الخميس، 23 مايو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 12


توقفنا فى حلقتنا السابقه عن ماذا حدث فى أول أجتماع للحكومه الأسرائيليه بعد تشكيلها وخصوصا أنها كانت معظمها من الجنرالات واليوم نستكمل ماتوقفنا عنده أعزائى





يقول الجنرال رابين رئيس أركان الجيش الأسرائيلى وقتها فى مزكراته أرتأيت أن تبادر إسرائيل بالهجوم على مصر فأن أستطعنا الإجهاز على الجيش المصرى أصبح بعد ذلك كل شئ هيناً لأنها عامل حاسم فى إطالة أمد الحرب ونتائجها وعدد خسائرنا التى يمكن أن نتحملها وأثناء المناقشه التى تمت فى يوم 2 يونيه عن موعد الحرب قال أشكول رئيس وزراء أسرائيل حينها أننا مازلنا فى حاجه إلى تأكيد تأييد ومعاونة الرئيس الأمريكى جونسون بما لايدعى مجالاً للشك أننا لن نخدعه ولو تأخرنا يومان فلن نخسر كثيراً وعلينا أن نتريث






قرروا فى هذا الأجتماع أن تبدأ الحرب يوم الأثنين 5 يونيه عام 1967 م ويوم الأحد 4 يونيه أجتمعوا مره أخرى لتأكيد موعد الحرب يوم 5 يونيه




يوم 2 يونيه فى القاهره أجتمع عبدالناصر بقادة القوات المسلحه فى وجود المشير عبدالحكيم عامر وركز معايا كويس قوى فى الجزئيه دى علشان فيها دليل براءة مخابراتنا العامه أنه عنده معلومات وطبعا المعلومات بتوصل لرئيس الجمهوريه من جهاز مخابراته أن إسرائيل من المتوقع أن تشن هجوم عسكرى على مصر فى خلال من 48 _ 72 ساعه وأنها ستركز فى ضرباتها الأولى على سلاحنا الجوى والدفاعات الجويه والأرضيه لتحقيق السيطره الجويه على أرض المعركه المنتظره وطلب من عامر الأستعداد لهذه الضربه لتقليل حجم الخسائر وكرر عبد الناصر أن إسرائيل ستعتمد على عنصر المفاجأه وأن تكون المعركه قصيره لأن الجيش الأسرائيلى لايجيد الحروب الطويله نظرا لأعتماده على التعبئه العامه لقوات الأحتياط مما يؤثر سلباً على أداء الجبهه الداخليه




طبعا فى الأجتماع تناقش الجميع فى رد الفعل الأمريكى والعالمى وقرروا فى الأجتماع حتى لاتظهر مصر بمظهر المعتدى أن نتلقى الضربه الأولى ونمتصها وكان القرار سياسى أكتر منه عسكرى






أصدر المشير عامر توجيهات عمليات بأن تقوم قوات المنطقه الشرقيه بالدفاع بغرض هزيمة وتدمير قوات العدو التى تحاول عبور حدودنا الشرقيه ولم يعرض فى هذا الأجتماع الأوضاع فى العمليه الدفاعيه بعد أن تغيرت الخطه الدفاعيه قاهر تغييرا جذريا أثناء عملية حشد القوات فى سيناء وأنتهى الأجتماع على ذلك وهنا نفهم أن عبدالناصر تحت ضغوط سياسيه أمريكيه وغير قادر على بدء الحرب وترك لأسرئيل هذه المهمه وأن تبدأ الحرب فى الوقت المناسب لها والوقت الذى تحدده





يقول مشيرنا النحيف لم تكن فعليا مصر مستعده لخوض أى حرب ضد إسرائيل وتم أستدراجنا بموضوع سوريا وأخطأ ناصر بقرار سحب قوات الطوارئ الدوليه وتم حبك مؤامره عالميه لأستدراج مصر فى حرب غير متكافئه إستعدت لها إسرائيل منذ عام 1956 م وغيرت من توجوهاتها السياسيه ومن قبلتها التسليحيه وأستطاعت كسب الأمريكان وأستقطابهم ويلخص الجمسى أسباب هزيمة يونيه كدروس للأجيال القادمه فى نقاط  





أولا : خمس سنوات حرب طويله فى اليمن أستُدرجنا لها تدريجياً بعد أن كانت فى الأول قاصره على دور الخبراء العسكريين فقط حتى وصلت القوات المصريه لثلث الجيش المصرى تقريبا خسرنا فيها من القوت والمعدات وميزانية القوات المسلحه مالايطاق حتى أضطررنا للأقتراض مع أنخفاض فى مستوى التدريب والأنضباط العسكرى



تدهور الحاله الفنيه للأسلحه الثقيله



القوات البريه تكبدت فى اليمن خسائر جسيمه وتوقف تدربها لفتره طويله وتحتاج لوقت طويل لأستعادة الأنفاس والتأهيل التدريبى بالأضافه لخسائر المعدات



القوات الجويه أستهلكت بعض طياراتها والباقى محتاج لصيانه وقطع غيار وخسرنا كثير من معدات النقل الجوى


لم نستفاد من أخطاء حرب عام 1956 م ولم نبنى حظائر لطائراتنا وتركناها مكشوفه على الأرض


القوات البحريه تأثرت بعمليات النقل المستمره وتأمين عمليات النقل الأمر الذى أثر على كفاءة قطعنا البحريه



عمليات التدريب وعندك قوات بقالها 5 سنوات بتحارب فى طبيعه جبليه وحرب عصابات ونست الأفراد حرب الأراضى المكشوفه وهى أرض معركة سيناء وكنا محتاجين وقت طويل لأعادة تأهيل هذه القوات تدريبياً



على مستوى القاده الكبار فقد كان لتركيز القاده على حرب اليمن أثر سلبى فى عدم الأهتمام بالعدو الرئيسى والتقليدى وتدريب قواتنا فى سيناء على حرب محتمله فى أى وقت 



لم يتم تجهيز كل خطوطنا الدفاعيه وأهتممنا بالخطوط الأولى الملاصقه لحدودنا الشرقيه وخصوصا خط المضايق الذى يعتبر آخر خط دفاعى لقواتنا



كانت هيئة عمليات القوات المسلحه برئاسة الفريق أنور القاضى  قدمت تقريرا فنيا للمشير عبدالحكيم عامر يابرلتنى يابتاعة جيش عامر وكان التقرير عباره عن تحذير من مغبة الدخول مع أسرائيل فى أى أشتباك مسلح خصوصا وأن قواتنا كانت منهكه من حرب اليمن بهذا العدد الذى وصل فى عام 1966 لثلثى قواتنا المسلحه بل وحذر التقرير الذى رفعه أنور القاضى للفريق فوزى من خطورة الأشتراك مع أسرائيل فى أى أعمال أستفزازيه حتى تستريح قواتنا وتعاود أستعادة لياقاتها القتاليه وإعادة تدريبها على حروب الأرض المكشوفه اللى نستها خلال 5 سنوات فى اليمن



لكن كل هذا فى كفه وماوجدوه فى خزينة المشير عامر بعد الهزيمه موضوع تانى خالص ... فماذا وجدوا فى خزينة عامر يابرلنتى هذا موعدنا معه الحلقه القادمه فلنا لقاء متى شاء الله


جنرال بهاء الشامى  

هناك تعليق واحد:

  1. اعتقد ان هناك اسباب اخرى بعضها غير معلن والبعض الخر معلن كموقف الاتحاد السوفيتى وطلبه بعدم البدء فى القتال ولك الحق فى التعليق على ذلك

    ردحذف