الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

اللامعقول فى عالم العقول رقم 44


نعود اليوم لنؤكد ماتم ذكره فى الحلقات السابقه عمليا لأنه قد يخيل للقارئ أننا نصنع هاله من حرب الشائعات من دون أهميه فهيا بنا نستحضر أمثله لنتعرف على خطورة الأكاذيب أن كنا نريد تسميتها تسميه حقيقيه فرغم إعترافى أنها يطلق عليها شائعه لكننى فى داخلى أرفض تسمية الموبيقات بأسماء شيك فهيا بنا نقول هذا كذب وشهادة زور وتعالى نشوف نماذج لتوظيف الشائعات فى الحروب النفسيه الحاليه



شائعات ضمن الحرب التجاريه المشتعله بين أمريكا والصين


تتبارى وسائل الأعلام الصينيه والأمريكيه فى نشر كل مايدعم موقف كل منهما  فى أطار الحرب التجاريه التكنولوجيه الشرسه بينهما  ففى عام 2014  أتهمت السلطات الصينيه وسائل الأعلام الأمريكيه بالترويج لشائعة بناء الصين منطقة دفاع جوى فى بحر الصين الجنوبى وأشارت إلى عدم صحة هذه الشائعات وأن الأعلام الامريكى يساند التيارات اليمينيه فى اليابان مما يؤثر فى العلاقات الأمريكيه الصينيه من جانب أخر فأن الطرفين تبادلا إطلاق الشائعات حول تأجيل المحادثات الأمنيه بينهما فى عام 2018 وقامت كل منهما بأتهام الأخرى عبر وسائل الأعلام بعدم التعاون وبتحريف الحقائق فيما يعكس التوترات التجاريه الشديده بين الطرفين وإزدادت الأزمه التجاريه إشتعالاً بعد قرار ترامب بمنع شركة هواوى داخل الولايات المتحده الأمريكيه زاعما وجود معلومات عن أحتواء أجهزة هواوى على أدوات تصنت  وأنها شركه تخدم أهداف الصين الجاسوسيه على أمريكا  وكان وزير الخارجيه الأمريكى مايك بنبونى قد أتهم الكيان الأقتصادى الكببر بالتعاون مع حكومة الصين ضد واشنطن بغرض التجسس إلا ان الصين أكدت أن الولايات المتحده تتعمد نشر الأكاذيب والشائعات من أجل عرقلة الصعود الأقتصادى الصينى وأنها أعتادت على بث الشائعات عن الصناعات الصينيه بدون وجود أدله بهدف خداع الرأى العام وتضليل المواطن الأمريكى  ومن هنا يبدو جليا أن أستخدام الشائعات من قبل الحكومتين فى حربهما التجاريه هو السلاح الرئيسى الذى سوف يحفر مكانه كل منهما على الساحه الأقتصاديه فى الفتره القادمه



شائعات الطيران الإسرائيلى فى سماء سيناء :


تسبب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز  الأمريكيه فى عام 2018 بشأن تنفيذ أسرائيل نحو 100 غاره جويه ضد الأرهابيين فى منطقة سيناء حالة جدل كبيره فى الشارع المصرى والمجتمع السيناوى تحديداً فى إشاره من الجريده إلى عدم قدرة مصر على مواجهة الأرهاب وحدها وتعاونها مع إسرائيل  وقد أشار التقرير إلى أن هذا التعاون يعد مرحله جديده لعلاقة صداقه بين الطرفين ليخرج بيان رسمى من الجيش المصرى بعد ذلك يؤكد عدم صحة هذا الخبر وأنه عباره عن شائعه مفبركه من الإعلام الغربى لاصحة لها  كما أكد المتحدث العسكرى العقيد تامر الرفاعى لـ CNN Arabic أن الصحيفه نشرت خبراً لا أساس له لأن مصر وحدها تحارب الأرهاب على أرضها فى تنسيق بين قوات الجيش والشرطه المصريه فى أماكن محدده داخل سيناء وبالتدقيق فى ملابسات الشائعه  نجد أنها ظهرت بالتزامن مع أعلان نتنياهو أن الجيش الأسرائيلى أصبح أقوى جيوش الشرق الأوسط (( فاكر الجيش الذى لايقهر وخط بارليف المنيع ))  وأن جيش الدفاع الإسرائيلى وحده قادر على مجابهة المد الإيرانى اللى كانوا بيبيعوا له السلاح فى حرب العراق  والداعشى فى الشرق الأوسط بالأضافه إلى تأكيده وصول إسرائيل إلى مراحل متقدمه فى التعاون مع الدول العربيه بالتالى فأن الشائعه التى أطلقت تأتى فى إطار دعم هذه التصريحات وتأكيد الصوره الذهنيه التى تريد إسرائيل زرعها فى عقول المواطنين ولا يعد ذلك غريبا إذا تم إستعمال الأعلام الغربى فى خدمة مثل هذه الأهداف وإذا علمنا أن معظم وسائل الأعلام مملوكه وتتم إدارتها بواسطة اليهود




شائعة إختفاء ملك الأردن


أنتشرت شائعة أختفاء ملك الأردن فى عام 2018 بشكل كببر على مواقع التواصل الأجتماعى وأعرب الأردنيون على نطاق واسع عن قلقهم بشأن عدم وجود الملك عبد الله فى الآراضى الأردنيه لفتره قاربت الشهرين وأصبح سؤال أين الملك الأكثر تداولا فى هذه الفتره مخلفا أثرا كبيرا من الخوف والتوتر بين المواطنين  الأمر الذى أضطر الديوان الملكى الهاشمى إلى أصدار بيان يوضح فيه أن الملك فى أجازه خاصه فى الولايات المتحده  أستمرت نحو 5  أسابيع فقط وجاءت الشائعه بالتزامن مع الظروف التى مرت بها الأردن من أحتجاجات أطاحت بالحكومه وهو توقيت خطير للشائعه قد يؤدى إلى تهديد نظام الحكم الملكى وتأليب الرأى العام ضده  وإثارة الفتنه وقد وصلت الشائعه إلى تداول أخبار مفادها عدم رجوع الملك إلى الأردن  وأنه تحت الأقامه الجبريه بالولايات المتحده الأمريكيه  وأن النظام الملكى فى الأردن ولى وأنتهى بالأضافه إلى أن عمليات المداهمه ضد الفساد فى الأردن تقودها المخابرات الأمريكيه ورغم ثبوت كذب الشائعه بشكل لا شك فيه عند عودة الملك فأنها تركت أثراً سلبياً فى نفوس المواطنين مع حرص الجهات الرسميه على دعوة الشعب إلى عدم التشكيك فى الجيش والأجهزه الأمنيه مع وجوب عدم الإنسياق وراء أهداف الغرب لزعزعة إستقرار المجتمعات كما قام بعض الكتاب بالتعليق على هذه الشائعه قائلا أنه بسبب وسائل الأتصال السريعه يستطيع ترامب إدارة مصالحه الخليجيه والعالميه من بيته



الشائعات الروسيه لتقليص قوى الدفاع فى ليتوانيا


فى تصريح لقيادة الجيش الكندى فى عام 2017 على موقع راديو كندا  تم التنويه إلى توجس القوات الكنديه من حرب الشائعات التى تطلقها روسيا فى المنصات الإعلاميه المختلفه على كندا لتشويه سمعتها خاصة مع إقتراب وصول الجنود الكنديين إلى ليتوانيا حيث أشارت إلى حملات التضليل التى تقوم بها روسيا عبر الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعى مثلما فعلت مع القوات الألمانيه فقد نشرت فضيحه أخلاقيه لجنود ألمان تبين أنها غير صحيحه من قبل الحكومه الليتوانيه وذلك فى أطار نشر كندا لجنود لها فى دول البلطيق المحاذيه لروسيا حيث يقود الجيش الكندى كتيبه تابعه لحلف شمال الأطلسى بهدف تعزيز قدرات دول البلطيق الدفاعيه وردع القوات الروسيه عن القيام بأى عمليات عسكريه وقد أكدت قيادة الجيش الكندى حينها أن لديها معلومات عن جهود روسيه لتشويه سمعة الجيش الكندى ومحاولة زرع الفتنه بين الحلفاء  وتم تكليف عسكريين كنديين خصيصا فى ليتوانيا بتفنيد الأخبار الكاذبه والشائعات والتدقيق فى الأدعاءات والأسراع إلى تكذيبها بالتنسيق مع الحلفاء للحفاظ على الجهود الدوليه فى ليتوانيا ضد هجمات الدعايه الروسيه




أستخدام اسرائيل للشائعات لخدمه أهدافها فى المنطقه


لاتتردد إسرائيل عن طريق عملائها فى بث شائعات وهميه تخدم أهدافها الأستعماريه فى المنطقه العربيه فبالأضافه إلى الشائعات الصغيره التى تبثها يوميا عبر شبكه الأنترنت ومواقع التواصل الأجتماعى ويتلقفها مهاويس الشير واللايك  وتسخير كتائب ألكترونيه لزعزعة الجانب الفلسطينى على جميع المستويات تعكف إسرائيل على إختلاق أكاذيب بحسب أهدافها فى كل دوله  فقد أطلق موقع إسرائيلى على سبيل المثال عام 2013 شائعه مفادها مقتل الرئيس السورى بشار الأسد على يد حارسه الإيرانى وتناقلت وسائل الأعلام الدوليه هذا الخبر حينها دون التأكد من صحته وواضح أن الهدف كان دعم حالة الفوضى التى وصلت إليها سوريا وتسهيل سيطرة داعش عليها وقد أطلق الأعلام الاسرائيلى أيضا عام 2018 شائعه مفادها زيارة نتنياهو إلى السودان فى محاوله للترويج لموافقة الخرطوم على الأنتهاكات الأسرائيليه ضد فلسطين فيما نفى الجانب السودانى الشائعه موضحا أن أقامة دولة فلسطين فوق أى علاقات كما تعكف إسرائيل من وقت إلى أخر على ترويج شائعات لضرب السياحه المصريه أمام الرأى العام الدولى عن طريق إطلاق تحذيرات للمواطنين عن وجود أعمال إرهابيه تهدد الأمن فى مصر



الدروس المستفاده

يسهم الفضاء الألكترونى وتطبيقات الأتصال الحديثه بشكل واسع فى أنتشار الشائعات التى تبثها وسائل الأعلام الدوليه عن الدول المستهدفه ويروجها مهاوييس الشير واللايك بسرعة الضوء وتعتمد الحكومات الأجنبيه على تغلغل ثقافة النشر عن وسائل الأعلام الدوليه فى المجتمعات الشرقيه  فإلى جانب أحترافية هذه المنصات على الجانب التقنى فأن ذلك لاينفى عنها أستخدامها كقنوات خادمه لمصالح حكوماتها وفى أطار ذلك يجب نشر حملات توعيه للشعوب عن توخى الحذر وتحرى الدقه فى المعلومات التى يتم تداولها عبر وسائل الأعلام المختلفه وصفحات التواصل الأجتماعى التى تلعب دورا خطيرا فى زرع الأفكار وتوجيه العقول


تأكيد ضرورة إدراك ملابسات المعلومات المنشوره من أهداف ونتائج لها  فالمواطن العاقل المثقف يستطيع التمييز بين الأخبار المنطقيه والأكاذيب التى تكون لها نتائج سلبيه تخدم أجندات بعينها إلا أن نجاح الشائعات وتحقيق أهدافها المخطط لها قد يشكل مخاطر شديده ومصيريه على مستقبل مجتمع بأسره فالشائعه قد تسهم فى بناء أو هدم الدول وقد تسهم فى التدمير والقتل والوقوع تحت طائلة الأستعمار أو تسهم فى إنهيارات أقتصاديه تؤدى إلى أنتكاسة دول وبناء على ذلك فالمواطن العاقل المثقف هو الفيصل الأساسى فى تحديد مدى تمكن الشائعه من أفكاره وأتجاهاته وهو المعنى بحماية بلاده من الدهس تحت وطأة حرب الشائعات


على الجانب الآخر  فأنه يجب على الحكومات البحث عن خطوات جديه لمواجهة حرب الشائعات مثل :

دراسة السبل الفعاله لتوعية المواطنين ضد سيل الشائعات خصوصا المصدره من الدول الأجنبيه

ضرورة الألتفات إلى الحد من الشائعات دون المساس بحرية الرأى والتعبير العقلانى


الحرص على كشف الأخبار الصحيحه  ومراعاة الدقه فيها يسهم فى وأد الشائعه


فتح منصات ومواقع متخصصه  للرد على الأكاذيب  والشائعات والأدعاءات وتصحيحها


مواجهة الشائعه وعدم تجاهلها حيث أنه لامفر من حتمية إنتشارها مع وجود كثير من الخونه وسط طبقات المجتمع وتركها أثراً سلبيا فى عقول الموطنين


مراعاة الدقه فى النقل عن المؤسسات الأعلاميه الدوليه وتحليل المضامين بشكل سليم لايسهم فى الترويج لأجنداتهم الفكريه


تخصيص مصادر للأنباء المحليه  يتم تصديرها بشكل متواصل للمؤسسات الأعلاميه الدوليه  بحيث تكون المصدر الحقيقى للمواد الأخباريه داخل غرف الأخبار الأجنبيه

إعداد كوادر إعلاميه محترفه لديها قدره على الأقناع بعيدا عن مذيعى الصوت العالى وبرامج التوك شوز (( عاوز أتكلم هنا بالبلدى وبحياديه من منطلق خوفى على البلد اللى معظمنا بيعشقها ... أحمد موسى جلس أمام داهية الخارجيه المصريه ساعتين ونصف مطلعشى منه بمعلومه سوى أسم كتابه لكن أحمد أبو الغيط لما قعد مع عيل على سكاى نيووز 20 دقيقه طلع منه باسرار خلافنا مع تورأيا من عام 2004 م والجزمه أحمد منصور لما بيقعد مع العفريت بيجيب مصارينه وبصراحه أنا مابحبش المذيع الرداح الجعجاع المذيع أو الأعلامى يجب أن يكون هادئ ودارس وفاهم علشان يقدر يعمل سيطره ذهنيه على المشاهد العادى وخد معاك على نفس المنوال مصطفى بكرى صاحب فضيحة خالد حنفى اللى قال حقدم أستقالت ومقدمهاش رغم أن خالد حنفى طلع براءه وأوعى تقولى معندناش ومنقدرش أحنا كان عندنا مذيعين بيعلموا العالم كله لكن أصحاب الصوت العالى بيرعبوا الناس المحترمه ))


طرد عناصر ومروجى الشائعات عبر منشورات وتعليقات منصات التواصل الأجتماعى من المجتمعات المفتوحه وألقائهم فى خندق المجتمعات المغلقه (( حصر التعليقات على صفحاتكم للأصدقاء وحذف مروجى الشائعات من صفحاتكم


العجيب أننا عندما نقوم بدورنا فى الرد على الشائعات لانجد من يساعدنا على نشر الحقيقه وكل مانجده السباب وقذورات الحروف على صفحاتهم وكأننا أرتكبنا جريمة تحريف القرآن عندما كذبنا منشوراتهم بالعقل والمنطق والمؤسف أنهم محسوبين على تيار مؤيدى الدوله


جنرال بهاء الشامى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق