الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

وزير الغلابه رقم 28 والأخيره



مكافأة نهاية الخدمه هناك الكثير والكثير يمكن أن يقال فى هذا الشأن ولكن الحمد لله الذى منحنى الصبر والسكينه لمواجهته ويكفى أن أذكر ما يلى إنها بدأت بالتصفيق فى 13 أكتوبر 1999 عند الأحتفال بإنتصار حرب 6 أكتوبر وذلك فى قاعة الصاله المغطاه وصدر منشور إلى وحدات الجيش بعدم التصفيق لأحد إلا الرئيس



منع كل من القيادات السياسيه والوزراء والمحافظين الأتصال بى وأيضا رجال الأعمال وفعلا تم الأتصال بى من ثلاثه منهم وعُنّفوا عقب الأتصال فورا وطُلب منهم عدم الأتصال بى ثانية



بلغ المعاش الخاص بى 1500 جنيه فقط ومكافأة نهاية الخدمه 14 ألف جنيه تم توزيعها على البسطاء المساعدين لى علما بأن الأخوه والأبناء عمال شركات قطاع الأعمال العام الذين تركوا الخدمه وفقا لنظام المعاش المبكر حصل كل منهم على الأقل على 35 ألف جنيه



لقد أعتدت طوال فترة عملى أن أذهب يوميّا لأماكن العمل دون توقف ولهذا بحثت عن أى مكان آخر وأخيرا
أتفقت مع زميل لى من الوزاره لفتره تجاوزت عقدين من الزمان أن أذهب يوميّا إلى مكتبه فى أحد النوادى التابعه لوزارته وأستمر هذا نحو شهر ولكن للأسف قال بألم وأسف شديدين إنهم يسألون لماذا أحضر هنا وكان لابد لى أن أتوقف عن الذهاب لهذا المكتب



منع إتاحة أى عمل يمكن أن أمارسه فرئاسة المصرف العربى منذ نشأته كانت لأحد رؤساء الوزراء السابقين وكنت الأقدم ممن جاء لهذا المنصب وأيضا رئاسة المجالس المتخصصه كانت لأحد رؤساء الوزراء السابقين



مُنحت الأوسمه لبعض الزملاء الكرام وأكن لهم كل الأحترام ولقد سبقونى فى شغل المنصب الوزارى ولكن بعد سنوات قليله تقدمتهم وصعدت إلى منصب نائب رئيس الوزراء ومنصب رئيس الوزراء ولكن منحنى الله وساما شعبيّا وهو حب الناس



لم يقف الأمر عند الحصار المحلى بل ذهب إلى خارج البلاد حيث علمت وبالتأكيد من بعض العاملين معهم أن بعض القاده العرب طلب تكريمى بشكل شخصى ولكن صاحب الأمر طلب الأنتظار طلب الأنتظار حتى أنسى والحمد لله أذكر عندما زارنى أحد سفراء الدول العربيه طالبا بأن أكون مستشارا لرأس الدوله أعتذرت على الفور بحجة ظروف خاصه لى وكان هذا الأعتذار لتجنب الحرج إذا ما صعد المطلب إلى صاحب الأمر عندنا


تجاوز الأمر ذلك كله لإيقاف ما ينفع الشأن العام فلقد حاولت قيادات صندوق النقد الدولى والبنك الدولى عند زيارتها لمصر الأتصال بى ومقابلتى ولكن نصحوا بتغيير ذلك لتصورهم بأننى ربما أقول قولا يوقف الأتفاق الذى يسعون الوصول إليه



أمتلكت فئه قليله السلطه والمال فأرتدت الدائره عليهم وخسروا خير الدنيا والآخره وأعطى ظهره للأستقامه والتخطيط والتنفيذ والإنجاز لقد كان الأنحياز إلى أهل الشر سببا فى هدم نظام بأكمله بعد أن هُدمت تنمية وطن وساء حال مواطنيه وأختل ميزان العداله فى توزيع الدخول فأرتفع شأن فئه قليله أمتلكت السلطه والمال ونسى أمر شعب بأكمله فأرتدت الدائره عليهم وخسروا خير الدنيا والآخره



كان أحتفال السادس من أكتوبر فى القاعه المغطاه يوم 13 أكتوبر 1999 وكان غالبية الحاضرين من الضباط ودُعيت لحضور هذا الأحتفال ويا ليت ما دُعيت إذ عندما دخلت القاعه قوبلت بتصفيق حاد من كل الحاضرين أستمر لبعض الدقائق وكان رد الفعل من جانب الرئيس عنيفا وعقد جلسه لمجلس الوزراء وألقى بغضبه كله على الحكومه السابقه وأشاد بالدكتور عاطف صدقى مع أنى كنت نائبا لرئيس الوزراء للشئون الأقتصاديه ووزيرا فى وزارته ويرجع ما يقال عن إنجاز أقتصادى إلى المجموعه الأقتصادية التى كنت مسئولا عنها ورئيسا لها ومارس الزملاء هواية النفاق فلم يقم أحد من المسئولين بالأتصال بى تليفونيا أو زيارتى والغريب عندما يقابلنى أى منهم فى أى مناسبه غير رسميه يقوم بإحتضانى ويقبلنى ويقول فين أيامك ؟؟؟


المهم بعد ما حدث فى القاعه المغطاه تقرر عدم دعوتى لأى مناسبه ومرّ أسبوع وأثنان وثلاثة أسابيع ولم أُطلب لمقابلة الرئيس كما قال فى 5 أكتوبر 1999 وقد زاد هذا من عجبى فكيف أتولى مناصب سياسيه لفتره تقرب من ربع قرن من محافظ إلى رئيس وزراء ولم يوجه لى كلمة شكر من الرئيس أو حتى لقاء وكلمة وداع ؟؟؟



طلبت فى 25 أكتوبر 1999 السيد جمال عبدالعزيز سكرتير الرئيس وتساءلت عما يجرى آنذاك وأبلغنى بزيارة اللواء عمر سليمان لى فى منزلى الساعه السادسه مساء وجاء السيد عمر سليمان فى الموعد وأخبرنى أن الرئيس يقدرنى وأخبرنى بأنه رأى الأستعانه بى فى عمل مناسب وهو ما لم يحدث ومرت شهور وسنوات ولم يتصل بى أى من الوزراء حتى من جاءوا معى فى الوزاره وأيضا رجال الأعمال ولكن كان لهم كل العذر فقد حاول ثلاثه منهم المهندس محمد نصير والدكتور أحمد بهجت والمهندس نجيب ساويرس لكن أتصل الرئيس بشخصه بكل منهم فور طلبهم لى وهددهم وطلب من كل منهم بعدم الأتصال بى ثانيه



بعد نحو ثلاث سنوات عدت للشأن العام دفعنى إليه خبر خطير حيث زارنى أحد زملاء الدراسه بالولايات المتحده الأمريكيه وهو وزير سابق بلبنان وأخبرنى أن هناك مخططا لأغتيال الرئيس عند زيارته إلى لبنان لحضور القمه العربيه المحدد لها يوم 20 فبراير المقبل أى عام 2002 وحذرنى بأن هذا الأمر لابد أن يبلغ للرئيس فورا



وجدت نفسى فى موقف فى منتهى الحيره الأمر يتعلق بالوطن وفى ذات الوقت أمر إنسانى أنا أعلم أنه لا يحب أن يسمع صوتى أو أن يسمع شيئا عنّى ولكن خشيت إذا تم ذلك فجأه رغم الكوارث والفساد والنهب الذى يعم الأمه كيف يمكن أن يكون عليه الوطن فجأه



المهم نسيت الأمور الخاصه بى والتى تتعلق بذاتى وطلبت السيد جمال عبدالعزيز سكرتير الرئيس وأستغرب كثيرا أن أحدثه بعد فتره تزيد على ثلاث سنوات حيث كانت المره الأولى منذ أكتوبر 1999 وكان حديثا لا يخرج عن كلمات قليله قلت كمواطن مصرى أرجو أن تخبر الرئيس أن كمال يطلب منه عدم السفر إلى لبنان لحضور القمه لأن الأمن ليس بالقدر الكافى لحماية الحاضرين وتجنبت أن أذكر موضوع الأغتيال ولم يسافر فعلا وعلمت أنه أتصل بالسيد عمر سليمان الذى أكد له ماقلته



تابعت مظاهرات 2004 التى هتفت بسقوط مبارك فأتصلت بالرئاسة وسألتهم هل يدرك الرئيس حقيقة ما يحدث ؟؟؟

بعد هذا طلبت جمال عبدالعزيز وسألته هل تصل للرئيس الهتافات ولا أقصد هنا مجرد هتافات ولكن محتواها الحقيقى حتى يعلم أن ما يقال أو يُهتف به لم يحدث من قبل أرجو أن تنقل له عنى أن هذا يتطلب منه أن يرفع عن كاهله هؤلاء الفاسدين والفاسقين ألا يعلم أن بعضا ممن حوله يخرجون بعد منتصف الليل من فندق الشيراتون ليستقلوا اليخت ويعلم الله مدى سوء ما يمارسونه تاركين الحرس على الشاطئ ليعودوا فجرا فلا بد من الحرس أن يقولوا للعامه ماذا فعل هؤلاء ألا يعلم أيضا أن البعض الآخر وهم من الفاسدين الذين تصلهم الرشاوى على مكاتبهم ونسوا أو أنساهم الله أن يشمل توزيع هذا المال الفاسد على عامل الأسانسير الذى شهد من أتى ومن خرج وكان طبيعيا أن يخرج ويقول للعامه أطلب منه وأكرر أن يتخلى عن هؤلاء لحمايته وحماية أسرته ووطنه



أقسم بالله أن هذا ما قلته بالضبط قلته لجمال عبدالعزيز وبعد يومين تقريبا طلبت جمال عبدالعزيز للتأكد من وصول ما قلت للرئيس فأخبرنى أنه وصله بالصوت مما يؤكد أن جمال سجل لى لأن الكلام أكبر وأخطر من أن ينقله عنّى وخلال تلك الفتره طلبت أيضا جمال عبدالعزيز لأقول له إن الناس أختنقت من بعض الوجوه ألا يكفى من يجلس على المنصه كل هذه السنوات ألا يكفى من يجول فى القاعه ليقود النواب بغير معرفه ولا رضا حقيقى من جانب الأعضاء وبعد أيام طلبنى جمال عبدالعزيز وقال إن من يجلس على المنصه ليس له بديل ولكن من يجول فى القاعه ممكن ولكن من يأتى بدلا منه فقلت الدكتور مفيد شهاب فهو وزير شئون مجلس الشورى يمكن أن يكون للشعب والشورى وفعلا تم هذا عند تشكيل وزارة الدكتور أحمد نظيف وتكرر ما حدث فى حالة الدكتور عاطف عبيد بتولى رئاسة المصرف العربى حيث تولى من يجول فى القاعه منصب المشرف على المجالس المتخصصه وهذا لم يكن متوقعا لأحد ألا يكفى أن من بين أعضاء هذه المجالس ما يزيد على ثلاثين من الوزراء السابقين من ذوى الخبره العاليه ومن حملة درجة الدكتوراه ولكن الرئيس الأسبق لا يبالى



نعود إلى الماضى قليلا فقد طلبنى السيد صفوت الشريف فى منتصف مارس 2005 وهى المره الأولى منذ أفترقنا فى 5 أكتوبر 1999 وقال آسف آسف جدّا لم أرسل لك الأوراق فقلت أى أوراق ؟؟؟ قال أوراق تعديل الماده 76 من الدستور فهناك جلسات أستماع بمجلس الشورى والجلسه المقبله الساعه الحادية عشرة صباح الثلاثاء المقبل وسأرسل لك الأوراق فورا وبعد دقائق طلبنى الرئيس للمرة الأولى بعد أن تركت الوزارة وقال بصوت عالٍ: غير مقبول ألا يطلبك صفوت لحضور جلسات الاستماع، ولا يرسل لك الأوراق. قلت فى نفسي: سبحان الله. وبعد دقائق أخرى طلبنى السيد صفوت الشريف وقال: هل طلبك الرئيس ؟؟؟ قلت: نعم. المهم... جاءت الأوراق بعد ساعه وحضرت الجلسة وكانت الأخيرة قلت لا يمكن أن تطرح هذه المادة على هذا النحو من التفصيل الممل والمخالف لكل المواد الأخرى للدستور، ويكفى ما جاء فى المادة 75 والتى تنص «يشترط فيمن ينتخب رئيسا للجمهورية أن يكون مصريّا من أبوين مصريين، وأن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية، وألا تقل سنه عن أربعين سنة ميلادية». هذا التعليق سُجّل فى مضبطة الجلسة بمجلس الشورى




أخيرا كانت نهاية النهاية للعهد السابق أنتخابات مجلس الشعب عام 2010، المزورة تزويرا فجّا، بعد أن سبقتها انتخابات أو الأرجح تعيينات أعضاء المجالس المحلية ومجلس الشورى، مما دفعنى إلى طلب الدكتور زكريا عزمى بصفته مشاركا فى عملية الانتخابات الأخيرة، وما سبقها، وأيضا لقربه من الرئيس. قلت لزكريا عزمى: لا يمكن أن يستمر ذلك، كيف نغفل أحكام مجلس الدولة ببطلان الانتخابات لمجلس الشعب فى 92 دائرة، بأحكام لا يجوز الاستشكال عليها، والقول إن المجلس سيد قراره، لا ينفع هذا لأن من صدرت بحقهم الأحكام لم يؤدوا اليمين بعد، وعليه فهم ليسوا أعضاء بالمجلس، ولتعلم أن بطلان الانتخابات فى 92 دائرة يشمل 184 عضوا، بما يعنى أن إجماع المجلس، عند بطلان العضوية لهؤلاء، يعتبر غير دستورى، بسبب أن العدد الباقى من الأعضاء يقل عن 350 عضوا. وأكدت ضرورة إخطار الرئيس فورا قبل أن يعقد المجلس جلسته الأولى، كما أضفت، هل تذكر أننى أخبرتك منذ شهر بضرورة أن يعلم الرئيس أن الوضع الاقتصادى فى غاية السوء وليس كما تعلن الحكومة، وأن مستوى المعيشة يتدهور سنة بعد أخری؟ واليوم أؤكد أن ما حدث بالأمس فى الانتخابات مع الوضع الاقتصادى والمعيشى المتدهور لغالبية الشعب، أمر له آثاره السلبية على المجتمع، وأكرر أن الأمر أخطر بكثير مما تتصورون. ولكن أراد الله أن تُصم الآذان وأن تنطفئ الأعين وأن يتوقف العقل الرشيد، ليقضى الله أمرا كان مفعولا، فأنقذ أمة وأعاد الحقوق لأهلها، وأنصف الشعب الذى يأمل ويسعى إلى تحقيق ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعيه

إلى هنا تنتهى هذه الحلقات سعدنا بكم متابعينا الأعزاء وشرفنا بصحبتكم طوال هذه الحلقات فإلى لقاء قادم وسلسله اخرى وحلقات أخرى من سلسل العناقيد الذهبيه متى شاء الله وكان معكم


جنرال بهاء الشامى

هناك تعليقان (2):

  1. ارجوا من سيادتك قبولي في الصفحه ويكون لي حق التعليق لاني كالمتابع الاخرس
    شكرا جزيلا

    ردحذف
  2. الحق اني شاكر جدا هذا المجهود الرائع لسيادتكم فأنتم قدمتم ملخص ولا اروع لرئيس وزراء مصر في مرحلة هامة جدا من تاريخنا فكانت كضوء قوي ساطع في عتمة ليل يهيم ورئيس سديم
    وأعتقد أنكم تشاركوني الرأي ان كمال الجنزوري مطالب بأن يقص علينا تلك اللحظات الأخيرة والحرجة من حكم مبارك وقيام الخراب العربي وسطوع شمس الإخوان المستخولين وغروبها ولو أفرد لذك كتابا فهو كان شاهد علي احداث هامة جدا ومنها احداث بورسعيد وتوابعها السياسية ....إلخ
    واخيرا جزاك الله خيرا
    وأصبحت من قراء مدونتك القيمة
    ياسين ابو حطب علي الفيس بوك

    ردحذف