السبت، 18 يناير 2020

الغباء العبقرى وراثه أم صفه مكتسبه ؟؟؟


من هو الشخص الغبى ؟؟؟ 

حسب رأى الفراهيدى هو (( من لا يدرى أنه لا يدرى )) تعريف دقيق صائب لكنه معرفى بحت صعب الفحص والقياس كما أتوقّع ويجدر الإشاره هنا للعباره الجميله العميقه الشهيره للمرجعى الكبير الذى ناهمن هو  الشض الثوره الفرنسيه بضراوه جوزيف دوميستر (( من لا يفهم يفهم أفضل ممن يفهم خطأً )) التى تفضل بجدارة الجاهل على الغبى


سيبولا له فى كتابه القوانين الجوهريه للغباء البشرى تعريف آخر أكثر عمليه على ماأعتقد ويلاحظ سيبولا أولا أن الإنسان حيوان إجتماعى (( يارب السلفيين مايهيجوا علينا )) يعيش متفاعلاً مع الآخرين فى شبكة علاقات دائمه يؤثر فيهم  ويتأثر بهم ويؤدى ذلك إلى منافع أو خسائر إقتصاديه أو نفسيه إو كسب أو ضياعٍ للطاقه أو الوقت
 يضع سيبولا فى كتابه  القوانين الجوهريه للغباء البشرى الإنسان فى أربع شرائح فهو مغفل أو قرصان أو ذكى أوغبى


إذا قاد تأثيرك على الآخر إلى منفعته (( أو منفعة مجموعه بشريه تتضمنه )) وإلى خسارتك فى نفس الوقت فأنت مغفل  
إذا قاد إلى منفعتك وخسارتهم فأنت قرصان
إذا قاد إلى منفعتكم معاً فأنت ذكى


إذا قاد إلى خسارتكم معاً فأنت غبى


يستخدمُ سيبولا في كتابه صبغةً أكاديميه ويضعك فى محور السينات (( حرف السين ))  ومن تتفاعل معه فى محور الصادات (( حرف الصاد ))  الذى يتعامد مع محور السينات على الورقه كصليب لتحتل الشرائح الأربع مواقع المربعات الأربعه التى تتقاسم الورقه


فى ضوء تكرار موقعك فى مربعات هذا الرسم البيانى إنطلاقاً من شبكة تفاعلاتك مع الآخرين فأنت إما مغفل أوقرصان أو ذكى أو غبى


ذكى يميل إلى القرصنه إذا أقتربت كثيراً من مربع القراصنه أو قرصان يميل إلى الغباء أوقرصان نظيف يعنى مقدار كسبك من تفاعلك مع الآخر يساوى تماماً مقدار خسارته ( في الحالات غير النظيفه يكون المكسب أقل أو أكثر من الخساره ) وهكذا دواليك وكدهووون


يهتم كتاب سيبولا بالشريحه الرابعه أساساً وهى شريحة الأغبياء فيضع خمسة قوانين جوهريه يتمحور حولها الكتاب تحدد طبيعة هذه الشريحه وتجلى خطورتها كونها أم كلِ بلاوى البشريه


يلاحظ سيبولا أولاً فى ضوء دراسه ميدانيه أو من وحى التجارب التاريخيه أن نسبة هذه الشريحه كبيره جداً وهائله
مثل معظم الباحثين الذين يرون اليوم أن لكلِ صفات الطبيعه الإنسانيه مرجعاً جينياً آت من التاريخ التطورى الداروينى للإنسان فيؤكد سيبولا أن الغباء إرث جينى فى الأساس
قد يصرخ البعض عند سماع ذلك ويتهم الدراسه بالنزعه النخبويه أو الفاشيه أو العنصريه لكن القانون الجوهرى الثانى فيها يمنع ذلك تماماً ويدعم وجهة النظر الجينيه أيضاً وهو يقول نسبة شريحة الأغبياء فى كل المجتمعات والطبقات والفئات الأجتماعيه ثابته أشبه بنسبة فصيلة الدم وأحتمال أن يكون الأنسان غبياً مستقل عن بقية خصائص وصفات طبيعته البشريه


مذهل جداً هذا القانون لأنه ينص كما أشارت دراسة سيبولا على أن نسبة الأغبياء متساويه فى كل الشعوب وفى كل الفئات الأجتماعيه عمالاً أو فلاحين أو أساتذة جامعات أو حائزين على جوائز نوبل كما لاحظَت دراسته


تنوه الدراسه بعد ذلك إلى غموض شريحة الأغبياء وصعوبة رصد إتجاهات سلوكهم ولا يمكن للعقلاء إستيعاب حياة الأغبياء والتناغم معها ويذكرنى ذلك بحكمه صينيه تقول « الأحمق من ينظر لأصبعك عندما تؤشر له بها نحو القمر » إذ يستطيع العاقل مثلاً إستيعاب وإدراك وأستشراف سلوك القرصان لأنه يخضع لآليه عقلانيه ولبرنامجٍ معروف مسبقاً يبحث عن الكسب الأنانى لكن لا يمكن التفسير العقلانى لما سيقوم به الغبى وتلافيه مسبقاً أو الدفاع عن النفس ضده أو الرد عليه لأنه لا يخضع غالباً لأحتمالات منطقيه أو لبرنامجٍ عقلانى أو كما نقول بلغتنا العاميه فشخوا المنطق


لعل مقولة آينشتاين «ثمة شيئان لا نهائيا الكبر الكونى والغباء الإنسانى لكنى لا أمتلك القناعه المطلقه فيما يتعلق بلا نهائية الكون » ومقولة تشارلز ديكنز « يستطيع المرء أن يواجه ما يريد إذا ما تسلح بالغباء والمقدره على الهضم » شديدتا التعبيريه فى هذا المضمار ولعل لذلك أيضاً كما لاحظت يلجأ بعض الماهرين من لاعبى الشطرنج عندما يلعبونه مع برنامج كمبيوتر يوشك على هزيمتهم بإرباكه فى لحظة ما والأنتصار عليه أحياناً بفضل أدائهم لنقله « غبيه » نسبياً وغير خطيره فى نفس الوقت لم يتوقّعها البرنامج أو المبرمج العقلانى جداً الذى يوجِه نقلات الكمبيوتر ويساعد ذلك أحياناً على تغيير مجرى المباراه بالفعل ويذكر أيضاً بقول تشيلر « ضد الغباء حتى الآلهه تحارب عبثاً »


تلاحظ الدراسات أن العقلاء بما فيهم الأذكياء والقراصنه يقللون دائما من تقدير دور الأغبياء ويتعاملون معهم براحة بال ولا يستطيعون الإدراك المسبق للخطوره الناجمه عن سلوكهم


ذلك خطأ فاحش لإن القانون الخامس الرئيسى فى دراسة سيبولا ينص على أن الغبى أشد خطوره من القرصان هو (( أى الغبى )) أخطر الشرائح الأربع دون منازع
إذا كان أفراد المجتمع كلّهم قراصنه  « نظيفين » مثلاً لما هدِرت ثرواته يعنى لكان العالم بدون خسائر لأن نفس خسارة هذا الفرد مكسب لذاك  لكن الخسائر الناجمه عن سلوك الأغبياء لا سيما إذا كانوا فى قيادة الحكم والجيش لا يمكن تقديرها مسبقاً ولا حد لفداحتها غالباً كما هو الحال فى الأحمق أبن تنزيله ناهيك عن أن الأغبياء تمكنوا دوماً طوال التاريخ من إحتلال مواقع قياديه فى رأس السلطات والجيوش مما سبب محنات وكوارث للبشريه


الأغبياء هم أيضاً دائماً الأكثر ثقه بِصوابهم وبأنفسهم وتؤكد ذلك تجربه قام بها باحثان أمريكيان بعد موت سيبولا تتلخص فى توجيه قائمة محدده من الأسئله كأمتحان فى مجال ما لِشرائح مختلفه من الناس


نتيجة التجربه « من لا يدرون أنهم لا يدرون » كما يقول الباحثان بالحرف الواحد ليسوا فقط أسوأ من يجيب على هذه الأسئله لكنهم أيضاً أكثر من يعتقد قبل رؤية نتائج الأمتحان أن إجاباتهم فقط الصائبه فى حين أن تقدير الأذكياء  الذاتى لصحة إجاباتهم قبل رؤية النتائج أقل ثقه بالصواب


خلاصة القول فى ضوء القانون الخامس لسيبولا ليس ثمة ما هو أهم من الحذر من الأغبياء هو عرقلةُ وصولهم إلى السلطه وأتخاذ القرار وتقليص تأثيرِهم على حياة الشعوب قضيه مصيريه ذات أهميه حاسمه مفصليه


ما يميز الدول المتطوِره عن الدول المتخلفه ليس قلة نسبة الأغبياء فيها بالمقارنه بالثانيه (( النسبه ثابته واحده فى الأثنتين )) لكن كون نسبتهم  فى الدوائر الفاعله والمؤثره والحاكمه فيها أقل من الثانيه بكثير


ففى الدول المتخلفه والمتدهوره تتزايد نسبتهم فى السلطه بشكل ملحوظ بجانب نسبه فصيله فتاكه جداً « القراصنه ذوى  الميول الغبيه » الذين يتكاثرون هناك بشكل خاص كما لاحظت الدراسه أيضاً حيث تلعب الإنقلابات العسكريه والتوريث العرقى والدين دوراً خاصّاً فى تنمية ذلك كما لعبت نفس الدور فى الدول المتقدمه قبل نهوضها عقب الثوره الصناعيه


تتناغم هذه النتيجه كثيراً مع مقولة الفراهيدى شديدة العمق والروعه لا سيما كلمته الأخيره « فأحذروه » التى تلخص كل دراسة سيبولا (( الممتعه جداً قبل كونها مفيده جداً ))
لا يعفى هذا الكتاب سيبولا من أحتمال إنتمائه لتلك الشريحه الغبيه التى لا يعشقها الخليل الفراهيدى كثيراً ولايعفينى أنا الجنرال هذا المقال من نفس تلك البلوه قبل كل شئ بالتأكيد ولا يعفى ذلك الفراهيدى قبل هذا وذاك وديكوهوما ولا يحميك عزيزى القارئ


القوانين الخمسه للغباء كما نص عليها المؤلف فهى :


القانون الجوهرى الأول إنه دائما وعادة وحتميًا يقلل الجميع من تقدير عدد الأفراد الأغبياء المنتشرين فى المجتمع


القانون الجوهرى الثانى إن صفة الغباء التى يتصف بها شخص ما صفه مستقله عن أى صفه أخرى يتميز بها ذات الشخص مثل أن يكون ذكرا أو أنثى أجتماعيًا أو متدينا أو ذَا منصب مرموق أو قيادى ألخ ألخ ألخ فهى صفه مستقله تماماً وغير مرتبطه بأى صفه أخرى سلبيه كانت أم إيجابيه


القانون الجوهرى الثالث وهو ما دعاه المؤلف بالقانون الذهبى البشرى أربع فئات أساسيه « العاجزون والأذكياء واللصوص والأغبياء » فالمرء الغبى هو أمرؤ يسبب خسارات لإمرئ آخر أو لمجموعه من البشر ينتمى إليهم بطريقه أو أخرى أو لا ينتمى بينما هو نفسه لا يكسب شيئا من وراء غبائه وربما يعانى خسارات  ويعانى من حوله


القانون الجوهرى الرابع إن غير الأغبياء يقللون دائماً من القوه المخربه التى لدى الأفراد الأغبياء وبالتحديد يستمر الناس غير الأغبياء فى نسيان أن التعامل مع بشر أغبياء ينقلب دائمًا إلى خطأ مكلف فى كل الأوقات والأمكنه وتحت أى ظرف


القانون الجوهرى الخامس إن الإنسان الغبى هو أخطر أنواع الإنسان والنتيجه الحتميه لهذا القانون أن الإنسان الغبى أكثر خطوره من اللص ويقول أحد الباحثين إن القصه تختلف تماما عندما يبدأ البشر الأغبياء فى العمل سواء بالكلام أو التحرك ويتابع قائلا يتسبب البشر الأغبياء بخساره لناس آخرين من دون مكسب يعادلها لهم والنتيجه أن المجتمع الكبير أو الصغير يفتقر ككل فبينما يقوم الأفراد الأذكياء بالإضافه والزياده فى تنمية مجتمعهم وإتساع أفقه والأنتقال إلى مستقبل أفضل فإن الأفراد الأغبياء يسببون تراجعًا وإنحطاطا للمجتمع الذى يعيشون فيه
يقول سيبولا فى مقدمة كتابه أنا بالطبع لا أخاطب بكتابى هذا الأغبياء بل أخاطب من عليه من حين لآخر أن يتعامل مع هذه النوعيه من البشر فهذا الكتاب للأذكياء ويستشهد هنا بمقولة حكيم صينى (( إن المعرفه مصدر للحكمه الكونيه لكن هذا لا يمنعها من أن تكون أحيانا سبب سوء فهم بين الأصدقاء القريبين أو العاملين معاً )) ويقول عندما ننظر إلى العصور الكلاسيكيه أو الوسطى أو الحديثه أو المعاصره فإن المرء سيعجب بحقيقة أن أى بلد أو جماعه أو منظمه يتحرك صعوداً لديه فى تكوينه مجموعه من الأغبياء الذين لا يمكن تجنبهم سيكتشف أن ذات المجتمع الصاعد لديه قسم كبير فى شكل غير إعتيادى من البشر الأذكياء الذين يتدبرون إبقاء القسم الغبى فى المياه الضحله وينتجون فى الوقت ذاته ربحا كافيا لهم وللأفراد الآخرين من المجتمع لجعل إعادة التقويم والإصلاح والتطور والتقدم والتحضر يقينا أما فى البلد الذى يتحرك إنحدارا فإن القسم من البشر الأغبياء ما زال يتكاثر ضمن من هم فى السلطه كلصوص ذوى نغمه إضافيه من الغباء ويتكاثر كذلك فى شكل مساوى ضمن من هم خارج السلطه عدد مرعب من الأغبياء العجزه وهذا يعزز من القوى المدمره ويصبح الإنحطاط يقينا ولو ذهبت المنظمه أو البلاد إلى الجحيم ويختم سيبولا كتابه بالقول « إن الديدان كما الفيله عليها أحتمال نصيبها من الشقاء اليومى من المآزق والمحن » ويقول شارحا وجهة نظره « حتى الآن ظل الجنس البشرى مميزًا لأن عليه أحتمال جرعه زائده من المحن التى تنشأ يوميا بسبب مجموعه من السلاله البشريه ذاتها »


إنها ياساده ياكرام مجموعة الأغبياء فى المجتمعات البشريه والتى هى أعتى وأدهى قوه من المافيا وداعش والقاعده لأنها مجموعه غير منظمه فهى خارقه لكل الصفوف الأجتماعيه


                جنرال بهاء الشامى







هناك تعليق واحد:

  1. رغم عدم ادعائى الذكاء الا ان الغباء كان له دورا عظيما فى شقائى .

    ردحذف