السبت، 25 مايو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 14


كان لنا لقاء بناءاً على وعد قطعناه على أنفسنا ونتيجة عزيمه لتنفيذ وعودنا ها نحن وإياكم نلتقى لنستكمل ماتوقفنا عنده وأسباب هزيمة حرب يونيه عام 1967 م





كان فيه تقليعه وقتها بإنفصال القيادات وبعضها البعض وكانت القوات الجويه والقوات البحريه عاوزين يستقلوا عن القوات البريه مما أفقد رئاسة هيئة العمليات سيطرتها على القوات وضعف التنسيق بينهم وتلاشى روح التعاون بين القوات






تضارب ولخبطه فى القيادات العسكريه يعنى كان عندنا نائب القائد الأعلى للقوات المسلحه وهو المشير عامر ومهمته التنظيم والعمليات والتدريب وكان عندنا شمس بدران وزيراً للحربيه ومهمته خاصه بتعينات ومطافاءات وأحالة الظباط للمعاش وأنهاء خدمتهم وأعمال المخابرات الحربيه فكان فيه شبه صراع بالقوات المسلحه وكانت التعينات طبقاً للولاء وليس الكفاءه وكان ده واضح فى القيادات الموجوده فى سيناء أثناء الحشد فكانت الخطوط الأولى للمقربون وليست للكفاءات






الصراعات داخل القوات المسلحه جعلت المخابرات الحربيه تركز على جزئية الأمن وأبتعدت أو أهملت جزئية جمع المعلومات عن قوات العدو اليهودى وأظهرت العمليات أثناء الحرب أن المخابرات الحربيه لم تستطيع الحصول على معلومات كافيه عن العدو اليهودى ولا معلومات عن طريقة إدارته للمعارك وده كان واضح أثناء سير المعارك






كانت المخابرات الحربيه رفعت تقريرا للقياده السياسيه محتواه لاينتظر أن تقوم بهجوم جوى ضد مصر أما المخابرات العامه فقد رفعت تقريراً يوضح أن أسرائيل ستشن هجوماً جويا فى ظرف 48 _ 72 ساعه وهو مادعى عبدالناصر يحذر فى أجتماعه بقيادا الجيش يوم 2 يونيه من هجوم جوى محتمل ومن هنا يظهر التضارب فى التقارير وعدم وجود تنسيق بين أهم جهازى معلومات فى مصر ويرجع المحللون العسكريين أن تراجع أداء المخابرات الحربيه لأنشغالها بجمع معلومات عن الداخل وأبتعادها عن مهمها الرئيسيه عكس حرب أكتوبر التى كانت للمخابرات الحربيه دور بارز فى جمع المعلومات الصحيحه مما مكن القاده العسكريين والسياسيين من أتخاذ القرارات السليمه قبل وأثناء المعارك






عندما أُعلنت حالة الطوارئ قبل نشوب الحرب قرر المشير عامر أنشاء قياده ميادنيه متقدمه من الفريق عبدالمحسن مرتجى قائد القوات البريه واللواء أحمد إسماعيل على وعبدالغنى الجمسى وبعض الظباط وتحرك مركز القياده المتقدم نحو الأسماعيليه ثم فى موقع متقدم فى سيناء وهذا عكس الخطه قاهر الدفاعيه والمدهش أن تعيين هذه القيادات لم يكن تحديداً متفقاً عليه فى الخطه قاهر الدفاعيه التى تحولت لهجوميه بدون التدريب عليها






أرسل عبد الغنى الجمسى تقريراً للمشير عامر ينصحه بتراجع مركز القياده خلف قوات الجيش الثانى لكن المشير عامر رفض وعلل رفضه بأنه سيتواجد فى مركز القياده المتقدم ليدير الحرب نفسه وهو مالم يحدث وقال عامر أن وجود مركز القياده المتقدم إجراء شكلى فقط حيث من المتوقع عدم نشوب حرب بين العرب واليهود





عندما صدر القرار السياسى بخصوص المضايق وعندما أرسلت القوات لتنفيذ وتأمين القرار كان الفريق محسن على أتصال بالقياده المركزيه بالقاهره على أعتبار أنها القياده المباشره وبالتالى يتضح أن مركز القياده المتقدم مكانشى له عوزه






تضارب القيادات وعدم التنسيق بينها فى سيناء ففى أحدى المرات أجتمع الجمسى وأحمد أسماعيل والفريق مرتجى وأتفقوا على توحيد القياده لمنع ووقف هذا التضارب الموجود وأتفقوا على أن المشير عامر هو اللى متولى زمام وشئون الجيش وهو اللى عنده الخطط وعارف أمكانيات بلده العسكريه والمدنيه من أمدادات تموينيه وخلافه






المدهش وبإعتراف جميع القاده أن هذه الحرب كانت بدون قياده لدرجة أن قائد الجيش التانى هو اللى أخد قرار الأنسحاب مش المشير عامر بدون مايكون عندنا خطط منظمه للأنسحاب وبدون تدريب القوات عليها بدل المهازل اللى حدثت وقت الأنسحاب وتسببت فى أرتفاع خسائرنا وخصوصا كل أسرار القوات المسلحه لأن أسرائيل عثرت على الوثائق وأن الأنسحاب لم يكن منظما أو بطريقه مدروسه وبدون غطاء جوى وتعرضت جميع وحداتنا فى سيناء لخسائر رهيبه فى المعدات والأسلحه عدا سرية الرائد عمر سليمان التى عادت بخطه لازالت تدرس حتى الآن فى المعاهد العسكريه





فى أجتماع عبدالناصر بالقاده العسكريين فى 2 يونيه  سأل ناصر المشير عامر الجيش جاهز فقال له عامر رقبتى ياريس لكن الواقع والأرقام والتقارير بعد ذلك تؤكد وتبرهن على أن جيشنا لم يكن مستعداً نهائيا مش لخوض معركه كبرى مع إسرائيل لكن لمجرد التحرش بقوات أسرائيل أذن القرار السياسى بإغلاق المضايق بنى على معلومات عسكريه مضلله وتضارب المعلومات حول الجبهه السوريه يؤكد أن هناك تضارب بين الجميع وأقرب التقارير للحقيقه كانت تقارير المخابرات العامه وأكذوبة أن المخابرات المصريه تقاعست عن عملها كان الغرض منها فقط تصفية حسابات مع رجال محسوبين على عبد الحكيم عامر يابرلنتى عبد الحميد ... عرفتى دلوقتى أن الجيش اللى حارب بعد كده فى عام 1973 م غير الجيش اللى أتظلم فى حرب عام 1967 م والسبب المباشر هو عدم كفائة عامر لأدارة هذه المعارك وأعتماد القيادات على تعيين الموالين وليس الكفاءات وعدم الأهتمام والألتفات لتقارير الأجهزه المعلوماتيه وياريت تبقى تقرأى مزكرات العسكريين قبل ماتلوشى بالكلام ضد جيش بلدك ياست هانم 





عدم وجود تنظيم أو تنسيق سياسى وعسكرى  بين كل من مصر وسورريا والأردن فنجحت إسرائيل فى الأستفراد بكل جيش على حده




تحالف قوى الشر الدوليه والأقليميه  كلها ضد مصر




يوم 4 يونيه توزعت أشاره تفيد أن المشير عامر سيسافر لشرق سيناء لزيارة مركز القياده والمؤسف أنه تم رصد الأشاره فتوجه يوم 5 يونيه الفريق مرتجى واللواء أحمد أسماعيل على  وقابلهم هناك الفريق صلاح محسن وبعض القاده العسكريين ليكونوا فى أستقبال القائد المغوار فارس العصر والزمان المشير عامر فى مطار تماده الساعه 8.30 صباحاً لكن والقاده واقفين بدأت أسرائيل الهجوم على مطاراتنا تماده والماليز




أمر الجمسى بأرسال أشاره من مركز القياده المتقدم للقياده المركزيه لكن كانت المفاجأه




ماذا حدث بعد ذلك وكيف سيتصرف القاده فى الموقف وكيف سيدير عامر المعركه وجيشنا غير مؤهل لها هذا موعدنا معه فى الحلقه القادمه متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى 


هناك تعليقان (2):