الجمعة، 9 فبراير 2018

شاهد على العصر رقم 2




توقفنا فى الحلقه السابقه عند تفكير أحمد أبو الغيط فى تقديم إستقالته واليوم نعاود سرد ملخص أهم ماجاء بكتابه حياتى وننقل لكم أحياناً مافهمناه وأحيانا أخرى نصاً وحرفاً وهيا بنا لنستكمل تفكيره فى الأستقاله وهو ما يعبر عنه بقوله  كنت أرفض، وما زلت إدعاء بعض وزراء الخارجيه المصريه  أن سياستهم الخارجيه كانت تستهدف هذا الأمر أو ذاك أو أن هذه السياسه الخارجيه التى وضعوها حققت كذا وكذا  وهى مقولات أراها خاطئه تماماً وتشوه حقيقة الأمور فجميع وزراء الخارجيه قاموا بتنفيذ وإدارة السياسه الخارجيه مثلما وجّههم بها الرؤساء  ولكن مع إختلاف الأساليب والأفكار التنفيذيه والدبلوماسيه  لهذا الوزير أو ذاك وطبقاً لقناعاته وظروف التحديات التى واجهته  بالطبع كان لمبارك مساحه كبيره فى تلك السيره بحكم تركيزها على فترة تولى أبوالغيط لوزارة الخارجيه فى الفترة من 2004  إلى 2011  ويلفت نظرك كقارئ أن وزير الخارجيه الأسبق لم يذكر مبارك ولم يشر له إلا بإسم الرئيس  وهو ما يبرره بقوله فعلت ذلك  إحتراماً لمصر وشعبها قبل إحترامى له رغم كل قناعاتى بوجود الكثير من الأخطاء التى أوصلت البلاد إلى ما شهدته

الفصل الأول يقول كنت  وزيراً للخارجيه دخلت حجرة مكتبى بمقر وفد مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى شارع 44    بنيويورك حوالى الساعه 3.45 دقيقه من بعد ظهر يوم الجمعه 9 يوليو 2004 ولم أمضى بالمكتب أكثر من خمس دقائق وإذا برنين التليفون الداخلى وسكرتيرتى النيجيريه ستيلا تقول إن لك مكالمه من القاهره  وأبلغتنى بإسم صاحب الأتصال وهو شخص يعمل عن قرب من رئيس الجمهوريه ولم يذكر أسمه  وقال إنه يتصل من فندق شيراتون مصر الجديده وليس من منزله أو مكتبه حيث لا يرغب فى أن يعرف أى شخص بهذا الأتصال فى الوقت الحاضر وإنه يبلغنى ولعلمى فقط أنه تم إختيارى وزيراً للخارجيه فى حكومه جديده فى مصر ستُعلن خلال أيام  وأضاف أنه يطلب منى بل ويرجونى  ألا أتحدث مع أى شخص فى هذا الأمر  وأننى سوف أتلقى إتصالاً تليفونياً من رئيس الوزراء المرشح لرئاسة الحكومه الجديده

هكذا يبدأ  أبوالغيط الفصل الأول من كتابه متناولاً قصة تكليفه بمنصب وزير الخارجيه المصريه  رافضاً التصريح بإسم المتحدث الذى لم يفضل الأتصال به من مكتبه فى رئاسة الجمهوريه أو منزله خشية تسجيل حديثه وهى عباره توحى بأن الجميع كانوا تحت المراقبه  حتى الرئيس نفسه فإذا كانت رئاسة الجمهورية مكاناً قابلاً لتتبع المحادثات فيه فمعنى هذا أن رئيس الجمهوريه ومحادثاته كانتا تحت المتابعه وأن لم يحدد الجهات التى تراقب أتصالات القصر الرئاسى لكن من تابع معنا سلسلة مقالات الصقر الذهبى سيدرك فورا من كان يتتبع أتصالات مبارك وطاقم عمله

 لا تكشف القصة ذلك وحسب ولكنها تكشف أيضاً شبكة التواصل التى كانت تحيط بصانع القرار فى ذلك الوقت لايترك أبوالغيط تلك الواقعه تمر دون الإشاره لأسلوب إختيار مبارك للمسئولين فى عهده بالإستشهاد بموقف حدث فى 2001 عند خروج عمرو موسى من وزارة الخارجيه وتوليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربيه حين عُرض على مبارك عدد من الأسماء لتولى منصب وزير الخارجيه وكيف أن أسم أبوالغيط جاء فى مقدمتها ولكنه لم يلقَ قبولاً كافياً من الرئيس الذى لم يكن على معرفه عميقه به، كما كان يراه صغيراً فى السن وهو ما يحكى عنه أبوالغيط بقوله كان يتوارد لى من أصدقاء لهم حيثيه فى مناصب الدوله  ربما منذ عام 1989 أن الرئيس دائم السؤال عن شخصيات وزارة الخارجيه التى يمكن تصعيدها وأنهم كثيراً ما يذكرون إسمى ويكون رده أنه يعلم أن سمعتى طيبه وأن لدى خبره عريضه بالإضافه إلى معرفته بوالدى منذ الخدمه فى سلاح الطيران إلا أنه كان يضيف أحياناً أنا شايف أنه صغير فى السن  وكنت أستغرب ذلك كثيراً إذ كان الرئيس مبارك تحكمه مسألة السن فى الكثير من قراراته الخاصه بالتعيينات والأفراد كما أن عنصر الأقدميه المطلقه كما يقول أبو الغيط  كان يمثل له الكثير من الأهميه وأتذكر أن الدكتور عصمت عبدالمجيد  فى حديث له مع الرئيس عندما تقرر عودة السفير عمرو موسى  المندوب الدائم المصرى من نيويورك فى أبريل 1991 ولم يكن عبدالمجيد يعلم مسبقاً أن عودة موسى تستهدف تحميله مسئولية وزارة الخارجيه بعد إختيار عصمت عبدالمجيد لأمانة الجامعه العربيه  سأله الرئيس عن أى من الأسماء التى يستطيع أن يشغل بها المنصب فى نيويورك فأجابه عبدالمجيد أن هناك أحمد أبوالغيط فعقب الرئيس أراه صغيراً فى السن وكنت أبلغ وقتها 49 عاماً  كانت هذه الرؤيه تستفزنى كثيراً وزادتنى ضيقاً وإحتقاناً بعد تعيين الوزير عمرو موسى لخلافة عصمت عبدالمجيد وأتجاه الرئيس مبارك بتوصيه من وزير الخارجيه إلى التمديد لمجموعه من السفراء المصريين لسنوات بعد بلوغهم سن المعاش وكنت أرى وأتصور أن هذا التمديد لهم ولا غبار على كفاءتهم والأعتراف بقدراتهم  يقطع الطريق على العديد من العناصر التى سماها صديقى وزميلى الدكتور مصطفى الفقى رجال وجيل الدور المسحور  وقد أخذت على عاتقى ألا أسير فى هذا المنهج إطلاقاً مؤكداً للرئيس عندما عملت وزيراً للخارجيه عدم نيتى أو إستعدادى للتقدم له فى المستقبل بأى توصيات بتمديد للخدمه  للسفراء فيما بعد المعاش بالخارج أو الداخل وحقيقة الأمر أنه حدثت محاولات فى الأعوام التاليه لشغلى لمنصب وزير الخارجيه وقاومت بحزم وكانت مرات  الرئيس قد حاولت التمديد لبعض السيدات السفيرات لما بعد سن المعاش  ورفضت ووافقنى الرئيس رغم الضغوط التى أعتقد أنه تعرض لها فى إطار أسرته وهنا يؤكد أبو الغيط على كل ماذكرناه من تحكم سوزان مبارك فى شئون الحكم فى سلسلة مقالات الصقر الذهبى

  يأخذنا أبو الغيط فى كتابه ليحدثنا عن علاقة  مصر  وتركيا  وإيران ويأخذك أبوالغيط معه فى رحلة أفكاره التى رافقت رحلة عودته من نيويورك للقاهره لحلف اليمين كوزير للخارجيه أمام الرئيس السابق يوم السبت 10 من يوليو 2004 مسترجعاً التاريخ المصرى خلال ما يزيد على مائتى عام ومحاولات تأسيس دوله  ذات أبعاد دوليه أنتهت كلها بالفشل بدءاً من على بك الكبير ومحمد على باشا وإنتهاء بحقبة جمال عبدالناصر تاركاً العنان لتفسيراته فتؤكد له أن التحالف الإسلامى الحقيقى بين مصر وغيرها من القوى حلم غير قابل للتحقيق  فإيران تنازع تركيا وتغار منها والعكس صحيح  ومصر تستشعر مسئولياتها للدفاع عن أمن الإقليم سواء فيما يتعلق بإسرائيل أو بالنسبه لمنطقة الخليج العربى  وتركيا تحركها نوازعها الأقتصاديه والتجاريه  خاصه وقد أنطلق أقتصادها وأصبح من الأقتصاديات الباحثه عن الأسواق وهى تتمسك بعلاقتها الغربيه عبر عضويتها فى حلف الأطلنطى مع السعى للأنضمام للأتحاد الأوروبى الذى يمكن أن نراه مجاوراً للعالم العربى فى كل من العراق وسوريا إذا ما أنضمت تركيا مستقبلاً إليه وهو ما يعبر عنه بالقول كان تقديرى والكلام على لسان أبو الغيط  أننا سنحتاج لأن نبذل جهداً لبناء إطار تعاونى مصرى تركى إيرانى يمكن أن يمثل ذراعاً لتحقيق الأستقرار بالمنطقه ويوازن تأثيرات إسرائيل فيها وعلاقاتها بالعالم الغربى ومن ثم تعزيز قدرات الصد للعالم الإسلامى  وكان السؤال  هل يمكن أن ننجح فى ذلك الهدف؟؟؟

وهل سترضى إيران الشيعيه الثوريه بالتفاهم مع كل من مصر وتركيا؟؟؟

 وماهى الحدود التى كانت تركيا على إستعداد للذهاب إليها لبناء هذه العلاقة؟؟؟

نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء لو فى العمر بقيه لنلتقى وأياكم 

#جنرال_بهاء_الشامى  

هناك 3 تعليقات:

  1. ابوالغيط احدث طفره في وزارة الخارجيه

    ردحذف
  2. من أفضل من تولى وزارة الخارجيه وتلاميذه هما من بالقنصليات الآن

    ردحذف