الثلاثاء، 16 يوليو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 28


كان لنا وعد مع حضراتكم بلقاء وشاء المولى من فوق سبع طباق أن نوفى بالوعد ونكون معكم مره أخرى وكنا قد توقفنا عند بدأ خطط أنور السادات للأعداد لحرب أسترداد الأرض والعرض وخوض معركة معجزة جيش وشعب واليوم نستكمل ماتوقفنا عنده فهيا بنا لنعاود السرد التاريخى لهذه الحقبه التاريخيه




قال السادات بعد أن قام بثورة التصحيح فى 15 مايو عام 1971 م أننا نضع مسئوليتنا أمام أمتحان فأن مشكلة تحرير الأرض هى كل شئ فى حياتنا ... القتال يتم بالأسلوب الذى يمكننا به ماعندنا من أسلحه بما لدينا نرسم ونخطط ... مع الجميع سيتغير شأننا أو ستنتهى القضيه وتتآكل فى عام 1973 م




هذه الجمله البسيطه فى حروفها الكبيره فى معانيها الشامله لكل خططه التى وضعها قالها السادات كخارطة طريق تسير عليها بلاده طوال سنوات حكمه لتحرير سيناء وبالتحليل البسيط لهذه الجمله نتفهم خط سير الأحداث فيما بعد فلم يكن السادات من الأشخاص العشوائيه أو الأشخاص التى تسير كيفما تسيرها الرياح لكنه كان قائدا يعرف كيف يوجه الرياح والأشخاص لما يصبو إليه من أهداف فهيا بنا نخوض فى السرد لنتعرف كيف فعلها السادات رغم أن كل الظروف كانت ضده والرياح غير مواتيه ومع ذلك حول السلبيات والأيجابيات لصالح بلاده وحقق المعجزه




قال هنرى كسينجر فور تولى السادات مقاليد الحكم نصيحتى للسادات أن يكون واقعيا فنحن نعيش فى عالم الواقع الحتمى ولانستطيع أن نبنى شيئا على الأمانى والتخيلات والواقع يقول أنكم منهزمون فلا تطلبوا مايطلبه المنتصر فلابد أن تكون هناك بعض التنازلات من طرفكم حتى تستطيع أمريكا مساعدتكم وأعتقد أن الجمله واضحه رغم كل الصلف والغرور الممزوجه بالحروف أن عليكم قبول بعض الواقع بصفتكم منهزمون ولا يحق لكم أن تتحدثوا مثل من أنتصروا يعنى ماتفرضشى أى شروط بل ستفرض عليك الشروط






فى كلمه أخرى قالها هنرى كسينجر ورد ذكرها بكتاب البحث عن الذات يقول هنرى كسينجر كيف يتسنى لكم وأنتم فى موقف المهزوم أن تملوا شروطكم على الطرف الآخر المنتصر فأما أن تغيروا الواقع الذى تعيشونه فيتغير بالتبعيه تناولنا للحل وأما أنكم لاتستطيعون وفى هذه الحاله لابد من أيجاد حلول تتناسب مع موقفكم غير الحلول التى تطرحونها وعاوزك تركز الله يرضى عليك فى هذه السلسله التاريخيه علشان من خلال أحداثها ستفهم كل شئ وتستطيع أن تحلل المواقف السياسيه المشابهه





كانت أسرائيل بعد حرب 5 يونيه وضعت أستراتيجيه عامه وهى منع العرب من أسترداد أرضهم  بالقوه حتى ترضخ فى النهايه لما تمليه أسرائيل من شروط وكان هذا يتأتى بالتفوق العسكرى الكمى والنوعى على كل القوات العربيه مجتمعه فكان اللوبى اليهودى فى أمريكا شغال على الجزئيه دى شغل من نار لتحقيق هذا الغرض وفعلا رضخت أمريكا لأبتزازهم





نشر حالة اليأس لدى الشعوب العربيه وخلق حاله من اليأس والأحباط والعجز وهو نفس مايحدث اليوم لما بيوهمك أن بلد حتفضل كده ومفيش أمل فى الأصلاح ولن تتقدم وأن الغرب أفضل مننا وأنهم متقدمين عننا وفردت مقال كامل لهذه الجزئيه ومعاك رابط المقال للمراجعه




بدأت أمريكا فعليا تغدق على أسرائيل بالسلاح وحريصه على تفوقها على العرب منذ تلاقى مصالحهم عقب حرب عام 1967 م وأصبحت من أهم مؤيديها عسكريا وأقتصاديا وسياسياً فلم يصدر من هذا التاريخ قرار أممى واحد يشين أو يدين أسرائيل





كل الظروف حتى الجغرافيه أصبحت مع أسرائيل وضد العرب فأسرائيل أحتلت أراضى عربيه فى عام 1967 م وتمركزت قواتها عند موانع جغرافيه تحقق لها أفضليه عسكريه لايمكن الأستهانه بها





كانت مصر والمصريين العدو الأشرس وأظهرت ذلك حرب الأستنزاف لذلك أهتمت أسرائيل بالجبهه المصريه أشد أهتمام فبدأت فى أنشاء المطارات فى سيناء والتحصينات والخطوط الدفاعيه والقوات المدربه تدريب راقى ووضعت فى سناء تحديدا القوات اللازمه لردع أى تفكير مصرى فى تحرير سيناء





وضعت أسرائيل خططها العسكريه بحيث أن أى تفكير فى أى عمل عسكرى سيحول قناة السويس لمقبره للمصريين وكان واضح أن أسرائيل وأمريكا عارفين أن قوة العرب فى أتحادهم فعملت على تفريقهم وتمزيق أى تعاون بينهم على أساس أن لو حدثت أى مواجهات عسكريه كما حدث فى الحروب السابقه تقدر تستفرد بكل دوله على حده وكان الكلام ده أمام السادات أيضا ولازم يعمل حسابه





أمريكا أيضا شافت أن هيمنة أسرائيل وعربدتها فى المنطقه وتفوقها العسكرى كما ونوعا يخدم أهدافها ضد الأتحاد السوفيتى اللى بدأ  يدعم مصر بشكل مباشر وبشروط ميسره ودخت الوعود النتخابيه فى أمريكا مرحلة أرضاء اللوبى اليهودى من وقتها وسيطر اللوبى اليهودى على كل مقدرات أمريكا وأصبح كل رئيس أمريكى هدفه الأول أرضاء أسرائيل وعلشان حضرتك ياعربى تكسر الشوكه دى لازم تتخلى عن طموحاتك الشخصيه ويتوحد العرب على الأقل سياسيا خصوصا بعد زرع أنظمة حكم مواليه لليهود والمريكان ولا مجال هنا لحصر هذه الأنظمه التى باتت معروفه





فى فبراير 1972 كان قمة الدلع الأمريكى لأسرائيل متمثلاً فى صفقة أسلحه أمريكيه لأسرائيل حصلت بموجبها أسرائيل على 42 طائره فانتوم و 85 طائره سكاى هوك




قصاد هذا الدعم العسكرى كان الدعم السياسى موازيا وتعهدت أمريكا لأسرائيل أنها لن تتقدم بأى مبادره للحل قبل عرضها على إسرائيل والتشاور معها




كان هذا كله أمام البهلون والأراجوز والبطه البلدى أنور السادات فماذا يفعل هذا المسكين وكل الظروف أجتمعت ضده داخلياً وخارجيا فهذا موعدنا معه الحلقه القادمه وأولى خطوات السادات لعمل أنقلاب فى قيادات الجيش المصرى وأنقلاب فى سياسة مصر الخارجيه متى شاء الله بعد أن بدأت تهاجمنى آلام أصابعى

جنرال بهاء الشامى


هناك تعليق واحد: