عوده بشوق ولهفه مع تهنئه بأعياد أكتوبر المجيده لكل مصرى أصيل نبت من طين هذه الأرض وترعرع تحت
سمائها ليكون حائط صد لها يدافع عنها ليسلم الرايه لمن بعده ليقوم بنفس الدور كما
تسلمها ممن كانوا قبله فحماية هذا التراب وهذا الوطن ثمنها دماء ملايين من أبنائه
على مر العصور
سنختصر أنجازات الجنزورى عند هذا الحد لكن سنتناولها فى الكتاب
الذى سنضعه هنا على المدونه أو على موقع الكتب الخاص بنا
الحلم الـدائم أكد الواقع العملى أن المتابعه الميدانيه ضروره
فائقه ليس فقط لحل المشكلات التى تبرز فى حينها ولكن لإيقافها والحد منها قبل أن
تحدث
كان الهدف دفع معدلات النمو للناتج المحلى الإجمالى سنه بعد
أخرى فبعد أن كان المعدل نحو 3.5٪ فى العام الأخير للحكومه السابقه (1994/1995)
أصبح 5٪ فى عام 95/1996 و5.1٪ فى العام التالى و6٪ فى العام الثالث ووصل إلى نحو
6.2٪ فى العام الرابع (98/1999). وتطلب هذا دعم الأستثمارات الخاصه والعامه سنه
بعد أخرى بما يمكن من تزايد معدلات النمو ومع هذا الجهد المحلى كان لابد من دعم
العلاقات الأقتصاديه مع الدول العربيه والأفريقيه وأذكر السفر إلى تونس فى أول
أبريل 1999 لعقد اللجنه الوزاريه المشتركه بين مصر وتونس إذ فوجئت مساء اليوم
السابق أن طلبنى الدكتور أسامه الباز ليخبرنى بأنه أرسل إلى منزلى رساله خطيه من
الرئيس لأسلمها للرئيس التونسى على زين العابدين مثل هذه الأمور كنت لا أرضى بها فكيف
يقوم رئيس الوزراء بحمل رساله مكتوبه هذا دور سفير أو مساعد لوزير الخارجيه خصوصا
أن هذه الرسائل لا تخرج عن كلمات عامه تعبر عن عمق العلاقه الوطيده بين البلدين
الشقيقين والأمنيات الطيبه للرئيس أو الملك أو الأمير
هل يصعب على رئيس وزراء أن يقول ذلك شفويّا ؟؟؟ لم أقل شيئا
للدكتور أسامه الباز حتى لا يفسر الأمر بشكل غير مناسب وتقرر أن ألتقى بالرئيس على
زين العابدين الساعه كذا على أن أكون منفردا ولكن طلبت أن يكون معى المهندس ماهر
أباظه بعد أن شرحت له ضيقى من حمل الرساله المكتوبه وقبل مشكورا وكان رجلا مهذبا
للغايه حمل الرساله وعند المقابله وبعد أن تم أخذ صور اللقاء وبعد مرور بعض الوقت
ذكرت أن السيد الرئيس بعث لسيادتكم هذه الرساله وأخذتها من الزميل المهندس ماهر
أباظه وقدمتها للرئيس على زين العابدين
فى منتصف أبريل 1999 كنت مرافقا للرئيس فى زيارة كل من الصين
وكوريا الجنوبيه واليابان وفى زيارة اليابان حدث شىء قد يبدو بسيطا ولكن غير مقبول
فعند النزول من طائرة الرئيس فوجئت بأن الرئيس وحرمه ونجله جمال والدكتور زكريا
عزمى والسيد جمال عبدالعزيز قد غادروا الطائره بينما تم حجز بقية الوفد وبعد دقائق
نزلنا بعد أن غادر الرئيس ومن معه المطار وعند الوصول إلى الفندق شعرت بضيق لما
حدث فطلبت السيد نبيل فهمى سفير مصر فى اليابان وأخبرته أننى لن أحضر أجتماع رجال
الأعمال المصريين واليابانيين المقرر عقده بعد ظهر اليوم وكان هذا هو الأجتماع
الأول فى برنامج الزياره وأكدت أننى أرفض ما حدث لى فى المطار فقال ليست مسئوليتى
لكن الأمر كله يقع على الجانب اليابانى ولكن قلت لن أحضر وعلم الرئيس بالموقف فطلبنى
مباشرة على رقم حجرتى دون الأستعانه بأحد من السكرتاريه وقال ما أخبار المطار يا
كمال ؟؟؟ فقلت لا شىء فقال أراك فى الأجتماع كان يريد أن يقول لا داعى لما فعلت
ولكن لم يقل ولقد أتضح فى النهايه أنه كان يجمع كل هذا فى داخله وكان يبدى عدم
ضيقه من هذه التصرفات لمرءوس يحافظ على كرامته بشكل زائد كما يراه وظل يحتفظ بضيقه
من هذه التصرفات فى داخله حتى يأتى يوم بقرار مفاجئ دون أى تمهيد أو إشاره محذره
بل كان العكس هو ما حرص عليه وفى نهاية يوليو 1999 كانت جلسه أخيره أستمرت أكثر من
ساعتين ناقشت خلالها الرئيس فى ثلاثة مشروعات للقوانين لإحالتها إلى مجلس الشعب وكان
آخرها مشروع خاص بوزارة العدل وعند الخروج قال الرئيس للدكتور زكريا عزمى أرسل هذه
القوانين إلى مجلس الشعب فرد الأخير إن مشروع القانون الخاص بوزارة العدل يعترض
عليه السيد وزير العدل فقال الرئيس محتدّا ما شأنك ؟؟؟ إن كمال رئيس الوزراء
المسئول ورئيس وزير العدل وهذا القول قد يبدو تقديرا لشخصى ولكن تأكد فيما بعد أنه
تمويه وتأجيل لما خطط له فى ذهنه ليكون قرار عزلى مفاجئا تماما وصادما إلى أبعد
الحدود ولا أعلم ما هى المتعة فى هذا ؟؟؟
فى آخر أغسطس 1999 وكان يوم أربعاء أذكره جيدا إذ كانت زيارة
إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل وفى ذات اليوم كانت زيارة السيد سليمان ديميريل
رئيس جمهورية تركيا وكان الرئيس عائدا من الجزائر صباح ذات اليوم وأخبرنا أنه لم
ينم فى الليله السابقه وكان معلوما أن عدم نوم الرئيس مع زحام العمل يثير أعصابه
وهنا وجد الدكتور زكريا الفرصه بضرب العلاقه بينى والرئيس وبدأ الأمر بأن قال لى
باراك سيصل الساعه كذا وسيادتك ووزراء الدفاع والإعلام والخارجية ستكونون فى إستقباله
وعند الوصول لقصر رأس التين سيلتقى الرئيس بالسيد باراك لمدة أربعين دقيقه ثم تنضم
للأجتماع فما رأيك ؟؟؟ قلت فيما يتعلق بالأجتماع أدخل مباشره أو بعد أربعين دقيقه
أو لا أدخل فهذا حق الرئيس ولكن أعلق فقط على مرافقة باراك من المطار إلى القصر هل
هذا مطلب الرئيس أم يرجع إلى رأيى فإذا كان لى رأى فلا أحب هذا ويكفى أحد الوزراء
للمرافقه هنا قام الدكتور زكريا بما يحب وينتظره دائما وعند دخول الرئيس إلى القصر
ونحن ما زلنا فى الطريق من المطار أخبره أن الدكتور كمال رفض ولم يوضح «رفض إيه»
حتى يزيد من غضبه وعند الوصول إلى القصر ذهب باراك إلى الحمام وهنا طلبنى الرئيس
وبمجرد دخولى ثار علىَّ ولم يحدث هذا من قبل طوال ما يزيد على عشرين عاما حتى
بكلمة عتاب أو توجيه وقال كيف هذا لقد جاء بيجين رئيس وزراء إسرائيل إلى
الإسماعيليه لمقابلة السادات وكنت نائبا للرئيس ولم أحضر الأجتماع فقلت لم أعترض
على هذا ولكنه لم يعطنى فرصه لذكر حقيقة الأمر وقال بصوت عالٍ زكريا لا يكذب فقلت
وأنا لا أكذب أسمعنى يا ريس أسمعنى أعطنى فرصه فقال لا قلت لا.. لا.. وأنتهى
اللقاء وغضبه شديد وغضبى وحزنى أشد وتصورت بل أيقنت أن إقالتى ستتم اليوم أو غدا
ولكن العجيب قابلنى فى الأيام التاليه ودودا أكثر من أى فتره مضت
قلت فى نفسى فوضت أمرى لله وبعد ذلك زاد غضب الرئيس كثيرا دون
أن يخطرنى أحد بعد علمه أن التخطيط رفض طلبا بزيادة الأستثمارات المخصصه لرئاسة
الجمهوريه فلقد عرضت مذكره لزيادة الأستثمارات المخصصه لمشروع قصر رأس التين وجناح
الأميرات للعام المالى 98/1999 فأشّرت على المذكره بالآتى نصا «لا يمكن إعتماد هذا
إلا بعد التأكد من مفردات التنفيذ وهل تم بالأمر المباشر وماذا قبل 98/1999 وماذا
بعد 98/1999 أى التكلفه الكليه » وطبعا كانت فرصه ثمينه للدكتور زكريا عزمى بأن
يعرض فورا صوره من هذه التأشيره
يوم الأحد 3 أكتوبر 1999 صدرت جريدة الجمهوريه والمقال الرئيسى
للكاتب سمير رجب بعنوان المغرور وكان الحديث عنّى لم أهتم وأعتبرته من باب المزايده
من جانب الكاتب الذى رفضت منحه إستثناء فى إرتفاع مبنى جريدة الجمهوريه الجديد فى
شارع رمسيس ولكن علمت بل تأكدت فيما بعد أن المقال كتب بتوجيه من الرئيس كل هذه
الشواهد وغيرها لم تبعث على القلق فالعمل يسير والقبول الشعبى مستمر حتى أننى أذكر
أن اللواء عمر سليمان زارنى قبل أسبوع واحد حيث تطرق الحديث عن التغيير الوزارى
المنتظر وقلت هل يمكن أن يتم تغيير دون خروج فلان وفلان كما يطلب الشعب فقال ربما
يغير الرئيس رأيه كما حدث فى آخر دقيقه فى 15 أبريل 1993 ولم أفهم المقصود إلا
فيما بعد لقد أراد السيد عمر سليمان أن يقول إن التغيير سيشملك وأرجو ألا يحدث كما
حدث فى آخر لحظه بالنسبه للدكتور عاطف صدقى وبقى بعد أن تقرر خروجه فعلا صباح 15
أبريل 1993
الرئيس كتم مشاعره إزاء تصرفاتى حتى يكون قرار عزلى «مفاجئًا
وصادمًا» ولا أعرف ما المتعه فى هذا ؟؟؟
الخبر الذى أراده صادما صباح الثلاثاء 5 أكتوبر 1999 حدث لى ما
لم يكن متوقعا لعله كان يريد خلال الشهر الأخير خاصة بعد النقاش الحاد فى قصر رأس
التين أن يعطنى الأمان على أن يصل اليوم المحدد عنده ليشفى ما فى صدره وتكون الطعنه
أكثر جرحا أخبرنى مبارك بالقرار وقال لى أنت مش معانا ياكمال فى المرحله القادمه فأجبته
بكل هدوء شكرًا
شعرت بأننى «أطول قامه» والسيدعمر سليمان قال لى رجال مبارك أقنعوه أنك أصبحت منافسًا له كان
النجاح الذى تحقق والرضا الشعبى المتزايد هما السبب فى أن أغفل ما يدبره المهم كنا
فى صالون مجلس الشعب الرئيس والدكتور أحمد فتحى سرور والدكتور مصطفى كمال حلمى
وأنا قبل الدخول إلى قاعة المجلس لإلقاء الرئيس خطابه فى الأجتماع المشترك لأعضاء
مجلسى الشعب والشورى إذ طلب السيد أشرف بكير كبير الأمناء أن ندخل جميعا إلى القاعه
قبل الرئيس إلا أننى بقيت لحظه منفردا بالرئيس وقلت بعد الجلسه سيعقد مجلس الوزراء
جلسه لتقديم الأستقاله فهل ترى أن أحضر لمقر الرئاسه لتقديمها أم ماذا أفعل ؟؟؟
فقال لا سيأتى إلى مجلس الوزراء من سيأخذها لأننى سأغير الوزاره وسأراك الأسبوع
المقبل فقلت شكرا بصوت به كل الهدوء ورضا لم يتوقعه
نعم وأقسم بالله أننى
خرجت وقد غمرنى إحساس بالرضا لا يمكن أن أتصوره فلقد أعطانى الله فى تلك اللحظه
قدرا هائلا من الطمأنينه حتى شعرت وأنا أسير إلى القاعه أننى أطول قامه والغريب بل
العجيب جدّا أن السيد حسن حافظ كتب فى جريدة الوفد بعد يومين أى يوم الخميس فى
العدد الأسبوعى للجريده مقالا بعنوان «ودخل الجنزورى القاعه رافع الرأس» دون أن
أراه من قبل أو أتحدث إليه تليفونيّا سبحان الله على كل شىء بعد أن أنتهى خطاب
الرئيس ذهبت إلى مجلس الوزراء لعقد جلسه لتقديم الأستقاله فوجدت اللواء عمر سليمان
منتظرا بالصالون الملحق بالمكتب ونظر لى وسألته ماذا حدث ؟؟؟ فقال لى مباشرة وبكلمات
محدده لقد أقنعه الذين حوله أنك أصبحت ندّا له
سرقتنا السطور عبر السباحه فى عبق التاريخ بعد أن بدأت آلام
أصابعى تهاجمنى فلنا وعد بلقاء والحلقه الأخيره متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
لو كان الأمر بيدي
ردحذفلكان الحكم علي مبارك بالسجن مدي ما تبقي له من حياة
فهو سبب تأخر هذا البلد
والذي سمح بتزاوج المال السياسي للفسدة والإخوان كما عرفنا من الأجزاء السابقة
وترك كم المشروعات لم تستكمل وكأن يجب أن يكون معه في القفص يوسف بطرس غالي
وزكريا عزمي واولادة وجمال وعلاء مبارك وكل الأوساخ من هذة الشلة العفنة