلهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . وأخذ قراراً بتجهيز جيش لدخول مكة .. فخاف كفار مكة أن يتم الغاء صلح الحديبية الذى هم نقضوه! .. فأرسلوا أبو سفيان لسيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وقد سردناها في المقال السابق .. وقصة حاطب .. ولماذا سمى يوم الفتح بيوم المرحمة .. الخ .. أترككم مع باقي التفاصيل .. مدة الفيديو 12:53 دقيقة.
https://www.youtube.com/watch?v=QeWPxNVsizM
وهذا رابط فيديو مبسط آخر عن غزوة حنين والاغترار بالعدد ..
وكفار هوازن ولم يعجبهم دخول المسلمين مكة بدون حرب .. الخ .. وهناك تفاصيل أخرى
بالفيديو ومدته 9:08 دقيقة
https://www.youtube.com/watch?v=wde4z7Jvf2g
https://www.youtube.com/watch?v=wde4z7Jvf2g
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" صلاةً تذهب بها عنا
جميع الهموم والغموم والأحزان
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق