الخميس، 4 يوليو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 22


بناءاً على رغبة من حضروا رحلة بانوراما حرب أكتوبر بتوضيح ماشاهدوه فى القاعه المتحركه وكنا قد وضحنا فى حلقتنا السابقه عن ماهى مرحلة الصمود التى شاهدتموها فى القاعه الأولى وملخصها هو الدفاع السلبى حيث قرار مجلس الأمن رقم 234 الذى أوقف الحرب على الورق لكن ظروفنا كما ورد فى الحلقات السابقه وإعادة تنظيم قواتنا وإعادة رفع الروح المعنويه وإعادة التسليح كل هذا كان أمام صانع القرار السياسى والعسكرى فى آن واحد بعد أن أعاد عبدالناصر الأمور لنصابها وأعادة تشكيل قيادات الجيش العليا




رغم أستيلاء إسرائيل على كافة تراب سيناء لكنها لم تستطيع أحتلال بور فؤاد وخلى دى معاك





فى اليوم الأول لأستلام أحمد أسماعيل قيادة الجبهه تقريبا فى يوليو عام 1967 م تحركت قوات أسرائيليه من القنطره شرق جنوبا لبورفؤاد شمالاً فى محاوله لفرض السيطره على كامل التراب السيناوى لكن قوات الصاعقه الموجوده فى رأس العش تصدت لهم والمدهش أنهم كانوا 30 فرد فقط لاغير لكنهم 30 فرد مصرى فى أول أختبار حقيقى  منذ وطأت أقدام اليهود النجسه الأراضى العربيه





تعالى نشوف كيف دارت معركة راس العش بين سرية دبابات كامله ومعاها قوة مشاه ميكانيكيه مدعمه بعربات نصف جنزير مصفحه فقد تقدمت هذه القوه من الجنوب للشمال فتصدت لها قواتنا بباسله وهم كما قلت 30 فردا من قوات الصاعقه فدمروا للعدو 3 دبابات فأضطرت القوات الأسرائيليه للتراجع وتنظيم الصفوف وعاودت الهجوم من ناحية الجنوب والشرق فدافع أجدادكم وأبائكم البواسل الثلاثين عن المدينه وزادت خسائر العدو فى المصفحات النصف مجنزره وأيضا دبابتين ليكون أجمالى الدبابات 5 دبابات وبعض المدرعات ونصف قوات العدو البشريه مما أضطرهم للتقهقر للخلف وعدم العوده مره أخرى وعرفوا أن أيامهم القادمه فى سيناء لن تكون سهله وأن ماحدث للجيش المصرى أنتكاسه لايمكن أن تتكرر وشاهدوا بأعينهم الجندى المصرى فى أول مواجهه حقيقيه وظلت بورفؤاد تحت السيطره المصريه حتى قيام حرب معجزة جيش وشعب






كان أثناء أشتعال المعركه فى رأس العش مدفعيتنا بتساند الثلاثين فرد صاعقه الموجودين ببورفؤاد فقامت الطائرات الأسرائيليه بغاره على قوات المدفعيه المتمركزه على غرب القناه وبعد أنتهاء الغاره قامت المدفعيه بشن هجومها مره أخرى وهنا طلب أحمد أسماعيل من الفريق مدكور أبو العز مساندة الطيران المصرى للمدفعيه ولقواتنا هناك فى بور فؤاد وفعلا دارت معركه جويه سقط فيها للعدو طائرتان ومن بعدها لم تكرر أسرائيل أى مناوشات مع القوات الموجوده ببور فؤاد





طبعا كانت معركة راس العش أنتشرت أخبارها بين جنودنا على طول الجبهه وعرف جنودنا مافعله أخواتهم ضد اليهود فارتفعت الروح المعنويه بين جنودنا لعنان السماء



كان لنا فى سيناء مخزن ذخيره تركناه بعد الأنسحاب ضخم فتسللت مجموعه من قوات الصاعقه وأستطاعت تفجير المخزن وظل 3 أيام بلياليهم  النيران مشتعله فيه وأسرائيل عاجزه عن أطفائه وحرمنا العدو من الأستيلاء على هذه الذخيره




حاولت أسرائيل فرض وضع سياسى بأقتسام مياه القناه فنزل الجنود الأسرائليين فى قوارب لشط القناه الشرقى لكن أحمد اسماعيل أصدر أوامره بقتل أى يهودى ينزل مياه القناه وحاولت القوات الأسرائيليه أكثر من مره لكنه فى كل مره كانت تخسر القارب باللى فيه من أفراد فأوقفت أسرائيل نزول أفرادها فى مياه القناه نهائيا




جربت إسرائيل قواتنا البريه وقوات المدفعيه وبقايا القوات الجويه وعرفت أنها أمام قوات لايستهان بها فى أول أختبار حقيقى لكن يوم 21 أكتوبر عام 1967 م كانت أسرائيل على موعد وتجربه مريره مع القوات البحريه المصريه




كان أحمد أسماعيل ومعاه العميد حسن الجريدلى فى منطقة بوسعيد يراقبون تحركات المدمره إيلات وهى تستعرض قوتها بالقرب من المياه الأقليميه المصريه وتتحرش بطريقه أستفزازيه وتدخل وتطلع فى مياهنا الأقليميه لكى تثبت عجز قواتنا البحريه عن الدفاع عن مياهنا البحريه وفى اليوم الموعود كانت المدمره أيلات دخلت مياهنا الدوليه تقريبا بمسافة ميل بحرى فصدرت التعليمات بمهاجمة المدمره فخرج لنشان مسلحان بالصواريخ البحريه وأقترب اللنش الأول من المدمره وأطلق عليها أول صاروخ وأصابها أصابه مباشره فبدأت المدمره تميل على جنبها فبادأها اللنش التانى بصاروخ فى نفس الأتجاه فتسارعت عملية غرق المدمره بكل ماعليها من سلاح وأفراد وغرقت المدمره أمام سواحل بورسعيد وعاد اللنشان بدون أى أصابات ووصلت الأخبار لكل قواتنا فى غرب القناه فأشتعلت الصيحات بالله أكبر تلقائياً يومها على طول شط القناه



طلبت أسرائيل تدخل قوات الصليب الدولى لأنتشال الجثث وأنقاذ من قفذوا من على ظهر المدمره ووافقت مصر وخلى دى معاك




رداً على أغراق المدمره أيلات كما شاهدتم فى رحلة البانوراما قامت فعلا المدفعيه الأسرائيليه بقصف مستودعات البترول فى السويس ومكانشى عندنا مدفعيه ترد عليها فأشتعلت المستودعات وخسرنا أكثر من نص البترول المخزن فيها وأضطرت القياده السياسيه لنقل المخازن للعمق المصرى 





بدأت نيران المدفعيه الأسرائيليه فى أستهداف مدن القناه والمدنيين رغم أننا يوم المدمره لم نستهدف اليهود الغرقانين لكن أسرائيل الكيوت الحنينه الطيبه أستباحت قتل المدنيين بالمدفعيه فأمر عبدالناصر بأخلاء مدن القناه من المدنيين وتحولت لمنطقه عسكريه





أسرائيل كانت تستهدف من ضرب المدنيين هو أسكات نيران مدفعيتنا على أى أستفزاز أسرائيلى وهنا طلب عبدالناصر من أحمد أسماعيل وقف نيران المدفعيه لكن أحمد أسماعيل رفض وهو اللى طلب تهجير سكان مدن القناه وكان له غرضين أن مايكونشى المدنيين ورقة ضغط علينا ونفهم اليهود أننا مستبيعين وأننا حنعمل أى حاجه علشان نرجع أرضنا




كان مشهد التهجير قاسيا على أهالينا وجنودنا لكن كيف نعيش ولنا ثأر عند اليهود وكيف نعيش بدون كرامه وكيف نعيش بدون عرض





فعلا بعد أنتهاء عمليات التهجير بدأت قوات المدفعيه فى قصف شرق القناه بقسوه فأرادت إسرائيل تشتيت قواتنا وأثبات ضعفنا فى الدفاع عن الجبهه الداخليه


أصابعى بدأت تؤلمنى فلنا لقاء آخر متى شاء الله وكل عام وأنتم بخير

جنرال بهاء الشامى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق