الثلاثاء، 16 يوليو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 29


كنا قد توقفنا عند أولى خطوات السادات لعمل أنقلاب فى قيادات الجيش المصرى وأنقلاب فى سياسة مصر الخارجيه واليوم نعاود معكم الوصال والسيجال لنستكمل ماتوقفنا عنده فهيا بنا لنغوص فى سياق السرد التاريخى





كانت كل الطرق والأبواب الدبلوماسيه للحل السلمى كلها موصده بل ووصلت القذاره مادها عندما بدأ قادة أسرائيل الحديث بتعالى وغرور وبدأت حربهم الأعلاميه الشعواء ضد السادات ووصفوه بالبهلوان والأراجوز وقالتها جولدا مائير مدويه على العرب أن ينسوا حدود ماقبل الخامس من يونيه وأذا أراد السادات التفاوض فسيكون التفاوض من أول الضفه الغربيه لقناة السويس والتفاوض على كيفية إدارتها يعنى عاوز يشاركك فى إدارة القناه وأقتسام مواردها ودخلها فهل هناك بجاحه تساوى هذه البجاحه





لم تكن الجبهه الداخليه ببعيد عن مستوى مايتم ترويجه عالميا وتولد أحساس للمصريين أن أرضهم ضاعت مع السادات هذا البهلوان وبدأ الناصريين فى شن حمله شعواء ضد السادات بواسطة أعضاء الأتحاد الأشتراكى القديم وكيف لهذا الأراجوز أن يجلس على كرسى عبدالناصر وكيف لصبى عبدالناصر أن يكون أفضل من أستاذه وأطلقوا عليه لقب دكر البط ولم تكن هذه الجبهه تصلح نهائيا لخوض غمار حرب إسترداد الأرض والعرض




لم يكن يعلم أحد شئ عن تفاصيل خطة الخداع التى بدأ السادات تنفيذها فكان ولابد أن يوعز السادات لمحمد حسنين هيكل أن ينضم لقافلة المستهزأين والمقللين من شأنه فبدأ هيكل فى مقاله الأسبوعى بصراحه فى جريدة الأهرام ينضم لقافلة المشككين فى خوض السادات للحرب حتى أقتنعت الكره الأرضيه بالكامل أن السادات لايفكر فى أسترداد سيناء وأطمئن الأسرائيليين لذلك نسبيا





كانت حرب الأستنزاف هى اللقاء الأول الفعلى بين مصر وأسرائيل لكن العوده لها شبه مقامره فالخسائر لايمكن تحملها فى مقابل صفر أهداف عسكريه وأستراتيجيه فكان ولابد من عمليه عسكريه شامله بغرض تغيير موازيين الموقف السياسى والعسكرى وهذا لن يتحقق سوى بوجود الجيش المصرى على تراب سيناء بالقوه العسكريه ووقتها ستتغير نظرة العالم لنا




كان ضروريا تطهير الداخل وإعادة تصحيح المسار فقام السادات فى 15 مايو عام 1971 بما يطلق عليه ثورة التصحيح وكانت فعلا ثوره تصحيحيه كانت على الأقل لتفادى شرور التيار الناصرى ومؤامراته بالداخل المصرى وبثه الروح الأنهزاميه ووضحت ذلك فى سلسلة مقالات خبايا حرب أكتوبر قصيرة الحلقات كبيرة المعانى ومعاك رابطها مجمعه




بعد هدوء الجبهه الداخليه نسبيا بأختفاء قيادات ورموز التيار الناصرى والأتحاد الأشتراكى القديم والأخوان المسلمين كان لابد أن نخوض الحرب العظمى لنقول كلمة حق أننا لم نخوض من قبل حرب متكافئه بعد مع اليهود لكن لكى تتحق أسباب أتخاذ القرار لابد أن نحقق التفوق العسكرى أو على أقل تقدير التوازن العسكرى مع الآله العسكريه اليهوديه الهائله ويتبقى الفيصل بيننا وبينهم عامل العنصر البشرى





كان ولابد وحتميا لتحقيق توازن أو تفوق عسكرى أن يحصل جيشنا على معدات كثيره وحديثه كانت تنقصه لخوض غمار الحرب الشامله وكان مصدر تسليحنا هو الأتحاد السوفيتى القديم وكان زى ماقلتلك فيه أتفاق ضمنى بين الأتحاد السوفيتى والأمريكان على الحفاظ على توازن المنطقه عسكريا وتحقيق تفوق نسبى لليهود على أن تضمن أمريكا عدم مهاجمة أسرائيل للعرب مره أخرى للحفاظ على موارد المنطقه وتدفق أمدادات البترول




أذن وسط هذه الظروف وأرجوك تركز معايا وخصوصا فى مصطلحات حديثى لأننى سأنتقيها بعنايه وعليك فهمها أيضا بعنايه فكان يستحيل فى ظل هذه الظروف والحاله العالميه تحقيق التحرير الشامل فأستقر السادات على التحرير المرحلى وهو ماأشارت له من قبل فى سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب فى أجتماعه بقادته فى الأسكندريه وسألهم بالبلدى نقدر نحرر قد إيه من سيناء بالسلاح الموجود عندنا فأستقر الأمر على المدى الأستراتيجى لبعد مدفعيتنا حيث العقيده الأستراتيجيه للجيش المصرى وأعتماده على التمهيد الصاروخى ووضحتها فى أكتر من مجال سابق وخصوصا فى ملفت التسليح




الحروب لاتخاض بالخطب العنتريه أو أمام الميكرفونات ولكنها طبقا لحسابات الحروب فى هذا العصر لها حسابات معقده جدا لايفهمها صقور الفيسبوك وخبراء مواقع التواصل الأجتماعى فكان قرار السادات فى عام 1972 خوض الحرب بالأمكانيات المتاحه وهو يقول فى كتابه البحث عن الذات كانت آخر الفرص لنا ستنتهى بنهاية عام 1973 فأن لم نتحرك كانت ستموت قضيتنا فى ردهات السياسيين فكانت عام 1973 هى الفرصه الأخيره والوحيده لنا نكون أو لانكون





كان قرار الحرب مغامره ولابد أن تكون محسوبه خصوصا وأن عندنا مانع مائى فى صالح عدونا بالأضافه لساتر ترابى شديد الأنحدار ويبلغ أرتفاعه 7 طوابق وهناك ماأطلقوا عليه المستحيل وهو هذا الخط الدفاعى الحصين الذى أنفقوا على خرسناته فقط وقتها 300 مليون دولار بدون حساب تكاليف تسليحه وإعدادات البنيه الأساسيه له ولك أن تتخيل أن حديد التسليح فى هذا الخط لم يكن تسليح عادى أو أسياخ حديد تسليح عاديه ولكنها قضبان سكك حديديه وأطلقوا على هذا الخط أسم خط بارليف الحصين أو المنيع وقال الخبراء العسكريين أن أقتحام هذا الخط عمليه عسكريه أنتحاريه مالم تتوفر لدى مصر قنابل ذريه لتحطيمه





أمام كل هذا كان ولابد وحتميا أن يتوفر لدى مصر عنصر عسكرى لايتوفر لدى أى جيوش العالم فلم يجد السادات وخبراء الجيش أفضل من العنصر البشرى وأفضل من الأنسان المصرى وكان ضرورياً لأعداد هذا الجندى من أختيار خير من يقوم على إعداد الجنود فكان أختيار مهندس أكتوبر المشير النحيف عبدالغنى الجمسى لكن لازال للحديث بقيه فأنتظرونا فى الحلقه القادمه متى شاء الله


جنرال بهاء الشامى

هناك تعليق واحد: