بأمر الله وبعونكم نعود لنستكمل مع حضراتكم ماتوقفنا عنده
الحلقه السابقه وكنا قد توقفنا وأياكم عند وقوع الأختيار على عز الدين أيبك ليكون
زوجاً لشجرة الدر
تلقب بالملك المعز وبعد وفاة صلاح الدين بـ 50 عاماً أنتقلت
مقاليد الأمور إلى أيدى المماليك فأراد هؤلاء أن يبرروا إستيلاءهم على السلطه بأنهم
أوصياء على أميرين أيوبيين صغيرين وما مر زمان طويل حتى أعلنوا شرعية حكمهم ولما
تملك بيبيرس وهو الرابع من سلاطين المماليك كان من سياسته أن يصل العلاقه بينه
وبين العباسيين بعد إنقطاعها وأراد أن يعيد إلى الخلافه العباسيه مكانتها بعد أن
قوض هولاكو دعائمها غير أن غرضه كان سياسيا بحتا لأنه أراد بذلك أن يضمن عدم قيام
الشيعه لإرجاع الدوله الفاطميه وأن يجعل حكمه فى مصر حكماً شرعياً وبذلك يأمن جانب
المماليك من حاسديه ومنافسيه
دعى إلى مصر أحد العباسيين الذين نجوا من سيف المغول وخرج لإستقباله
وبايعه بالخلافه ثم خرج به إلى بغداد قد تكون خطراً على إستقلال مصر فسرعان ما أثنى
بيبرس عن عزمه ونقض رأيه وترك الخليفه فى الصحراء مع جماعه من العرب والأتراك
الذين أنفضوا من حوله وتركوه فى الصحراء ليموت أسوء ميته ثم رأى بيبرس أن يصلح موقفه فولى عباسياً آخر
الخلافه فى مصر غير أنه أتخذ الحيطه لنفسه فجعله فى القلعه سجيناً وظل الخلفاء طول
حكم المماليك ليس لهم من الخلافه إلا أسمها فكان الخليفه فرداً فى حاشية السلطان
المملوكى لايعترف له بسلطه سوى السلطه الدينيه
تلك هى الصلات بين المماليك الأتراك جنوداً وحكاماً وبين العرب
فى مصر والخلفاء العرب فى بغداد وهذا موقف دولتهم فى مصر من دولة العباسيين فنستنتج
من ذلك أن جنودهم خصوصاً قد عنفوا بالشعب وتعالوا عليه أما حكامهم فماينوا الخلفاء
العباسيين تاره وخاشنونهم تاره أخرى
هؤلاء هم المماليك الأتراك المعروفون بالمماليك البحريه أما
المماليك الجراكسه أو البرجيه فنتبين فى مصر حالهم مع أهلها ولكن بعد توطئه تجلوا
الغامض وتميط اللثام عن حقيقة الحال وسنعتبرهم من الأتراك مع شئ من التجاوز ولن
يكون حكمنا خاطئاً على إطلاقه لأكثر من سببين فمن المعروف أن الجراكسه من أهل
القوقاز وهم يغايرون الأتراك فى الجنس غير أن الباحثين اللغويين يذهبون إلى أن
لغات القوقاز تنتسب إلى بيئه جغرافيه ليس إلا بمعنى أن سكان تلك المنطقه لاترجع
لغاتهم إلى أصل واحد فكأنهم من أجناس مختلفه ومن المحتمل أن يكون القوقاز منتمين
لعدة شعوب والت إليه على مصر العصور وهذه الحقيقه لاتنفى وجود عناصر تركيه بين
الجراكسه ولما أمتلأت أسواق الرقيق فى مصر بالجراكسه أختارهم السلطان قلاوون ليشكل
عنصراً جديداً من أتباعه ومما بعثه على ذلك فى الظن الأغلب أن ثمن المملوك الجركسى
كان أقل من ثمن المملوك التركى وكثر عدد مماليك قلاوون فى أواخر حكمه 3700 مملوك
غير أن أسم الجركسى لم يطلق على المماليك البرجيه إلا بعد عدة أعوام كما أشتد
التنافس بين المماليك الجراكسه والمماليك الأتراك وأفضى إلى النزاع والتخاصم والقتال
والتلاحم وقد مال كبار الأمراء الترك إلى إقتناء المماليك مما أدى إلى ورود كثير
من المماليك على إختلاف أجناسهم بما فى ذلك الجراكسه فكان إقتناء المماليك من جهه أخرى
لم يكن دائما على أساس عنصرى
يعتبر إبن إلياس قنصوه الغورى الـ 46 من ملوك الأتراك وأولادهم فى الديار المصريه
والعشرين من ملوك الجراكسه وأولادهم فى العدد وهو بذلك يعمم ثم يخصص ويذكر أسم
الجنس ويفصل معناه ويحدده ونحن لاننسى الطرافه فى تفسير من فسروا أسم الجراكسه
ونسبوهم إلى أصلهم ففى رأى الشخصى أنهم ينتسبون إلى الملك إينال وهذا الملك من أسيا
الصغرى وبعد وفاته أصبح أبناؤه الـ 4 رؤساء لأربع أسر حاكمه ولذلك سموا جاركس
بمعنى 4 رجال فى الفارسيه كما قيل أن الجراكسه والألبانيين والأكراد ينحدرون من
نسل 3 أخوه كانوا أمراء فى بلاد العرب ومن الجراكسه من يسمون (( أبازه )) وقد مضوا
إلى بلاد الأتراك ونشبت الحروب بينهم وبين الأتراك ثم مضوا إلى بلاد الفرس وهاجروا
ليستقروا فى بلاد كثيره غير معلومه
هذا يبرر مانذهب إليه من أعتبارنا المماليك فى عصرهم المعروف
بمصر المماليك الجراكسه من الأتراك لأن الترك كانوا من زمرتهم وعدادهم ولو قيل أن
فى هذا شيئاً من التجاوز فهو تجاوز لابأس به ولايتنافى مع الحقيقه فى كثير فقد كان
أهل مصر يمقتون المماليك مقتاً شديداً لأنهم وهم من العرب لايولون مثل هؤلاء الأجانب
ثقتهم ولا يتفاهمون معهم وكلما جرى على ألسنة المماليك كلام بالعربيه وكانوا أهل
عصبيه ينقسمون شيعاً وأحزابا تلتقى كل جماعه حول قائد وتنتسب إليه متعصبه له على
غيره كما كانوا يتكاتفون لمجابهة الشعب العربى وما أصهروا إلى العرب إلا فى الندوه
وكانوا من ذوى البسطه فى الرزق لان رواتبهم سخيه ولهم الضياع الواسعه والأرزاق
الجاريه وقد أبطرتهم النعمه فسعفوا الناس عسفاً شديداً وأبتزوا الأموال من
الفلاحين الكادحين ظلماً بضربهم ضرباً موجعاً وما كان يسمح لعربى أن يحمل سلاحاً
ولا أن يركب فرساً أو بغلاً أمام أحد من المماليك (( توارث هذه العاده السيئه
الأقطاع أيام حكم أولاد محمد على حتى الملك فاروق الأول )) وقد قال أحد الرحاله فى
القرن الـ 16 أن العرب يعايشون المماليك كما يعايش الحمل الذئب وما كان على
المملوك بأس ولا ملام إذا ماقتل عربياً أما إذا تجرأ العربى على الدفاع عن نفسه أمام
المملوك فكانت تفقأ عينه أو يضرب أن لم يقتل
كان على العربى أن يتخلى عن الطريق للمملوك ويحييه بكل إجلال
وكانه إلاهه وإلا تعرض منه للضرب المبرح وما أستطاع أب أن يرفع العذاب عن أبنه إذا
أوقعه المملوك تحت طائلة العقاب
نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله بعد أن
تحصل الحلقه على 50 مشاركه لكى يعرف المصريين أصولهم وأصل الأتراك بعد أن رأينا
وقرأنا وسمعنا من مصريين تعاطفاً مع هؤلاء الأوغاد التركيين
جنرال بهاء الشامى
سلمت يداك وشفاك الله وعافاك يا جنرال
ردحذفرائع
ردحذفالله يفتح عليك استاذنا
ردحذفسلمت يداك مارشال
ردحذفسلمت يمينك يا افندم
ردحذفللأتراك تاريخ من العداء لكل ما هو عربي عموماً ومصري خصوصاً ولازم الإعلام والميديا يشرحوا التاريخ للناس عشان ننتضر في معركة الوعي
ردحذفملخص القول ان حقد الروم والفرس على العرب لهدم امبراطوريتهم واظهرو الاسلتم تقيه من قوه العرب ومذهب العثمنليه ماتوريدى ولايتبعون الائمه الاربعه فقهة او عقيده وهذا يفسر ترخيص بيوت الدعاره والسماح والاعتراف بالمثليه الجنسيه لاتباعهم مذهب وحده الوجود
ردحذف