كنا قد توقفنا فى حلقتنا السابقه عند التحليل الرقمى للهجرات
المغوليه وبعض من سلوكياتهم واليوم موعدنا مع تـثير هذه الهجرات على الحياه
الثقافيه المصريه
قبل السرد نود أن نهيب كارهى القراءه أن يبتعدوا تماما عن
المناقشات السياسيه والتاريخيه لأنها تحتاج لزخيره معلوماتيه وتاريخيه نتيجة
ممارسة الثقافه وليكتفوا فقط بالطعام والشراب حيث تعتبر القراءه الغذاء الروحى
للكائنات المثقفه ونعود للغوص فى بحور التاريخ لنتعرف على مانوهنا له سابقاً
أحبائنا المتابعين
لعبت العناصر المغوليه التى جاءت إلى مصر دورا مهما وبارزاً فى الحياه الثقافيه بشتى جوانبها المختلفه وتأثروا بما شهدته البلاد من إزدهار ثقافى فى ذلك العصر ولعل أول مايشد أنتباه الباحثين هو حرصهم الشديد على المساهمه فى شتى نواحى الحياه الثقافيه وتشييد كثير من المنشآت الثقافيه التى تحمل أسماءهم والتى خصصوا لها الكثير من الأوقاف حتى تؤدى رسالتها على خير وجه ولم يكن هذا الحرص قاصراً على الرجال منهم بل شاركهم فيه كثير من النساء كذلك وفى تصورنا أن منبع هذا الحرص لم يكن إعتناقهم الأسلام فحسب بل والعمل على أن ينسى لهما معاصروهم ماضيهم المرير عندما خرج آباؤهم من مواطنهم الأولى ودمروا مراكز الحضاره الأسلاميه الأولى التى دانت لهم بالخضوع كما أنهم كانوا مجروحين بسبب ما أقترفوه هم وأباؤهم من ضرر القسوه البالغه التى أدت إلى إنقراض دول وذهاب عروش وقتل آلاف عديده من السكان وتخريب المدن وكان عليهم أن يصلحوا ما أفسدوه هم وأسلافهم فضلاً عن أنهم أدركوا أن مركز الدراسات الأنسانيه كان قد أنتقل إلى مصر بعد سقوط بغداد فأقبلوا يساهمون بنصيبهم فى إنهاض الحضاره الأسلاميه فى شتى مظاهرها فآثارهم المعماريه والتى ظلت قائمه طوال العصر المملوكى تعتبر فى الواقع من أهم الشواهد الحيه على مدى إسهاماتهم فى هذا المجال
لقد تنوعت المؤسسات الثقافيه التى بنوها ما بين كتاتيب الأطفال
والمدارس أو الكليات الجامعيه بمصطلح عصرنا
الحديث وبيوت للصوفيه من زوايا وربط وخنقاوات وجوامع وغيرها من الأماكن
التى تعقد فيها حلقات التدريس وقد وجدت هذه المؤسسات التعليميه فى الأوقاف التى
حبسوها عليها خير دعامه تشد أزرها وتمكنها من البقاء والأستمرار فى أداء رسالتها
على الدوام أو بمعنى آخر فأن حياة كل من الكتاتيب والمدرسه والزاويه والمسجد لم
تكن رهنا بحياة مؤسسها حيث كان يوقف عليها من الأوقاف مايضمن به لها الأستمرار فى
أداء رسالتها عقب وفاته وهذه الأوقاف قد تكون أرضاً زراعيه أو عقارات أو حوانيت فى
الأسواق أو حمامات أو رباع تدر دخلاً ثابتاً ينفق منه على صيانتها ودفع مرتبات
العلماء وطلبة العلم والصوفيه والقوم من مؤذنين وخدام وبوابين وفراشين وغيرهم
بالأضافه إلى ما كان ينفق من ريع هذه الأوقاف فى سبيل التوسعه عليهم فى شهور رجب
وشعبان ورمضان من كل عام
إذا تبقى بعد ذلك شئ فأنه كان على الناظر على هذه الأوقاف أن
يصرفه فى وجوه البر والقربات والأجر والمثوبات ثم الفقراء والمساكين أينما كانوا
وحيثما وجدوا وتأتى المدارس فى مقدمة المؤسسات التعليميه التى قاموا بتشييدها فى
مصر فى ذلك العصر والتى واكبت إزدهار النشاط الفكرى وتنوعه عند المسلمين وأستوعبت
العلوم و الدراسات المتعدده وعاش فى جنباتها العلماء وطلاب العلم عيشه هادئه
مستقره مكنتهم جميعا من مواصلة رسالتهم فى إنتظام وغدت بمثابة جامعات بالمعنى
الحديث الذى نعرفه سواء من ناحية تنوع الدراسات التخصصيه ورقى مستواها وقدرتها على
إستيعاب طلاب العلم الوافدين إليها فضلا عن إنها تميزت غالباً بمساكن لطلاب العلم
والمدرسين وغالبا ما كان يلحق بها سبيل للشرب يعلوه مكتب (( كتاب )) لتعليم
الأطفال بالأضافه إلى وجود مرافق لخدمة النازلين بها
يرجى التركيز فيما هو آتى ركز للأهميه ضرورى ستجد
بعد أن استقروا فى البلد أبتدوا يغزو الشعب بثقافتهم واحده واحده نفس نهج
السوريين فى موضوع محلات الأكل والشاورما وبيظهروا ليهم حاجات جديده وبين السطور
ستجد موضوع المصالحه بتاع الأخوان المستخولين أنهم نادمين على مافعلوه كبارهم من
تدمير البلاد وإزالة عروش وبيحاولوا يصلحوا أخطاء كبارهم هو هو نفس نهج الخرفان
وبيسيطروا بملف التعليم والمدارس الخاصه والجمعيات التى لها موظفين وبيقبضوا
مرتبات وعموله لأمد طويل مش وقتها وبس موضوع خطير لو وصلك اللى محتاج أوصله
لحضراتكم سيجيب على كل الأسئله وربما الجهات الأمنيه تاخد بالها أكتر من موضوع
المدارس والجمعيات لأن الطلاب والمدرسين بيجدوا فيها الأمان أكثر وهذا هو الغزو
الثقافى بعد مانخلصه سندخل عاى الأجتماعى وده اللى فيه اللواط وأزاى أدخلوه فى
المجتمع المصرى وتابع معى الفقرات القادمه من فضلك بتركيز
نعود للسرد ومن هذه المدارس تلك
المدرسه التى شيدها الأمير شمس الدين الفارقانى 677 هـ أحد كبار الأمراء أيام
السلطان الظاهر بيبرس بناها بالقرب من داره داخل باب سعاده بالقاهره فيقول عنها
المقريزى هذه المدرسه بابها شارع فى سويقه حاره الوزيريه من القاهره فتحت يوم
الأثنين الرابع من جمادى الأول سنه 676 وبها دُرس للطائفه الشافعيه ودُرس للطائفه
الحنفيه أنشأها الأمير شمس الدين الفارقانى السلاحدار والمدرسه الحساميه والتى بخط
المسطاح من القاهره قريب من حاره الوزيريه نسبه إلى الأمير حسام الدين طرنطاى
المنصورى 689 نائب السلطنه بديار مصر بناها إلى جوار داره وجعلها برسم الفقهاء
الشافعيه وفى منتصف القرن التاسع الهجرى الخامس عشر الميلادى كانت موجوده فى
مواجهة سوق الرقيق والمدرسه الأقبغاويه بجوار الجامع الأزهر على يسار من يدخل إليه
من بابه الكبير البحرى وفى عصر المقريزى أصبحت داخل الجامع على اليسار حيث المكتبه
بناها الأمير علاء الدين أقبغا بن عبدالله من عبدالواحد الناصر 744 أحد مماليك
السلطان الناصر محمد بن قلاوون وأخو زوجته خوندطغاى قرر فيها درساً للشافعيه
ودرساً للحنفيه وجعل فيها عدد من الصوفيه ولهم شيخ وقرر بها طائفه من القراء
لقراءة القرآن الكريم بشباكها وجعل لها أماماً راتبا ومؤذنا وفراشين ومباشرين وجعل
الناظر عليها القاضى الشافعى بديار مصر وركن عليها حوانيت خارج باب زويله بخط تحت
الربع وقريه بالوجه القبلى والمدرسه الداواداريه التى بناها الأمير ركن الدين
بيبرس بن عبدالله المنصورى صاحب التاريخ وعلى وجوه البر المختلفه ورتب فيها درسا
للحنفيه ووقف على ذلك داره التى بحارة بهاء الدين
إدارة
بعد ذكر مجال التعليم نذكر مجال اللهو فى العصر المملوكى فقد
شهد المجتمع المصرى بوجه عام ومجتمع القاهره بوجه خاص إزدهار فنون الطرب والغناء
وصنوف اللهو نتيجه للرواج الأقتصادى الذى عم البلاد معظم ذلك العصر من جراء مرور
تجارة الشرق الأقصى بها حيث أنعكست أثاره الواضحه فى إقبال الناس حكاماً ومحكومين
على هذه الفنون والملاهى ومتع الحياه ولذاتها ولم يدخر سلاطين وأمراء المماليك
بصفتهم الطبقه الحاكمه وسعاً فى الأقبال على المطربين والمطربات والعازفين
والعازفات وتشييد المغنيات (( الملاهى الغنائيه أو الكباريهات )) وهى قاعات خصصت
لسماع الغناء والطرب والأستمتاع بمشاهدة الرقص وسماع الموسيقى كما كثرت الإشاره فى
المصادر المعاصره إلى ورود أعداد من الجوارى الجنكيات من بلاد مغول إيران كهدايا
لسلاطين المماليك فى مصر أى الجوارى التى يجيدن العزف على الجنك (( آله وتريه تشبه العود ))
مما لاشك فيه أن الجوارى الجنكيات لقين قبولا لدى الناس من
حكام ومحكومين فلعبن بقلوب الناس عزفاً وجمالاً وبذلك أطلقن ألسنة الشعراء يقولون
فيهن مايعن لهم من خواطر يلهبها ذلك الأحساس بالجمال وحلاوة وبراعة الأداء إلى
الأكثار من الشعر الغنائى والحديث عن الغناء والمغنيين وعن الطرب كما أن هؤلاء
الجوارى وغيرهن من بنات العناصر المغوليه أستأثرن بالحظوه وذلك لبراعة الكثيرات
منهن فى العزف على الآلات المختلفه نرى ذلك بوضوح فيما نقراءه من شعر هذا العصر
كما أن الباحث فى الأدب المملوكى فى ذلك العصر سوف يجد حشداً هائلا من شعر الغزل
والذى يعبر أصدق تعبير عن أثر هؤلاء الجوارى فى الحياه الأدبيه بل وذوق هذا العصر
ونظرته إلى الجمال وبعض ما طرأ على معايير هذا الجمال من تطور وتغيير.
ويرى احد الباحثين المحدثين ان نتيجه لكثره أعداد الجوارى فى المجتمع المصرى بوجه عام ومجتمع القاهره بوجه خاص فى ذلك العصر وماترتب على ذلك من تغييرات أجتماعيه وأدبيه أن أثمر ذلك العصر فناً جديداً لم تعرفه الثقافه العربيه والأسلاميه من قبل ألا وهو فن النقد الأجتماعى والدعوه إلى الإصلاح الدينى والأقتصادى وأن من حق المكتبه العربيه الإسلاميه أن تفخر بـ 3 كتب قيمه وفريده فى موضوعاتها وهى كتاب (( المدخل إلى الشرع الشريف على المذاهب )) للمؤلف أبن الحاج وكتاب (( إغاثة الأمه بكشف الغمه )) للمقريزى والكتاب الثالث هو (( معيد النعم ومبيد النقم )) للمؤلف تاج الدين السبكى
ويرى احد الباحثين المحدثين ان نتيجه لكثره أعداد الجوارى فى المجتمع المصرى بوجه عام ومجتمع القاهره بوجه خاص فى ذلك العصر وماترتب على ذلك من تغييرات أجتماعيه وأدبيه أن أثمر ذلك العصر فناً جديداً لم تعرفه الثقافه العربيه والأسلاميه من قبل ألا وهو فن النقد الأجتماعى والدعوه إلى الإصلاح الدينى والأقتصادى وأن من حق المكتبه العربيه الإسلاميه أن تفخر بـ 3 كتب قيمه وفريده فى موضوعاتها وهى كتاب (( المدخل إلى الشرع الشريف على المذاهب )) للمؤلف أبن الحاج وكتاب (( إغاثة الأمه بكشف الغمه )) للمقريزى والكتاب الثالث هو (( معيد النعم ومبيد النقم )) للمؤلف تاج الدين السبكى
هذه المؤلفات تكشف لنا عن المفارقات العجيبه فى حياة الناس
وتنتقد ماشاع فى أوساطهم من بدع وعادات رذيله وأخلاق دميمه وتوجه لهم النصح
والأرشاد وسهام النقد لكل مايخالف روح الشريعه وجوهر الأسلام وكذلك كان لأبناء
العناصر المغوليه بوجه عام وأبناء الأويراتيه منهم بوجه خاص أثرهم فى الأدب
المملوكى حيث عرف غلمانهم بالجمال حتى كان يقال لهم البدوره فيقال البدر فلان
والبدر فلان من شدة جمالهم والمعروف أنهم قدموا إلى مصر فى أوائل عصر السلطان
الظاهر بيبرس وأعتنقوا الدين الأسلامى وزاد عددهم زياده كبيره فى عهد الملك العادل
زين الدين كتبغا وأنزلوا بالحسينيه وقد بهر جمالهم كثيرا من الشعراء المعاصرين
وشاع وقتها الشعر المذكر وبدأنا رويدا رويدا نتقبل فكرة غزل الرجال تمهيدا للتوحل
فى اللواط
إلى هنا تنتهى حلقتنا اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله وأثر
الهجرات المنغوليه على الحياه الأجتماعيه
جنرال بهاء
الشامى
تسلم الايدي يافندم = رووووعة = اول مرة اقرا هذه المعلومات
ردحذفمجهود رائع حقا
ردحذف