عوده بلقاء وشوق يجمعنا لنستكمل معاً
وبكم تحليلات حرب الوكاله وهذه السلسله الخطيره من حيث المضمون والمحتوى التحليلى
أشكاليات الوكاله بالنسبه
للرعاه :
رغم أن المنفعه المتبادله هى محور إرتكاز رئيسى فى العلاقه بين
الوكلاء والرعاه فأن النظره إلى هذه المنفعه قد تشهد بعض التغيرات مع مرور الوقت
على نحو ينعكس على مثل هذه العلاقات فى هذا الأطار يمكن الأشاره إلى عدد من الأشكاليات
التى تطرحها محددات هذه العلاقات كالأتى :
رقم 1 : السريه حيث أن علاقة الرعاه بالوكلاء نادرا ماتكون رسميه ومعلنه أذ تتشكل من خلال أتفاقيات سريه قد تؤدى إلى تورط الرعاه فى فضائح عندما ينجرف مسار العلاقات ولايحقق للرعاه غايتهم من العلاقه كما حدث فى مسأله إيران _ كونترا التى دفعت المسئولين الأمريكيين إلى الكذب لتجنب المسئوليه القانونيه وتتشكل فضيحة إيران _ كونترا من 3 أجزاء متصله ببعضها أذ باعت إدارة الرئيس رونالد ريجان أسلحه إلى إيران التى كانت فى أشد الحاجه إليها فى الحرب التى كانت تخوضها ضد العراق مقابل أستخدام نفوذها لأطلاق سراح مواطنين أمريكيين خطفوا وأخذوا رهائن فى لبنان من قبل ميليشيات شيعيه مواليه لإيران أما إدارة ريجان التى زودت طهران بالأسلحه فقد طالبت الإيرانيين بأسعار مرتفعه وحولت المبالغ الفائضه إلى قوات الكونترا التى كانت تحارب حكومة حركة ساندينيستا اليساريه الحاكمه فى نيكاراجوا
رقم 2 : قصور المعلومات بسبب تلقى معلومات مغلوطه أو نتيجة إخفاء معلومات مما يؤدى إلى فشل الرعاه فى فهم قدرات الوكيل أو أغراضه الأمر الذى ينتج عنه ما وصفه البعض بتراخى الوكيل مما يولد أزمات حاده للرعاه تزيد من حجم تكلفة الخسائر التى يتعرضون لها فعلى سبيل المثال أستغرقت وكالة المخابرات الأمريكيه عدة أشهر فى تدريب المنفيين الكوبيين فى جنوب ولاية فلوريدا وقواعد سريه فى جواتيمالا لإعدادهم لغزو بلادهم وفى الخامس عشر من أبريل 1961 هاجمت قاذفات قنابل أمريكيه من طراز مطارات تقع خارج هافانا وفى سانتياجو وقد بدأ الإنزال البحرى عقب القصف لنحو 1400 من المسلحين لكن العمليه كانت عباره عن فوضى منذ بدايتها أذ اختلطت الأوامر وتاه المسلحون فى المستنقعات الواقعه على طول الساحل وتولى فيدل كاسترو قيادة القوات المسلحه الكوبيه بنفسه وفى اللحظه التى فضح فيها التورط الأمريكى فى الهجوم رفض الرئيس جون كيندى توفير دعم جوى للمسلحين وتمكنت القوات الكوبيه فى خليج الخنازير من ردع المهاجمين وقتل العديد منهم وأعتقال نحو 1000 شخص وبعد ذلك بعام واحد وافق كاسترو على نشر صواريخ روسيه نوويه فى بلاده فى مواجهة سواحل الولايات المتحده فى أكتوبر 1962 أكتشفت طائرات التجسس الأمريكيه منصات الصواريخ السوفيتيه ليشهد العالم ماعرف بأزمة الصواريخ الكوبيه التى كادت تؤدى إلى حرب نوويه إلا أن الأزمه أنتهت بعد توصل الولايات المتحده والأتحاد السوفيتى إلى تسويه تم بموجبها سحب الأتحاد السوفيتى صواريخه مقابل تعهد أمريكى بعدم غزو كوبا وسحب صواريخها التى أنزلتها هناك وشكلت الأزمه درساً للولايات المتحده بشأن بقاء وكلاء سوفيت فى فنائها الخلفى
رقم 3 : تعدد الرعاه وينطوى على خليط من المصالح
المتداخله والمتعارضه التى يسعى اليها أطراف العلاقه مما يولد مشكلات متشابكه بين
الرعاه من جهه والوكيل من جهه أخرى الذى يسعى بدوره إلى تعظيم حجم مكاسبه من جميع
الأطراف على نحو قد يحوله إلى قوه مستقله فى مرحله متطوره من الأحداث فعلى سبيل
المثال أشتركت الكثير من الدول الغربيه مع قوى أقليميه أخرى فى دعم الجيش السورى
الحر كقوى معارضه لنظام بشار الأسد فى سوريا غير أنها لم تشترك فى الأهداف الأستراتيجيه
الكامنه وراء ذلك الدعم الأمر الذى أسهم فى وجود مزيد من الأنقسامات داخل صفوف ذلك
الجيش حيث كان يتلقى الدعم الذى يحفظ بقاءه من هؤلاء الرعاه وقد نتج عن ذلك بمرور
الوقت أنفصال عدد من الجماعات رسميا عن الجيش السورى الحر لتكوين جماعات أخرى مثل
جيش التحرير السورى والجيش الوطنى والحركه البديله ألخ ألخ ألخ
رقم 4 : تحديد أولوية المصالح التى تعكسها الرؤيه الأستراتيجيه للرعاه ووفقا لها قد يتحول الرعاه من وكيل لآخر بحسب المصلحه فعلى سبيل المثال تدور أستراتيجية الولايات المتحده الأمريكيه فى اليمن حول توظيف التناقضات المذهبيه بين الحركه الحوثيه الشيعيه والتنظيمات السنيه مثل الأخوان المسلمين والسلفيين وتنظيم القاعده فى صراعات عده بهدف تأسيس قدر من توازن الضعف المذهبى / الطائفى الذى يغذى صراعات تعفى واشنطن من تكلفة مواجهة تلك الأطراف لذا نجدها فى مرحلة ما عمدت إلى توظيف جماعة الحوثى المسلحه لتحقيق هدفين فى الوقت ذاته الأول هو القضاء على الجناحين العسكرى والقبلى لجماعة الأخوان المسلمين (( حزب الأصلاح ذو التوجهات السنيه )) بحسبانه يمثل وفقا للرؤيه الأمريكيه حاضنه سياسيه وأجتماعيه لعناصر تنظيم القاعده والأخر هو إعادة تشكيل الخريطه السياسيه اليمنيه وفق معادله جديده للقوه تتضمن أضعاف التحالف القبلى العسكرى الدينى الذى هيمن على الحياه السياسيه فى اليمن لعقود عده غير أن الموقف الأمريكى تجاه الحوثيين تغير بعد محاولاتهم التمدد نحو الجنوب حيث أدانت واشنطن العمليات العسكريه للحوثيين ضد الحكومه اليمنيه وأقرت الدعم اللوجيستى والأستخباراتى لعملية الحزم التى قادتها السعوديه ضد الحوثيين وهو مايفسر بأنتهاء مصلحة الولايات المتحده من الحوثيين بعد تمكنهم من أضعاف نفوذ الأخوان المسلمين فى مؤسسات الدوله المدنيه والعسكريه وتحولهم إلى خطر يسعون من خلال وكلاء أخرين إلى عدم تمكينهم من السيطره على مضيق باب المندب وتهديد الملاحه الدوليه حيث أصبح النظر أليهم بحسبانهم إمتداداً للنفوذ الإيرانى
هنا يمكن القول أن ظاهرة الوكاله وأن كانت قديمة النشأه فأن
تطور وتشابك العلاقات بين الفاعلين الدوليين كان له أثره فى مثل هذه العلاقات التى
أضحت تتأثر بصور مختلفه من القوه الذكيه التى تجمع مابين القوه الصلده والقوه الناعمه
ولاتقتصر على الدول الضعيفه أو الفاشله حيث تشهد التفاعلات الدوليه دولاً غنيه
ترتضى أنظمتها القيام بدور الوكيل لقوى دوليه أخرى مثل قطر كما قد تستعين بعض
القوى بوكالة تنظيمات إرهابيه كانت تحاربها فى لحظات تاريخيه أخرى مثل حالتى إيران
وحركة طالبان كذلك يمكن النظر إلى ظاهرة الذئاب المنفرده من منظور علاقات الوكاله
فهؤلاء الأفراد ليس لديهم مصالح أو غايات محدده فيما يقومون به من أعمال أنتحاريه لكنهم
وقعوا تحت تأثير رعاه لهم أهداف يسعون من خلالهم إلى تحقيقها وأضحت التكنولوجيا
الحديثه وما تطرحه شبكه الأنترنت مسرحاً آخر معقدا لتتبع مثل هذه العلاقات خاصه فى
ظل عصر لايزال حذرا أزاء مخاطر الأنزلاق إلى المواجهه المباشره التى قد تدفع إلى
حرب شامله لايمكن التنبؤ بأحتمالات نتائجها
إلى هنا تنتهى حلقتنا وهذه السلسله من الحلقات على وعد بلقاء
فى سلاسل أخرى كان معنا ومعك من خلال هذه الحلقات فريق مصر أم الكون وناشر الفريق
الرسمى
أكسجين الفيسبوك
جنرال بهاء الشامى
تسلم ايدك و دماغك يا كبير
ردحذفتسلم ويسلم فريق مصر ام الكون
ردحذفسلمت يمينك يا افندم
ردحذفتسلم ايدك وعقلك
ردحذف