لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف
تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه
صديقتها
أخص عليكى خضتينى مش حتبطلى حركات
تقليد صوت الرجال مش قلتلك كذا مره بطلى الأسلوب ده
مقدرشى أنى أزعلك أنا كنت بهزر معاكى
ياأنجى أنت عارفه أنا بحبك قد إيه أنت اكتر من أخت بالنسبه لى
لفك التوتر الناتج عن هذا المقلب
تناول أحمد خيط الحديث قائلا حصل خير ياجماعه الدنيا مش مستاهله وقبل أن يسترسل فى
حديثه كانت صافرة القطار تعلن عن قرب وصوله لمحطة سيدى جابر
نزلوا جميعا من القطار فى محطة مصر
ولازال التوتر بين أنجى ومديحه هو سيد الموقف ولما لا وقد تسببت مديحه بهذا التصرف
بحالة رعب عند أنجى
نزلوا من القطار ولازال موشح الفصل
البايخ بتاع مديحه يشغل الثلاثه وأحمد يحاول تلطيف الموقف فتفتق ذهنه عن دعوتهم
للفطار عند محل شهير فى محطة الرمل
تململت أنجى فى إعلان موافقتها لكن
مديحه قالت فرصه نريح أعصابنا وقبل أن تنطق أنجى بمبرر محاضرات اليوم قالت مديحه
معندناش النهارده محاضرات مهمه فردت عليها أنجى وأحنال من أمتى بنهرب من المحاضرات
فقال لها مديحه يوم واحد فقط فألتقط أحمد طرف الحديث وقال فرصه نتعرف على بعض أكثر
وأنا عندى كلام كتير عاوز أقوله علشان خاطرى ياأنجى تقبلى عزومتى فنظرت لمديحه
نظرة أنت اللى دبستينا فى العزومه دى فقالت لها مديحه علشان خاطرى تقبلى
ذهبوا ثلاثتهم لمحل محمد أحمد بعد أن
حاسب أحمد سائق التاكسى الذى أحضرهم لمحطة الرمل ودخلوا ثلاثتهم المحل ودهشت أنجى
ومديحه بطريقة الأستقبال لهم ورجل الصاله يرحب بهم أتفضل ياأحمد ترابيزة حضرتك
المفضله فأندهشت أنجى لكان سرعان ماقالت مديحه أنت معروف هنا باين عليك زبون دائم
ياترى كل مره بيكون معاك بنات ولا بتيجى لوحدك فبادرها أحمد بنات إيه أنا حكيت
لأنجى على ظروفى أنا بحضر أفطر يوميا هنا قبل الصعود لمكتب الجريده هنا فى محطة
الرمل فى أحد الشوارع الريبه من مسجد القائد إبراهيم
يابنتى عيب اللى بتقوليه ده قالتها
أنجى موجهه كلامها لمديحه وقبل أن يتوتر الجو سارع أحمد بالقول أنتوا مولودين فوق
روس بعض مديحه سألتنى وأنا جاوبت وقبل أن ترد كان سفرجى المحل يضع أطباق الفول
والطعميه والبيض المسلوق والسلاطات
سموا الله وأفطروا مديحه زى أختى ومن
حقها تعرف كل شئ عنى قالها أحمد وشياطين
الفكر بتتشال وتتهبد فى عقل أنجى وسألت نفسها مديحه تبقى زى أخته طيب وأنا وضعى
إيه وليه مقالشى أنتوا زى أخواتى هل هو وضعنى فى بوتقه أخرى وأى نعم أنها ليست
أخته لكن الأستغراب حتى هذه اللحظه أنه لم يقلها لأنجى فماذ يخبأ لها القدر وهل
ستصدق شياطين فكرها أم أنجى ومديحه فى بوتقه واحده
يابنتى كلى أنتى سرحانه فى أيه أحنا
خلصنا فطار وأنتى أطباقك زى ماهى قالتها مديحه وهى تدعوهم لمغادرة المحل
دفع أحمد ثمن وجبة الفطار وهبوا لتناول
الشاى فى كافيه شهير فى محطة الرمل وبالفعل أجلسهم أحمد وأستاذن يروح المكتب يمضى
حضور وحيرجع لهم فى دقائق
أومأوا الأثنين دليل على الموافقه لكن
مديحه قالت له متغبشى علشان منعقدش لوحدنا
بمجرد أن أبتعد أحمد عن المكان وينعطف
لشارع جانبى إلا وهاجمت أنجى مديحه
أيه اللى بتعمليه النهارده
عملت إيه
أتفاقك مع أحمد على عدم الظهور فى
القطار وعلى فكره هو اللى قال لى والموقف البايخ اللى عملتيه معى فى القطار
وأجبرتينا على الفطار معه وكمان أول مره أزوغ من الكليه وكمالن قعدتينى على كافيه
يابت كل حاجه واضحه أحمد عينه منك
وليه متقوليش أنه بيقرب منى علشان
أحكيله على اللى أعرفه منك أعتقد أنه بيحبك أنتى
يابت حد يحب أخته مسمعتهوش وهو بيقولك
مديحه زى أختى
سهم الله نزل على قلب أنجى وراحت تسرح
فى مخيلتها أيوه فعلا هو قال كده وكمان مذكرش وضعى بالنسبه له يبقى ممكن يكون حبنى
بس يحبنى إزاى ودى تانى مقابله بيننا هل ممكن يكون الحب من أول نظره ممكن وممكن
وبدأ خيالها فى السرحان ومديحه جنبها بتفر فى الموبايل إلا وأنجى بتقول لمديحه
سيبى المدعوق ده أهو جاى أهو وفعلا كان القادم هو أحمد
يامتر قالها أحمد وهو يصفق لأستدعاء
عامل الكافيه
طلباتك ياأستاذ أحمد
أتنين شاى وأزازة ميه مشبره من فضلك
والقهوه بتاعتى مش حوصيك تعملها بميه معدنيه
لايعرف أحد من الثلاثه كيف مر اليوم
بسرعه وكيف وصلوا للمنشيه حتى أمال عليهم أحمد بيديه طالبا الدخول لمحل أسماك شهير
وكالعاده أحمد معروف كمان هناك وجلسوا على منضده قرب الشباك فقالت أنجى فعلا أنت
مصاريفك كتير وزى ماقلتلك أنت محتاج واحده تنظم حياتك
أنا أهو وشوارى كله كامل قالتها مديحه
بنبرة تحدى لكن كان واضح فيها نغمة المجامله كنايه عن أن أى بنت يشرفها الأرتباط
بأحمد فقال لها أحمد مش قلتلك يابنتى أنت زى أختى
أختك أختك آدى قاعده لما نشوف حنتغدى
إيه
أنتهوا من وجبة الأسماك وجميع خبراء
الخطط العسكريه أستدعتهم أنجى فى عقلها وكيف ومتى تواجه لكى تعرف شئ واحد هل هى زى
أخته كما قال عن مديحه أم أنها لها مساحه فى قلبه لكن كيف تعرف وحياء الأنثى
يجعلها ترفض كل الخطط العسكريه فى عقلها
لاأعلم كيف مر هذا اليوم سريعا لكن
أهم مايميز هذا اليوم هو الثرثره المبالغ فيها من مديحه وسرحان أنجى الملحوظ وأنفاق
أحمد وتبذيره
ركبوا قطار العوده وجلست أنجى جنب
الشباك كالعاده ووضعت حقيبتها على يمينها وجلس أحمد بجوارها ودخلت أنجى فى نوبات
سرحان مره أخرى ولازالت مديحه تثرثر فى قص قصة حياتها ولم تشعر أنجى أن أحمد وضع
لها ورقه فى شنطتها إلا عندما وصلت منزلهم
صافرة القطار ومشاهد مبانى مدينة
كفرالدوار تعلن عن إقتراب محطة قطار كفرالدوار فبدأت أنجى تستعد للنزول وعندما همت
للقيام من مقعدها وتتجه نحو باب القطار أصر أحمد على توصيلها وقال لها وهى تنزل من
القطار أبقى بصى على شنتطتك أحسن تنسى حاجه
سمعت أنجى هذه الجمله وكل مادار فى
ذهنها المشتت هل أحمد غفلها وأخد حاجه من الشنطه بدافع الدعابه ولم تحاول أن تفتش
الشنطه إلا بعد أنصرافها من محطة القطار وفعلا عندما خرجت من المحطه فتحت شنطتها
فوجدت قصاصه ورقيه مكتوب عليها أنتظرينى حكلمك فى الموبايل كان جوايا كلام كتير
عاوز أقوله رنى عليا وأنا حكنسل وأطلبك بس علشان أعرف وقتك الفاضى وأكلمك
كالعاده وصلت منزلهم وبدأت فى تطبيق
سلوكياتها الروتينيه وعندما جلست بجوار والدها على أريكة الصاله دخلت فى حالة
السرحان مره أخرى هل تتصل بأحمد لتعرف موقفها وماذا لو قال لها أنت زى أختى وهل
حالة الأرتباك التى تعانيها حاله طبيعيه وهل أحمد فعلا يعيش تلك اللحظات العصيبه
ولم يقطع السكون إلا صوت والدها مالك ياأنجى ؟؟؟
مفيش يابابا مرهقه شويه من السفر
خلاص يابنتى كلها شهرين وتخلصى كليتك
وتقعدى جنبى على دة بتوع المعاشات لحد لما نشوفلك شغلانه
شغلانة إيه ياحلمى نشوف لها عريس يريح
بالها بس مايطلعشى زيك أعوذ بالله مش طايقنى ولا طايق ليا كلمه
طايقك إيه ومش طايقك ياوليه بطلى شغل
الأفترا بتاعك أنا لو مش بحبك مكنتيش عمرتى معايا أكتر من عشرين سنه
أهو مش طايقلى كلمه وبيعايرنى أنه
مستحملنى لمدة عشرين سنه
ياماما ياحبيبتى بابا مقالشى كده بابا
بيقول بقثاله عشرين سنه بيحبك
أيوه يانحنوحه مين يشهدله غيرك ماهو
ده آخرة دلعه لكى أنا متنيله قايمه أوضب العشا لأخوكى زمانه على وصول هو ده بس
اللى بيطيقنى فى البيت المشئوم ده
بابا من فضلك صالحها أنت عارف ماما
طيبه بس حساسه شويتين
أنا كلمتها ياأنجى قدامك هى اللى
بتقول شكل للبيع
علشان خاطرى ياحلومه
حاضر حاضر ياروح حلومه حصالحها وأحنا
بنتعشى وضبوا السفره لحد لما أصلى فرض ربنا
أنتهى عم حلمى من صلاة العشاء وكانت
أيضا أم إبراهيم بتجهز فى أصناف الطعام ووضعها على منضدة السفره وهناك عند باب
الشقه صوت إبراهيم الذى وصل من لحظه هييه حتتعشوا من غيرى
جلسوا جميعا على ترابيزة السفره
وتناولوا عشائهم وكل منه يثرثر فى مايتعلق به لكن إبراهيم لاحظ تعبيرات وجه والدته
فسألها مين اللى مزعلك تانى فى أم البيت ده
مش متنيله زعلانه أنا خلاص قرفت
وقاعده معاهم غصب عنى علشان خاطرك أنت بس ولما تتجوز وتستقر فى شقتك حطلع أقعد
معاك
ياوليه عيب تسبينى وتروحى فين أنت عشرة
عمرى هو أنا ليا غيرك
أيوه أيوه كل بعقلى حلاوه تلاقيك عاوز
تتجوز واحده تانيه وبتضحك عليا ببرطمان العسل بتاعك
ياوليه أنا لو لفيت الدنيا كلها مش
حلاقى أحسن منك ده منايا فى الدنيا أنك تكونى فى قربى فى قبرى
شفت أهو شاهدين عاوز يموتنى وأندفن
جنبه هو أنا ناقصه وجع قلب فى الآخره مش كفايه عليا مرمطتى معاكم السنين اللى فاتت
يوووووه هو أنال كل لما أقول كلمه
تنصبيلى عليها محكمه أنا قايم أنام وأبقى طفى النور ياأنجى
هى أنجى برضوا اللى بتطفى النور كل
ليله أنت عاوز إيه عاوز تنقطنى مفيش كلمه حلوه منك لله ياشيخ أنت وبنتك
حضنها إبراهيم وهو يهدأ من روعها
أتأكدتى دلوقتى أن محدش بيحبك فى البيت ده غيرى
لم يشرب عم حلمى شايه المعتاد ودخل
غرفته حتى لاتشتعل المعركه اليوميه أكثر من ذلك
دخلت أنجى غرفتها وكانت حيصه على
أغلاق باب حجرتها هذه المره وأنتظرت حتى تأكدت أن الجميع نام ومحدش حيتصنت عليها
وتناولت موبايلها وهمت بالأتصال بأحمد حسب الأتفاق وهو حيكنسل عليها وكتبت رقم
موبايل أحمد على كيبورد موبايلها وضغطت إتصال وبدأ الهاتف يعلن عن نجاح الأتصال
ومع تانى رنه وعكس الأتفاق فوجئت أن حد فتح عليها وسمعت صوت حريمى
آلووو أنت مين ؟؟؟
ماهذا الصوت الغريب تقريبا كتبت الرقم
خطأ
لقراءة الحلقه السابقه أضغط هنا