الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

أكذوبة اللى بالى بالك الكبرى رقم 2


نعود بكم لنستكمل سويا ماتوقفنا عنده وكنا قد توقفنا عن كلمة أن العرب واليهود أبناء عم من الناحيه العنصريه بهذه الجمله الخطيره وبهذا الجزم القاطع يخاطب فيصل بن الحسين الهاشمى الذى سيصبح ملكاً على العراق فيما بعد يخاطب القاضى الأمريكى اليهودى فيلكس فرانكفورتر فى 1919م  وهو بعد أن يضيف إلى قواته التشابه فيما تحمله العرب واليهود من أضطهادات ومظالم وفيما تمكنوا من القيام به فى طريق تحقيق أهدافهم القوميه


يرتب على تلك المقدمه نتيجه سياسيه تتفق معها فيما يبدو له وهى (( أننا سنرحب باليهود ترحيبا قلبيا فى عودتهم إلى البلاد وهناك مجال فى سوريا يتسع لنا جميعا )) ويعود نفس المتحدث إلى نفس الفكره ليؤكدها فى مؤتمر الصلح بباريس فى نفس العام فيعلن أن (( هناك صلات وثيقه من القرابه والدم بين العرب واليهود كما أنه ليس ثمة تعارض واضح فى الصفات المميزه للشعبين ))  وبعد نحو نصف قرن من هذه التصريحات التى تصدر على مستوى القياده السياسيه ولكنها تتكلم أو تسمح لنفسها أن تتكلم كما لو بلسان الأنثروبولوجيين  الأنثرو لوجيا هم علم أصل النسان )) تعود نفس النغمه لترتفع على نفس المستوى وبنفس اللسان حين أعلن السعودى فيصل أثناء زيارته للولايات المتحده فى العام الأخير أنه لايكن شيئا ضد اليهود (( يقصد تمييزا لهم عن الصهيونيين )) لأننا أبناء عمومه فى الدم
وهذا حسين ملك الأردن آخر الهاشميين يأتى من بعده ليعلن أخيرا جدا أن العرب واليهود عاشوا مراحل طويله فى التاريخ جنبا إلى جنب وفى صداقه وتعاون كأقارب وجيران



عميقه هذه الفكره فكره قرابة الدم بين العرب واليهود ومنتشره ومتفشيه هى أذن بين الكثيرين لا فى الخارج فحسب ولكن بين العرب أنفسهم بل وعلى مستوى قياداتهم بغض النظر عن كونها قيادات رجعيه دعيه فرضت أو فرضت نفسها عليهم ولا جدال أن لهذه الفكره نتائجها السياسيه التى يمكن أن تترتب عليها كما فعل فيصل بن الحسين فى الواقع حيث رحب باليهود فى سوريا فى النص السابق فرغم أن من الثابت المقرر فى القانون الدولى أن ترك شعب لوطنه آلافاً سحيقه من السنين لايمكن أن يحرمه كل حق فى المطالبه بالعوده إليه الآن ورغم أن الفقهاء الدوليين يسخرون من مجرد فكرة إعادة تشكيل الخريطه السياسيه للعالم على أساس غزوات وهجرات وتوزيعات الماضى الغابر ذلك الأمر الذى يمكن أن يقلب صورة الدنيا رأساً على عقب بشكل ساخر بل سخيف لا يتصور عقل


رغم هذا كله فأن فكرة قرابة العرب واليهود فى الدم قد يمكن أن تلقى بعض ظلال على قضيتنا المصيريه الأولى فى فلسطين وقد يمكن أن تفتح بابا للحلول الخاطئه أو الخائنه سيئة النيه أو ساذجه النيه



ليس هذا مجرد أستدلال أكاديمى أو أسقاط منطقى وأنما هو بالفعل ما نجده فى أكثر من دائره من الدوائر العربيه وغير العربيه فليس ببعيدا مشروع الملك عبدالله الذى أقترحه بنفسه على بريطانيا حلا لمشكلة فلسطين فى الأربعينيات من أنشاء مملكه ساميه يكون هو على رأسها ويكون لليهود فيها حكمهم الذاتى



فى السنوات الأخيره ترددت فكرة (( الأتحاد الفيدرالى السامى )) بين بعض اليهود من صهيونيين وغير صهيونيين وضد صهيونيين ولعلنا أن نكتفى منها بذكر مشروع الفريد لينيتال فى كتابه الأخير (( الجانب الآخر )) الذى يقترح فيه أن يعود الصهيونيون الأسرائيليون الذين من أصل أوروبى إلى أوروبا ويبقى الأسرائيليون الذين هم من أصل شرقى فى فلسطين وذلك مع عودة عرب فلسطين إليها ليعيشوا معهم فى دوله واحده جديده تدخل مع الوقت فى علاقات أقتصاديه مع بقية الدول العربيه متطلعه إلى أتحاد أقتصادى مع الأردن وغيره ومتجهه فى النهايه إلى (( أتحاد سامى )) كبير




لسنا هنا بصدد مناقشة هذه المشروعات أو نقدها فكل حل لايعيد الوضع إلى ماكان عليه قبل 1948 بل قبل 1918 مرفوض بلا نقاش وكل حل لايزيل إسرائيل المحتله من الوجود لامحل له من البحث العلمى ولكن سؤالنا المحورى هنا هو الأساس الجنسى المزعوم فى تلك المشروعات والأجابه على سؤال هل حقا نحن أقارب اليهود وأبناء عمومتهم ؟؟؟



على أى أساس علمى ذلك وأى دليل تاريخى ينهض بذلك وواضح هنا أن المجال هو مجال الأنثروبيولوجى (( علم الأنسان )) بما يحلل من تاريخ قديم وحديث وبما يدرس من لغه ووثائق دينيه وبما يقيس من أجسام وصفات تشريحيه ووراثيه ألخ ألخ ألخ




نحن نلاحظ أن أغلب كتاباتنا فى العربيه عن العدو الإسرائيلى تأخذ فى جملتها الصبغه السياسيه المباشره أو غير المباشره التى تعامل العدو كمعطيات مفروغ منها أو ككم معلوم بدرجه أو بأخرى دون أن تحاول أن تنفذ إلى حقيقة كيانهم وتركيبهم وأذكر فى هذا الصدد موقف للواء نبيل ابو النجا مؤسس القوه 999 صاعقه فى ندوة جامعة القاهره عندما كان يصر على ذكر مصطلح الصهيونيه ويرفض مصطلح أو لفظ إسرائيل  فالكل يهود أو صهيونيون والكل يعيشون فى كنف الأستعمار وحمايته والكل أتى بصوره غامضه من نسل يهود الشتات الذين أتوا بطريقة ما من سلالة يهود فلسطين التواره ألخ ألخ ألخ




فى هذا الإطار التجريدى الضيق أو المتعجل غير المستأنى الذى قد يكون عمليا ومفهوما فى ذاته تبدو صورة العدو فى أذهاننا باهته عائمه بالغة السطحيه وتبدو أحيانا أكاد أجزم كما لو كنا نطارد شبحا ونحسب أننا لهذا كله بحاجه إلى دراسه علميه محققه تقتنص هذا الشبح تجسده ثم تشرحه أصلا وتاريخيا جنسا وتركيبا تطورا وتوزيعا ألخ ألخ ألخ



نحن هنا سنبدأ بالأصول القديمه فى التاريخ الجنسى والدينى ثم نتتبع أنتشار اليهود فى العالم هجرات وتوزيعا حتى إذا ما أكتملت لنا الصوره الراهنه حللنا التكوين الأنثروبيولوجى لليهود حتى نعرف من هم وماالدماء التى تجرى فى عروقهم وإلى أى حد ينتمون إلى أصولهم الأولى ومن ثم إلى أية درجه من القرابه ينتسبون إلى العرب أو ينتسب العرب أليهم ومن المؤكد سيكون مرجعنا الرئيسى هو الدكتور جمال حمدان الذى أفاض وأسترسل فى هذه الصدد ويعتبر كتابه اليهود أنثروبيولجيا أسطوره منفرده فى هذا المجال

نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى 


هناك 10 تعليقات: