الجمعة، 26 مايو 2017

الصقر الذهبى رقم 52



(( فحيح الأفاعى ))

باقى 10 مقالات فقط وتستريحوا من قرفى وتفلتوا من أيدى ... كنت مزهقكم وبقطع المقالات فى أحداث مهمه وبرغى كتير بس بجد حاسس أننا على مدار الشهرين دول بقينا عشره وأكلنا مع بعض عيش ومعلومات وبجد والله مش كدب أنا حاسس أنكم حتوحشونى لكن أنتم كناس شوريره حتكسروا ورايا مصنع قلل بحاله وتعالى نخش فى الموضوع بس قبل ماأسيبك عاوز أقول لسموك أن فحيح الأفاعى هو صوت الأفعى عند سيرها بحذر لأقتناص فريسه وكذلك ستحاول أن تفعل العقربه السامه هيلارى كلينتون




توقفنا وأياكم عند تفاصيل سنغوص فيها فى محتوى كتاب (( خيارات صعبه )) عن مذكرات هيلارى كلينتون عن فترة أحداث يناير فى المقال السابق والآن موعدنا مع أستكمال ماتوقفنا عنده وتقول كلينتون عند بدأ أحداث ثورة المصريين على مبارك أنقسمت الأداره الأمريكيه على نفسها فريق يرى ضرورة رحيل مبارك وفورا ودون بطئ وعلى رأس هذا الفريق الرئيس أوباما الذى كان مصرا على الأطاحه بمبارك مهما كانت العواقب وفريق آخر يرى أن يتم نقل السلطه بهدوووء وعبر فتره أنتقاليه لها سقف زمنى محدد وأيجاد حل أنتقالى للسلطه وكنت أنا على رأس هذا الفريق كما تقول وتدعى هيلارى كلينتون والكلام على لسانها من كتابها خيارات صعبه وتستكمل وتقول لقد كان هناك أجتماع لخلية أزمه تتابع الوضع المصرى فقال أحد مساعدى الرئيس أوباما أن الصوره حتى الآن ضبابيه وليست واضحه والخوف هو من المجهول الذى يمكن أن تمضى إليه مصر حال سقوط مبارك فجأه ودون رؤيه واضحه للمستقبل ومصر ليست بالدوله الهينه ودوله محوريه ولها ثقل سياسى فى المنطقه فرد أوباما أذا  لم نطلب من مبارك الرحيل فورا فسيبقى فى السلطه أنه رجل عنيد وأن مسألة بقائه فى السلطه مرفوضه تماماً وكل مايفعله من مناورات لن تجدى نفعا وبالتالى سنضغط بكل قوتنا لنصل إلى ذلك الواقع بسرعه وقد عبر الرئيس أوباما لفريق عمله أنه لايطيق هذا الرجل وخصوصا بعد الطريقه واللهجه  اللى كلمه بها فى محادثه تليفونيه يوم 2 فبراير عام 2011 وقال له أنت صغير السن  ولا تملك الخبره  ولاتفهم المصريين ولا الأوضاع فى المنطقه وتحتاج لوقت طويل لتفهم طباع العرب والكلام على لسان هيلارى كلينتون وموجود فى كتابها خيارات صعبه مش من تأليفى  




أما كلينتون والكلام برضوا على لسانها فقالت كانت لدى رؤيه أننا لايمكن أن نستبدل ديكتاتور بديكتاتور آخر والصوره غير واضحه والمستقبل مظلم وأى أنتخابات فى مصر ومصر دوله كبرى سيسيطر عليها اليمين الدينى وقد يكون أكثر ديكتاتوريه من مبارك وقالت والكلام لسه على لسانها كان من وجهة نظرى فى هذا الوقت أن يتم التعامل مع الرئيس المصرى فى أطار متدرج بما يفضى لنقل السلطه بشكل سلمى بعيدا عن الجيش واليمين الدينى وقالت ولازلنا وأياكم مع ماجمعه فريق مصر أم الكون أنها عرضت فكرة أن يتم نقل السلطه لنائبه بصلاحيات كامله وقالت أن الجنرال سليمان رجل قوى وذكى ويحظى بأحترام العالم ولديه قبول بالشارع المصرى ويستطيع نقل السلطه بحكمه وواقعيه وخلى دى معاك حنرجع لها تانى  (( شايف يامؤمن حنية وحنان هيلارى كلينتون وخوفها على مصر وأنا شخصيا مدخلتشى مذكراتها فى دماغى بتلاته شلن لذلك لم أعتمد عليها كثيرا لكن للحياديه نقلنا منها هذا الجزء ونترك للقارئ تحديد مايراه لكن للأمانه ذكرتها لك لأن محتواها لو حللنها حنصل لأمور خطيره  وعلشان كده قلتلك حنرجع لها تانى  ))



لازال الكلام على لسان هذه العقربه وتقول كانت لديا تجارب عديده مع الجنرال سليمان وكنت منبهره بذكائه وقدرته على الألمام بكل الملفات وكان لدى ثقه أنه يمثل الحل الوسط لنقل السلطه فى مصر بشكل سلس وهادئ وركز فى كلامها من ناحيه وأفعالها من ناحيه والنتائج من ناحيه فهى عندما بدأت جلسات الحوار الوطنى شددت على مشاركة الأخوان بدعوى أنهم فصيل وطنى ودلوقتى بتقولك خايفه من اليمين الدينى وأنا شخصيا كبهاء الشامى لايهمنى الكلام بقدر الأفعال وفى نفس الوقت بتعطى ضوء أخضر لسليمان بأنه الأحق بتولى عرش مصر نفس السيناريو  اللى عملوه مع صدام لكن مش كل الطير اللى يتاكل لحمه ياقطه





أما مبارك فقد أدرك فى اللحظات الأخيره أنه أخطأ خطأ جسيم بأهماله التقارير التى قدمت له لكن بعد فوات الآوان وعرف أن رحيله لامحاله منه لكنه كما قال للباشا أريد أن يكون رحيلى بيدى وليس بيد أوباما هذا الغبى




أما عبدالمنعم أبو الفتوح فقد قال لقناة الجزيره يوم 30 يناير فى تصريحات صارخه له أنه يطالب مبارك بالرحيل فورا وأختيار شخصيه وطنيه غيره لنقل السلطه ورشح وقتها عمر سليمان أو أحمد شفيق وخلى بالك مكانشى لسه أحمد شفيق أتعين رئيساً للوزراء وخلى دى كمان معاك  وركز معايا علشان تعرف أن الأخوان عاملين زى الزئبق متعرفشى تمسكهم علشان كل لما تفتكر 30 يونيه تحمد ربنا وتشكر فضله أنه نجدنا منهم بمعجزه لكننا لازلنا لم نتخلص منهم وعلينا أن ندفع ثمن شقلبتهم من على الكرسى وأوعى تكون فاهم أنهم جماعه سهله ولازم تعرف أن الفضل كله لربنا أننا نجدنا من أيديهم وأن لا الجيش ولا السيسى كان يقدر يشقلبهم لولا إرادة ربنا سبحانه وتعالى أى نعم السيسى كان وسيله لكن بدون توفيق ربنا كان المشهد ممكن يكون بشكل مختلف وهنا أنا بسأل قطيع الأخوان ألا تؤمنون بمشيئة الله ألا تؤمنون بمقولة قدر الله وماشاء فعل ... لماذا تقفون ضد الله ومشيئته لماذا تكفرون بقرار الله ومشيئته لماذا تعترضون على رغبة مالك الكون لماذا تحاربون قرار الله بأسم الله وقبل مادماغك تسرح وترجع تردد إشاعة أن بهاء مسيحى أنا جدى أسمه محمد وأبنائى محمود وأحمد 



نرجع تانى لكلينتون وتقول لقد أستطعت عبر أتصالاتى أقناع الكثير من صناع القرار بوجهة نظرى ورحبوا كثيرا بشخصية عمر سليمان  لكن الرئيس أوباما أصر على موقفه  وأعلنها بشكل واضح وعلنى وطالب مبارك بالرحيل الفورى وأكيد كلكم فاكرين الليله دى



بعد تصريحات أوباما السافره وتدخله المباشر فى الشأن المصرى عقد مبارك أجتماعا مع الباشا وقاله إيه رأيك ياعمر فى كلام هذا المعتوه فقال الباشا أن هناك حالة أنقسام داخل الأداره الأمريكيه حسب معلوماتنا فأوباما ومعه بعض مساعديه ورجال كبار بالمخابرات الأمريكيه مع قرار الرحيل الفورى وأن هذا القرار مبنى على أسس سياسيه عديده منها موقف سيادتكم من بعض الملفات الشائكه ورفض المشروع الأمريكى لحل الدولتان على حساب أراضى سيناء المصريه مع رفض العديد من المطالب الأمريكيه ووجود خطه أمريكيه مسبقه بإحلال جماعة الأخوان مكانكم والبدء فى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى يرى أوباما أنها يجب أن يكون عنوانا رئيسيا لفترة حكمه



وأستكمل سليمان كلامه لمبارك لكن هناك جناح آخر فى الأداره الأمريكيه على رأسه جون بايدن نائب أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون وتوم دنليون مستشار الأمن القومى وروبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكى بضرورة نقل سلمى للسطله عبر فتره أنتقاليه لكن لدى شكوك فى نواياهم وخلى برضوا دى معاك وخصوصا لدى شكوك فى نواياهم   



برضوا الكلام لسه على لسان سليمان نائب الرئيس وموجها كلامه لمبارك وقال له مع أصرار أوباما يجب أن نضع فى الحسبان كل الأحتمالات وأسوءها ويجب أن نهيئ  البلاد لمواجهة أى تطورات  قد تنجم عن هذا التطور فقال له مبارك تقصد أنهم ممكن يتدخلوا عسكريا فقال له الباشا مع أن هذا الأحتمال بعيد تماما لأنهم يعرفون خطورته وخطورة الصدام العسكرى المباشر مع مصر وأنعكاساته على أمن أسرائيل لكن يجب أن نضعه فى الحسبان ونخبر المشير بذلك وأكيد المخابرات الحربيه  عندها معلومات بكده وأكيد اللواء عبدالفتاح السيسى قدم تقارير بكده لسيادة المشير



فى اليوم ده أرسل أوباما رساله لمبارك عبر سفيره فى القاهره وليام بيرنز سفير أمريكا فى مصر ونائب وزيرة الخارجيه وكانت الرساله كنوع من أهانة مبارك برتوكوليا موجهه من وزيرة الخارجيه الأمريكيه لأن المفروض كانت وزيرة الخارجيه وجهتاها لأحمد أبو الغيط وزير الخارجيه المصرى وفيها تطلب كلينتون من مبارك تقديم تنازلات ملموسه ومقبوله للشارع المصرى تتعلق بشئون الحكم وأجراء أصلاحات جذريه فى شئون الحكم ولما مبارك فتح الرساله وعرف أنها من وزيرة الخارجيه ومقصود منها أهانته برتوكولياً أدرك بما لايدعى مجال للشك أن أوباما مصر على رحيله وبرغم أن مبارك أبدى مرونه كبيره وألمح للسفير أنه بصدد أتخاذ أجراءات أصلاحيه لأرضاء الشارع ونقل السلطه بشكل سلمى إلا أن أوباما فى تصريحاته فى اليوم التالى أصر على موقفه وقال نريد واقع ملموس ولا نريد أجراءات ونريده أن يرحل فورا ناو ناو 



خلى بالك من النقطه دى علشان تفهم أن فيه تنشنه شخصيه بين مبارك وأوباما وأن أوباما مكانشى بيطيق مبارك نهائيا  ففى أحدى أجتماعات  وليام بيرنز فى مؤتمر الأمن والسلام فى أوروبا وده كان سفير أمريكا فى مصر وطبعا مش جايبينه من محل كشرى لكن متنقى على الفرازه ودارس مصر كويس وعارف بيعمل إيه وخلينا فى المهم ... صرح وليام بيرنز  للأعلام قائلا أن مبارك ممكن أن يلعب دورا أيجابيا فى مستقبل السلام بالمنطقه والكلام ده كان قبل خيبة ينايم بأسابيع   فشاط أوباما غيظا وأتصل بكلينتون وطالبها بمراجعة تصريحات السفير التى لاتعبر عن وجهة النظر الأمريكيه الرسميه وأعرب عن عدم رضائه عن تلك التصريحات ورغم أن كلينتون نفذت طلبات أوباما وطلعت قالت للصحفيين اللى طلبه أوباما بالحرف وأن اللى قاله سفيرها فى القاهره فى مؤتمر أوروبا لايعبر عن وجهة النظر الرسميه لأمريكا إلا أنه تانى يوم شنت الصحافه الأمريكيه حمله ضاريه ضد السفير الأمريكى وأتهمته بوجود صفقات مشبوهه بينه وبين رجال  مبارك وجمال كانت وراء تصريحاته التى صدمت الرئيس الأمريكى وشاله من الطينه وحطوا عليه وجابولنا باترسون




نرجع تانى لكتاب كلينتون التى تدافع عن وجهة نظرها فى كتابها خيارات صعبه كانت وجهة نظرى أن أستقرار مصر حائط صد قوى ضد مطامع أيران فى المنطقه وأحكام السيطره على جماح الأسره الحاكمه فى السعوديه بحكم علاقة مبارك القويه بهم وأن وجوده يحافظ على بنود أتفاقية السلام الموقعه مع الجانب الأسرائيلى وكانت تنصح بنقل سلمى للسلطه ودراسة العواقب لكن الرئيس الأمريكى كان مصراً على موقفه (( لسه حد عنده شك أنها كانت مؤامره مش ثوره وأننا أتعمل بينا خيبه تقيله  ))



ثم تستكمل كلينتون الحديث فى كتابها خيارات صعبه وتقول كنت أعلم أن الأخوان وضعت نفسها فى المكان الصحيح لسد الفجوه عقب سقوط نظام مبارك وكان مبارك طوال فترة حكمه يحاول وضعهم تحت الأرض لكن كانت لهم أرضيه فى كل شبر فى مصر بالأضافه لبناء تنظيمى محكم ورغم أنهم نبذوا العنف علانيه إلا أننى كان لدى تخوف شخصى منهم لأنهم يعتبرون يمين دينى متطرف وكل الجماعات المتطرفه  خرجت من عبائتهم وكان من المستحيل التنبأ بما سيحدث فى حال وصولهم لكرسى الحكم وقلت للرئيس أوباما أنه فى حال سقوط نظام مبارك ووصول الأخوان للحكم فأنه يمكن أن تسير الأمور على مايرام لمدة 25 عاماً لكن هذه الفتره منذ اليوم وحتى مرور الـ 25 عام ستكون شديدة الأضطراب بالنسبه للشعب المصرى وللمنطقه ولنا على حدٍ سواء (( أومال ياست كلينتون الأخوان كانوا حزانا ونصبوا خيم العزا ليه لما سقطتى ... مش بقولك الكتاب ده أساسه مشكوك فيه وله أغراض تانيه وخصوصا أنه أنكتب قبل حملتها الأنتخابيه وهى اللى تحملت تكاليف ترجمته لـ 6 لغات عالميه )) وخلى برضوا دى معاك ومعلشى أنا عارف أنى زهقتك منى



فى مقابله تليفزيونيه فى البرنامج الشهير واجهة الصحافه الأمريكيه  قالت كلينتون عندما سئلت عن رأيها فى الأحداث المصريه قالت أننا نأمل فى رؤية أنتقال سلمى ومنظم لنظام ديمقراطى (( واخد بالك من كلمة منظم ولم تقول فورى زى الكلب أسود الوجه والقلب أوباما رغم أن تصريحات معظم القابعين فى البيت الأسود كلها تطالب بالرحيل الفورى لمبارك ))



فى 4 فبراير عام 2011 أتصلت كلينتون بوزير الخارجيه أحمد أبوالغيط وقتها والروايه مؤكده فى كتاب أحمد أبوالغيط ولما أتصلت بأبو الغيط لم تتصل به بصفته وزير الخارجيه لكن بصفته صديق حميم لسليمان  وطلبت منه التحدث لعمر سليمان لدفع مبارك بوتيره أسرع لأتخاذ أجراءات قويه وفعاله تؤدى لأصلاحات جذريه فقال لها أبو الغيط والكلام من كتابها هى مش من كتاب أحمد أبو الغيط أن الولايات المتحده تسعى بكل قوه لأزاحة مبارك من السلطه دون النظر للعواقب أما رواية أحمد أبو الغيط ففيها تغيير لفظ واحد فقط بدلا من أزاحة مبارك من السلطه إلى أزاحة مبارك من الطريق وطبعا لو حللنا اللفظين سنجد أنه فى رواية أبو الغيط تلميح أن أمريكا تسعى لأزاحة مبارك من طريقها لوجود مخطط معين يقف فيه مبارك حائلا دون تنفيذه ومن هنا كمحلل سياسى تقدر تعرف أن لفظ واحد فى الجمله السياسيه يمكن ان يغير المعنى تماما وأن كنت أنا أميل لتصديق رواية أحمد أبو الغيط لكن لأمانة النقل وللحياديه نطلع حضراتكم على كل شئ خصوصا عندما نجد تضاد فى المعلومه التى توصلنا لها


نكتفى بهذا القدر الآن على وعد بالأستكمال ونختتم مقالنا اليوم ونقول المثل الشعبى المصرى (( مش كل من نفخت طبخت )) ليكون لنا ولكم لقاء مع ماتم جمعه متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك تعليق واحد: