أنا أبن مصر أنت أبن مين ؟؟؟ رقم 10 والأخيره

أنتهت حلقتنا السابقه ونحن نخوض فى تحليل الأثار الأجتماعيه والأقتصاديه للهجرات المغوليه واليوم نستكمل ماتوقفنا عنده

أيضا من الآثار الأجتماعيه والأقتصاديه فى نفس الوقت والتى نجمت عن تأثر النظم المملوكيه بما هو معروف عند المغول أو بسبب قدومهم إلى مصر ماعرف فى العصر المملوكى بأسم الروك والذى قصد به فى ذلك العصر ضبط الأقطاعات وعدم إستمرار بعض الإقطاعات فى أيدى الوارثين وإعادة توزيع الآراضى بين السلطان وأرباب الأقطاع إذ جرى العرف عند المغول على أساس أن الزعامه سياده على القوم لا أمتلاك الأراضى ويتولى شيخ القبيله توزيع المراعى أو الأراضى بين بطونها وفقا للعرف والتقاليد ولقد نقل المغول هذا النظام إلى الجهات التى خضعت لهم أو البلدان التى توافدوا عليها مثل مصر والشام وعلى هذا الأساس فهم يرون أن من حصل على إقطاعات فأنما حصل عليها بمحض رغبة السلطان ولا يترتب عليها حقوق والسلطان له مطلق الحريه فى الإبقاء على الأقطاع فى صاحبه أو نزعه منه وهذه الظاهره كانت واضحه تمام الوضوح طوال العصر المملوكى فعندما يغضب السلطان على أمير أو يقبض عليه أو حتى ينقله من وظيفه إلى أخرى فأنه كان يحل محله شخصاً آخر فى أقطاعه وينعم بإقطاع هذا الأخير على شخص ثالث وهكذا كما أنها تتضح أشد الوضوح فيما حدث فى عصر الناصر محمد بن قلاوون على وجه الخصوص وفى سلطنته الثالثه حيث كان يتتبع كبار الأمراء لكسر شوكتهم الواحد تلو الأخر سواء بالتخلص منهم أو سجنهم سواء فى القلعه أم فى الأسكندريه وأخذ يحل مماليكه فى المناصب التى كان يتولاها هؤلاء الأمراء وفى أقطاعاتهم حيث أقر السلطان فى يوم واحد 46 أميراً منهم طلبخاناه 29 وشقوا القاهره بالشرابيش والخلع

لقد عبر الناصر محمد عن سياسته هذه والتى أستقاها من المغول سواء من أمه أو أخواله فى مصر خير تعبير عندما أمر بالقبض على الأمير أسندمر كرجى والذى بعث يسأل السلطان عن ذنبه فأعاد جوابه مالك ذنب إلا أنك قلت لى لما ودعتك عند سفرك أوصيك ياخوند لاتبقى فى دولتك كبشاً كبيراً وأنشئ مماليكك ولم يبقى عندى كبش كبير غيرك ولكى يحل السلطان مماليكه محل هؤلاء الأمراء فقد شرع فى عمل الروك بأرض مصر وسبب ذلك أن أصحاب بيبرس الجاشنكير وجماعه من البرجيه كان خبز (( مرتب )) الواحد منهم مابين 1000 مثقال فى السنه إلى 300 مثقال فأخذ السلطان أخبازهم وخشى الفتنه وقرر مع فخر الدين محمد بن فضل الله ناظر الجيش روك البلاد وأخرج الأمراء إلى الأعمال  

ننتهى عند هذا الحد من السرد وكل ما قصدناه توضيحه للقراء هو بداية دخول الأتراك مصر وأختلاط جنسهم مع المصريين وأثر عاداتهم التى مازالت بيننا إلى اليوم وبعد فترة المماليك تأتى فترة الأحتلال العثمانى وهم تاريخهم معروف لدى العامه وما فعلوه بالمصريين فكل ما يهمنا هو البدايه لأن النهايات تحددها البدايات كما قال معالى اللواء عمر سليمان ومن هذا العرض السريع يتضح لنا أعداد الهجرات المغوليه التى جاءت إلى مصر وأثر أبناء العناصر المغوليه المختلفه فى مجال الحياه الثقافيه والأجتماعيه فى العصر المملوكى 

نذكر بعض المصادر لمن أراد أن يعرف أكثر عن الأتراك المتمصرين :

 كتاب صلات بين العرب والفرس والترك للدكتور حسين مجيب المصرى

كتاب بحوث فى التاريخ الإجتماعى من العصر المملوكى لعلى السيد على

كتاب إدريس أفندى فى مصر لبريس دافين

كتاب مذكرات رحاله عن المصريين للرحاله جون أنتيس

كتاب مصر الحديثه للورد كرومر

غيرها من المصادر التى لجأنا لها لتوضيح ماكنا نصبوا له

 وأخيراً نسأل أن نكون قد وفقنا فيما قصدنا إليه والله نعم العون والموفق فقد سعدنا بمتابعتكم ونلاقكم ونتشرف بمتابعتكم مع أقوى سلسلة حلقات لفريق أم الكون

(( معبد الشيطان وكهنوت المعبد ))

            جنرال بهاء الشامى