نستكمل معكم رحلتنا فى بحر التاريخ الحديث ومذكرات أحمد أبو
الغيط وتتواصل أفكار وزير الخارجيه الأسبق
خلال رحلة عودته لتمتد لمعرفة حدود مصر
الإقليميه
والأفريقيه والدوليه وحجم تأثيرها ويصل لجزئيه مهمه فى الحديث عن بعض الأوضاع المؤسسيه فى التنسيق المصرى للسياسه
الخارجيه فيدرك من مشاهداته لعملية صناعة وتنفيذ السياسه الخارجيه المصريه
أن بها الكثير من التأثيرات الشخصيه التى تلعب
دورها فى إدارة هذه المنظومه فالرئيس المصرى
منذ
عهد عبدالناصر فالسادات ومن بعده مبارك هو الفاعل الرئيسى وصاحب القرار التوجيهى المؤثر كما أن المؤسسات والأشخاص تظهر
وتختفى طبقاً لإرادة الرئيس وهو ما يدلل
عليه بمتابعته على مدى سنوات عمله الطويل
بدءاً
من مستشار الأمن القومى المصرى فى يوليو 1972 مروراً بالعديد من وزراء الخارجيه ومنهم محمد إبراهيم كامل ومصطفى خليل وكمال حسن
على ذو الخلفيه العسكريه وعصمت عبدالمجيد وعمرو موسى وحتى أحمد
ماهر الذى ترك منصبه عام 2004 تراجع دور أسامة الباز
يتوقف
أبوالغيط هنا ليحكى عن أحد المؤثرين فى دائرة صنع قرارات مبارك الخارجيه عند توليه مهام منصبه فى العام 2004 إنه دكتور
أسامة الباز فيقول تصورت أن شخصية
أسامة الباز المقرب جداً من الرئيس مبارك على مدى
الفتره
التى تبدأ من عام 1976 وحتى عام 2004 لا يزال يلعب تأثيره الكبير فى صنع وتنفيذ السياسه الخارجيه المصريه وكان علىّ أن
أقدر موقفى منه وأن ألعب معه
كان الباز يعمل على
مقربه وثيقه من نائب رئيس الوزراء ووزير
الخارجية
إسماعيل فهمى منذ عام 1973 وحتى إستقالته فى نوفمبر 1977 ونجح وبدعم من إسماعيل فهمى فى تحقيق الأقتراب من نائب
الرئيس الذى أصبح الرئيس السادات يكلفه بمهام فى
السياسه الخارجيه تفرض على إسماعيل فهمى أن يكون
على إطلاع
عليها من هنا دفع بأسامة الباز لكى يقدم المشوره والرأى من خلال مصاحبة نائب الرئيس فى مهامه الخارجيه ولكنه أيضاً يمثل
عيناً على نشاطات حسنى مبارك الذى
عليه أن يعتمد على آلية ومؤسسة الخارجيه لتحقيق
نجاح
المهام وبقى أسامه الباز يلعب تأثيره الحاسم أثناء تولى محمد إبراهيم كامل ومصطفى خليل وكمال حسن على وعصمت عبدالمجيد فى
شئون الخارجيه المصريه على الجانب الآخر
حرص أسامه الباز على مساعدة عمرو موسى الوزير
الجديد
فى مايو 1991 لكى يحقق نجاحات بإعتبار أن موسى كان يلقى دعم الباز على مدى أعوام طويله منذ عمل موسى تحت رئاسة الباز فى
عام 1974 وكان ذلك الأمر ملحوظاً جداً لديا
عند مشاركتى مع الباز فى إجتماع للوزير الجديد
عمرو
موسى مع الوزير السورى فاروق الشرع فى دمشق فى يونيو 1991 عندما أجتمع الجانبان المصرى والسورى لمناقشة توجهات سعوديه وخليجيه
لمراجعة إعلان دمشق وتخفيف الألتزامات
والتفاهمات الأمنيه والعسكريه التى أتاحها
الإعلان الموقّع فى 6 مارس 1991
لكل من مصر وسوريا رأيت أسامه الباز فى هذا اليوم
يصمت
ولا يتحدث بخلاف أسلوبه الذى كان يشارك به فى كل أعمال الأجتماعات الأخرى مع وزراء آخرين للخارجيه وحيث كان يتدخل طوال
المناقشات بشكل ربما أدى أحياناً إلى بعض الضيق
لديهم وأتذكر أننى فى هذا اليوم تحديداً والكلام على لسان أبو الغيط وربما
بسبب
تجربتى فى الإعداد لإعلان دمشق ومشاركتى مع الدكتور عصمت عبدالمجيد فى كل الأجتماعات التى أوصلتنا إلى توقيع الإعلان فى
دمشق قد تدخلت ببعض الآراء والملحوظات التى
وافقنى عليها فاروق الشرع الذى كان يرأس
الدبلوماسيه
السوريه فى فترة صياغة الإعلان وجاءنى الدكتور أسامه الباز بعد إنتهاء الأجتماع وقبل ذهابنا إلى عشاء سورى دمشقى وقال يا أحمد أرجو
أن
تراعى أن علينا أن نساعد عمرو موسى وأن نتيح له الفرصه لكى يظهر إمكانياته وتبينت عندئذ مدى إنكار الذات لدى أسامه
الباز فى مواجهة عمرو موسى وبتعيينى وزيراً
للخارجي فى 14 يوليو 2004 رصدت وبشكل سريع أن
الباز
قد أنزوى ولم يعد له هذا الظهور الكبير أو التأثير الحاسم مع مبارك بل
إنه لم يعد ضمن الدائرة اللصيقه من المستشارين فى السياسه الخارجيه فلم
يعد يكتب رسائل الرئيس إلى رؤساء الدول المختلفه كما لم يعد
على إتصال
مباشر به مثلما كان الحال فى السابق وقد يعود ذلك لخلافاته مع جمال مبارك وكنت وعلى مدى سنوات
طويله
ومن خلال عملى مع مجموعه كبيره من وزراء الخارجيه المصريين أرصد أداء أسامه الباز وعلاقته بالرئيس مبارك إذ كان الشخصيه الحاكمه فى الكثير من قرارات الرئيس فى السياسه الخارجيه وكان تأثيره
يتجاوز وبكثير سلطات وكيل أول وزارة الخارجيه
التى كان يتمسك ببقائه فيه بل وأقول إن دور أسامه الباز فى منظومة السياسه
الخارجيه المصريه كان يتجاوز أحياناً دور وزراء
الخارجيه
ويمكننى فى هذا السياق القول إن مسئوليات
ومهام أسامه الباز مع الرؤساء المصريين كانت تماثل
وظيفتى مستشار الأمن القومى من ناحيه
والسكرتير
السياسى والدبلوماسى للرئيس من ناحيه أخرى
هكذا هى الحياه فى عالم السياسه والساسه تحمل بزوغ نجوم وأفول
آخرين بين الحين والآخر لا تدوم لأحد ولا تضمن البقاء لأصحاب الحظوه
والسطوه والمقربين ولذا أختفى
دور
الثعلب أسامة الباز دون أن يعلم أحد هل تم ذلك بفعل فاعل فى إطار المؤمرات التى تشهدها قصور الحكم أم بفعل الزمن وتقدم عمر الرجل
أنتظرونا والحلقه التاليه من كتاب (( شهادتى )) لأحمد أبوالغيط وكيف كان
لعمر سليمان اليد الطولى فى ملفات الخارجيه
#جنرال_بهاء_الشامى
لا كده لم يوفي حق الباز
ردحذفانا كنت متوقع جزء كبيير للباز
مع ابوالغيط
اذاكان وزير الخارجيه هو من ينفذ توجهات الرئيس كما ذكر ابو الغيط واعترف مبارك فى حديث متلفز عندما وجد ازدياد شعبيه عمرو موسى انه هو من يضع السياسات ووزير الخارجيه عليه التنفيذ الا ان اسامه الباز هو العقل المفكر لمبارك واتذكر ان منظمه التحرير يوم ان اعلنت دوله فلسطين من تونس واعترفت بها جميع الدول العربيه الا مصر وانتشرت الشائعات عن سكوت مصر كان الباز مسافر وعندما رجع بعد٣ ايام اعلن ان مصر ليست فى حاجه الى الاعتراف بدوله فلسطين لانها معترفه بها قبل ان تعلن من تونس
حذف