الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

أكذوبة اللى بالى بالك الكبرى رقم 10


توقفنا فى حلقتنا السابقه عند تحليلنا لجدول توزيع اليهود عالميا ديمجرافياً وجغرافيا واليوم سنستكمل معكم ماتوقفنا عنده فهيا بنا وسواء أتفقنا أو أختلفنا على التحليلات لكن تظل لغة الأرقام هى أصدق اللغات الأرضيه فى العالم لكن لنا عند حضراتكم عتاب هو هزلية المتابعه الشديد رغم إشتراك 3 من فرقى فى صياغة هذه الحلقات ورسم الجداول وتجميع الأرقام 



الجدول حافل بالحقائق المثيره الجديره بكل ملاحظه وتدبر


أولاً : كما أنتقلت الصداره من أوروبا إلى أمريكا الشماليه أنتقلت من الروسيا (( الأتحاد السوفيتى )) إلى الولايات المتحده التى هى اليوم المعقل الأكبر لليهوديه حيث تضم وحدها 44% منها وقد نما عدد اليهود فى الولايات المتحده من 4,081,000 فى 1926 إلى 4,461,000 فى 1936 ثم ظل بعد ذلك يردد لسنوات طوال متتابعه على أنه 5 ملايين شخص بحسب تقدير الأجهزه اليهوديه



يعلق بيرجل Bergel فذلك مجرد تقدير تخمينى لاشك واهم من ذلك أنه مبالغ فيه على وجه اليقين ككل أرقام الأقليات وأيا أن كان تظل كتلة الولايات المتحده هى أضخم حشد يهودى فى العالم ثم يأتى الأتحاد السوفيتى كالثانى فى العالم بسدس مجموع اليهود أو حوالى 16% وبهذا تكون الولايات المتحده والأتحاد السوفيتى هما الدائرتين الكبيرتين الآن فى محيط اليهوديه العالميه اللتين ورثتا دائرتى شرق أوروبا والراين فى القرن الماضى أو تصل أن دائرة الراين الصغرى هاجرت وغيرت المحيط لتصبح هى مركز الثقل الطاغى ويلى الأتحاد السوفيتى إسرائيل الصهيونيه فى فلسطيننا المحتله لتكون الثالثه فى العالم وهى لاتضم من يهود العالم إلا 13%



إذا كانت هذه هى أرقام أواخر الخمسينات فقد نشر أخيراً أرقام حديثه عن تعداد اليهود فى الدول الثلاث السابقه يمكن على أساسها أن نرى تغيراً ملحوظاً فى أوزانهم الديمجرافيه فالكتاب السنوى اليهودى الأمريكى يقدر عدد يهود العالم فى أول 1966 بنحو 12,4 من المليون نسمه منهم 5 ملايين فى الولايات المتحده أى بنسبة 37% و 18% 2,229,000 فى إسرائيل بنسبة 16% وبمقارنة هذه الأرقام والنسب بأرقام أواخر الخمسينات يرجح لدينا أن بعض التغيرات هى فى الحقيقه مجرد تصحيحات لأرقام تقريبيه سابقه والمهم على آية حال أن نسبة الولايات المتحده قد أنخفضت قليلاً بينما أرتفعت نسبة الأتحاد السوفيتى وأرتفعت نسبة إسرائيل لاشك بالهجره أكثر وأكثر



هذا إذن عن الثلاثه الكبار كما يقال فى اليهوديه العالميه ولكن ثمه بعدها دول تتدرج من حوالى نصف المليون إلى ثلث المليون إلى ربع المليون هى على الترتيب بوريطانيا نصف ثم الأرجنتين وفرنسا ثلث ثم كندا ورومانيا ربع ثم تلى بعد هذا 5 دول يزيد عدد اليهود فى كل منها على المائة ألف هى على الترتيب المغرب الجزائر البرازيل المجر جمهورية جنوب أفريقيا مع ملاحظة أن الهجره أخيراً من المغرب والجزائر قد هبطت بأعداد اليهود فيهما كثيراً جداً حتى خرجت بهما من هذه المجموعه




من هذا التصنيف الحجمى السالف ذكره وتوضيحه لايمكن إلا أن نصل إلى نتيجه بالغة الأهميه أن لم تكن ثوريه حقا فإذا نحن أضفنا مجموع الثلاثه الكبار لأتضحت لنا حقيقه بالغة الخطوره وهى أن 8,9 مليون يهودى من 13مليوناً أو نحو 69% تحشد جميعا فى ثلاث من دول العالم وذلك بحسب أرقام الخمسينات أو 9,785,000 من 12,400,000 أى بنسبة 71% بحسب أرقام 1966 م





أيضاً إذا أعتبرنا الدول الـ 13 فئة 100+ ألف لوجدناها تحتكر وحدها 11,207,000 يهودى من المجموع العالمى البالغ حينذاك 12,035,000 أو زهاء 93% فما معنى هذا ؟؟؟



قد يقول قائل أن اليهودى عالمى التوزيع بمعنى أنه لا تكاد وتخلو دوله فى العالم منه وقد يكون توزيع اليهوديه على طرف النقيض من توزيع الإسلام الجغرافى الذى ينفرد من بين الأديان بمحيط مطلق يكاد يكون متصلا بلا إنقطاع ولكن ليس صحيحاً أن تحت كل حجر فى العالم يهودياً أنما الأصح أن نقول أن توزيع اليهود العالمى توزيع رشاش متطاير فى معظمه يتحول أحيانا إلى تراب رمزى بحت بينما أن 69% أو 71% من يهود العالم يتكدسون كقله من الأحجار الضخمه فى 3 دول 93% فى 13دوله وبينما تترواح نسب اليهود إلى عدد السكان الكلى فى دول الجاليات الكبرى ما عدا فلسطين المحتله بين 3% كما فى الولايات المتحده وبين 1% تتأرجح فى بقية دول العالم 0,1 ، 0,2 ، 0,3 ،0,4 فى الأعم الأغلب وكثيراً ماتكون أقرب إلى الصفريه



أما إذا عدنا إلى التوزيعات الأقليميه فسنجد الصوره أوضح ما يكون ولكن أيضا أشد ما يكون ثوريه فى أوروبا فثمة دائرتان أو بالأدق الآن ثوره ضخمه ونويه ثانوية النواه فى شرق أوروبا 3ملايين الأتحاد السوفيتى بمليونيين وربع المليون ثم رومانيا بربع مليون والمجر بنصف ذلك ومن الواضح أن هذه النواه تقلص ضامر لنواة القرن الماضى الثقيله بعد أن خفت فى القلب وقلت أطرافها فى بولندا وتشيكوسلوفاكيا وشرق ألمانيا والنمسا بفعل الهجره والحرب وعمليات التصفيه النازيه أما النويه أقل من المليون ففى بريطانيا وفرنسا أساساً وهى بهذا قد ورثت نوية الراين القديمه التى تبددت الآن تماماً وأصبحت ألمانيا مثل بولندا من أقل دول أوروبا يهوداً


خارج هاتين الدائرتين ينتشر اليهود فى شبه تجانس على نحو ما ببضعة آلاف أو عشرات الآلاف لا أكثر فى بقية وحدات القاره



بهذا وذاك جميعا نرى أن توزيع اليهود وكثافتهم تقل سريعاً فى أوروبا شمال الألب من الشرق إلى الغرب وعلى العكس من هذا أنحدارهم على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط فى شمال أفريقيا فهم يقلون عدداً ونسبه كلما أتجهنا من الغرب إلى الشرق من المغرب إلى الجزائر إلى تونس إلى مصر ونطاق يهود أفريقيا العربيه الذى كان يزن قبل الخروج الأخير نحو نصف المليون يكاد يكون المجال اليهودى الوحيد فى القاره بإستثناء الطرف الجنوبى الأقصى فى جمهورية جنوب أفريقيا حيث جذبهم الأستعمار السكنى ((110 الاف )) وكلا المجالين سيلاحظ خارج مدارى بوضوح أما بين المدارين فقليله جدا هى الوحدات التى تعرف اليهود فيها على أيه حال كأثيوبيا وبعض وحدات الأستعمار الأوروبى السابق فى مثلث القاره الجنوبى



أما فى أسيا العربيه بإستثناء فلسطين المحتله منذ قيام إسرائيل فقد أصبح اليهود مجرد بقايا لا وزن لها فى أى مكان بضعة آلاف أو مئات فى بعض وحدات منها وليس كلها أما قبل ذلك فكانت أهم تجمعاتهم فى العراق ((100ألف )) واليمن ((70ألف )) بينما خلت وتخلو منهم بقية الجزيره العربيه واليوم تأتى ايران كأكبر جاليه يهوديه فى أسيا خارج العالم العربى ((80 ألف )) تليها الهند (( 25ألف )) أما يهود تركيا فتمركزون عملياً فى أسطنبول على البر الأوروبى لا الأسيوى وربما أتت بعد ذلك جمهوريات أسيا الوسطى السوفيتيه بجالياتها اليهوديه القديمه وجمهورية بيربيدجان فى الشرق الأقصى السوفيتى بمستعمراتها الجديده وعدا هذا فبقية أسيا خاليه من اليهود إلا من أعداد رمزيه بحته هنا وهناك


أما فى العالم الجديد فأن اليهود يتركزون أساسا فى الشمال الشرقى الربع الغنى ثم تلى نويه ثانويه فى الغرب الأوسط وولايات المحيط الهادى أما فى الجنوب عامة وولايات الجبال فيقلون كثيراً وبالمثل فى أمريكا اللاتينيه يتركز اليهود على السواحل الشرقيه أولا وفى النطاق دون المدارى أو خارج المدارى ثانيا كما فى البرازيل والأرجنتين ومن هذا النمط وإذا تذكرنا معه أنتقال أحد مركزى ثقل اليهود فى أوروبا من وسطها إلى غربها يمكننا بسهوله أن نتصور الكتله الكبرى من اليهوديه العالميه تتجاذب كما لو كانت مغناطيسيا نحو سواحل المحيط الأطلنطى شرقيه وغربيه فإذا ما أضفنا إلى ذلك نمط التوزيع فى أمريكا الجنوبيه ثم تركز يهود شمال أفريقيا تقليديا فى المغرب لجاز لنا أن نقرر أن الأغلبيه العظمى من يهود العالم تحف بشواطئ ذلك المحيط بعد أن كانت حتى القرن الماضى تتركز أساساً فى القلب القارى للعالم القديم


نكتفى بهذا القدر اليوم وموعدنا فى حلقتنا القادمه والتحليل الطفيلى فلنا لقاء آخر متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك تعليق واحد:

  1. سلمت يمينك يا افندم ربنا يبارك لك فى علمك و عملك

    ردحذف