كنا قد توقفنا عند أولى خطوات السادات لعمل
أنقلاب فى قيادات الجيش المصرى وأنقلاب فى سياسة مصر الخارجيه واليوم نعاود معكم
الوصال والسيجال لنستكمل ماتوقفنا عنده فهيا بنا لنغوص فى سياق السرد التاريخى
كانت كل الطرق والأبواب الدبلوماسيه للحل السلمى كلها موصده بل
ووصلت القذاره مادها عندما بدأ قادة أسرائيل الحديث بتعالى وغرور وبدأت حربهم
الأعلاميه الشعواء ضد السادات ووصفوه
بالبهلوان والأراجوز وقالتها جولدا مائير مدويه على العرب أن ينسوا حدود ماقبل
الخامس من يونيه وأذا أراد السادات التفاوض فسيكون التفاوض من أول الضفه الغربيه
لقناة السويس والتفاوض على كيفية إدارتها يعنى عاوز يشاركك فى إدارة القناه
وأقتسام مواردها ودخلها فهل هناك بجاحه تساوى هذه البجاحه
لم تكن الجبهه الداخليه ببعيد عن مستوى مايتم ترويجه عالميا
وتولد أحساس للمصريين أن أرضهم ضاعت مع السادات هذا البهلوان وبدأ الناصريين فى شن
حمله شعواء ضد السادات بواسطة أعضاء الأتحاد الأشتراكى القديم وكيف لهذا الأراجوز
أن يجلس على كرسى عبدالناصر وكيف لصبى عبدالناصر أن يكون أفضل من أستاذه وأطلقوا
عليه لقب دكر البط ولم تكن هذه الجبهه تصلح نهائيا لخوض غمار حرب إسترداد الأرض
والعرض
لم يكن يعلم أحد شئ عن تفاصيل خطة الخداع التى بدأ السادات
تنفيذها فكان ولابد أن يوعز السادات لمحمد حسنين هيكل أن ينضم لقافلة المستهزأين
والمقللين من شأنه فبدأ هيكل فى مقاله الأسبوعى بصراحه فى جريدة الأهرام ينضم
لقافلة المشككين فى خوض السادات للحرب حتى أقتنعت الكره الأرضيه بالكامل أن
السادات لايفكر فى أسترداد سيناء وأطمئن الأسرائيليين لذلك نسبيا
كانت حرب الأستنزاف هى اللقاء الأول الفعلى بين مصر
وأسرائيل لكن العوده لها شبه مقامره فالخسائر لايمكن تحملها فى مقابل صفر أهداف
عسكريه وأستراتيجيه فكان ولابد من عمليه عسكريه شامله بغرض تغيير موازيين الموقف
السياسى والعسكرى وهذا لن يتحقق سوى بوجود الجيش المصرى على تراب سيناء بالقوه
العسكريه ووقتها ستتغير نظرة العالم لنا
كان ضروريا تطهير الداخل وإعادة تصحيح المسار فقام السادات فى
15 مايو عام 1971 بما يطلق عليه ثورة التصحيح وكانت فعلا ثوره تصحيحيه كانت على
الأقل لتفادى شرور التيار الناصرى ومؤامراته بالداخل المصرى وبثه الروح الأنهزاميه
ووضحت ذلك فى سلسلة مقالات خبايا حرب أكتوبر قصيرة الحلقات كبيرة المعانى ومعاك
رابطها مجمعه
بعد هدوء الجبهه الداخليه نسبيا بأختفاء قيادات ورموز التيار الناصرى والأتحاد الأشتراكى القديم والأخوان المسلمين كان لابد أن نخوض الحرب العظمى لنقول كلمة حق أننا لم نخوض من قبل حرب متكافئه بعد مع اليهود لكن لكى تتحق أسباب أتخاذ القرار لابد أن نحقق التفوق العسكرى أو على أقل تقدير التوازن العسكرى مع الآله العسكريه اليهوديه الهائله ويتبقى الفيصل بيننا وبينهم عامل العنصر البشرى
كان ولابد وحتميا لتحقيق توازن أو تفوق عسكرى أن يحصل جيشنا
على معدات كثيره وحديثه كانت تنقصه لخوض غمار الحرب الشامله وكان مصدر تسليحنا هو
الأتحاد السوفيتى القديم وكان زى ماقلتلك فيه أتفاق ضمنى بين الأتحاد السوفيتى
والأمريكان على الحفاظ على توازن المنطقه عسكريا وتحقيق تفوق نسبى لليهود على أن
تضمن أمريكا عدم مهاجمة أسرائيل للعرب مره أخرى للحفاظ على موارد المنطقه وتدفق
أمدادات البترول
أذن وسط هذه الظروف وأرجوك تركز معايا وخصوصا فى مصطلحات حديثى
لأننى سأنتقيها بعنايه وعليك فهمها أيضا بعنايه فكان يستحيل فى ظل هذه الظروف
والحاله العالميه تحقيق التحرير الشامل فأستقر السادات على التحرير المرحلى وهو
ماأشارت له من قبل فى سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب فى أجتماعه بقادته فى
الأسكندريه وسألهم بالبلدى نقدر نحرر قد إيه من سيناء بالسلاح الموجود عندنا
فأستقر الأمر على المدى الأستراتيجى لبعد مدفعيتنا حيث العقيده الأستراتيجيه للجيش
المصرى وأعتماده على التمهيد الصاروخى ووضحتها فى أكتر من مجال سابق وخصوصا فى
ملفت التسليح
الحروب لاتخاض بالخطب العنتريه أو أمام الميكرفونات ولكنها
طبقا لحسابات الحروب فى هذا العصر لها حسابات معقده جدا لايفهمها صقور الفيسبوك
وخبراء مواقع التواصل الأجتماعى فكان قرار السادات فى عام 1972 خوض الحرب
بالأمكانيات المتاحه وهو يقول فى كتابه البحث عن الذات كانت آخر الفرص لنا ستنتهى
بنهاية عام 1973 فأن لم نتحرك كانت ستموت قضيتنا فى ردهات السياسيين فكانت عام 1973
هى الفرصه الأخيره والوحيده لنا نكون أو لانكون
كان قرار الحرب مغامره ولابد أن تكون محسوبه خصوصا وأن عندنا
مانع مائى فى صالح عدونا بالأضافه لساتر ترابى شديد الأنحدار ويبلغ أرتفاعه 7
طوابق وهناك ماأطلقوا عليه المستحيل وهو هذا الخط الدفاعى الحصين الذى أنفقوا على
خرسناته فقط وقتها 300 مليون دولار بدون حساب تكاليف تسليحه وإعدادات البنيه
الأساسيه له ولك أن تتخيل أن حديد التسليح فى هذا الخط لم يكن تسليح عادى أو أسياخ
حديد تسليح عاديه ولكنها قضبان سكك حديديه وأطلقوا على هذا الخط أسم خط بارليف
الحصين أو المنيع وقال الخبراء العسكريين أن أقتحام هذا الخط عمليه عسكريه أنتحاريه
مالم تتوفر لدى مصر قنابل ذريه لتحطيمه
أمام كل هذا كان ولابد وحتميا أن يتوفر لدى مصر عنصر عسكرى
لايتوفر لدى أى جيوش العالم فلم يجد السادات وخبراء الجيش أفضل من العنصر البشرى
وأفضل من الأنسان المصرى وكان ضرورياً لأعداد هذا الجندى من أختيار خير من يقوم
على إعداد الجنود فكان أختيار مهندس أكتوبر المشير النحيف عبدالغنى الجمسى لكن
لازال للحديث بقيه فأنتظرونا فى الحلقه القادمه متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
تسلم يا جنرال
ردحذف