السبت، 6 أبريل 2019

الأوليجاركيات الهوهواتيه الأخوانيه رقم 4


عوده بلقاء بوعد معتمداً على مشيئة الله عز وجل لنستكمل ماتوقفنا عنده وحضراتكم  عن ماهى  الثلاثة سيناريوهات المستقبليه المحتمله فيما يخص مستقبل الإسلاميين بعد سقوط المهيطل مرسى


السيناريوهات الثلاثه تقوم على قناعة أن عودة المهيطل مرسى للرئاسه صارت ضرباً من الخيال وقادة جماعة الإخوان وبعيداً عن كل تحريضهم العلنى فقط على التظاهر والإحتجاج للضغط من أجل عودة المهيطل مرسى على طريقة هوجو تشافيز فى 2002 م فهم وقبل غيرهم يعرفون أن عودة المهيطل مرسى هى فى حكم المستحيلات فهذا خيار إنتحارى بالنسبه لقادة جيشنا والكتله الإحتجاجيه المطالبه بعودة المهيطل مرسى ترتكز فقط على التيار الإسلامى السياسى وأن كن يختبأ خلفها بعض التيارات وبالتالى فهى كتله عاجزه عن فرض إرادة التغيير عبر معادلات الإحتجاج ناهيك عن تناقص حجم هذه الكتله مع الوقت يأساً و قنوطاً وأخيراً فحتى لو فرضنا جدلاً أن المستحيل قد تحقق وعاد المهيطل مرسى فببساطه سيتكرر مشهد 30 يونيو المليونى الإحتجاجي ضده مره أخرى و بشكل أكثر خطوره


أما السيناريو الأول فيما يخص مستقبل الإسلاميين فى مصر هو الدمج الصحى والإيجابى وعبر هذا الدمج يتحول الإسلاميون إلى أحزاب سياسيه محافظه ثقافياً وإجتماعياً تتموقع على يمين المشهد السياسى وتفوز بحصص فى المؤسسات المنتخبه كما حدث فى انتخابات 2014 م  ومن الممكن أن تزيد أو تنقص هذه الحصص بحسب وزنهم النسبى المتغير ويمكن لهم أن يشاركوا فى الحكومات المنتخبه لكن يبقى ذلك في إطار قواعد عامه يتوافق عليها الجميع حسب الرغبه الشعبيه لجموع المصريين من لهم الرأى الأول والنهائى والأخير


أما فيما يتعلق بعلاقة الدين بالسياسه والدوله وضمانات الحريات والحقوق والفصل بين المؤسسات وغيرها والشرط الضرورى هنا هو أن يحدث هذا فى إطار المشاركه لا الرغبه فى الهيمنه والسيطره وهو بعكس ما جرى أثناء المسار الأول للثوره المضاده إلا أن ذلك يستلزم تجديدات جذريه ومنهجيه فى أشكال التنظيم الحركى الإسلامى وفى فكر الإسلاميين السياسيين وخاصةً فيما يتعلق بمواضيع المواطنه والحريات والحقوق والديمقراطيه والتعدديه التى لايطيقونها ويمقتوها عبر تجارب حياتيه سابقه معهم تمثلت فى سنة حكمهم  وتجديدات تتجاوز الدعوات المألوفه للفصل بين الدعوى والسياسى وتذهب إلى آفاق أخرى تتعلق بقبول شرعية الجماعه الوطنيه وتذهب كذلك إلى فهم السياسه كمساحه للتدافع والإختلاف وليس كمساحه للغلبه والتمكين والإنتقال من سياسات الهويه إلى سياسات التدبير  إضافه إلى التخلى عن منهج شمولية العمل الإسلامى والتعبئه الدينيه الطابع


 فى حقيقة الأمر هذا التجديد لن يكتمل إلا على أرضية إصلاح منهجى وشامل فى الفكر الإسلامى السياسى المعاصر فقهياً وعقائدياً مما قد يتسع الحديث له فى سلسله أخرى من المقالات ووفق هذا السيناريو للدمج فيجب أن تكف الأحزاب الإسلاميه عن خلط التيار الدعوى بالسياسى وأن تخضع للشفافيه فيما يخص تمويلها ومصادر إنفاقها وحظر أى تمويل يعتمد على إمتداداتها الخارجيه ومراقبة هذه الإمتدادات والفروع الخارجيه نفسها ولا نرى حتى الآن مؤشرات على وجود إستعدادات عند الإسلاميين لإجراء هذه التجديد الشامل



المرجح أن يصطف الإخوان وراء قياداتهم التنظيميه العليا والوسيطه على المدى القصير والمتوسط على الأقل فى وجه ما يرونه من أخطار وجوديه أمامهم فى المرحله الراهنه وهو ما نراه من دعوات للمراجعات الفقهيه التى لايتقبلها المصريين ويرفضونها بناءاً على معطيات سابقه  



هناك سيناريو آخر هو أن يتم التفاوض بين الجانبين ويقبل الإخوان بالتخلى عن مطلب عودة المهيطل مرسى وهذا غير الممكن ممكن عملياً والتهدئه وفى المقابل يقوم المسار السياسى الجديد بدمج الإخوان على شرط مشاركه لا مغالبه و ضمان عدم ملاحقة قادة الإسلاميين أمنياً ولا قضائياً بدون أن يلزموا الإخوان بأى تجديدات فكريه وتنظيميه حقيقيه



أما السيناريو الثالث فهو أن يسلك الإخوان درب سياسة الأرض المحروقه بمعنى آخر اللجوء إلى التصعيد وإشعال العنف والإقتتال الأهلى والطائفى والفوضى الأجتماعيه والسياسيه وهذا ما بدأ فيه الإسلاميون بالفعل منذ إسقاط المهيطل مرسى ويتجلى هذا وذاك على السوشيال ميديا ونكاد نجزم أنهم نجحوا فعلياً بنسبه كبيره بعد تأجيج الصراعات بين طوائف أنصار أنتفاضة 30 يونيه ويلعب البعض فيها دوا رئيسياً مثل أطراف صراع الأهلى والزمالك وتشويه أى رموز سياسيه كانت تناهض الأخوان أثناء سنة حكمهم والأمثله كثيره ولاداعى لحصرها وهنا ستصبح مواجهة الإسلاميين بشكل أساسى مع المجتمع وليست فقط مع الدوله حتى أن فئات كثيره من المصريين بدأت تفطن لمخطاطاتهم وتضج بها عبر مؤشرات تتحرك وتحتويها على سبيل المثال تحديداً السوشيال ميديا  على عكس ما كان الحال عليه بين السبعينيات وحتى التسعينيات



إن فرص كل من السيناريوهات المذكوره أعلاه مرهونه بأمرين من جهه مدى تحلى الإسلاميين السياسيين بالعقلانيه والمسؤوليه للتخلى عن عقلية المباريات الصفريه والصراعات الوجوديه وسياسة الأرض المحروقه والتى ستطالهم هم أولاً قبل غيرهم إضافه إلى ذلك يتعلق الأمر بمدى رغبتهم بإجراء المراجعات الشامله المطلوبه داخلياً والقبول بالمساومات والتفاوض السياسى حول مواقع لهم داخل المسار السياسى الجديد ومن جهه أخرى يتعلق الأمر بمدى قدرة المسار الجديد على دمجهم بشروطه وعلى الرغم من أن أمر الدمج يبدو صعب المنال ومحفوفاً بالمخاطر المكارثيه إلا أن هذا السناريو محتمل بسبب تداخل المصالح الاقتصاديه والتجاريه و الإجتماعيه عقب تحالفهم مع عدوهم السابق أطراف الحزب الوطنى القديم إضافه إلى الأدوار الإقليميه التى لعبها الإخوان في السنوات الأخيره كما أن الأعتبارات العمليه والأمنيه التى تحكم المؤسسه العسكريه ممكن أن تؤدى إلى دمج الإخوان حتى دون أن يقوموا بمراجعات وتغييرات لازمه فى فكرهم وتنظيمهم وذلك نظراً لتداخل الأدوار والمصالح بعد تحالفهم مع عدوهم الشكلى القديم  حيث أن المؤسسه العسكريه تقود المسار السياسى ولا ترغب بتحمل العبء والثمن الذين يمكن أن ينجما عن إصطدام شعبى واسع مع الإخوان وإقصائهم بالإضافه إلى هذا فعلى المدى الإستراتيجى الأبعد يمكن لنا أن نقول أن مؤسسات الدوله القديمه ترغب دائماً فى إبقاء التيار الإسلامى على الساحه كتيار معارض رئيسى هو فى حقيقة الأمر متصالح أيديولوجياً وسياسياً ًمع معادلات الحكم الخاصه بعلاقة الدوله السلطويه مع المجتمع والمواطن ويتم توظيف هذا التيار دائما كعامل إرباك وتشويش وتجريف وإستنزاف للطاقه السياسيه للمعارضه والقوى الشعبيه



من ناحيه أخرى فمن المرجح أن تستمر قيادات الإخوان فيما برعت فيه دائماً من خيارات تكتيكيه مثل الحفاظ على وحدة الجماعه عبر منطق الإصطفاف لمواجهة الخطر الوجودى وأستخدام شعارات الهويه والشريعه الإسلاميه لتوحيد صفوف الجماعه وكسب تعاطف القوى الإسلاميه الأخرى ومحولة جذب ودهم الذى أفتقدوه بعد أحداث فض وكر رابعه ومن ثم يتم تأجيل التجديد الفكرى والتنظيمى المطلوب إلى أجل غير مسمى



لا يعنى هذا أن سيناريو العنف و التصعيد غائب عن اللعبه إطلاقاً البته لكنه على الأرجح لن يكون على الطريقه الجزائريه شديدة الدمويه لأنه فى حالة الجزائر وعقب الإنقلاب العسكرى على نتيجة الإنتخابات البرلمانيه فى 1992 كانت هناك مؤسسات دوله قويه عازمه على إستئصال الإسلاميين السياسيين وكان هناك تيار إسلامى تعرض لمظلوميه حقيقيه لأنه حرم من نتيجة فوزه الإنتخابى وحاضنه شعبيه تتعاطف مع هذا التيار أو على الأقل لا تشارك في حرب الدوله ضده بينما فى حالة مصر فالدوله لا ترغب فى إستئصال التيار الإسلامى ولا تريد تحمل تكلفة هذا ومن الصعب الحديث عن مظلومية التيار الإسلامى فى مصر فقد أخذ فرصه حقيقيه للحكم وفشل فيها وفقد هيبته  وأخيراً فالمجتمع المصرى قد ثار بالفعل ضد حكم الإخوان وأبدى معدلات عاليه من الكراهيه والنفور الإجتماعى ضدالتيار الإسلامى السياسى وبالتالى فهو لن يوفر أى حاضنه شعبيه للعنف الإسلامى ضد الدوله  إذن فالمرجح هنا هو أن أى عنف إسلامى فى مصر سيظهر بصيغة ما يعرف بصراع منخفض الكثافه والعنف العشوائى على مستوى القواعد الشعبيه الإسلاميه هنا وهناك إضافه إلى التعبئه السياسيه الأحتجاجيه الإسلاميه المستمره عبر الإعتصامات والمسيرات والتظاهرات وهذه التعبئه الإحتجاجيه تلعب أدواراً مركبه  فهى مطلوبه من جانب الإخوان من أجل إبقاء المجال العام هشاً وضعيفاً ومحاصراً و تخريب المسار السياسى بالإضافه إلى هذا فهى توفر مساحه للدفاع نفسياً وإجتماعياً عن وجود التيار الإسلامى السياسى وإثبات قوته وقدرته على المواجهه والكفاح والبقاء والصمود أمام الممانعه الإجتماعيه العاتيه وذلك حتى تتغير الظروف والأحوال و تسمح بالعوده



الرساله هنا موجهه للأنصار والأعداء معاً يحتاج التيار الإسلامى السياسى إلى تمثيل معين للنضاليه والمعركه وإلا بهتت جذوته أيضاً من الممكن له أن يكتسب تعاطف الكثير من المتدينين الذين أقنعتهم البروباجندا الإخوانيه بأن الرئيس القادم بعد المهيطل مرسى سيستهدف مظاهر هويتهم الدينيه ويمنعهم من أداء الطقوس والشعائر الدينيه الإسلاميه مثل أداء الصلوات وإرتداء النساء الحجاب وغيرها وفى مقابل هذا التصعيد من جانب الإسلاميين فلن تتردد المؤسسه العسكريه فى الأستخدام الأنتقائى للعنف المفرط ضد الإسلاميين من أجل ترسيم الخطوط الحمراء فى الإشتباكات وتحديد ما لن تتسامح معه



من الصعب توقع مسار واضح تؤول إليه الأحداث فى ملف الإسلاميين السياسيين لكن الأقرب إلى الحدوث هو مزيج من السيناريوهين الثانى والثالث ويتفق هذا مع مناهج عمل قيادة الإخوان والمؤسسه العسكريه وتداخل مصالحهما والعقل التكتيكى الذى يحكم قراراتهما لكن في حقيقة الأمر فهذا التوازى بين السناريوهين من الصعب الحفاظ عليه وهو أشبه باللعب بالنار ويتصور قادة الإخوان أن التصعيد يمكن أن يبقى دائماً تحت السيطره ويتم توظيفه كورقه تفاوضيه وقت اللزوم


نكتفى بهذا القدر اليوم لى وعد بلقاء وأستكمال تشريح هوهاتى لجماعة الأخوان متى شاء الله


جنرال بهاء الشامى

هناك تعليقان (2):

  1. السيناريو الثالث هو ما يحدث و لولا تراخى بعض مؤسسات الدوله الراغبه فى استمرار وجود الاخوان كورقة ضغط على المجتمع لكان الشعب و اؤكد عندما اقول الشعب فى انه من كان سيقوم بالقضاء على الاخوان قضاء مبرما

    ردحذف
  2. بعد وضع اليسناريوات دي ققدر ارجح تصالح التيار الاسلامي مع الخزب الفلاني وبقوا ايد واخدة لان المصلحه واحده وهو الرجوع للمشهد السياسي مرة اخري وتمني الوصول للحكم باي شكل مش مهم بقي هو هيبقي مع مين امبارح كان ضد الحزب القديم عشان مكنتش المصلحه واحدة لكن طلبت اليوم وبقت الاأتلاف واحد والهدف واحد وهو الرجوع للنشهد وممارسه السياسه مرة اخري للوصول لسلطه في ثوبها الجديد وهو ايد حزب مستقبل في ايد المعزولين سياسيا

    ردحذف