نعود معكم لكى نكمل رحلتنا فى عبق التاريخ وكنا قد توقفنا عند
أنفعال السادات على أعضاء المجلس العسكرى عندما رفض بعضهم خوض حرب ضد إسرائيل
متعللين بضعف قواتنا امام آله عسكريه رهيبه مدعومه أمريكيا
كانت جلسة عاصفه ولكن غالبية أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحه
المصريه أعلنوا أنهم مصرون على
المعركه
ومستعدون للتضحيه وبعد هذه الجلسه صدرت قرارات
الرئيس بإعفاء الفريق صادق واللواء
عبدالقادر
حسن مساعد وزير الحربيه واللواء محمود على
فهمى قائد البحريه الذى كان قد تدخل فى
المناقشه العنيفه لتهدئة الجو ولكن كلماته صدرت
وكأنها
مؤيده لما قاله اللواء عبدالقادر حسن
قال السادات لهؤلاء لو أخذت بمنطقكم
إن شاء الله حنقعد 50 سنه فى هذا
الوضع
لقد سمعت هذا الكلام كثيراً والرجوله والوطنيه تفرضان علينا أن نحرر الأرض ونواجه إمتحان التاريخ ومعذره
قلبت الكتب والأنترنت فلم أجد مايشفى فضولى وفضولكم عما تمت مناقشته فى الأجتماع
وكل ماعرفته من كتاب الفريق الجمسى أنها كانت أسرار عسكريه حساسه لم يفرج عنها حتى
لحظة كتابة هذا المقال وهذه السلسله
فى منزل الرئيس محمد أنور السادات بالجيزه كان يسير سيادته وأحمد إسماعيل فى حديقة المنزل ولم يكن
يدرى سبب إستدعائه لمقابلة الرئيس لكنه كما يقول فى مزكراته توقع أن يكون لأمر هام
وخطير فكان من عادة السيد الرئيس فى شهر رمضان ألا
يقابل
مسئولاً إلا بعد الإفطار وبعد حوار قصير عن الموقف أبلغه سيادة الرئيس بقرار تعيينه وزيراً للحربيه إعتباراً من ذلك اليوم وفى نفس الوقت كلفه بإعداد القوات المسلحه للقتال بخطه
مصريه خالصه تنفذها القوات المسلحه
لتخلص بها الوطن من الإحتلال الصهيونى
هاهو أحمد إسماعيل يعود ليرتدى بدلته
العسكريه وزيرا للدفاع وقائدا لمعركة إسترداد الأرض والعرض رغم أن وزير الدفاع
اللى أبلغه بعزله من منصبه كرئيس للأركان أيام عبدالناصر كان أحمد إسماعيل طلب منه
لو قامت الحرب بيننا وبين اليهود فكل أمنيته أن يحارب مع الجيش المصرى ولو برتبة
جندى
كانت آخر مرة خدمت فيها
يوم 12/ 9/ 1969 عندما إستدعانى وزير الحربية
وأبلغنى
بقرار إعفائى من منصبى كرئيس للأركان، وبرغم مضى أكثر من خمس سنوات فإننى لا أزال أذكر أننى قلت لوزير الحربية لحظتها «كل
ما رجوته أن أتمكن من الاشتراك
كان أحمد إسماعيل يتقاضى معاش لواء
متقاعد لكن بعد تولى السادات لمقاليد الحكم فورا قرر رفع المعاش لمعاش وزير سابق
ويمكن النقطه دى تحديدا فهم منها أحمد إسماعيل أنه خلاص لن يعود للخدمه فى صفوف
الجيش مره أخرى
فى فجر 14 مايو 1971 أصدر الرئيس محمد أنور السادات قراراً
بتعيينه رئيساً
للمخابرات
العامه
كانت القوات المسلحه المصريه تعانى مشاكل عديده تطلبت وضع أولويات لها وفق خطه سليمه
وبدقه
ومن
هذه المشاكل على سبيل المثال
أولاً : مضى 5 سنوات والقوات المسلحه رابضه فى
خنادقها على جبهة القناه وبهذا
أصبح
الأفراد مهددين بما يُطلق عليه عسكريّا مرض الخنادق من طول المده وذلك أمر خطير يؤثر على الروح المعنويه وكفاءة القتال
ثانيا : السياسه دخلت إلى القوات المسلحه من
الباب الخلفى لكثرة الأحاديث السياسيه من غير المختصين
وأهتزت الثقه وتخلخلت فى نفوس بعض القاده وبين
صفوف
القوات المسلحه بحيث لاح مرض التراخى شبحاً يوسوس بعدم المقدره على أى عمل قتالى
ثالثاً : نتيجة ما سبق وهو فى الوقت نفسه بالغ الأهميه أصبحت
كفاءة الخطه الدفاعيه عن الدوله موضع شك وساءت التجهيزات الهندسيه وأُهمل العمل
تماماً فى تحسين أوضاع القوات
بحيث صار الحال فى مواقع الجبهه بغير تجاوز دون
المستوى
المطلوب وترتيباً على ما وجد من مشاكل وبخطه مدروسه ذات أهداف محدده واضحه كان
حديث المشير الذهبى مع قادة الجيش أن القضية لن تُحل إلا بالحرب لكن البعض كان يبتسم
كأنه يتحدث عن خيال لأنهم كانوا قد وصلوا إلى درجه
أقتنعوا
معها بأنه لا قدره على ذلك الحل
وعندما
كان يقال إن مصر وسوريا ستتحدان فى عمل مشترك ضد العدو كانت الظروف المتشككه عارضه ولن تفتّ فى عضد الرجال ولن تؤثر فى
معدن الإنسان المصرى الذى حارب وأنتصر عبر
العصور
ذهب أسماعيل لمنزله وفى داخل غرفة
نومه أستدعى نجليه محمد ظابط المخابرات السابق الذى انتقل للعمل بالخارجيه عقب
تولى والده مسئولية المخابرات العامه وسيف الطالب وأخبرهم بأن السادات عينه وزيراً للحربيه فقال له محمد هل وافقت ؟؟؟ فرد إسماعيل أيوه فقال محمد لو وافقت تكون غلطان لأنك لو أنتصرت
فلن تكون صاحب الأنتصار وإذا خسرت فستكون فى وجه المدفع وستتحمل الخساره كامله فقال
له لو كل واحد قال هذا فلن تحارب مصر وأنا
وافقت من أجل بلدى ثم وجد أبنه سيف يبكى بشده خوفا عليه وأعتبر المقربون من أحمد
إسماعيل أنه من
الغريب
أن يوافق من يشغل منصب مدير المخابرات على تولى قيادة جيش متهالك ومن المحتمل ألا يكسب الحرب وأن تتكرر هزيمة 1967 وبدأ تنفيذ الخطة فى ظل الإمكانيات الموجوده فى الجيش
وتطورت الفكره وعرض على القوات المسلحه
وأصر على الحصول على تصريح مكتوب من الرئيس
السادات
وذكرت هذه القصه بالتفصيل فى سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب وعندما ذهب إلى الجيش وأجتمع
بكل القاده قال لهم يا جماعه نحن الآن نريد أن نحارب
ماذا نفعل لكل واحد من أصغر عسكرى لأكبر ضابط ؟؟؟
وطاف الجبهه
بالكامل يردد مقولته الشهيره السلاح
بالرجل وليس الرجل بالسلاح
حان الآن أن نعلم ماذا يحكى لنا التاريخ بعد تولى أحمد إسماعيل
قيادة الجيشين المصرى والسورى ليصبح قائدا عاما لهم لكن أصابعى بدأت تؤلمنى
فأستأذنكم فى لقاء قادم متى شاء الله مع الحلقه الأخيره من هذه السيرة العطره
جنرال بهاء الشامى
شكرا يا جنرال
ردحذف