الجمعة، 5 يوليو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 23


عوده بلقاء لنستأنف مع حضراتكم ماتوقفنا عنده فى هذه السلسله التاريخيه وبدأ عملية تهجير سكان مدن قناة السويس بعد أن بدأت دولة اليهود القذره فى أستهداف المدنيين بشراسه لأيقاع أكبر قدر من الخسائر وسطهم




يقول سفيرنا محمود رياض فى مزكراته أنه أثناء مناقشات مجلس الأمن لتفاصيل القرار 242 بخصوص مشكلة الشرق الأوسط كان سفراء الدول يتعجبون من المصريين كيف لهم أن يقاوموا الأسرائيليين بعد هذه الهزيمه الكاسحه لكن هذا التعجب تحول لأنبهار بعد مرور الأيام والنتائج تتحقق أمام أعين العالم خصوصا وأن الأسرائيليين كانت ردود أفعالهم الأنتقاميه محل أنتقاد خلف الأبواب المغلقه لحجرات الأمم المتحده




يقول محمود رياض بدأت بعد ذلك تختلف نظرات العالم 
فبعد أن كانو ينظرون لأسرائيل على أنها الحمل الوديع والدوله المسالمه التى تقع وسط دول وحوش كاسره فأختلفت نظرة العالم المحايده لدوله تحتل ثلاث دول حولها وتقوم بقصف المدنيين




بدأ العمل السياسى يأخذ شكل المعركه بعد أن خسرنا المعركه العسكريه فتمخضت قرارات مجلس الأمن عن القرار 242 بعد معركه شرسه مع الأمريكان



فى أغسطس من نفس العام كان مؤتمر القمه العربيه بالخرطوم والحق يقال تضامن العرب مع دول المواجهه مصر وسوريا والأردن وقرر مؤتمر القمه تقديم دعم أقتصادى لمصر 135 مليون جنيه أسترلينى تعويضا عما خسرته مصر وتعويض عن أغلاق قناة السويس وتعويض عن خسائر بترول سيناء وتخصص للأردن 40 مليون جنيه أسترلينى ولم يخصص أى دعم لسوريا لأنها لم تحضر هذا المؤتمر وتحملت السعوديه مبلغ 50 مليون والكويت 55 مليون وليبيا مبلغ 30 مليون




مر عام كامل كما شاهدتم فى رحلة البانوراما هو عام الصمود لينتهى فى أغسطس عام 1968 م وكنا أستغلينا هذه الفتره فى تقوية دفاعاتنا على طول خط قناة السويس بعد وصول السلاح السوفيتى وعملنا فيها 3 عمليات عسكريه مدويه وهى معركة راس العش العظيمه وضرب وإغراق المدمره إيلات وعمل القوات الجويه يومى 14 و 15 يوليو




أستغلت إسرائيل أيضا الفتره فى تقوية دفاعاتها وأعتمدت على مايطلق عليه فى العلوم العسكريه الدفاعات المتحركه تفاديا لأستدعاء قوات الأحتياط فتره طويله وأعتمدت على سرعة التحرك وسرعة رد الفعل



بعد أستقرار قواتنا وإعادة إنتشارها بشكل جيد على طول القناه ما ورد فى رحلة البانوراما ففى يوم 8 سبتمبر فتحت جميع مدفعية الجبهه بطول القناه نيران مدفعيتها على تمركز قوات العدو وحققت مدفعيتنا أنجازا كبيراً بالنسبه لتسليحنا ومدى نيران مدافعيتنا وخسر اليهود 10 قتلى و 18 جريح وردت أسرائيل بقصف مدينتى السويس والأسماعيليه وبدأ عبور بعض أفراد الصاعقه المصريه لقتل جنود إسرائليين وتفخيخ معدات عسكريه وبدأت خسائر أسرائيل تتنامى يوما بعد يوم حتى بدأت فى أقامة الساتر الترابى لحجب تحركات الجنود اليهود عن أعيننا وأخفاء تحركات القطع العسكريه اليهوديه وبدأت فى هذه المرحله ترتفع الروح المعنويه لجنودنا بشكل ملفت للنظر لدرجة أن بعض جنودنا كانت بتعبر القناه سباحه وتقتل جندى أو أتنين وتعود مره أخرى بدون أوامر من قاداتهم وبشكل فردى




فى فبراير عام 1969 كانت أسرائيل أتمت خط الدفاع بطول شط القناه فقررت مصر تحطيم هذا الخط فكانت شرارة حرب الأستنزاف




فى يوم 8 مارس عام 1969 بدأت حرب الأستنزاف وكان الهدف منها إيصال رساله للداخل الأسرائيلى أن مبدأ أغتصاب أراضى الغير والأحتفاظ بها سيكلفكم الكثير والكثير ولن تكون العمليه سهله كما زعموا لكم وأن هناك ثمنا باهظا سيدفعه اليهود من جراء أحتفاظهم بسيناء وكانت النقطه الأهم هى أطالة مدة أستدعاء الأحتياطى وبالتالى يتأثر الداخل الإسرائيلى ويتأثر الأقتصاد الإسرائيلى ودى النقطه اللى المفروض نلعب عليها فى أى صراع عسكرى مع أسرائيل وهو الحرب الطويله لأن اليهود لايستطيعون  خوض حرب طويله





كانت فيه رساله أيضا للجميع أن كانت الجبهات الأخرى صامته فأن المصريين لن يصمتوا ولن ينسى المصريين أن لهم أراضى مغتصبه تأن تحت وطأة اليهود القذرين الأستعماريين




بدأت حرب الأستنزاف يوم 8 مارس بقصف مدفعى على التحصينات اللى عملها الجنرال حاييم بارليف طوال حوالى 5 ساعات تكبدت فيها قوات العدو خسائر كبيره جدا وتانى يوم سافر الفريق رياض لمتابعة سير المعارك على الجبهه بنفسه ومعه اللواء عدلى حسين قائد الجيش التانى وأثناء تفقد القوات على الجبهه تم أستهدافه أثناء تبادل القصف المدفعى وتم نقلهم الأثنين لمستشفى الأسماعيليه لكن الفريق رياض كان قد فارق الحياه وأجرى الفريق عدلى حسين عدة عمليات فخرجت جموع المصريين لوداع بطل وخبير عسكرى متميز ومن يومها أصبح يوم أستشهاده هو يوم الشهيد




تم تعيين اللواء أحمد إسماعيل خلفاً للفريق عبدالمنعم رياض وزادت حرب الأستنزاف ضراوه وشراسه وأصبح مشهد عبور القوارب وعودتها مشهدا مألوفا يومياً وبدلاً من قصف المدفعيه فقط بدأت تعبر بعض القوات البريه لتنفيذ عمليات فى الجبهه الشرقيه




فى 9 يوليو كانت معركة لسان بورتوفيق وفيها عبرت فرقة صاعقه للضفه الشرقيه وألتحمت مع قوات العدو اليهودى هناك وأستطاعت تدمير كل معداته وقتل كل أفراد القوه الموجوده دون أستشهاد أى فرد من قواتنا ومجرد أصابات خفيفه




كان لنجاح معركة لسان بورتوفيق رد فعل أسرائيلى شرس فغيرت من أستراتيجيتها فى معركة الأستنزاف وبدأت فى أستخدام سلاح الطيران  بقوه


أصابعى بدأت تؤلمنى فنستسمحكم أنهاء اللقاء على وعد بالأستكمال متى شاء الله


جنرال بهاء الشامى


هناك تعليقان (2):