الأحد، 23 ديسمبر 2018

المشير الذهبى رقم 26



نعود للكلام مشيرنا الذهبى وهو يقول دار فى رأسى العديد من الأسئله العسكريه ومنها كيف تحمى الحدود الآمنه إسرائيل من هجوم الدول العربيه عليها ؟؟؟ كيف تمنع الحدود أى عمليات هجوميه مفاجئه ؟؟؟ فإن مفاجأة الضربه الأولى سواء كانت جويه أو بريه يمكن تحقيقها لكن العبره بتلقى الضربه وإمتصاصها ثم توجيه الضربه المضاده  ولم تمنع سيناء ورمالها وجبالها إسرائيل من القيام بالعمليات الهجوميه وعلى العكس أيضاً لن تمنع سيناء قواتنا من القيام بالعمليات الهجوميه فى الوقت المناسب



الحدود الآمنه لمن وضد من ؟؟؟ آمنه لإسرائيل ضد الدول العربيه أم ضد أصحاب فلسطين الشرعيين ؟؟؟ إذا كان التأمين ضد الدول العربيه فإن الدول العربيه هى التى تطالب بالحدود الآمنه ضد إسرائيل التى بدأت بالعدوان وأعتدت على حدودنا أعوام 48 و 56 و 67 إذن فإن المنطق يقتضى العكس فليس من العدل أن تطلب الدول المعتديه المغتصبه أن تؤمن حدودها ضد الدول المعتدَى عليها


وأنتهيت إلى الخلاصه أن  الحدود الآمنه لن تكون كذلك ولن تؤمن إسرائيل ضد أى نوع من العمليات الحربية إذا كانت النيه مبيته للقيام بأى نوع من العمليات سواء كانت عمليات إزعاج أو هجوماً فعليا  ومنذ انتهاء عمليات يونيو 1967 لم يكف المسئولون الإسرائيليون عن إعلان التصريحات والتفسيرات حول الحدود الآمنه والمناطق التى ترى إسرائيل الإستيلاء عليها ما يحقق الأمن لها ولنناقش المناطق التى ترى إسرائيل أنها تؤمن حدودها على لسان مسئوليها وهل حقيقة ضم هذه المناطق لإسرائيل يحقق لها الأمن ؟؟؟ طالبت إسرائيل بوجود عسكرى لها فى شرم الشيخ لتأمين الملاحه الإسرائيليه فى خليج العقبه  ((كما جاء فى تصريح جولدا مائير وفى تصريحات موشى ديان ))


هل تأمين الملاحه يحتاج إلى شرم الشيخ وخليج العقبه ؟؟؟ بنظره عسكريه مبسطه نستطيع أن نقول إذا أحتل العدو هذه المنطقه يمكن تعطيل الملاحة من أماكن أخرى وإذا أحتل العدو الشاطئ المصرى يمكن تعطيل الملاحه من الشاطئ السعودى المقابل كما يمكن تعطيل الملاحه من ميناء العقبه نفسه وإذا كانت منطقة تيران وصنافير هى أضيق منطقه فى الخليج  فهناك الآن الأسلحه الساحليه سواء كانت مدفعيه ساحليه أو صواريخ أرض أرض وهى أسلحه بعيدة المدى وتتميز بالدقه فى إصابة الهدف مما يمكنها من غلق الخليج من الشاطئ إضافه إلى وجود الغواصات وقدرتها على إغراق أى قطعه بحريه فى المضيق فتتعطل الملاحه فى الخليج المغلق فى نهايته فضلاً عن إمكانية إستخدام الطيران فى إغراق بعض القطع البحريه فى المضيق  



هناك نقطه أخرى يجب ألا نغفلها هنا وهى إذا كانت إسرائيل تطلب إحتلال مضيق تيران بقواتها لتأمين ملاحتها إلى ميناء إيلات وهى الدوله المعتديه فكيف تؤمن الأردن ميناء العقبه من إسرائيل وهى الدوله المعتدَى عليها ؟؟؟



على ضوء ما سبق يتضح أن كل ما أورده المسئولون الإسرائيليون للتمسك بشرم الشيخ ما هو إلا حجج واهيه ترمى إسرائيل من ورائها إلى أن تمد حدودها على ساحل البحر الأحمر لمسافة 200 كيلومتر أو أكثر على شاطئ الخليج وحتى يمكنها إستخدام الطريق البرى الذى أنشأته من رأس النقب حتى شرم الشيخ كى تضمن وجوداً لها بصفه دائمه فى جنوب سيناء



نعود إلى الحدود الآمنه ونضرب مثالاً آخر بمرتفعات الجولان فهى فى حد ذاتها ليست مانعاً طبيعياً يمنع الأستيلاء عليها ولكنها تساعد فى الدفاع والدفاع نفسه ليس هدفاً للنصر فى الحروب بل يعتبر مرحلة الإستعداد للهجوم أو تثبيت قوات فى جهه معينه للهجوم من جهه أخرى ولا يتم النصر إلا بتدمير قوات العدو وفرض الإستسلام عليه وهذا لا يتحقق إلا بالهجوم الفعلى وإذا ركز الهجوم على أى منطقه مهما كانت مناعتها أمكن الأستيلاء عليها وإذا كانت القوات الإسرائيليه قد أمكنها الأستيلاء على مرتفعات الجولان بالرغم من مناعتها كهضبه مرتفعه حاكمه فإن القوات العربيه يمكنها أن تستولى على المرتفعات بالأسلوب نفسه


معذره وأعذرنى بدخلك فى تفاصيل قد لاترى أنها مهمه لكنها هامه جدا فى تحليل أى مشهد مرتبط بالمنقطه جغرافيا وعلشان تبقى عارف أهمية قراءة مذكرات السياسيين عند التحليل السياسى أما بالنسبه لإدعاء إسرائيل بأنها تحتل قمم الجولان حتى تمنع ضرب المستعمرات الإسرائيليه فالأسلحه الحديثه لا تحتاج لأن توضع على المرتفعات إذ إن معظم الأسلحه يمكنها الضرب من خلف الهضاب ويمكن توجيه النيران بالطائرات ومعظم المدفعيه البعيده المدى لا تحتاج إلى تصحيح النيران بالنظر إذن فمطالبة إسرائيل بضم الجولان لحمايتها من الجيوش العربيه أو لحماية مستعمراتها من ضربات المدفعيه السوريه يعتبر حجه فقط  للتوسع على حساب سوريا


مثال آخر فى حدود وادى الأردن وأسأل هنا هل هى مانع طبيعى حقيقى ؟؟؟ وإذا كانت كذلك فكيف نفسر دخول وخروج الفدائيين الفلسطينيين يومياً ؟؟؟ إن الحدود مع الأردن تمتد مسافة 500 كم وسواء أكانت الحدود وادى الأردن أم خلافه فإنها تحتاج إلى قوات كبيره لحمايتها والدفاع عنها أو نقاطاً للمراقبه ... إذن فإن الحدود مع الأردن غير آمنه سواء كانت الحدود القديمه أو الحدود ضد وادى الأردن وإذا كانت الحدود هى نهر الأردن فما الحل بالنسبه للمدن العربيه والمليون عربى فلسطينى الموجودين حاليا غرب الأردن ؟؟؟ هل ينضمون إلى دولة إسرائيل وعندئذ يصبح داخل إسرائيل أقليه عربيه قد تتسبب فى نسف إسرائيل من الداخل فى يوم ما  إذا ما أخذنا فى الأعتبار إرتفاع معدل المواليد بين العرب عنه بين اليهود وهو الوضع الذى يرفضه زعماء إسرائيل ؟؟؟



عن المناطق منزوعة السلاح أقول إنه اقتراح ثبت فشله فى العديد من المناسبات أذكر منها تجربتنا مع إسرائيل نفسها فالأرض المنزوعة السلاح يمكن لأى من الطرفين أو طرف ثالث أن يحتلها فى فتره وجيزه برا كان أو جوا كما يمكن للدوله المشرفه إداريا على المنطقه منزوعة السلاح أن تجهزها كمسرح مستقبلى للعمليات تحت ستار التحسينات المدنيه للمنطقه وفى حالة وجود قوات دوليه تابعه لهيئة الأمم المتحده فى المنطقه وهناك نيه من إحدى الدول لإنتهاك حيادها فإن البوليس الدولى كقوه معنويه غير مسلحه لن يتمكن من وقف إحتلال هذه الأرض وقد كان لنا تجربتان مع إسرائيل فى هذا المجال الأولى هى إعتداء اليهود أنفسهم على منطقة العوجه منزوعة السلاح عام 1955م  رغم وجود ممثلى الأمم المتحده بعد أن طردتهم مع المندوبين المصريين وإحتلالها العوجه وفرض سيطرتها عليها ولم تتحرك هيئة الأمم المتحده



 التجربه الثانيه فى حرب يونيو 1967م  حين قتلت القوات الإسرائيليه قوات الأمم المتحده الهنديين فى غزه وهى تعلم أنهم جنود الأمم المتحده متحديه بذلك الأمم المتحده غير عابئه بقراراتها


يحضرنى هنا تصريح «أبا إيبان» فى حديث له مع «الأوبزيرفر» البريطانيه بتاريخ 18/6/1967م  قال فيه «حتى لو تم التصويت فى الجمعيه العامه للأمم المتحده بأغلبية 121 صوتاً ضد صوت واحد لتأييد إنسحاب القوات الإسرائيليه إلى ما وراء خطوط الهدنه فإن إسرائيل لن تلتزم بهذا القرار


هل تتخيل إسرائيل أن الحدود الآمنه هى مشكله عسكريه بحته أم أنها مشكلة أسلحة وحرب وأن الأمن مجرد حاله من الأستعداد المسلح فقط يتمثل فى ترسانه ضخمه من الأسلحه المختلفه ؟؟؟



 إن أى دوله تستطيع أن تصل إلى النقطه التى لا يمكنها أن تشترى مزيداً من الأمن لنفسها بمجرد مزيد من المعدات العسكريه إن العامل الحاسم بالنسبه لأمه قويه مسلحه بالفعل تسليحاً كافياً هو طابع العلاقات الذى يحفظ أمنها الجوهرى والأقتناع بالعداله وإعطاء كل ذى حق حقه


يقول مكنمارا «وزير الدفاع الأمريكى الأسبق» فى تعريفه للأمن فى كتابه «جوهر الأمن» «معناه التنميه وليس المعدات العسكريه وإن كان يتضمن المعدات العسكريه كما أنه ليس هو القوه العسكريه وإن كان يتضمنها وليس النشاط العسكرى التقليدى وإن كان يشمله فالأمن هو التنميه ومن دون تنميه لا يمكن أن يوجد أمن»  كما أود أن أورد هنا فقره من التصريح الأخير لـ«بن جوريون» السياسى الإسرائيلى العتيد والأب الروحى لإسرائيل الذى أدلى به لمجلة «ساترداى ريفيو» فى 25/3/1971م  قال فيه



«إن وجود حدود يمكن الدفاع عنها عسكريا لن يكفى فى حد ذاته لضمان مستقبلنا على الرغم من أنها قد تكون شيئاً مرغوباً فيه»

أصابعى بدأت تؤلمنى بشده فأستسمحكم أنهاء المقال لكن لنا لقاء آخر متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى

هناك 5 تعليقات:

  1. صحيح يا جنرال ايه أخبار هضبه الجولان اللي لا حس ولا خبر عنها طيب أثناء حرب الدائرة في سوريا ليه سوريا محولتش تاخد حقها ليه راحت في ذكريات التاريخ وهل لإسرائيل اي حق في احتلال اي منطقه بحجه انا بحمي بلادي وهي حوددهم دي فين وحق أي دول في الاعتراض علي تلك القرارات الإسرائيلي فين ....الحمد لله ان مصر لها جيش وجهاز مخابرات قادر علي أي عدوا يمس بالوطن الغالي مصرنا الغاليه

    ردحذف