نعود مترددين هل نستمر أم نتوقف وسط حالةعناد وشد وجذب بين من
يريدون المناقشات والتحليلات السياسيه ويرفضون أبسط قواعدها وهى القراءه ويعتمدون
على الفهلوه والحداقه
توقفنا فى حلقاتنا السابقه وسؤال كيف يتم أستخدام الأعلام فى
الحرب النفسيه ؟؟؟ واليوم سنحاول الأجابه عن السؤال
الهاله المبهره من المثاليه والألتزام التام بالقيم الأخباريه
فى مقدمتها الحياديه والموضوعيه هى جزء لايتجزأ من صوره أصر الغرب على إقحامها
وتصديرها فى عقول الدول والشعوب الأخرى لتسهيل عملية الغزو الثقافى وزرع الأفكار
الغربيه وبالتالى الوصول إلى الغايات المنشوده فى الدول المستهدفه
على الرغم من شروع معظم الأنظمه السياسيه فى توظيف الوسائل الإعلاميه
لخدمة مصالحها فأن هناك محاولات لنفى ذلك عن الأعلام الغربى لوضعه فى إطار أخلاقى
مهنى متحضر كوسائل إعلاميه عريقه بمنأى عن الشبهات مما يصدر للشعوب قدسية هذه
الوسائل وعدم دخولها فى مناورات الحروب السياسيه والفكريه والنفسيه وهذا ماتم إثبات
عدم صحته تماما
فى ظل التكنولوجيا الحديثه وظهور حروب الجيلين الرابع والخامس ووصول الحروب الفكريه إلى ذروتها أضحت الكيانات الأعلاميه سلاحا لايمكن الأستغناء عنه فى الحروب المعلنه وغير المعلنه بين الدول بالتالى تنامت رغبات النظم السياسيه فى السيطره على أكبر قدر من المنصات الأعلاميه سواء محليه أو دوليه فكلما أحكمت الأنظمه قبضتها على أطر المضامين الأعلاميه زادت قدرتها على تشكيل أتجاهات الجمهور والسيطره على طبيعة الأفكار التى تسود العقل المجتمعى وبالتالى سهولة التحكم فى الشعوب وأضحت الدول فى هذا السبيل لاتتوانى عن التخطيط الممنهج لبث الشائعات والقصص الخبريه
السيطره على المنصات الأعلاميه أصبحت سمه دوليه وليست مختصه بدول بعينها بل أن الخطوه التاليه لذلك هى فن صناعة المعلومه وتوفير مجموعه من المعلومات حقيقيه أو غير حقيقيه والترويج لها فى سبيل تحقيق المخططات المستهدفه وصناعة أخبار متعارضه خاصة فى التغطيات الدوليه للأقطاب المتصارعه فى ظل نمو تنافس الكيانات الأقتصاديه الدوليه العملاقه بالأضافه إلى أجندات السيطره السياسيه للدول الكبرى من هنا ظهرت خطورة الشائعات فى تشكيل الحروب النفسيه نحو الدول بعضها بعضا وأصبحت الأذرع الإعلاميه هى القنوات الأساسيه لبث الشائعات والأخبار والمعلومات المطلوبه فالقيم الأخباريه الواجب توافرها فى المواد الأعلاميه تتقلص يوما بعد الأخر فى خضم الحروب السياسيه المعلنه وغير المعلنه بين الدول المختلفه
أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى خطورة الشائعات فى
كلمه له بمناسبة تخريج دفعات جديده من الكليات العسكريه فى 2018 م حيث قال أن الخطر الحقيقى الذى يواجه المنطقه هو
تفجير الدول من الداخل عبر بث الشائعات والأعمال الإرهابيه وأن أنهيار الدول يبدأ
بالأحساس بالأحباط وفقدان الأمل بهدف تحريك الشعوب لتدمير أوطانها مضيفا أن مصر
واجهت 21 ألف شائعه خلال 3 أشهر فقط الهدف منها البلبله وزعزعة الأستقرار
أولاً : ماهيه الشائعه ؟؟؟ الأشكال والوظائف والمحتوى
أن الشائعه هى صيغه منظمه لنشر أخبار ومعلومات يراد منها الحصول على نتائج تتناسب مع الأهداف المرسومه لها ورغم وجود فن صناعة الشائعه منذ سنوات طويله فأنها إزدادت أنتشارا فى ظل الثوره المعلوماتيه وسهولة تداول المعلومات عبر شبكة الأنترنت
يوضح الدكتور مختار التهامى مفهوماً شاملا للشائعه بمختلف أشكال وجودها حيث قال أنها الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع أو تعمد المبالغه أو التهويل أو التشويه فى سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقه أو إضافة معلومه كاذبه لخبر معظمه صحيح أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للحقيقه بهدف التأثير النفسى فى الرأى العام المحلى أو الأقليمى أو العالمى أو القومى تحقيقا لأهداف سياسيه أو أقتصاديه أو عسكريه على نطاق دوله واحده أو عدة دول بعينها أو على النطاق العالمى بأسره
تتنوع وظائف الشائعات سواء على المستوى الدولى أو المحلى فأحيانا تبث الدول شائعه لقياس نبض مجتمع دوله أخرى بعينها أو تبث شائعه لتحقق أفكارا بعينها داخل نسيج مجتمعى معين كما تقوم الحكومات ببث الشائعات فى سبيل تمرير سياسه أو قرارات جديده فالشائعه تغزو عواطف الجمهور ويبدأون فى التفاعل معها سواء بالرفض أو بالقبول فتصبح الشائعه وقياس رد الفعل عليها ماده فعاله لصناع القرار لتحليل رد الفعل الشعبى وتحديد كيفية التعامل مع الجماهير الرافضه أو المؤيده طبقا للأحصائيات كما كان يفعل مبارك مع رفع الأسعار تظهر الشائعه بإرتفاع سلعه معينه فيخفيها التجار من السوق ويرتفع سعرها وبعد قياس رد الفعل يتم أتخاذ قرار رفعها
تستطيع أيضا الحكومات التحكم فى الحاله النفسيه للمجتمع من
خلال بث شائعات علاجيه تسهم فى رفع الحاله المعنويه للجماهير أو العكس
هناك وظيفه أخرى للشائعه حيث تقوم بعض الدول بإطلاق شائعات
مروعه هدفها إثاره البلبله والقلق وعدم الأستقرار
والفوضى فى مجتمع معين لزعزعة نظامه بهدف إضعافه من أجل أهداف عسكريه وأستعماريه
للدول الكبرى كما يتجلى ترويج الشائعات واضحا فى خضم الأنتخابات الرئاسيه خاصة بين
الحلفاء السياسيين الذى يكون الصراع العلنى فيها مستهجنا فيلجأ كل مرشح الى إطلاق حملات التشهير الخفيه
والأفتراءات المجهوله مثلما أوضح الكاتب
الفرنسى العالمى (( jean Noel Kaferer ))فى كتابه الشهير ((
الشائعات الوسيله الأعلاميه الأقدم فى العالم )) وقد أصبحت هذه الوظائف الخطيره
للشائعه سلاحا مهما فى يد الدول الكبرى ذات الميول الأستعماريه والتى تملك أضخم
المنصات العالميه ذات التأثير العالى حيث
تستطيع هذه الدول تسخير الشائعه فى تأجيج الصراعات وتصعيدها لدرجة إشعال حروب
محليه وأقليميه فى دول مستهدفه مثل شائعات الفتنه الطائفيه التى تظهر فى صعيد مصر
تعد بعض دول الشرق الأوسط بيئه خصبه لتنفيذ أجندة الشائعات
نظرا لإرتفاع نسبة الأميه المجتمعيه والأمنيه والمخابراتيه وأنخفاض نسبة الحصانه الفكريه لدى المجتمعات
الشرقيه فوفقا للكتاب المهم psychology of Ru mer فأن
الشائعه تجد بيئه مواتيه للأنتشار بشكل كبير وقت الأزمات وفترات الأضطراب السياسى
ووسط جهل وسائل الأعلام وأعتمادها على مصادر إعلاميه أخرى والجزئيه دى خاصه بالجماعه الفيسبوكيين بتوع منقول نقلوك لنار جهنم يابعيد
تتخذ الشائعه أشكالا متعدده بين أحاديث محرفه وأخبار مجهولة المصدر وتقارير كاذبه وأخبار مبالغ فيها ومنشورات مختلفه على صفحات التواصل الأجتماعى تلعب على الجانب العاطفى والأنسانى لدى الجمهور لخلق أثر نفسى معين وبالتالى الأتجاهات الفكريه المنشوده فالشائعات فى مجال الحرب النفسيه أشد فتكا من أساليب الحرب لأنها تندس بسهوله بالغه وسط الجماهير ومن الصعب معرفة مصدرها كما أن ضحاياها يعتمدون على معرفتها من مصدر معين مثل صفحات الصقور لاتنام وقناصين الأفاعى والحمام لايبيض فيصبح ضحايا الشائعه هم مروجيها بعد فتره معينه مما يضفى عليها لونا كاذبا من ألوان الصدق
هذا المقال الثانى لنا اليوم والصقيع
يؤلم أصابعى فنكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
تسلم الايدي المخلصة
ردحذفربنا يشفيك يا جنرال ويزيد علمك
ردحذفتسلم علي المحتوي الراقي المفيد في ظل حروب الوعي القائمة
ردحذفتحياتي لك جنيرال