كنا قد توقفنا معكم والحلقه رقم 37 عند أجتماع مبارك
وعمرسليمان قدم فيه سليمان تقرير شفوى لرئيس الجمهوريه نظرا لضيق الوقت فى الصباح
الباكر جدا وقبل أن تستيقظ الأحداث فى الميدان ونستكمل معكم الآن الأجتماع لكن قبل
السرد عاوز أرد على بعض الأستفسارات أولها فيه ملاحظه أن الناس معظمها عاوز يسبق
الأحداث ويجيب من الآخر ودى فى حد ذاتها مشكله عناينا منها فى سلسلة مقالات مصر أم
الكون لما جينا نتكلم عن سامى عنان وشفيق وطنطاوى وهروب المساجين ووجود مساجين
حماس بعد 140 دقيقه فى غزه فى مؤتمرهم الصحفى أصاب الكثيرين الصدمه رغم أننا
لانخاطب عيون بقدر مايهمنا التسلل التمهيدى للعقول والتحليل السياسى كما ذكرنا
سابقا له قواعد وأسس وعلوم لايعلمها الكثيرين ولها أكاديميات متخصصه وهناك مدرستان
للتحليل السياسى المدرسه الأولى وهى مدرسه تعتمد على الصدمات المعلوماتيه وتعتمد
على ألمام المتلقى بكل مايعرفه التحليل يعنى واحد عارف بيكلم واحد عارف مثله ويمكن
أكتر منه فبيقدر يربطوا الدنيا مع بعضها فبتكون المعلومات التحليليه بالنسبه له
مقبوله وغير صادمه ومن هنا يأتى دوره لتقبلها بكل أريحيه وبكل أمانه أعتمدنا فى
سلسلة مقالات مصر أم الكون على هذه المدرسه فى 20 حلقه لكنها فشلت فى توصيل
أهدافها لقطاع عريض مع أعترافى أنها هزت شريحه كبرى لكنها أقل من المستهدف تحقيقه
فقررنا أن ننتهج أسلوب مدرسه أخرى وهى المدرسه التمهيديه وتعتمد فى طريقتها على
التبسيط والتمهيد العقلى والنفسى والمعلوماتى للمتلقى حتى يستطيع تقبل مايسوقه له
التحليل عبر الأستنتاج وهناك قاعده أساسيه فى التحليل السياسى هى عندما تغيب
المعلومه المؤكده والموثقه فجميع الأحتمالات فى هذه الحاله قائمه وحنضرب مثال حى
على هذه السلسله التى من المنتظر أن تعلن عن وجود الصقر الذهبى حى أم ميت فهناك
أكثر من روايه تؤكد وفاته بما لايدعى مجال للشك وهناك أيضا أكثر من روايه تعلن عن
وجوده حى يرزق بما لايدعى مجال للشك أيضا وكما قال مصطفى الفقى فى مداخله على قناة
الجزيره أن عدم خروج تصريح رسمى عن المجلس العسكرى الذى كان يحكم مصر فى هذه
الفتره هو الذى أوجد هذا اللغط لكننا بعون الله أستطعنا تجميع كل هذه الروايات
وسنفندها أمامكم كما سنضع أمامكم مايكذب كل هذه الروايات وسنجيب بوضوح لماذا ترك
المسئولون فى مصر الأمور تسير فى أتجاه هذا اللغط والتضارب ثم سنعلن لكم وأمام
عقولكم هل صقر مصر الذهبى حى أم ميت وساعتها فقط لن تجد مايكذب روايتنا ونحن هنا
لاندعى علمنا ببواطن الأمور لكن التحليل التمهيدى سيكون أمام عقولكم والآن دعونا
نغلق هذا الملف مؤقتا حتى نصل له مع تسلسل الأحداث الطبيعى ونعود لموضوع حلقتنا
اليوم وأجتماع سليمان مع مبارك فى حضور جمال مبارك عند السابعه والنصف صباحا وكنا
قد توقفنا عن رد عمر سليمان على مبارك
قال عمر سليمان لمبارك ونظره متجه لجمال وكأنه يقول له أن كل
مايحدث أنت سببا مباشراً فيه فقال أن بعد سقوط الداخليه لن يستطيع النظام الصمود
طويلاً دون أجراءات فرد ننوس عين مامته (( يعنى إيه وتقصد إيه )) فرد الباشا يعنى
أنهيار الشرطه معناه غياب الأمن والأمان وغياب الدوله وضعف شخصيتها والبلد بأى حال
من الأحوال لن تستمر هكذا ولابد من أتخاذ أجراءات حقيقيه يشعر بها رجل الشارع
البسيط ... البلد بتضيع مننا ولابد من أتخاذ مايلزم لتهدئة الشارع بأجراءات عمليه
ترضى الناس وتجعلها تعود لبيوتها فرد مبارك اليوم سأتخذ أجراءات ترضى الناس وسأقيل
هذه الحكومه
هنا قاطعه عمر سليمان لابد من النظر بعين الأعتبار لمطالب
الشارع وهى حل مجلس الشعب ثم وجه نظره ناحية الشملول ننوس عين أمه وقال أن التزوير
الفج فى أنتخابات البرلمان هو الذى فجر بركان الغضب وأعطى الفرصه للأخوان لركوب
الموجه وركوب الشارع وحولهم ألتفاف شعبى كبير لايجب أغفاله أن كنا نريد تدارك
الموقف فقال الننوس (( الأساس فى الأمر أن هناك مؤامره )) ياضنى أمك لسه دلوقتى
جاى تعترف أن هناك مؤامره وقبل ألقاء خطاب مجلس الشعب كنت بتقول أننا أستعنا
بخبرات أكبر الدول الديمقراطيه وأدخلنا علوم الحاسب الآلى فى التجهيز للأنتخابات
عموما خلونا فى موضوعنا لأن الكلام عن خيبة جمال ومامته ممكن ياخدنا لسكك تانيه
قال صقر مصر الذهبى نعم هناك مؤامره وقدمت تقارير عديده للرئيس
منذ آخر زياره له لأمريكا فى 2004 وقبل زيارة 2009 لكن للأسف بعد ماجرى فى الأنتخابات
الأخيره وجد الأخوان ضالتهم وفرصتهم لمحاولة القفز على الدوله والأستيلاء على
الحكم وهذا ماحذر منه تقرير هيئة الأمن القومى الذى قدمه اللواء مصطفى عبد النبى
وقدمته للرئيس فى 12 يناير الماضى ... وشكلكم نسيتوا التقارير دى واللى كان مكتوب
فيها
قال مبارك بكل ثقه عموما خطاب النهارده حيكون له رد فعل أيجابى
والأولاد اللى بيحرضوهم لن يجدوا حجه فأختتم الباشا اللقاء موجها كلامه لمبارك وهو
يهم بالأنصراف (( الناس مستفزه ياريس ولابد من تهدئة مشاعرها لضمان أمن البلد
وأستقرارها ))
طبعا وبدون دباجه كنا أتكلمنا فى توتر علاقة الباشا بحبيب
العادلى وكان كلما لفت نظر العادلى أى شخص لتردى الأوضاع الأمنيه ولابد من أجراء
تهدئه للشارع وفك القبضه الأمنيه عن المصريين كان يقول أنهم يحسدوننى على ثقة
الرئيس فيا وفى جهاز الشرطه ويمكن فى أحدى المرات قال لزكريا عزمى أنا أفضل من تولى
منصب وزير داخلية مصر لقد أستطعت فى تسعينات القرن المنصرم من أيقاف ترس الأرهاب
بدأ الأعلام فى التمهيد لخطاب مبارك ووصل الأمر للأداره
الأمريكيه فى انتظار وترقب خطاب مبارك وعقد ليون بانيتا أجتماعا بعدد من كبار رجال
الأداره الأمريكيه فى غرفة متابعه أعدت خصيصا فى البيت الأسود لمتابعة المشهد
المصرى أول بأول وجلسوا جميعا لسماع خطاب مبارك وأكيد كلكم فاكرين الصور التى تم
تداولها وهم يشاهدون خطاب مبارك لما كان أسود القلب والوجه أوباما قاعد بالقميص
والكرافت ومعاه هؤلاء المسئولين
كان الشعور المسيطر وقتها لدى الجميع أن مبارك سيتنحى ويسلم
السلطه للجيش على أسوء الفروض والتقديرات لكن مبارك لم يفعل ذلك مما أثار حفيظة
الجميع بما فيهم الأداره الأمريكيه مع لجوء مبارك لأنصاف الحلول وأقالة الحكومه
فقط مع بقائه فى السلطه أمر غير مقبول وهى كلها أمور جعلت الأداره الأمريكيه
والأخوان تزيد من ضغوطها على مبارك
فى ظهر هذا اليوم سخنت الأمور فى الشارع وتم حرق حوالى 160 قسم
شرطه فى توقيت متزامن ولما نقول متزامن يبقى حضرتك مش محتاج أنى أوضحلك أنها جريمه
منظمه بفعل فاعل أو بفعل طرف محدد له مصلحه أنه يعمل فوضى أمنيه فى البلد وتم الأعتداء
على رجال الشرطه ورجال الأمن وسقطت الشرطه وعلى آخر النهار أنهارت الداخليه ولم
يكن هناك حلول سوى نزول الجيش لحفظ الأمن وحماية الشارع بقدر المستطاع وتم فرض حظر
التجول فى تمام الخامسه مساءاً وكان واضحا أن مصر دخلت نفق مظلم
فى مساء نفس اليوم ظهر علينا مبارك بخطابه بعد نزول دبابات
الجيش وأعلن تغيير الحكومه وتعيين نائب للرئيس وتانى يوم الصبح أستدعى مبارك .....
من الذى أستدعاه مبارك لتولى منصب نائب رئيس الجمهوريه وماهو
الحوار الذى دار بينهم وترتبت عليه مشكله فى تشكيل الوزاره التى عينها مبارك وكيف
تم التغلب عليها ؟؟؟ هذا ماسنعرفه الحلقه القادمه من سلسلة مقالات الصقر الذهبى
ولاتسبق الأحداث ... الشخصيه التى أستدعاها مبارك ستكون مفاجأه بالنسبه لك
فأنتظرونا متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
جنرال بهاء الشامى
الباشا هو اللی تم ترشحه لمنصب نائب الرئيس
ردحذفتم
ردحذف