رجال المخابرات حينما يحكمون بلادهم رقم 2

كنا قد توقفنا فى حلقتنا السابقه عند ماذا ظهر فى روسيا هدد وجودها كدوله منهاره تماما وكان يطلق عليها عظمى وأصبحت دوله مستأنسه وأنفردت أمريكا بالعالم واليوم نعاود التواصل مع حضراتكم لنستكمل ماتوقفنا عنده

قبل السرد كما عودناكم دائما سنذكر لحضراتكم مصادر المعلومات والمراجع التى لجأنا لها رغم أن الكثيرين من أحياء هذه الحقبه لازالوا على قيد الحياه وعاصروا تلك المرحله التاريخيه

فى بدايات العقد الأخير من القرن المنصرم وتحديدا منذ بدايات عام 1990 م بدأت الأوليجاركيات التى كانت بجوار السلطه وشلل المنتفعين فى تهريب أموالهم خارج روسيا وتحديداً للولايات المتحده وسويسرا وهو نفس ماحدث عقب ثورات الربيع العربى حيث قامت الأوليجاركيات المصريه ومنتفعى عصر مبارك فى تهريب أموالهم خارج مصر وباعوا أو أوقفوا مصانعهم

بينما كانت أمريكا وحلف الناتو يتمددون وينتشرون حول حدود روسيا عقب أنضمام الدويلات التى أنفصلت فيدرالياً عن الأتحاد السوفيتى كان بوريس يلتسين و الأوليجاركيات المحيطه به خاضعين تماماً للإداره الغربيه والأداره الأمريكيه تحديداً بل وأصبحت الحكومه عاجزه عن توفير رواتب الموظفين رغم تسريح الملايين منهم بل والأسوء عجزت الحكومه عن تمويل الخدمات العامه وتحديث البنيه التحتيه مثل أيام مبارك عندما عجزت الحكومه عن التصدى لملف هام وحيوى وشائك هو ملف الطاقه الكهربائيه وبدلا من حل المشكله جذريا كانت هاناك المسكنات الجاهزه عن طريق ماأطلق عليه تخفيف الأحمال والتوقيت الصيفى اللعين فى مقابل إرتفاع اسعار الكهرباء والمحروقات

لكى تظل الحياه فى روسيا كان على الحكومه أن تمد يدها للقروض الخارجيه فبدأ الولايات المتحده عبر سيطرتها على منظمات التمويل العالمى تفرض شروط صعبه للغايه وكانت الحكومه العاجزه مضطره لقبول هذه الشروط من أجل الحصول على القروض لتسيير الحياه فى روسيا

من أجل أن لا أطيل على حضراتكم نختصر الحديث ونقول أن روسيا كانت فى نهايات العقد الأخير من القرن المنصرم قد وصلت لحالة الغيبوبه الأقتصاديه والسياسيه وفقدت تماماً تأثيرها السياسى على الملفات العالميه وأنفردت أمريكا بحكم العالم وهو ما أثر سلبا على ملفات سياسيه عالميه هامه وبدأت دول مارقه حسب وصف الأمريكان تعلن الأستسلام بعد تفكك الأتحاد السوفيتى ورأينا على سبيل المثال معمر القذافى يعترف بحادث لوكيربى ويدفع المليارت كتعويض ويعلن تفكيك منظومة الأسلحه الكيماويه ووقعت العراق وحُل جيشها وأستسلمت دول الخليج العربى تماماً وبدأ مبارك يستسلم رويدا رويدا لضغوط الأمريكان وتدخلهم السافر فى شئون دول العالم ومصر بدون أدنى مقاومه لشرطى العالم الوحيد المنفرد بحكم العالم   

بدأت الدوله العميقه أو النخبه القوميه فى روسيا تستجمع قواها وبدأت تدفع بفلاديمير بوتين إلى رئاسة المخابرات الروسيه ثم رئاسة الوزراء وكانت تقف خلفه تستراً أو علانيه وأشتدت المعارضه ضد بوريس يلتسين حتى حدث ماأطلق عليه إنقلاب القصر الذى أطاح ببوريس يلتسين فى أواخر ديسمبر عام 1999 م ومع كامل إعترافى بقدرات بوتين السياسيه والقياديه مثله مثل السيسى تماماً لكن الحق يقال فقد أجهزة الدوله العميقه الخارجيه والجيش والداخليه والقضاء والمثقفين لبوتين ليقود بلاده نحو مصير مختلف لكى تستعيد روسيا أمجادها ولولا خضوع هذه الأجهزه لما حقق بوتين هذا النجاح العجازى فى هذا التوقيت القياسى

بدأت القياده الروسيه الجديده عقب الأطاحه بالنظام السابق فى إعادة ترتيب الأوراق وعلى المستوى الأقتصادى الذى قارب على الأنهيار (( يرجى الرجوع  لحلقات الصقر الذهبى لنعرف لماذا صمتت الحكومه على تزوير أنتخابات عام 2010 م لأن الأقتصاد المصرى كان أيضا أوشك على الأنهيار )) فبدأت القياده الروسيه الجديده فى عام 1991 م فى إعادة تنظيم الأقتصاد الروسى وخاصة القطاع الصناعى وإنعاش قاطع الصناعات العسكريه وفتح الأستثمار لضخ المليارات فكان على بوتين أن يعيد تحديث البنيه التحتيه والبنيه الأساسيه من شبكات طرق وخلافه (( السيسى هنا قام بإعادة بناء البنيه التحتيه بالكامل وتحديث البنيه الأساسيه فى زمن قياسى خارق ))

ساعد روسيا على سرعة النهوض صدفه تاريخيه مواتيه هامه فما هى هذه الصدفه هذا موعدنا معه الحلقه القادمه متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى