الخميس، 10 أكتوبر 2019

زلزال حرب الخليج العربى وتوابعه رقم 2



نواصل مع حضراتكم السرد وكنا قد توقفنا عند نجاح بوش الرئيس الأمريكى فى أقناع معظم دول العالم فى التحالف ضد صدام حسين آملين أن تكونوا قد قرأتم الحلقه الماضيه



تشكل تحالف دولى من أكثر من 28 دوله للقيام بعمل عسكرى لتحرير الكويت أشتركت فيه مصر وعدد كبير من الدول العربيه وكان تحالفا لم يشهده العالم من قبل وحشد هذا التحالف حجما كبيرا من القوات زاد على نصف مليون جندى بأحدث المعدات والأسلحه بل أن عدد الطائرات القتاليه التى تم حشدها حدث لم يسبق له مثيل ولم يرتدع صدام وينسحب وأنما أستمر فى حشد قواته بالكويت ووصل حجمها إلى 43 فرقه  ولعب الأعلام الدولى المخطط دورا فى أقناع الشعوب العبيطه العاطفيه اللى كلمه تجيبها وكلمه توديها أن العراق قوه عسكريه ضخمه واخد بالك من الأعلام المخطط  الذى حاول إقناع العراق أيضا بأنه قوه عسكريه ضخمه يصعب أو يستحيل هزيمتها بل أطلقوا على قواته أنها رابع قوه عسكريه فى العالم وأوهموه أن القوى العسكريه العالميه خائفه منه






إزداد صدام غرورا وركب رأسه   فكانت عاصفة الصحراء التى عصفت بالعراق فدمرت أكثر من نصف قواته المسلحه ومعظم بنيته الأساسيه وصناعاته العسكريه والمدنيه وتعرض العراق لهزيمه مهينه وكان أداء القوات العراقيه متدنياً وضعيفاً بصوره لم يسبق لها مثيل  




ركز بقى فى اللى جاى عشان تعرف إزاى صدام ساعد إسرائيل زى ماقولنا فى البدايه فيكمل المشير ويقول رغم محاولات صدام لدفع إسرائيل إلى دخول الحرب حتى ينفض التحالف أطلق على إسرائيل 13 صاروخ سكود وعدداً آخر على السعوديه لم تحقق ما كان يرمى إليه فلقد ظلت إسرائيل خارج الحرب لأنها كانت تعلم تماما أن تهديدات صدام جوفاء وأنها هى المستفيد الاول من هذه الحرب





متروحش بعيد ركز بقى فى اللى جاى عشان نعرف إسرائيل أستفادت إيه من الحرب المهببه دى



لقد تراجعت قضية الأرض المحتله وأختفت خلف ضباب حرب الخليج ونالت إسرائيل مكافأه لا تستحقها فلقد حصلت علي عشرة مليارات دولار وعلى 12 كتيبة صواريخ باتريوت وأستمرت فى بناء المستوطنات وفى تهويد القدس  وتحملت الدول العربيه تكاليف الحرب التى وصلت إلى عشرات المليارات من الدولارات وكان هذا مكسباً آخر لإسرائيل لان الخسائر الضخمه التى تحملتها العراق وتحملها العرب هى بالقطع لفائدة ومصلحة إسرائيل  





يواصل المشير أبو غزاله رحمه الله قوله حققت الولايات المتحده ما كانت تسعى إليه دائما وهو شرعية تواجدها فى منطقة الخليج إلى أجل غير مسمى  بل لقد وقعت دول خليجيه عدداً من الأتفاقيات مع الولايات المتحده وبريطانيا وفرنسا يحق لها بموجبها التواجد العسكرى بالمنطقه وإجراء مناورات مشتركه ألخ ألخ ألخ  بحجة حماية الخليج من التهديد العراقى الذى جسده العدوان العراقى علة الكويت وبدا واضحا للعالم أن العرب غير قادرين على حماية أراضيهم بدون غطاء أمريكى وأنهم غير قادرين على مواجهة أى أزمه تهدد الأمه العربيه  وذلك رغم ماتمتلكه الأمه العربيه من إمكانات وقدرات تؤهلها لأن تكون قوه مؤثره على الصعيد الدولى  وباتت أمريكا تتدخل فى أدق شئون الدول العربيه




كان من المنتظر بعد هذه المأساه أو الزلزال أن يسعى العرب لإقامة أسلوب للعمل الجماعى لمواجهة التهديدات التى تتعرض لها الأمه العربيه كلها دون إستثناء  ومن الواضح أن عدم وجود هذا النظام كان أحد الأسباب الرئيسيه لكارثة غزو الكويت




بدت بادرة أمل فى إتفاق دمشق الذى تم بعد الحرب ولكنه أختفى من الوجود ولاتوجد بادرة أمل فى عودة الحياه إليه




كتب المؤرخ الأمريكى دونالد وايت فى كتاب له بعنوان « القرن الأمريكى » أن الولايات المتحده لم يكن بمقدورها القيام بدرع عاصفة الصحراء دون المساعدات الماليه والعسكريه من الدول العربيه أساساً ومن دول أخرى فى تلك الحرب وهو دور رئيسى حيوى مهما حاول البعض التقليل من قدره واخدين بالكم ياعرب أهو مؤرخ أمريكى بيقولكم أن أمريكا بذات نفسها ماكانتش تقدر لولا ما أنتم ساعدتوها ماليا وعسكريا




خدوا التقيله بقى من وزير الدفاع المصرى المشير أبوغزاله شوفوا هيقولكم إيه رغم ماقيل عن أن العرب وحدهم لم يكونوا قادرين على طرد العراق من الكويت فأننى أقول عن قناعه أنه كان فى مقدور دول الخليج والمملكه العربيه السعوديه ومصر وسوريا بمعاونة القوات الجويه الأمريكيه كان فى مقدورها القيام بذلك  ولكن لأسباب معروفه لم تتمكن الإراده العربيه من التوحد لتحقيق ذلك ولو قامت الأمه العربيه بذلك لتغير الموقف فى المنطقه ولأثبتت الأمه العربيه ذاتها وتربعت مكانه مرموقه على الساحه الدوليه  لكان ذلك رادعاً لكل تهديد ولتحقق حل القضيه الفلسطينيه ولتحققت فيه بعض الحقوق وليس كلها وأولها إنسحاب إسرائيل إلى أوضاع ماقبل عام 1967 ولقامت دوله فلسطينيه مستقله فى الضفه وقطاع غزه





فين بقى اللى بيقولوا مصر ضيعت القضيه الفلسطينيه ؟؟؟  واللى ضيعها العرب نفسهم ومصر تتحمل كل هذا إلى الآن فهذا قدرها لكن وجب التنويه وكشف حقيقة من السبب الرئيسى فى ضياع القضيه الفلسطينيه





نكمل قول المشير الذى كشف ألاعيب القاده العرب يوضح نتائج عجرفتهم وتكبرهم على الشقيقه الكبرى مصر ويقول لكن لم يحدث وتطورت الأمور لصالح آخرين وفى مقدمتهم إسرائيل التى تتلاعب الآن بكل القرارات وتراجعت الولايات المتحده عن الألتزام الذى وعد به رئيسها السابق جورج بوش وهو مبدأ الأرض فى مقابل السلام




أن الولايات المتحده تقوم الآن بتغيير جذرى فى الخريطه الأستراتيجيه لمنطقة الشرق الأوسط وللأسف ساعدها فى تحقيق ذلك قيادتها للتحالف الذى طرد صدام حسين من الكويت  وتفكك الأمه العربيه وعدم وجود أى إجماع عربى حتى لردع التهديدات التى تتعرض لها كل الدول العربيه من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق




الآن يستشهد المشير بكلام السيد أمين هويدى وينعته بالأخ الكريم  فيقول صدر كتاب للاخ الكريم أمين هويدى بعنوان « زلزال عاصفة الصحراء وتوابعه » قال فيه أن حرب الخليج كشفت عن حجم هائل من الخسائر والتدمير كنا نحن العرب فى غنى عن  حدوثه  وكأننا نهوى دائما الأنتحار بطريقة الهاراكيرى أو السييوكو اليابانيه مع فارق كبير هو أن اليابانى ينتحر بطريقه كلها فخر وإيمان بالهدف الذى ينتحر من أجله بينما الأنتحار العربى ليس فيه فخر أو إيمان  وتحدث عن التحرك لبناء عمل عربى جماعى أسوه بما يحدث فى أجزاء كثيره من العالم فى أوروبا وفى شرق أسيا وأنا أتفق معه فى أنه زلزال عنيف حرى بنا يحفزنا على ذلك ويستعرض المشير الوضع الذى تمخض عنه هذا الزلزال فى النقاط الآتيه



أولا : أكتسب التواجد العسكرى الأمريكى فى منطقة الخليج شرعيه أعطته لها الأمه العربيه من خلال عدة قواعد عسكريه دائمه  وستعمل الولايات المتحده دائما على إستمرار ذلك بتضخيم التهديد العراقى وآثاره وخلق الأزمات ليستمر هذا الشبح بغض النظر عما يعانيه الشعب العربى العراقى من آلام وكوارث




ثانياً : خلق تحالف أستراتيجى جديد بدأ بين الولايات المتحده وإسرائيل وتركيا هدفه وجود شريك إستراتيجى يقوم بفرض الهيمنه على المنطقه وأستمرارية التفتت والتفرق العربى لأهداف محدده وهى



الهدف الأول ضمان أمن إسرائيل وتفوقها العسكرى على كل العرب وحماية بقائها الدوله النوويه الصاروخيه الوحيده فى المنطقه على أساس أنها الحليف الأستراتيجى الرئيسى للولايات المتحده الامريكيه ولا مانع لدى الولايات المتحده من التلاعب بالأتفاقيات الفلسطينيه الأسرائيليه للوصول إلى حل تفوز فيه إسرائيل بنصيب الأسد ولايحصل الفلسطينيون إلا على أقل القليل بل وأن يتحول الشعب الفلسطينى إلى مجموعات من الهنود الحمر التى تعيش فى مستوطنات معزوله تحيط بها إسرائيل من كل جانب لا حول لها ولاقوه  واخد بالك يا فلسطينى من مين اللى ضيع قضيتك ولا لسه ؟؟؟


الهدف الثانى سيخدم هذا التحالف أهداف الولايات المتحده فى السيطره على بترول وغاز منطقة وسط أسيا وحوض بحر قزوين الذى ينتظر أن ينافس إنتاجه منطقة الخليج وبذلك تحرم روسيا من هذه الثروات لتبقى أمريكا هى القوه العظمى المنفرده فى بداية القرن الحادى والعشرين



الهدف الثالث من هذا التحالف هو ردع إيران وترويضها وهو ماظهرت بوادره على السطح الآن وهناك غزل يدور بين أمريكا وإيران لتطويع إيران للأستراتيجيه الأمريكيه وللنجاح فى مد خطوط أنابيب البترول والغاز عبر إيران إلى تركيا فى البحر الابيض المتوسط وقد تنجح فى إنشاء خط آخر عبر إيران إلى المحيط الهندى


 
الهدف الرابع إذا سيطرت الولايات المتحده على هذا الكنز الجديد فستكون لها الغلبه على كل من يسعى إلى مكان فى القمه فالبترول سيظل للخمسين عام الأولى من القرن الجديد المصدر الرئيسى للطاقه ومن يسيطر على الطاقه ستكون له اليد العليا على الساحه الدوليه  


عرفتوا يامصريين المشاريع اللى شغال عليها السيسى ولا لسه ؟؟؟



نواصل إستعراض المشير لما تمخض عنه زلزال الخليج



ثالثاً : العراق دوله عربيه مسلمه فى أسوأ حال وأسوا موقف يمكن أن تكون عليه دوله  فهى تئن تحت الحصار والعقوبات المفروضه عليها  أطفال يموتون بالآلاف يوميا لعدم وجود الدواء  وأزمه إقتصاديه طاحنه يعانى منها الشعب العراقى وركز بقى فى النقطه اللى جايه لأن الكلام ده كان لسه صدام فى الحكم  إحتمالات تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات لا حول لها ولاقوه


قوه أمريكيه كبيره محتشده فى منطقة الخليج تتصيد أى هفوه يرتكبها النظام الدكتاتورى العراقى لتوجيه ضربه جويه صاروخيه مدمره لعقاب صدام حسين وفى الوقت ذاته لتثبت الولايات المتحده أنها القوه العظمى المهيمنه وتوصل رساله إلى كل من إيران وروسيا وغيرهما  وفعلا قامت الولايات المتحده عدة مرات بتوجيه ضربات جويه وصاروخيه إلى العراق لأسباب البعض يرى أنها واهيه




نركز بقى فى الهدف اللى  الجاى د علشان الأخوان المستخولين مصدعينا بتركيا بلد الخلافه
رابعاً : تطور الأتفاق الأستراتيجى الأسرائيلى التركى الذى بدأ بالتعاون العسكرى والسماح للطيران الأسرائيلى بالتمركز والعمل من قواعد جويه تركيه وبذلك يمكن لإسرائيل فى أى وقت أن تضرب سوريا من الباب الخلفى أو تضرب إيران من الأجواء التركيه ثم تطور إلى شراكه إستراتيجيه كامله وها هى تركيا وإسرائيل تتفقان على أنتاج مشترك للدبابات والصواريخ وغيرها رغم أن التسليح النووى الأسرائيلى يمثل تهديداً لتركيا  ولكن العسكر الأتراك الذين يسيطرون على الحكم فى تركيا غافلون عن هذا التهديد أو يتغافلون عنه لمجرد إستمرار هيمنة العسكر على تركيا وركز بقى فى اللى جاى عشان تعرف السيسى بيعمل إيه وليه عمل أتفاقيه مع قبرص واليونان



يكمل المشير قوله عن تركيا ويقول أن تركيا تريد أن تحظى بخط الأنابيب الجديد للنفط والغاز من وسط أسيا وحوض بحر قزوين وأن تركيا تريد أيضا أن يكون لها دور أكبر فى منطقة الشرق الأوسط ولو كان على حساب العرب  ألم تكن الأمبراطوريه العثمانيه تنظر إلى الدول العربيه  أو الولايات العربيه كما كانت تسميها نظرة تدنى وتعالى  كما يبدو أن نظام الحكم فى تركيا يعتقد أن الأسرائيلى سيساعد تركيا فى مسعاها للأنضمام إلى الأتحاد الأوربى الرافض لها لأسباب كثيره فى مقدمتها إتهام تركيا بمخالفتها لحقوق الأنسان وأن كان الواقع هو الرفض لأن تركيا دوله مسلمه رغم عباءة العلمانيه التي ترتديها


وفى نهاية حلقتين كاشفتين أستعنا فيهما بمرجعين هامين لرئيس المخابرات ووزير الدفاع وهاهى الأيام تثبت صدق تحليلاتهم فهل لازال فى الأمه عربيه عقلاء يجتمعون على كلمة سواء لكن لازال للحديث بقيه فسنلتقى متى شاء الله 

جنرال بهاء الشامى 

هناك 5 تعليقات:

  1. مهما حدث من كوارث فى المنطقة العربية سيظل الزعماء العرب من اغبى زعماء العالم على مر التاريخ..ولن يتعلموا أبدا للأسف

    ردحذف
  2. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها وأصلح له البطانة وحفظ الله الأمة الإسلامية والعربية ولكن لا حياة لمن تنادي

    ردحذف
  3. وهل تعتقد يا جنرال ان أميركا كانت ستترك العرب يتوحدون لطرد صدام من الكويت ليعلو صوتهم ويحسون بقوتهم ..خصوصا وأن من الحكام العرب سماعون لهم .بل ومنهم من يعتبرون أميركا هي قبلتهم وانها من تجلسهم على عروشهم ..لقد كان من الصعب جدا ان تسمح اميركا بحدوث ذلك . فكيف يسمح المعلم لصبيانه بعملية تجعلهم يتفاخرون عليه بعد ذلك ..اميركا كانت تريد ان تكون المسيطرة على كل خيوط اللعبة.وبأيدينا وبأموالنا وبإمكانياتنا ..لكن في وجود عقولنا القذرة التي فقط ننظر بها تحت أقدامنا ..وقد عرفنا ان الكويت فعلا تحررت بمجهودات مصر والعرب فقط ولكن الفضل رجع للمعلم الكبير وجنى به كل الفائدة .

    ردحذف
  4. الله ينور عليك معالى الباشا ... شكرا على هذا المجهود الضخم مع كامل تحياتى

    ردحذف
  5. الغباء عند العرب موهبة

    ردحذف