الثلاثاء، 2 يوليو 2019

وزير الغلابه رقم 15


بشوق ولهفه للقائكم لنسبح فى سطور التاريخ وسلسلة مقالات وزير الغلابه نعود لنستأنف معكم ماتوقفنا عنده الحلقه الماضيه



فى 25 يونيه 1995 وقع حادث أديس أبابا وكان مؤلماً للجميع ولكن لاحظت بعد عودة الرئيس فى شهرى يوليو وأغسطس أن بدأ العد التنازلى لبقاء حكومة الدكتور عاطف صدقى حيث أخذ يسألنى عن بعض الأمور ويسأل غيرى من الوزراء دون علم رئيس الوزراء رغم هذا وقع فى خلد الدكتور عاطف صدقى قناعه فى حكم اليقين بأنه باق فتره أخرى لا تقل عن ثلاث سنوات وكان يذكر لنا هذا كثيراً فمثلا يقول إن الرئيس طلب منه أمورا يتطلب إنجازها ثلاث سنوات أخرى



نهب أراضى الدوله فى نهاية عام 1995 فقد لاحظت أن وزارة التعمير بدأت التحرك فى إقامة ما يسمى بالقاهره الجديده لتشمل التجمعات رقم واحد وأثنين وخمسه فأسرعت بإعداد مذكره بصفتى وزيراً للتخطيط للعرض على مجلس الوزراء فى سجلات مجلس الوزراء ولقد أوضحت أن الأمر فى منتهى الخطوره فلا يمكن أن تتسع القاهره لأكثر مما هى عليه الآن فوفقا للبيانات عن البنيه الأساسيه وخصوصا الصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء لم يغط الحيز العمرانى لمنطقة مصر الجديده بأكملها والتى بدأ التعمير والبناء بها منذ ما يقرب من مائة سنه إلا نحو 67 ٪  ومنطقة مدينة نصر التى بدأ البناء بها منذ نحو خمسه وعشرين عاماً لم تصل البنيه الأساسيه بها إلا إلى نحو 27 ٪ فكيف يضاف إلى القاهره الكبرى مساحات أخرى تحت مسمى القاهره الجديده فأصدر مجلس الوزراء قرارا فى 18 أكتوبر 1995 ينص على إيقاف العمل فى التجمعات المشار إليها كما قرر عندما تبين أن بعض الأفراد أو الهيئات سدد بعض الأموال لشراء بعض الأراضى أن تعاد فورا إلى أصحابها



يعتبر شهرا نوفمبر وديسمبر 1995 نهاية فترة الدكتور عاطف صدقى ولكن لم يكن أحد منا يعلم ذلك إذ وصلت الأمور إلى مرحله من عدم الرضا فى الشارع المصرى إثر ركود بسبب تدنى معدل النمو فى 1994/ 1995 إلى نحو 3.5٪ وهو لا يمثل زياده مقبوله إذا وضعنا فى الأعتبار معدل نمو السكان بما يعنى عدم أرتفاع مستوى المعيشه لهذا عقدت أربعة لقاءات متتاليه على فترات قصيره كل أسبوع وعشرة أيام برئاسة الرئيس



الأجتماع الأول كان بحضور الدكتور عاطف صدقى والدكتور عاطف عبيد والدكتور محمد الرزاز والدكتور يوسف بطرس وأنا وسأل الرئيس عن الوضع الأقتصادى فأوضح الجميع أن الوضع طيب لكنى أبديت أن الأمر ليس بهذا الشكل فيكفى تدنى معدل النمو مما يعنى ضعف معدل التشغيل ومحدودية إضافة عماله جديده كما يعنى أن الإنتاج من مختلف السلع والخدمات محدود ويؤدى هذا إلى أرتفاع الأسعار لقد أستنفد كل ما أمكن من إضافة موارد جديده فى صورة رسوم أو ضرائب ويكفى أن أعطى مثلا واحداً أن الدكتور الرزاز فرض جمارك على الصناديق التى تأتى من الخارج بما فيها توابيت الموتى وبعد أسبوع عقد الرئيس أجتماعا ثانيا بحضور المجموعه نفسها وتكرر ما حدث فى الأجتماع الأول أكد الجميع على سلامة وكفاءة أداء الأقتصادى القومى إلا أننى لم أحد عما قلت



يعلم الله وحده أننى لم أستهدف إطلاقاً أى هدف شخصى ولكنى أبدى ما أقتنعت به من أجل صالح الوطن وهو ما كنت أعلنه دائما فى لقاءاتنا التى لم يحضرها الرئيس لقد طلبت منهم كثيراً أن نعيد النظر فى إيقاف هذا العبء المتزايد بسبب فرض رسوم وضرائب وبما يسهم فى التشجيع على الأستثمار والتصدير ويتيح فرص عمل جديده ويزيد من القوه الشرائيه للمجتمع أوضحت هذا لهم من قبل كما أوضحته أمام الرئيس فيما بعد وتكرر الأمر فى أجتماع ثالث وفى تلك المره أذكر أن الدكتور عاطف عبيد قال للرئيس تعليقا على ما قلت بأن الأمر ليس بهذا السوء ولكن هناك إستشراقه لابد أن نذكرها وقبل أن يستكمل قال الرئيس أنا أحب أن أسمع الغم الذى يقوله كمال ولا أحب أن أسمع الأستشراقه طالما لم تقدم دلالاتها




الرزاز فرض ضرائب على «توابيت الموتى» وشركات «توظيف الأموال» أستغلت الدين فى دعايتها عن «الربح الحلال» هذا موعدنا مع الحلقه القادمه وفضائح شركات توظيف الأموال متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق