السبت، 22 ديسمبر 2018

المشير الذهبى رقم 25

نعود معكم لنسبح فى عبق التاريخ العتيق لننهل من عطر زكريات مشيرنا الذهبى أحمد إسماعيل زكنا قد توقفنا عند بعد إنسحاب قواتنا من سيناء عقب نكسة هزيمة يونيه عام 1967 م


 يقول مشيرنا كان ذلك نتيجة الانسحاب المتسرع غير المخطط له ولذا كان علينا مضاعفة المجهود المخابراتى لجعل تلك المعلومات لا قيمة لها أو على الأقل تقليل أثرها لقد حصلت المخابرات المصريه على معلومات عبر عملائنا على الجانب الإسرائيلى فى غاية الخطوره  منها خرائط حقول الألغام التى زرعتها القوات الإسرائيليه حول مواقع المدافع الثقيله ومرابض الدبابات وخرائط أخرى سريه لمولدات الكهرباء فى خط بارليف وأماكن خزانات النابالم ومواقع غرف الضباط والجنود فى خط بارليف ونظام الحراسات الليليه على الجبهه الشرقيه للقناه وأنواع الذخائر وخرائط مخازنها فى سيناء وغيرها من المعلومات التى ساعدت فى الإعداد للحرب.

 كثيراً ما لمح مراقبون ومحللون سياسيون أن إختيار السادات له لرئاسة المخابرات العامه ما هو إلا تمهيد لتولى أمور القوات المسلحه لكن بعد أن تتهيأ الأمور وكان هذا صحيحاً فيما بعد


 كان السادات كان ينوى أن يعهد إليه بمهمة قيادة القوات المسلحه من البدايه ولكن لحكمته لم يفعل ذلك مباشرةً وجعل من محطة المخابرات الخطه الأولى لهدفه

كان مشيرنا الذهبى  الرجل العسكرى الوحيد الذى رافق الدكتور عزيز صدقى رئيس الوزراء المصرى فى زيارته إلى موسكو بينما بقى وزير الحربيه فى القاهره  


الواقع أن مسئولية إدارة جهاز المخابرات المصريه جعله غير بعيد بل ربما قريب جداً من القوات المسلحه ورفاق السلاح والعمر  لكنه برغم تلك المشاركه والأقتراب المباشر من القوات المسلحه لم يتوقع أن يجىء اليوم الذى يعود  فيه إلى القوات المسلحة مره ثانيه وإلى صفوف الجيش  كما يؤكد على هذه الواقعه فى مذكراته


لا أستطيع نسيان ذلك اليوم الذى أستشهد فيه عبد المنعم رياض هذا البطل  والذى بدأ منذ يناير عام 1969 أى قبل نحو شهرين من إستشهاده هذا ماقاله مشيرنا  حينما كان  يتولى رئاسة هيئة العمليات بالقوات المسلحه وقرر فى بدء خطه هدفها تدمير خط بارليف بالكامل وإلحاق الخسائر بأفراد العدو وقرر قصف خط بارليف بالمدفعيه المصرية يوم 8 مارس 1969م  ونجحت تلك الضربات فى هدم الدشم الحصينه التى أقامها الإسرائيليون أول مره


 لقد أستمر هذا القصف خمس ساعات متواصله وفى صباح 9 مارس 1969م توجه الفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان وقتها إلى المواقع الأماميه لمشاهدة نتائج القصف بنفسه وأدرك العدو وجود رئيس الأركان فقصف الموقع ليسقط شهيداً ولينتاب مشيرنا الذهبى  الحزن الشديد على رحيل هذا البطل الذى كان يتمتع بخصال الرجال ويزيد عليها فى مستواه الثقافى والعسكرى الراقى الذى يتمتع به


قبل كل هذا كان صديقاً أثر فيه رحيله بشده كانا كثيراً ما ينتنافسان فى المعلومات العسكريه وعندما كان يكسبه كان يقدم له زجاجة كوكاكولا وهو يضحك قائلاً بسعاده «لك عندى رهان»

يقول أحمد إسماعيل عن هذه الذكرى المؤلمه  لذا لم أتمالك دموعى وهم يخبروننى بإستشهاده كنت أبكى لإدراكى حجم خسارة مصر برحيل هذا الرجل


صحصح بقى معايا الله يرضى عليك علشان الفقره الجايه مهمه جدا وتاريخييه ووثائقيه وححاول أنقلها كما كتبها أحمد أسماعيل وححاول التدخل للتوضيح البسيط فيما بين القوسين


يقول مشيرنا الذهبى نعود  لقضية الحرب مع إسرائيل وكما سبق أن قلت كنت مشغولاً  طوال فترة تقاعدى بإصطلاح الحدود الآمنه الذى يستخدمه المسئولون الإسرائيليون فى مواجهة الضغوط التى تطالبهم بالإنسحاب من المناطق المحتله وفى تبرير مطالبتهم بضم أجزاء من المناطق المحتله (( كما وضح فى تصريح جولدا مائير لصحيفة التايمز اللندنيه فى 8/3/1971 الذى حددت فيه المطالب الإسرائيليه الإقليميه )) وذلك فى نطاق الإتصالات السياسيه لحل الأزمه فى الشرق الأوسط بالطرق السلميه بينما إصطلاح الحدود الآمنه والكلام اللى جاى على لسان المشير شخصياً وهى دى الفقره اللى طالب السادات بالرجوع لها فى مباحثات كامب ديفيد زى ماقلتلك على صفحتى الشخصيه يقول المشير عن مصطلح الحدود الآمنه


فى حقيقة الأمر هو إصطلاح دخيل على الإستراتيجيه العسكريه تستخدمه إسرائيل للتعبير عن رغبتها فى التوسع الإقليمى وهو هدفها الرئيسى وهو كلمه مخادعه براقه تحمل معنى الدوله التى ترغب فى أن تعيش فى أمن وسلام ولا تبغى من إعتداءاتها التى تضطر إليها إلا أن تكون لها حدود يمكن الدفاع عنها وبذلك توهم دول العالم بعدالة مطالبها ومن ثم فإن الحدود الآمنه إصطلاح لا ينسجم مع المعركه الحديثه فى عصرنا وبعد أن ثبت فشل مثل تلك الحدود فى الحرب العالميه الثانيه إذ أمكن التغلب على خط «ماجينو» الذى أستنفد ملايين الدولارات فى إعداده وتجهيزه فما بالنا اليوم بالتطورات الحديثه فى الطيران والصواريخ والأقمار الصناعيه والإبرار الجوى والبحرى وخلافه وهل الحدود الآمنه عباره عن حدود طبيعيه مثل الجبال والأنهار والوديان ؟؟؟ وهل فى زماننا المعاصر تعتبر مثل تلك الصفات الجغرافيه الطبيعيه موانع للأسلحة الحديثه والمعدات البرمائيه والمعدات التى تسير فى الصحراء وعلى جميع أنواع الأراضى خصوصاً بعد التوسع فى إستخدام الطائرات العموديه (( الهليوكوبتر )) التى تتمكن من نقل المعدات والأفراد عبر أى نوع من الحدود والأراضى ؟؟؟


إن إسرائيل تدعى أنها ترغب فى حدود آمنة مع جيرانها العرب أى نوع من الحدود تلك التى تكون آمنه ؟؟؟  وما شكلها ؟؟؟ أهى حدود طبيعيه جبال _ صحراء  _ أنهار ؟؟؟  وهل تكفل هذه الحدود لها الأمن حقيقه ؟؟؟  وهى حدود آمنة مِن مَن ؟؟؟  ومن أى نوع من العمليات ؟؟؟  أمن قصف المدفعيه  أم من الطيران  أم من الهجوم المدبر  أم من التسلل ؟؟؟  وهو تسلل الفلسطينيين الفدائيين عبر الحدود إلى أراضيهم الأصليه ووطنهم السليب (( يقصد هنا الفلسطنيين )) وخلى بالك من الجزئيه اللى جايه  وقد أكدت جميع النظريات العسكريه أنه لا يمكن منع تسلل الأفراد مهما عظمت القوات المدافعه ومهما كانت مناعة المواقع الدفاعيه  فالتسلل ممكن عبر أى نوع من الأراضى وأى نوع من الحدود وعلى ذلك فكلما كبرت الحدود وزادت قلت فرص الدفاع عنها وبالتالى سهل التسلل منها هل تسعى إسرائيل إلى حدود آمنه من قصف نيران المدفعيه ضد المستعمرات والمدن ؟؟؟



على الرغم من علمها أى إسرائيل بأن مدى الأسلحه الحديثه زاد زياده كبيره وأمكن بالمدفعيه أن يتم الضرب وبدقه إلى مسافه تصل إلى 25 كم وأكثر فهناك من الصواريخ متوسطة المدى ما يمكنها أن تصل إلى 80 كم وأكثر  وعلى ذلك مهما كانت الحدود سواء أكانت صحراويه أم صلبه أم مائيه  فلن تمنع من قصفات المدفعيه كذلك فإن سرعة الطيران الحديث والطيران المنخفض الذى يصعب  إكتشافه على مسافات بعيده بواسطة الرادار ذلك كله جعله يتمكن من عبور أى نوع من الحدود بسرعه فائقه قبل أن يتم إكتشافه أى إن فرصة الإنذار لن تكون كافيه مهما كانت اليقظه ومهما كانت الحدود

أصابعى بدأت تؤلمنى فأستسمحكم إنهاء المقال على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى

هناك 3 تعليقات: