توقفنا وحضراتكم فى حلقتنا الماضيه عند حروب الكنعانيين الأصليين والفلسطنيين بعد هجرة أبراهيم عليه السلام بـ 150 عام واليوم نستكمل ماتوقفنا عنده
هاجر يعقوب وأولاده إلى مصر بسبب القحط المشهور وفيها أستقروا
بأرض جاشان (( وادى الطميلات والشرقيه )) من 350 سنه إلى أن خرج بهم منها سيدنا
موسى (( من الجيل السابع بعد إبراهيم )) حوالى 1300 ق . م وذلك هربا من إضطهاد فرعون الذى أستعبدهم ومرر
جباتهم فى الطوب والملاط إنتقاما منهم لتعاونهم فى خيانه واضحه مع الهكسوس غزاة
مصر
تقول التوراه أن قوة هذا الخروج كانت 600 ألف نسمه وكانت العوده إلى أرض كنعان الهدف غير أن خوف اليهود من الكنعانيين العمالقه أدى بهم إلى المعصيه فعقاب التيه فى سيناء 40 سنه ويرى البعض أن الحكمه من التيه الذى أمتد بذلك إلى جيل كامل تاريخياً فى بيئه صحراويه قاسيه جغرافيا هو إخضاع اليهود لعمليه صارمه من الأنتخاب الطبيعى تصفى وتستعبد منهم العناصر الضعيفه الخائره وتنتخب العناصر القويه الصلبه وبذلك تبدل من جيل هش منسحق إلى جيل مجدد فوار يصلح للرساله وهكذا كان إلى أن قادهم يشوع إلى نهر الأردن حيث أنتزعوا بعضا من أرض كنعان فى الداخل ولكن دون العاصمه يبوس (( القدس )) وساحل الفلسطينيين
فى فجر الألف الأولى قبل الميلاد بالضبط (( بالتحديد عام 1000
ق . م )) وحد داود الأسباط قبائل إسرائيل الـ 12 وهزم اليبوسين والفلسطينيين وأسس
ووسع مملكة إسرائيل حتى أمتدت أرض إسرائيل من دان فى الشمال إلى بير سبع فى الجنوب
وأتخذت من يبوس عاصمه لها بعد أن تحول أسمها إلى أورشليم أى مدينة السلام غير أن
الدوله التى لم تصل قط أو لم تصل إلا بالكاد إلى الساحل لم تلبث أن انشطرت بعد
خليفته سليمان صاحب الهيكل إلى مملكتين
مملكة يهوذا جنوبا فى هضبه يهوديه وتضم قبيلتين يهودا
وبنياميين ومملكة إسرائيل شمالا فى الساحره وتضم القبائل الـ 10 الباقيه ومن المهم والطريف أن نلاحظ أن حدود
هاتين الدولتين تتفق إلى حد أو آخر لا مع موقع إسرائيل المزعومه حاليا وأنما مع
رقعة الضفه الغربيه من دولة الأردن والمهم أن الدولتين اللتين أصبحتا متعاديتين
متحاربتين وقعتا فى سياسة المضاربه بين مصر والعراق أو الخضوع لهما فتعرضت المملكه
الجنوبيه لطرقات مصر مرتين الأولى على يد شيشنق والثانيه على يد نخاو إلى أن جاء
دور المملكه الشماليه حتى قضى عليها نهائيا سرجون الأشورى فى القرن 8 ق . م (( عام
721 )) ثم قضى نبوختنصر البابلى على الجنوبيه فى القرن 6 ق . م حيث دمر أورشليم والهيكل
(( 586 )) ق . م وبذلك زالت إلى الأبد دولة اليهود فى فلسطين بعد حياه طولها 4
قرون من 1200 ق . م حتى 586 ق . م
الشتات
الشتات البابلى :
إذا كانت السفرات السابقه معا هى المرحله التكوينيه سفر التكوين فأن من بعدها يبدأ سفر الخروج والشتات الذى يمكن أن نميز فيه 3 دورات أو 4 فقد بدأ سرجون بنقل كثير من إسرائيلى السامره من أبناء القبائل الـ 10 إلى بابل وأسكن مكانهم بعض أسراه من البلاد المفتوحه الأخرى ولكن نبوختنصر بالذات الذى نقل أغلبية اليهود آخرون يقولون ربع سكان يهوديه أسرى إلى بابل والمقدر أن عدد اليهود قبل ذلك بلغ زهاء 750 ألف وذلك كان (( الأسر البابلى )) الشهير الذى يمكن أن يعد الشتات الأول وإذا كان الفرس بعد أن هزموا بابل (( على يد كسرى عام 538 ق . م )) وأحتلوها وممتلكاتها فى فلسطين قد سمحوا لليهود بالعوده إلى أورشليم بعد نصف قرن من الأسر البابلى فأن قله ضئيله هى التى عادت وتقدر بنحو 50ألف وحتى هذه لم تجد ترحيبا لأن أرض أجدادهم كان يحتلها أسرى سرجون الذين وطنوا بها ولذلك أسكنوا فى منطقه يهوديه الجنوبيه حيث لم يطرب لعودتهم حتى اليهود المقيمون أنفسهم
أما الأغلبيه المطلقه منهم فقد بقيت فى العراق حيث كونت مستعمرات مهمه نمت حتى بلغت فى عهد المسيح مليونا أو أكثر فى القرون التاليه أبان العصور العربيه الإسلاميه وقد أمتد إنتشار اليهود فى العراق شمالا إلى كردستان غير أن يهود العراق مع كل سكانه تعرضوا للإباده مع الطوفان المغولى حيث هوى عددهم إلى بضعة ألاف فقط على أن يهود العراق كانوا نواة الشتات شرقا فمنهم أنشطر يهود فارس الذين غادروا العراق لأول مره فى عهد كسرى ولكن هجرتهم الكبرى كانت فى القرن 12 الميلادى وبالمثل كان يهود هيرات فى أفغانستان ويهود بخارى وسمرقند فى التركستان شظيه من نواة فارس
يقال أن يهود القوقاز الذين يردون مستعمراتهم المبعثره فى
تضاعيف جبالها هناك إلى العصر الأشورى ولو أن أو ذكر لها تاريخيا يرجع إلى القرن
الخامس الميلادى يقال أنهم أتوا من فارس ونواتها القديمه ومن هذه المراكز الأوليه
والثانويه يمكن أن نتتبع إنتشار اليهود حتى نهاياته ومستعمراتها القصوى فى الشرق
الأقصى بالهند والصين
ولعل من الجائز لنا أن نذكر هنا يهود الجزيره العربيه قبل الأسلام ولو أننا لانعرف على وجه الدقه تاريخ ظهورهم بها والطرق التى سلكوها إليها ومن ثم لاندرى إذا كان أمتدادهم إليها يرتبط بالشتات البابلى أو بما تلاه من شتات ففى الجاهليه الأخيره كان اليهود غير قليلين فى مدن وسط الجزيره وجنوبها خاصة الحجاز واليمن ففى الحجاز كانت المدينه وخيبر من معاقلهم بل كانت المدينه تحمل أسماً يهودياً هو يثرب
ولعل من الجائز لنا أن نذكر هنا يهود الجزيره العربيه قبل الأسلام ولو أننا لانعرف على وجه الدقه تاريخ ظهورهم بها والطرق التى سلكوها إليها ومن ثم لاندرى إذا كان أمتدادهم إليها يرتبط بالشتات البابلى أو بما تلاه من شتات ففى الجاهليه الأخيره كان اليهود غير قليلين فى مدن وسط الجزيره وجنوبها خاصة الحجاز واليمن ففى الحجاز كانت المدينه وخيبر من معاقلهم بل كانت المدينه تحمل أسماً يهودياً هو يثرب
على الأرجح أن يهود الجزيره كانوا معظمهم عرباً محليين متحولين وليسوا من يهود فلسطين الوافدين أما فى اليمن بالذات فقد تحولت أعداد كبيره من سكان العصر السبئى إلى اليهوديه بل كان آخر ملوك سبأ فى القرن السادس الميلادى يهودياً هو ذو النواس كذلك فقد كان المهاجرون الحضارمه الذين عمروا الحبشه وأسسوا الأمبراطوريه الحبشيه يهوداً أصلاً ثم تحولوا مبكرا إلى القبطيه غير أن ظهور الأسلام صفى اليهوديه تماما فى الجزيره العربيه نفسها فيما عدا اليمن حيث ظل اليهود فيها
إلى هنا تنتهى حلقتنا اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله وأصول
يهود المغرب
جنرال بهاء الشامى
تسلم اجنرال
ردحذفمقال دسم جدا
المزيد بسرعة لو سمحت يا كبير
ردحذفسلمت يُمناك
ردحذفممتاز
ردحذفشكرا جزيلا 👌🌺🌺
ردحذفسلمت يمينك يا افندم
ردحذف