الخميس، 8 فبراير 2018

شاهد على العصر رقم 1



لست من الذين لهم الحق تقييم بعض السياسيين لكن القادر على هذه المهمه هى القراءه الواعيه للشعوب والتاريخ الحقيقى والنتائج على الأرض مع غموض بعض المعطيات عن العامه 

قبل البدأ وقبل أن يتهمنى البعض فلست أنا صاحب هذه المذكرات ومن يريد توجيه سهام نقده أو غضبه فعليه ركوب سياره والذهاب لمنزل أحمد ابو الغيط والحديث معه ولم أتدخل أو أغير فى مضمون ماقاله الرجل وأنقله بحياديه يحاسبنى عليها الله والوطن

تثور بداخل جنبات عقلى  الأسئله والتساؤلات وأنا أتصفح  المذكرات الضخمه للوزير  الأسبق أحمد أبوالغيط  وتدافعت التساؤلات فى رأسى هل يملك الرجل ما يستحق النشر الآن ؟؟؟

 بأى أسلوب سيتناول الحقائق وهو أحد كنوز المعلومات والأسرار المعصرين ؟؟؟

 هل سيدافع عن مبارك ونظامه بصفته كان جزءاً منه ؟؟؟

 ماذا سيقول عن سياسة مصر الخارجيه فى تلك الفتره العصيبه من عمر الوطن ؟؟؟

 وغيرها الكثير من الأسئله التى لم تهدأ إلا مع إنتهائى من قراءة الكتاب لأعرف ولا أخفيك سراً رؤيه جديده عن تلك المرحله فى تاريخنا وبخاصه ما يتعلق منها بسياستنا الخارجيه التى عبر عنها  أبوالغيط بأسلوب محدد وشيق  لأدرك أننا بحاجه لإعادة قراءة تلك المرحله التى تنتمى لنظام مبارك ولتوثيق التاريخ وتسجيله لكل المصريين عبر معرفة السلبيات والإيجابيات التى شابت تلك السياسه لا عن تحيز ولكن عن تحليل وفهم  ومن هنا تأتى أهمية مذكرات أحمد أبوالغيط

إلى جانب ذلك  كونه أول من يتحدث من مسئولى تلك المرحله فإن قراءة تلك الأوراق تمنحنا الفرصة لنعرف أين كنا وأين أصبحنا وماذا نريد أن تعرفوا جزءاً من تاريخ مر علينا وعاصرناه وبتنا الآن فى حاجه لتقييمه لنعرف وجهتنا التى علينا أن نسلكها

 البداية تدرك من اللحظة الأولى لقراءة مقدمة الكتاب عشق الرجل للتاريخ بجميع مراحله وإلمامه بالأحداث وقدرته على عقد المقارنات بين الماضى والحاضر فى محاوله لا ينكرها لفهم الأحداث وتقييمها

 يفسر لك قدرته الأدبيه الواضحة فى كتابه بأن مردها ما قرأه من سير سياسيين وعسكريين على مدى عصور التاريخ وإقتناعه بضرورة تسجيل ما يمر عليه من أحداث يوميه لحين العوده إليها وتأريخها فتجده يقول كان محفّزى إلى هذا التسجيل قراءات عديدة على مدى سنوات لشخصيات تاريخيه عسكريين وسياسيين وأفراد عاديين فى الجيوش ووزارات الدفاع والخارجية وغيرها كتبوا يومياتهم وأفكارهم وتقييماتهم لمسار الحرب التى شاركوا فيها وإستراتيجيتها صراعات الشخصيات والأفكار من هنا قررت تسجيل كل مشاهداتى وأفكارى ابتداء من يوم 5 أكتوبر 1973 فكنت أُبقى على كل أوراقى ودققت فى جميع خلاصاتى حفزت همتى للإحتفاظ فى ذاكرتى بكل شىء ومع تعيينى وزيراً للخارجيه فى عام 2004 كان المنطقى أن أعمل بنفس المنهج الذى مارست به عملى أى تسجيل ليوميات كامله لما قمت به وما شاهدته طوال أعوام خدمتى وزيراً للخارجيه

سرعان ما يأخذك أبوالغيط فى سطور مقدمة كتابه للحديث عن دافعه لنشر تلك الأوراق الآن فيؤكد أن السبب الحقيقى كان رغبته فى ترك الحقيقه التى عايشها حتى لو تحمّل جزءاً من اللوم بسببها ولكنه يضيف سبباً آخر بقوله:  أتابع هؤلاء الذين يقودون حمله عاريه من الصحه فى إقتناعى عما أسموه فقدان الدور المصرى على المستوى الدولى والإقليمى العربى الأفريقى المتوسطى  والتنظيم الدولى  ولكن كانت مصر نشطه وقادره على التفاعل والمبادأه فى حدود إمكانياتها وقدراتها الأقتصادية والماليه وغيرها وهى عناصر هامه لا يجب الخوض فيها منعاً لضرر قد يصيبنا بسبب إستغلال أعدائنا لما قد نكشفه خطأ وفى هذا السياق سيرصد القارئ العديد من المقارنات بين مصر وغيرها من مجتمعات متنافسه بالإقليم أو بعيده عنا ولكن لها نفس القدرات والإمكانيات وليس الظروف السياسيه والأستراتيجيه وسوف يصل إلى خلاصات بأن نجاحات أو فشل مصر فى تنفيذ سياساتها الخارجيه كان يعود دائماً إلى حدود إمكانياتها بين متطلبات الأهداف ومحدودية الموارد للإنجاز مع التمسك بعدم إهدار ما هو متاح وهو قليل وهكذا تأخذك سطور كتاب أبوالغيط لتطوف بين ملفات السياسه الخارجيه المصريه دون أن يطغى ملف على آخر يحدثك عن إسرائيل ويصفها بأنها ظلت تمثل الخطر الأمنى العسكرى المُباشر على مصر منذ عام 1948 وعن ملف دول حوض النيل وحقوق مصر فى حصه عادله وكافيه من مياه النهر وكيفية مواجهة التهديدات فى هذا الملف ثم يأخذك للحديث عن ملف مداخل البحر الأحمر اليمن الصومال  وباب المندب وتأثير الأحداث هناك على أمن قناة السويس الشريان الملاحى العالمى  يشرح لك علاقتنا بمنطقة الخليج وتأثيرها على مصر سلباً أو إيجاباً وإيران وملفها النووى وإرتباطه بالملف النووى الإسرائيلى وحرص مصر على وجود توازن نووى بالمنطقه فى ظل عدم أمتلاكنا لهذا التوازن  ويجذبك لشرح إطار حوض البحر الأبيض المتوسط الذى يمثل حدودنا الشماليه والرابط بيننا وبين الدول المطله عليه سواء فى شمال أفريقيا العربيه أو جنوب أوروبا

 يرسم ملامح علاقتنا بالولايات المتحده الأمريكيه بإعتبارها القوه الأعظم فى عالم اليوم ولعقود قادمه على حسب قوله


 ويقدم لنا الكتاب من خلال  13 فصلاً ملامح لأحداث لم نعرف كواليسها رغم معايشتنا لها مع التركيز على الكيفيه التى كان يتخذ بها القرار فى عهد الرئيس السابق وأدوات الخارجيه والأمن القومى والعلاقه فيما بينها والتكتم الشديد الذى ميز حركة السياسه المصريه الذى كثيراً ما ألحق الضرر أو قلل من نجاحات كان يمكن تحقيقها على حد قول الوزير الأسبق موضحاً أن السياسه الخارجيه المصريه فى عهد الجمهوريه بعد عام 1952 شهدت سيادة سلطة الرئيس كصاحب القرار الأخير من حيث تحديد ووضع الخطوط الأساسيه والمنطلقات الرئيسيه للسياسه الخارجيه المصرية وتوجهاتها أما وزير الخارجيه فيقوم مدعوماً من بقية أجهزة الأمن القومى المصرى بتنفيذ تلك الرؤيه طبقاً للتوجيه الممنوح له وهى عمليه لم تكن بالسهله على حد ما أوضحت مذكرات أحمد أبوالغيط إلى حد تفكيره فى الإستقاله 

نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بالأستكمال لكن حرصا مننا على عدم النسخ كعادة الفيسبوكيين سيكون لقائنا معكم عبر المدونه فقط 

#جنرال_بهاء_الشامى

هناك 5 تعليقات:

  1. ياأهلابالمعارك وفقك الله

    ردحذف
    الردود
    1. اللى يلعب بالدح مايقولشى أح

      حذف
    2. انا منتظر الدسم
      ابوالغيط شاهد علي عصر
      وشاهد علي مؤامره كونيه ضد مصر
      وهو احد كوادر وزارة الخارجيه المصريه منذ شبابه

      حذف
    3. فى انتظار الدخول فى المياه العميقه

      حذف
  2. ممكن رابط الكتاب
    لأنى عملت بحث كتير ومفيش رابط حقيقى للكتاب ده
    أكون شاكر جدا ليك
    تحياتى

    ردحذف