الأربعاء، 10 أبريل 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 84


" مع المصطفى فى دار هجرته " - 38 -
" ودخل الناس فى دين الله أفواجاً" "ز"
الوداع ... والرحيل! ... " أ "
تطهرت ديار الإسلام من وباء يهود ، أعداء البشر.
وتطهرت أرض المبعث وبلاد العرب من رجس الوثنية ، وسقطت أقنعة المنافقين ، وعُزلوا عن المجتمع الإسلامى ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
فهل بقي من رسالة المصطفى ما يؤديه في عصر مبعثه؟
بعد سنة الوفود ، حج صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في الستة العاشرة للهجرة ، وعلم المسلمين مناسك حجهم ، وخطب فيهم خطبنه المشهورة التى كانت الوصية الأخيرة إلي المسلمين من نبيهم المصطفى عليه الصلاة والسلام ، قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
"
أيها الناس ، اسمعوا قولي فإنى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا بهذا الموقف أبداً. أيها الناس ، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا. وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغتُ ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. وإن كل ربا موضوع ، ولكن لكم رءوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون. قضي الله أنه لا ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله. وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع. وإن أول دمائكم أضع دمُ ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب - وكان مسترضعاً في بنى ليث فقتلته هذيل - فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية.
"
أما بعد أيها الناس ، فإن الشيطان قد يئس أن يُعبَد بأرضكم هذه أبداً. ولكنه إن يُطَعْ فيما سوى ذلك فقد رضي بما تحقرون من أعمالكم ، فاحذروه على دينكم".
وبعد أن بين المصطفي إبطال الإسلام للنسئ ، وحدد الأشهر الأربعة ، أوصي بالنساء خيراً ، ثم ختم خطبة الوداع بقوله:
"
فاعقلوا أيها الناس قولي فإنى قد بلغت. وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً: أمراً بيناً ، كتابَالله وسنة نبيه. أيها الناس ، اسمعوا قولى واعقلوه ، تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم ، وأن المسلمين إخوة ، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم ، اللهم هل بلغت؟"
هتف المسلمون جميعاً ، ممن شهدوا حجة الوداع:
-
اللهم نعم.
فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهم اشهد".
ثم قفل المصطفى ، فأقام بالمدينة بقية ذى الحجة والمحرم وصفر ...
وفيها جهز "أسامة بن زيد بن حارثة" ليخرج إلى الشام في جند الإسلام. ومعه المهاجرون الأولون!
وأمره صلى الله عليه وسلم ، أن يصل بالإسلام إلى تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين.
وبدا كأن المصطفي أتم رسالته ، وترك للمؤمنين من بعده أن ينشروا الدين الحق في الآفاق ، وأن يحملوا لواءه الميمون إلى المشرق والمغرب!
**********
عزيزى القارئ:
_________
موضوع: الشئ المُخْتَلَقْ ولم يكن موجوداً وليس له أصل - ما أو من وضع في محل معين - مثبت في مكان - مخطط - خصوص أو شأن _ المادة التى يبنى عليها
ربا: المبلغ من المال الذى يؤديه المُقْتَرض زيادة علي ما اقترضه بالفعل تبعاً لشروط خاصة - علا وانتفخ - ورم - زاد
تحقرون: تُهينون - تذلون - تستصغرون - تستهينون - تزدرون
نسئ: تأخير حُرْمَة شهر المحرم إلى شهر صفر أيام الجاهلية - اللبن الرقيق الكثير الماء "مغشوش" - "إنما النسئ زيادة في الكفر" آية 37 من سورة "التوبة"
قفل: وجع - عاد من سفره - يبس - ضمر - غلق
ميمون: لسم مفعول من يمن - موفق - مبارك الطلعة - ذو اليُمْن والجمع ميامين.
عزيزى القارئ:
_________
تمضي بنا د. "بنت الشاطئ" مع رحلة المصطفى صلى الله عليه وسلم في عصر المبعث والإشارة لقرب إنتهاء تبليغ رسالة ربه .. وقد تطهرت الجزيرة من الوثنية ودخول الناس في دين الله أفواجاً بعد سنة الوفود .. وكانت الخطبة الخاتمة والوصية الأخيرة للمسلمين .. خطبة بليغة فيها أُسس الحياة الكريمة وإحياء لكل الفضائل والمعانى الإنسانية والكرامة .. التى تجعلنا نتوقف عند كل جملة ولكى نحللها نحتاج لمقالات ومقالات .. وكأن حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يخاطبنا ويوصينا كيف نكون آدميين ومسلمين مؤمنين مطيعين لرب العالمين ورسوله ونعمل بما قالوا وأوصوا بكتاب الله الكريم وبما حدثنا به خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم .. فهل استوعب هذه الوصية كل من يرون أنفسهم أوصياء على هذا الدين وتابعيه؟؟؟!!!
عزيزى القارئ:
_________
أترك لكم رابط فيديو مبسط ورائع أعتبره مُعَلِم شارح ووافي للأحداث ولبعض مناسك الحج والفتاوى .. الخ .. وكيف أسلم كل الوثنيين في العام العاشر للهجرة .. الفيديو بالصلصال بموسيقى تصويرية تدخلكم في المشاعر السامية لتأدية هذه الفريضة .. لمن استطاع إليه سبيلاً .. "وأذن في الناس بالحج" .. الفيديو من إنتاج التلفزيون المصرى وله جزء ثانى سأعرضه عليكم فى المقال القادم إذا كان في العمر بقية .. التلفزيون المصرى ليته يستمر فى الرسالة التى كان يؤديها .. نتمنى .. الفيديو مدته 15:03 دقيقة
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" حبيبك المحبوب ومحبيه كما يرضيك ويرضيه وحببه فينا وزدنا محبة فيه

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق