عودة للقاء واياكم القراء الاعزاء لاستئناف ما توقفنا عنده من
حلقات وزير الغلابة واستكمال فترة عاطف صدقي وصراعه مع الجنزوري .
بعد شهر واحد في نوفمبرعام 1987 اجريت الانتخابات لتشكيل مجلس شعب جديد بعد ان تم حل مجلس الشعب عام 1984_1987 وفقا لحكم المحكمة الدستورية . واراد الرئيس ان يبعث لي رسالة بان اكون من المرشحين لمجلس الشعب 1987للمرة الثانية وهي رسالة اخري للدكتور عاطف صدقي باننا نعمل سويا باعتباره الاول وانا الثاني ولابد من التعاون ومع هذا لم تكن هناك رغبة من الدكتور عاطف صدقي لترشيحي رغم انه امر لايساوي الكثير فعندما اكون نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للتخطيط فلن يزيدني ان اكون عضوا بمجلس الشعب .
غضب ابوغزالة حينما علم بنية مبارك تعينه رئيسا للوزراء فقلت له لن يحدث ذلك لكنه يريد انك لن تكون نائبا له ابدا وبدا المشير غاضبا.
في يوليو عام 1987تلقيت دعوة بحضور احتفالات عسكرية سنوية يحضرها الرئيس في مدينة الاسكندرية كل عام واتصل بي المشير ابوغزالة وسالني ان نسافر سويا قلت له نعم وسافرنا وحضرنا الاحتفال وفي طريق العودة في الطائرة الصغيرة طراز ماسكير فوجئت بصوت المشير ابوغزالة قائلا مايزعجني حقا ان الرئيس لم يبلغني عن عزمه علي اختياري رئيسا للوزراء فكيف يكشف نواياه للمحجوب ولا يطلعني علي نواياه .طبعا كان يقصد الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وقتها وكان المحجوب قد ابلغ المشير ان الرئيس سيعينه اي المحجوب نائبا له بينما يعتزم اختيار المشير رئيسا للحكومة ؛ولبث لحظة قبل ان يحتد ثانية ثم قال لو اطلعني علي هذا ماقبلت ابدا هذا المنصب .
لم ادري حقيقة غضب المشير هل لان المحجوب او اي مدني اخر سياتي في موقع نائب الرئيس او لمجرد رفضه شغل منصب رئيس الوزراء وعلي اي حال رجوته الانتظار حتي نزلت الطائرة ودخلنا احدي القاعات الملحقة بمطار الماظة وكان صوته قد ارتفعت نبرته اكثر فرحت اهدئ من غضبه وقلت اهدأ ياسيادة المشير صوتنا بلغ مسامع من حولنا ولكي اخفف التوتر رحت امازحه وقلت اعلم ياعبدالتواب ان الرئيس اراد توصيل رسالة قاطعة اليك فقال ماهي ؟قلت بهدوء لن تكون ابدا نائبا له ونظر الي مستطلعا مستزيدا فاضفت بل اكثر من ذلك لن تكون رئيسا للوزراء ولن يكون المحجوب نائبا للرئيس هذه رسالة مفادها الوحيد لن تكون نائبه ولا تتطلع الي ذلك.
استرد المشير هدوؤه وانصت ثم قال تفتكر كدة بادلت نظرته بنظرة تاكيد اول المشوار.
وقعت في نهاية اكتوبر عام مفاجأة كبيرة بخروج المشير ابوغزالة وتولي الفريق اول يوسف صبري ابو طالب وزارة الدفاع وبعد هذا مباشرة ظهرت قضية القروض العسكرية التي اتاحتها الولايات المتحدة في عام 1979 في عهد الرئيس السادات وكان الدكتور عبدالرازق عبد المجيد وقتها نائبا لرئيس الوزراء ووزير التخطيط وكانت القروض العسكرية بفائدة مرتفعة للغاية تتراوح مابين %11الي %14ولم يقف الامر عند ارتفاع اسعار الفائدة بل صاحب ذلك مشكلة اخري حيث كان محددا لها عشر سنوات سماحا يتم خلالها سداد الفائدة فقط ثم بدءا من نهاية السنة العاشرة الي السنة الخامسة والعشرون تتدفع اقساط القرض وفائدته .
اذن المشكلة لم تكن فقط بسعر الفائدة ولكن ان تمكنا من سداد القروض او بعضها مقدما فلابد ان نسدد مايسمي بجزاء الدفع المبكر ويعني هذا استمرار ارتباطنا بهذه القروض حتي تنتهي المدة المقررة وهي 25سنة ومن ثم فان اردنا التحرر منها عندما تتوافر موارد لذلك في اي سنة صعد الامر بل استحال .
صدر قانون جديد بعد ذلك في الولايات المتحدة كالغاء هذا الاجراء عند الدفع المبكر غير انه بدات المناقشات واللقاءات مع الدكتور عاطف صدقي والمجموعة الاقتصادية المكونة مني ومن الدكتور عاطف عبيد والدكتور الرزاز ومحافظ البنك المركزي الدكتور صلاح حامد والدكتور يوسف بطرس غالي لظهور مشكلة جديدة وهي ان القروض بدات سنة 1979وانتهت فترة السماح سنة 1989وبالتالي يلزم ان تسدد مصر كلا من الفائدة والقسط المستحق .
كما ذكرت سعر الفائدة يتراوح بين %11:%14وهو قدر كبير للغاية خصوصا وان اسعار الفائدة عالميا في ذلك الوقت قد اصبحت مابين %6 و %6.5 واستند اغلبية اعضاء اللجنة علي ذلك لتبرير مدي الفائدة للانتقال من الدين العسكري الي دين للبنوك الامريكية .
رفضت تحويل القروض العسكرية الي تجارية فهاجمني السفير الامريكي بدعم من وزراء ورجال اعمال مصريين بعد مناقشته في لقاءات يومية لمدة تقرب من شهر تؤكد ان كل بدون استثناء موافق علي هذا الانتقال من الدين العسكري الي الدين التجاري ورجوت الزملاء عقد لقاء مع الرئيس فلا يكفي ان نخطره ان الكل موافق عدا الجنزوري حتي لا يبدو ان الامر مشوب بخلاف شخصي .
هل اجتمعوا مع الرئيس ؟ وهل حضر عاطف صدقي واعضاء المجموعة الاقتصادية ؟ وماذا حدث في هذا الاجتماع وماذا كان رد الرئيس مبارك ؟هذا موعدنا معه الحلقة القادمة متي شاء الله
شكرا للأستاذ Mohamed Elkagog الراجل عرف أن آلام أصابعى
عادت تؤلمنى بشده وعدت لأرتداء الرقبه الطبيه فتبرع بتمليته المقالات عبر الموبايل
وهو يكتبها بنفسه ولو فيه أختلاف فى الأسلوب أو أخطاء
فنرجو السماح والعفو لحين شفائى
جنرال بهاء الشامي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق