الثلاثاء، 2 يوليو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 21


رغم مرارة أرقام المتابعه لكننا مصرون على نشر تفاصيل هذه الحقبه التاريخيه لعله يخرج من أصلابكم من يقرأ تاريخ بلده طالما حضراتكم له عازفون






لازلنا وأياكم فى توابع هزيمة الخامس من يونيه فبعد أنسحاب قواتنا من شرق القناه وعودتها وتمركزها غرب القناه كان لابد من علاج الأثار النفسيه وإعادة رفع الروح المعنويه لجنودنا خصوصا وأن بعض جنودنا فقدوا الثقه فى قياداتهم أثناء هذه التجربه المريره وعدم وجود خطط عامه للأنسحاب






كان ولابد من إعادة بناء وهيكلة الجيش والخطوه التى تأخرت كثيرا جدا وتحفيز الجبهه الداخليه على الوقوف خلف جيشها خصوصا بعد إنتشار الصور وعلم إسرائيل يرفرف على أرض سيناء الطاهره فأصاب الجيش والجبهه الداخليه الجرح النفسى الدامى





كان ولابد من أجراء تغيير جزرى وفكرى فى قيادات الجيش والأستعانه بأهل الخبره والأحترافيه والبعد عن المحاسيب وجهات الثقه أو المحظيين فكان قرار عزل المشير عامر أو أعفائه من منصبه وتعيين الفريق فوزى قائداً عاما للقوات المسلحه والفريق عبدالمنعم رياض رئيساً للأركان وتحديد سلطات رئيس الجمهوريه على القوات المسلحه فبدأ الأنضباط يعود للجيش بعد فترة تسيب عقب عودة قواتنا من حرب اليمن وبدأ القائدان فى علاج الجراح النفسيه التى تحملها الجنود رغم أنها لم تكن أخطائهم بل كانت أخطاء قادتهم






كان ولابد من إعادة بناء الجيش رغم الظروف الأقتصاديه التى أدخلتنا فيها حرب اليمن وعلينا تعويض خسائرنا التى فقدناها فى سيناء ومن قبلها حرب اليمن





إلغاء منصب نائب القائد العام والأكتفاء بمنصبى القائد العام ومنصب وزير الحربيه وألغاء منصب قائد القوت البريه وأنشاء أداره للدفاع الجوى لمواجهة قوات العدو المتفوقه جوياً




إعادة قواتنا التى لاتزال فى اليمن وتسوية الوضع سياسيا مع السعوديه وطمئنتها لأزالة حالة الأحتقان فى الوقت الراهن





إعادة ظباط القوات المسلحه العاملين بالقطاع المدنى وأبعاد القوات المسلحه عن الحياه المدنيه تماما وألغاء أى قوات وحدات غير قتاليه




ألزام كافة القاده العسكريين بالتفرغ للحياه العسكريه والأبتعاد عن شئون الحياه المدنيه




رجوع المخابرات الحربيه لمهامها الأصليه والأبتعاد عن الحياه المدنيه وتدريب كوادرها على أعلى مستوى بعد أن ثبت أنها نقطة ضعفنا فى حرب الخامس من يونيه





بدأ الأتحاد السوفيتى فى تدارك خطورة الموقف فأعاد تسليح الجيش المصرى بأقصى سرعه وبدأ وصول الخبراء الروس لأعادة تأهيل قواتنا وتم تعديل المسمى ليصبح مستشارين بدلا من خبراء وقد كانوا بقيادة لاشنكوف ويقول قاداتنا فى مزكراتهم أن أول دفعات الخبراء كانوا على مستوى عال من الفكر والخبره وساهموا بشكل فعال ومباشر فى الأرتقاء بمستوى قيادات الصف الثانى




فى الشهر التالى للهزيمه وصل الرئيس السوفيتى بودجورنى ومعه وفد عسكرى عالى برئاسة رئيس الأركان زخاروف لأظهار التأييد والتضامن مع مصر وفضل هذا الوفد برئاسة زخاروف فى مصر تقريبا أكتر من شهر لأعادة تنظيم جيشنا ورفع كفاءة القوات تحت الأشراف المباشر لجمال عبدالناصر





بدأ إعادة بناء قواتنا الجويه بتزويدها بالطائرات ميج 21 وميج 17 وخصوصا ميج 21





بدأت مصر فى التخلى عن مبدأ عدم الأنحياز فى ظل أنحياز أمريكا السافر لأسرائيل وسمح عبد الناصر ومن بعده السادات بتواجد الأسطول السوفيتى فى مينائى الأسكندريه وبورسعيد




بدأ عبدالناصر فى الأستفاده من أخطاء الماضى فأهتم بنفسه فى كل كبيره وصغيره تخص الجيش وبدأ فى عقد أجتماعات دوريه للقاده العسكريين لأيجاد حالة تجانس بينهم وبحث أى شكاوى والأطلاع الدائم على خطوات إعادة بناء الجيش  المصرى




كان الأسرائيليين أصابهم الغرور والغطرسه وبنوا تحليلاتهم على أن الجيش المصرى لن تقوم له قائمه إلا بعد جيل كامل ولن يستعيد الجيش المصرى عافيته قبل عشرات السنوات




بدأنا مرحلة مابعد هزيمة يونيه بما يسمى مرحلة الصمود فأعادنا بناء قواتنا فيها وأعادنا ترتيب قواتنا وتدريبها وتعويض خسائرنا فى السلاح




بعد أن بدأت قواتنا تستعيد عافيتها كان لابد من وصول رساله للعدو أن جيشنا لن يترك سيناء لقمه سائغه لغرورهم وسيتكبدون ثمنا باهظاً عن كل يوم تطأ فيه أقدامهم النجسه تراب سيناء الطاهر




دخلنا بعدها فى مرحلة الدفاع النشط وبدأنا نعمل عمليات بسيطه ضد قوات العدو لكسر شوكة غرورهم وغطرستهم فى الأعلام العالمى وبدأت هذه المرحله فى سبتمبر 1968 حتى فبراير 1969



تطورت عمليات الدفاع النشط حتى دخلنا فى حرب الأستنزاف لكى نقنع اليهود أن ثمن أستمرار أحتلال أرضنا سيكون باهظاً فكان التركيز على تكبيد العدو أكبر خسائر فى الجنود والمعدات  وأنتهت حرب الأستنزاف فى أغسطس 1970 ودخلنا فى مرحلة التجهيز والأعداد للحرب





بناءاً على رغبة من حضروا معنا لقاء البانوراما سنوضح مراحل الصمود والتحدى التى شاهدوها فى رحلة البانوراما بإختصار شديد لكن أصابعى بدأ تؤلمنى فلنا لقاء متى شاء الله


جنرال بهاء الشامى

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا يا جنرال وبإنتظار المزيد في معركة الوعي

    ردحذف