المشير الذهبى رقم 29 والحلقه الأخيره

عوده بشوق ولهفه للقاء مع الأبحار فى عِطر سيرة مشيرنا الذهبى أحمد إسماعيل وكنا قد توقفنا الحلقة الماضيه عند تولى مشيرنا القياده العامه  للجيشيين المصرى والسورى 

بعد تعينه قائداً عاماً للجيشين المصرى والسورى وخلال الفتره مابين تعينه وزيرا للحربيه وقيام حرب أكتوبر المجيده ياأم وسط لولبى ياآيات ياعرابى ياعاهرة التاريخ الحديث  زار سوريا 5 مرات  بهدف تنسيق جهود القوات المسلحه فى البلدين للقيام بعمل عسكرى مشترك فى إطار الأتفاق السياسى بين كل من الرئيس محمد أنور السادات والرئيس حافظ الأسد وكانت الزياره الأولى من 10 إلى 13 فبراير عام 1972م  وكانت أهدافها مراجعة الخطه والتخطيط لعمليات الردع والإعداد لعمليات هجوميه مشتركه وأستقبله الرئيس حافظ الأسد وتبادلا وجهات النظر فى الموقف ثم تبادل الآراء مع اللواء مصطفى طلاس والقاده العسكريين السوريين وذلك على ضوء الأقتناع الكامل بعدم جدية الحل السلمى وخُصصت بعض المهام للقوات المسلحه السوريه وهى نفس المهام التى صدرت بها أوامر للقوات المسلحه المصريه فى أولى جلساته مع القاده

يوم 10 نوفمبر عام 1972 سافر حمد إسماعيل لسوريا وكان معه اللواء محمد عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحه واللواء حسن الجريدلى سكرتير عام وزارة الحربيه وسكرتيره العسكرى حمدى الجندى وقضوا فى سوريا 3 أيام أجتمعوا فيها مع الرئيس حافظ الأسد لمدة 3 ساعات منفردين وطلب حافظ الأسد أن يكون الأجتماع منفرداً وأمر الجميع أن يتركوا المكتب بمن فيهم وزير الدفاع السورى وتحدث مع إسماعيل  عن الحرب التى نخطط لها وبعد هذه المقابله وافق الأسد على دخول سوريا الحرب مع مصر وظلوا خلال ثلاث ساعات يتناقشون فى كيفية التنسيق بين البلدين وعدم تخلى أى منهما عن الآخر فى الحرب وأتفقوا على ذلك وهو ما يفسر تطوير مصر للهجوم على إسرائيل أثناء الحرب يوم 14 أكتوبر عام 1973 لتخفيف الضغط عن الجبهه السوريه التى كانت إسرائيل أقتربت من السيطره عليها

بدأ  العد التنازلى للحرب كانت الأيام تقترب من ساعة الصفر وأضطر مشيرنا  للسفر لسوريا يوم الثلاثاء السابق ليوم السبت الذى حدد لبدء العمليات العسكريه وعاد  فى اليوم نفسه وكان الهدف من الزياره تحديد ساعة الصفر والأتفاق عليها وعاد لمصر وفى اليوم التالى ذهب ومعه سيف أبنه الأصغر إلى أحد أقاربهم  للإفطار معهم فى شهر رمضان وأثناء ذهابهم  فى الطريق إليهم قال لنجله سيف  أنى أريد زيارة قبر والدى وهناك دار حوار وقال له أسمع ياسيف  أحتمال أكون هنا بعد أيام قليله وأُدفن بجوار جدك  فلم يرد سيف وألتزم الصمت والدخول فى حالة خوف على والده فقال له   أريد أن أقول لك شيئاً إننى مخلص للبلد وأبذل قصارى جهدى لخدمته

 كان  سيف كما قال فى حديثه مع جريدة الشروق بعد تكريم عبد الفتاح السيسى لوالده يوم 7 أكتوبر 2017م  يشعر أن شيئا مهمّا أو حربا ستقع خلال الأيام المقبله خصوصا بسبب زيارة والده  المتقطعه إلى المنزل فى شهر رمضان حيث كان المعتاد أن يوجد على الإفطار مع الأسره وكان لا يوجد أحد فى المنزل سوى مشيرنا  وسيف وكان دائما يرتدى ملابس الميدان  ويستقل سياره جيب وليس السياره العاديه كل هذا كان يؤكد لسيف أن مصر ستدخل حالة حرب 

 حدث يوم 5 أكتوبر أن أتصل  سيف وأبلغ والده أن حركة الطيران من وإلى مصر ومن وإلى جميع أنحاء العالم توقفت وقال إنه علم بذلك عندما ذهب إلى مطار القاهره لإستقبال والدته العائده من لندن وشقيقه الأكبر محمد أيضا العائد على طائرة ليبيا الساعة 8 مساءاً فى اليوم نفسه وأنتظر شقيقه محمد فلم يأت ووجد حاله من الهرج والمرج فى المطار ووجد عددا كبيرا من الناس وشعر سيف بشىء غير مطمئن فتوجه إلى الشرطه العسكريه وسأل ضابط مصر للطيران  الذى أخبره أن جميع الرحلات من وإلى مصر متوقفه

عاد  سيف  على الفور إلى المنزل وأتصل بالسكرتاريه وأبلغ والده فوراً  بوقف حركة الطيران فأتصل مشيرنا  باللواء أحمد نوح وكان وقتها وزيراً للطيران وطلب منه  عودة الطيران المدنى إلى حركته الطبيعيه وفعلا عادت بعد ساعه بعدها أخبر الرئيس السادات بما حدث فجن جنون السادات وحكيت لحضرتك القصه دى فى سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب بالتفصيل وماذا دار بين السادات والشاذلى

كانت زوجته السيده سماح الشلقامى قد سافرت للندن قبل الحرب بأسابيع للعلاج من ورم فى يدها وعَمَل فحص شامل عند طبيبها المختص هناك وكان مشيرنا رافضاً فكرة السفر تحسباً لإندلاع الحرب دون أن يخبرها  أسباباً للرفض لكن أمام إصرارها على السفر للعلاج وافق شريطة أن تعود بأسرع وقت وبمجرد إجراء العمليه الجراحيه

 سافرت ومعها أبنتيها  نيرمين ودينا وأجرت العمليه وفى اليوم التالى من إجراء العمليه وجدت مدير مكتب المشير لديها فى المستشفى يبلغها أن مشيرنا مسافر مأموريه ويطلب منها العوده لمصر فقالت له إنها لن تتمكن من الخروج من المستشفى قبل يومين أو ثلاثه فقال لها أحمد بك يريد عودتك إلى مصر فوراً ولم تعرف أى شىء عن الحرب وكان الرئيس أنور السادات هو الذى أرسل إليها مدير مكتب المشير وذكرت القصه بالتفصيل على صفحتى العامه فى البوست الشهير الذى سرقه الفيسبوك كله بدون مايعرفوا يردوا على أ ى إستفسار ومعاك الرابط

https://www.facebook.com/Genral.Bahaa.ELshamy/photos/a.1820612091514531/2162840230625047/?type=3&__tn__=-R

كرمه السادات وتمت ترقيته وهو قادة الجيش كلهم فى قاعة مجلس الشعب فى الخطاب الشهير أمام العالم كله كأفضل مايكون التكريم والعرفان بالجميل لرجل بذل حياته فى سبيل عودة أرض وعرض وطنه المغتصب

كنت قلتلك فى أولى حلقات السلسله أنه كان يبيت فى كشك خشبى فى صحراء الأسماعيليه فى السقيع والبرد  لمتابعة أحوال الجبهه وأصيب أثناء ذلك بألتهاب رئوى حاد وتطورت الحاله حتى أصيب بسرطان الرئه وفارق الحياه يوم الأربعاء ثانى أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عاما فى أحد مستشفيات لندن بعد أيام من إختيار مجلة الجيش الأمريكى له كواحد من ضمن 50 شخصيه عسكريه عالميه أضافت للحرب تكتيكاً جديداً

على مدار 30عاماً هى فترة حكم مبارك لم يُذكر أسم أحمد إسماعيل فى أى مناسبه أنه كان وزيرا لدفاع الجيش المصرى فترة حرب أكتوبر وأتخلقت أجيال وهى لاتعرف من قائد حرب أكتوبر العسكريه وركزت الآله الأعلاميه على صاحب الضربه الجويه فقط وأختزلت بطولات حرب أكتوبر المجيده فى شخص قائد الضربه الجويه 

ظل التاريخ يظلم ويتجاهل هذا البطل حتى يوم 7 أكتوبر 2017 م عندما خصص عبدالفتاح السيسى يوماً خاصاً لتكريم إسرة أحمد إسماعيل وهرعت عدسات المصورين والصحفيين لينالوا شرف إجراء الحوارات الصحفيه مع زوجته وأبنائه وأحفاده فى يوم مهيب هو يوم الشهيد أحمد إسماعيل  

السيدات والساده كنا معكم على مدار شهور وتحضير منذ عامان ونصف لهذه السلسله من المقالات عن طيب وخالد الذكر مشيرنا الذهبى أحمد بك إسماعيل الذى ظلمه مبارك بعد وفاته ولم يذكره فى عهده  كوزير للحربيه ولو مره واحده على مدار 30 عاماً تكريسا للأسطوره الكرتونيه صاحب الضربه الجويه حتى أصبحت الأجيال الحاليه لاتعلم من هم أبطال الحرب الحقيقيين ورغم إعترافنا أن مبارك كان أحد قادة الأسلحه فى حرب أكتوبر لكنه لم يكن بطلها الوحيد كما حاول تزوير التاريخ ليأتى رئيس لديه حس عاطفى ووفاء تاريخى ليعيد لتاريخ هذا الرجل وضعه الطبيعى كأول وأهم أبطال حرب أكتوبر العسكريين لأن التاريخ لاينسى أبطال حرب أكتوبر السياسيين وعلى رأسهم الزعيم الراحل أنور السادات صاحب قرار الحرب وجيش سياسى من رجال الخارجيه المصريه لابأس به لايقل أهميه عن رجال المعركه ورغم أننا حاولنا أن نكون منصفين لكن الصفحات والسطور لم تكفينا وأختصرنا بقدر المستطاع لعدم الأطاله والمط السردى آملين أن نكون وضعنا شهادتنا المتواضعه فى تاريخ هذا العملاق وحان وقت فراقكم فى هذه السيره العطره لنلتقيكم مره أخرى فى سيره أخرى لأحد عناقيدنا الذهبيه 

كان معكم كالمعتاد أبطال فريق مصر أم الكون 

مدام / جميله سعيد رئيسة الفريق

مدام / تمر حنه وكيلة رئيسة الفريق

مدام / خديجه حسين محرره ومراجعه تاريخيه

مدام / أسرار أم مياده ومحمد ظباطنا الحلوين

دكتور / جون نبيل

المهندس / سمير حجازى

الأستاذ / محمد على الشهير بميدو الفيلسوف

وكان معكم ومعهم وناشراً رسمياً عنهم

جنرال بهاء الشامى  

وإلى لقاء قادم أن شاء الله مع عنقود آخر من عناقيدنا المصريه الذهبيه